#رواية_روز
#بقلمي_مي__الخليل
شكرا جدا لكل يلي تابعوني ومنتظرين 🙋😍
الفصل الرابع
ذكريات مبعثرة
- صغيرَتي إلينا كيفَ لي أن أحتَمِلَ آلامَكِ تلك ؟! ، وغُربَتَكِ ، طفولَتَكِ المبتورةِ ، وأحلامَكِ المسروقةِ مَن سَيُعيدُها لكِ ؟! أسئِلَتَكِ التي تعصِفُ في دمي كَسكِّينٍ تُقَطِّعُ شراييني ، دَمعَتَكِ التي تَحرِقُني كيفَ لي أَن أمسَحَها ؟! 💔
أَشْلَائيَ المُبعثرةَ مَن يُلَملِمُها ؟؟! وروحيَ الهائمةَ في بحارِ حُزنِ مَن يواسيها ، هل كُتِبَ عليكِ الشَّتاتُ الذي كُتِبَ عليَّ ؟ أهٍ يا صغيرَتي كم أرى نَفسي فيكِ ! كم أتأَلَّمُ لِأَجلِكِ ! أتُراكِ تَشعُرينَ بذلك أتُراها عيناكِ البريئَةِ تُبصِرُ مُعاناتي ! وهل قلبُكِ النَّقيُّ يشوبُهُ حُزني وخَوفي وقلَقي ! وهل تُراكِ تُحِسِّينَ يُتمي !؟ أنتِ اليَتْيمَةُ المَحرومَةُ حقَّاً ! ذاكَ هو السِّرُّ الذي يَربِطُني بكِ أكثَرَ وأكثَرَ ،
مَن مِنَّا يا تُرى الأَشَدُّ يُتْماً وحِرْماناً ؟ أنا التي أعيشُ وحيدَةً و أبَواي هنافي إحدى بِقاعِ الأرضِ يتَنَفَّسان الهَواءَ الذي أَتنفَّسُ ، يأكُلانِ ويشربان ، ويُبْصِرانِ نورَ الصَّباحِ الذي أُبْصِرُ ؟! أَم إلينا التي حُرِمَت أُمَّها قبلَ أَن تحتَضنها]ولو مرَّةً واحِدَةً ولَم تُبصِرْها عيناها مُذ أبصَرَتِ الحياةَ ، ولَم تَلْمُسْ حنانَ والِدها مُذ فَرَّقَتُهُم الأقدارُ جميعاً ، وكأنَّهُ رأى فيها سبَباً لِرَحيلِ أُمِّها ، لم يَستَطِعْ رُؤيتَها ولا تَقَبُّلِ وجودِها ، ظلَّ لأشهُرٍ رافِضاً حتَّى السُّؤالَ عنها ، اعتَنَتْ فيها أُخُتُهُ حنان التي منَحَتْهَا رِعايَةً واهتِماماً كَبيرَينِ كأَولادِها ، مسكينَةٌ يا صَغيرَتي فَرحَتُنا بِقدومِكِ كانَت فَجيعَةً كُبرى
- حينَ يبْلُغُ بِنا الأسى حَدَّ الانهِزامِ الكامِلِ أمامَ فَجائِعِنا ، وحينَ يَهوي بِنا الانكِسارُ درجَةَ الإطاحَةِ بِكُلِّ ما بَقيَ لنا بعدَ خساراتِنا الكُبرى التي لا تُعَوَّضُ ، نُصْبِححُ عاجِزينَ أبداً أن نَسْتَوعِبَ ما يَحدُثُ لنا ، فلا نَعودُ قادِرينَ على التَّحَكُّمِ بِقراراتِنا ولا تَصَرُّفاتِنا - ...
فَرَّقَتْني الغُربَةُ عن والِدَيَّ ، وأهداكِ الموتُ لي حينَ أَهدَتْهُ الحياةُ تلكَ الزَّهرةُ الفَتيَّةُ ، بل حين سرقَ ذاكَ الشبابُ النَّضِرُ في غَفلَةٍ من الزَّمَنِ . يالَ سُخريَةِ القَدَرِ ! .
كُنَّا لا نزالُ في الثاَّنويَّةِ عندما تعرَّفَت على حَسان ، وأُعْجِبَت بهِ ، هي نور صَديقَتي بَل أكثر ، أُختي بَل أكثر ، رَفيقَةُ دَربي ، تَوءَمُ روحي وبعدُ أكثر ، شريكةُ طفولَتي وأيَّامُ الصِّبا - آهٍ نور.... أينَ أنتِ اليَومَ ؟ - كم أَفتَقِدُكِ ! كم أشتاقُكِ ! كم أحُنُّ لِأَيَّامِنا ، وأحلامٍ رسَمْناها على شاطِئِ الحياةِ بِرِمالِ الأَملِ نَحَتْناها ، لأمانٍ وُلِدَت وكَبُرَت معنا !
نور كانَت أجمَلُنا نحنُ الخَمسةُ .. جودي وتالا وصَبا وأنا روز ، وكانَ لَقَبُها حَسْناءُ الشِّلَةِ ، حيثُ ابتدَعنا منذُ صِغَرِنا لقباً لِكُلِّ واحِدَةٍ منَّا ، وهي كانَت الحَسْناءُ فعلاً لِرِقَّتِها وجمالِها المُلفِتِ حقَّاً ، جمالُها المَمْزُوجِ بِطيبَتِها وقلبِها الكبيرِ الذي يَملأُ الدُّنيا حُبَّاً وبَهجَةً ، جمالُ روحِها ، وأخلاقِها اللذين يجعلان كُلَّ مَن يتعرَّفُ إلَيها يُعجَبُ بشَخصيَّتِها بَل ويتعلَّقُ بها ويُحِبُّها ، كانَت كَنَجمةٍ مُتلَألئةً ، كفراشَةٍ مقبِلَةً على الحياةِ مُفعَمةً بِحَنانِ الدُّنيا بأسرِها .
تعرَّفَت على حَسانٍ في محلِّ ألبِسَةٍ افْتُتِحَ على طريقِ مدرسَتِنا ، وكانَ حَسان مَن افتَتحَهُ ، وهيَ مَلِكَةُ الأناقةِ كانَ لا بُدَّ أن تَلْفِتَهاأَناقَةُ ذَلكَ المحلِّ ، صارَت تتَرَدَّدُ إليهِ يوميَّاً حتى لو لم تُرِد شِراءَ أيِّ شيءٍ ، وكنتُ معَها دائماً ، وأيُّ قَدَرٍ ساقَ حَسان إلى ذلك الطَّريقِ وإلى ذَلكَ الحُبِّ !
منذُ البِدايةِ لاحظتُ اهتمامَهُ الخَفيِّ بها ، ونظَراتِهِ المَليئَةِ بالإعجابِ ، ومُعامَلَتَهُ الخاصَّةِ لها ، ومُحاولَتِهِ الحَديثَ معها ، لَكِنَّها ما أولَتْهُ اهتماماً ولعلَّها ما شَعَرَت بِإعجابِهِ ، عن قصدٍ أو غيرِ قصدٍ ، كانَت مَهْوُوسَةً بالموضةِ والأزياءِ ، ولَم تُلق بَالاً لِكَثرَةِ كلامِهِ معها ، ولَم أُخْبِرْها بما أَحسَسْتُهُ وما لَمَسْتُهُ من إعجابِهِ الذي بدا واضِحاً يوماً بعدَ يومٍ ، رُبَّما لِأنَّني ... على كُلِّ حالٍ ما أَرَدْتُ اسْتِبَاقَ الأُمورِ ، ولا اتِّهامَهُ بأيِّ شيء ، فَأنا لا أَعرِفُهُ ، ولا يَحِقُّ لي الحُكْمَ عليهِ من نظراتٍ أو من مُجرَّدِ إحساسٍ راودَني .
مَرَّتِ الأيَّامُ ، وبَعدَها الأسابيعُ والتَّوَتُّرُ سيِّدُ الموقِفِ في كُلِّ جَلَساتِنا التي واظَبْنا عليها منذُ سنواتٍ طِوالٍ ، حتَّى في تلكَ المَرحَلةِ من حياتِنا حيثُ كُنَّا في ثانويَّةٍ عامَّة أي ما يُسَمُّينَهُ تقريرُ مصيرٍ هكذا كانَ الجميعُ يقولونَ كي يُحَفِّزونَنا على الدِّراسَةِ والمُذاكَرةِ ، كُنَّا نَجتَمِعُ كُلَّ أُسبوعٍ مَرَّةً في مَنزلي الذي على الشَّاطئِ ، على الرَّغمِ من أنَّني وَقتَها كنتُ لا أزالُ أعيشُ في بيتِ جَدِّي ، إلَّا أنَّنا جميعاً كُنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ البيتَ ، واتَّخذْناهُ مَقرَّاً لِاجتِماعاتِنا كما كانَت تالا تقولُ دوماً ، من كُلِّ أسبوعٍ نَسرِقُ يوماً منَ الزَّمانِ ، ساعاتٍ من العُمرِ نَختَلِسُها ، لحظَاتٌ من فرَحٍ نَختَلِقُها نتَبرَّأُ خِلالَها من كُلِّ ما يَجثُمُ فوقَ صدورِنا من حُطامِ الدُّنيا البائسةِ ، نُزيحُ عن أَرواحِنا ستائرَ الحُزنِ لِنُفسِحَ المجالَ لِنْورِ اليَقينِ أن يَتَسَرَّبَ إلى أعماقِنا
– لا يُسقِطُ عن وجوهِنا الأَقنِعةَ إلا كَفُّ صَديقٍ –
(صديق) لتلكَ الكلِمةِ رنينٌ خاصٌّ في مَسمَعي ، وَوقعٌ مُميَّزٌ في روحي ، أجمَلُ ما أهدَتني الحياةُ ، وأكثرُ ما أَغدَقَت عليَّ من نِعَمٍ (صديق) سكنَت روحي لِصِدْقِهِ ، وأَمِنْتُ لوفائِهِ تالا وصَبا ونور وجودي كُلُّ واحِدَةٍ منهُنَّ قِطعَةً من قلبي، ❤ كُنَّا نَجتَمِعُ ونُمضي ساعاتِ ذلكَ اليومِ غارقاتَ في دَوَّامَةِ الأحاديثِ التي لا تَنتَهي ،فرِحات َمُتألِّمات دامِعات ، كُلُّ واحِدَةٍ تُفضي بما عندَها من أسرارٍ وأخبارٍ وأحزانٍ حبَسَتها في قلبِها ، لِتَنثُرَها بينَ جُدرانِ ذَلكَ البيتِ الذي سَمَّيناهُ بيتَ الأسرارِ ، ومازالَ إلى اليومِ يَشهَدُ على حكايانا التي خَطَّت سطورَها الأولى في ثَناياهُ بَل في كُلِّ زاويةٍ منهُ رسَمَت حرفاً من حروفِ قصَّتِنا التي نَسَجْناها بِدَمَعاتٍ وضَحِكاتٍ ولوعاتٍ وآهاتٍ ، قضَينا تلكَ الأيَّامِ نَسردُ حِكاياتِنا وأخبارَنا حتَّى صِرنا كَكِتابٍ مفتوحٍ ،كِتابٌ من خَمسِ صفحاتٍ خُطَّ بِمِحْبَرةِ الصَّداقَةِ التي ما نَضُبَ يوماً حِبرُها .
أمتَعَتنا جودي بِعَزفِها البَديعِ على الكَمانِ، وصَوتِها الحنونِ الذي أبكاني مِراراً وأَسعَدَني وطارَ بنا فوقَ السَّحابِ ، وأتحفَتنا صَبا بِفَلسَفَتِها في الحياةِ حيثُ كانَت لا تُبالي بشيءٍ ، ولا تُلقي بَالاً لِحُزنٍ ولا فرَحٍ ولا وجَعٍ ، لَم تكُن يائسَةً بَل مُتصالِحَةً مع نَفسِها ومع الحياةِ كَزَهرَةٍ فاردَةً أوراقَها لِلشَّمسِ تُداعِبُها بحنوٍّ ، وللرِّيح تَحمِلُها حيثُ تشاءُ ، كانَت بَاسِمَةً دائماً بَل ضاحِكَةً مُسْتَبْشِرةً مُشرِقةً كَنَجمةٍ تُحِبُّ فلسَفةَ كُلِّ شيءٍ في الحياةِ ، وتَفسيرُ أيِّ حدَثٍ على أنَّهُ إشاراتٍ من القدَرِ لَنا وعلينا أن نأخُذَها بعينِ الاعتِبارِ وهكذا تُمضي اليومَ كُلَّهُ مُحاولَةً إقناعَنا بفلسَفَتِها الخاصَّةِ بِاسْلوبٍ ساخرٍ مَرِحٍ،😍 بالإضافَةِ طبعاً إلى نصائِحِها التي تُمليها علينا بِحَماسَتِها التي ما فارَقَتْها أبداً مَهما عَصَفَت بها الهمومُ ، أما نور فكانَت تَحكي لنا عن رغبَتِها بِدراسَةِ الحقوقِ كي تُساعِدَ والِدَها الذي كانَ رَجُلَ أعمالٍ معروفً ولَديهِ شَركاتٍ ضَخمةٍ ، ويُريدها أن تكونَ مُديرةَ الشؤونِ القانونيَّةِ في تلكَ الشَرِكاتِ ، وعن هَوَسِها بالموضةِ والأزياءِ ، وعن فارسِ أحلامِها الذي تَنتَظِرهُ ليحمِلَها على أجنِحَةِ الفرَحِ ويَطيرَ بها فوقَ الغيومِ😔، وتالا حَكيمَةُ الشِّلةِ هكذا كانَ لقَبُها لِنُضجِها ، وسِعَةِ صَدرِها ، وحِكمَتَها في تقديرِ الأُمورِ ، لِصَبرِها واحتِوائها الجَميعِ دونَ تذَمُّرٍ أو شكوى ، كانَت تَسْعى لِدراسَةِ الطِّبِّ ولَطالَما حدَّثتنا عن رغبَتِها تلك ، وعن الصُّعوبات التي تواجِهُها في سبيلِ ذَلكَ الحُلُمِ بِسبَبِ ظُروفِ عائلَتِها الماديَّةِ والاجتماعيَةِ ، بَل ولَطَالَما أغدَقت علينا بنصائحِها الطِّبِيَةِ والصِّحيَّةِ التي تجمَعُها خلالَ الأُسبوعِ لِتُلقيها علينا ، وَحيدَةٌ لِوالِدَيها ، لَكِنَّها ما شَعرَت يوماً بوَحدَةٍ وكُنَّا جميعاً أخواتُها ، دوماً حدَّثتنا عن سعادَتِها بينَنا ، وعدَمِ إحساسِها بأنَّ لا إخوَةَ لها بَل اعتبرتنا دوما عائلَتَها التي تُحِبُّها وتَحْسُدُ نفسَها عليها ، ونحنُ نُبادِلُها المشاعِرَ ذاتَها ، يالِ طيبَتِها ، وعذوبَةِ روحِها وبياضِ قلبِها ، هي من أُسرَةٍ فَقيرَةٍ لَكِنَّها ما أَشعرَت أحداً بذَلكَ يوماً ، ولا اشتَكَت ولا تمَنَّت ما ليسَ بمَقدورِها ، تالا .. فعلاً أنتِ حكيمَة . أما عني أنا روز فكنتُ أُطلِعُهُنَّ على آخرِ ما خَطَّ قلَمي من قِصَصٍ أو مقطوعاتٍ نثريَّةٍ .
وتَمضي ساعاتُ ذَلكَ اليومِ مُمتِعَةً ، وتَرحَلُ على عَجلٍ ، وكأنَّ السَّعادَةَ حُكِمَ عليها بِقِصَرِ العُمرِ ، تأتي وتَمضي دونَ أن نُدرِكَها
– إنَّ السَّعادَةَ اكتِشافٌ مُتَأخِّرٌ –
ونحنُ اليومَ وبعدَ مُضي كُلِّ تلكَ الإعوامِ نُدرِكُ كَم كُنَّا سُعداءَ في الزَّمَنِ الذي ظَنَنَّا فيهِ أنَّنا تُعسَاءَ حَقَّاً ، لَم نَكُن نَدرِ ما يُخَبِّئُُ لَنا القدَرُ في جُعبَتِهِ من خبايا .
من هناك من ذَلكَ المكانِ المُقَدَّسِ بالنِّسبَةِ لَنا كانَت انطِلاقَتُنا للحياةِ ، كانَ هوَ الجسرُ الذي عَبَرنا من خلالِهِ إلى الضِّفَةِ الأخرى لنَستَقبِلَ أولَ شُعاعٍ من شمسٍ سَتُشرِقُ حيناً لِتُسقِطَ أشِعَّتَها الذَّهَبيَّةِ على أحلامِنا التي كانَت بعدُ طِفلَةً تلهو على مسرَحِ الحياةِ تركضُ لاهِثةً مُبتَهِجَةً بجمالِ الرَّبيعِ غيرَ عابِئَةٍ بمَن حولَها ، من هُناك من نُقطَةِ النُّورِ البعيدَةِ البعيدَةِ جدَّاً سَعينا وراءَ أقدارِنا بَاسِمينَ مُقبِلينَ على الحياةِ بقليلٍ من الجدِّيَةِ ، وكثيرٍ كثيرٍ من الضَّحِكِ والمَرَحِ ، والخِلافاتِ والشِّجاراتِ الحقيقيةِ تارَةً ، فكثيراً ما اختَلَفْنا ، وتصالَحنا ، والمُفتَعَلَةِ تارةً حيثُ كانَت تالا والتي على الرَّغمِ من أنَّنا سَمَّيناها حَكيمَةَ الشِّلَةِ تهوى إثارةَ الشَّغَبِ ، وتحضيرِ المَقالِبِ والخدَعِ مع جودي ، وتُمَثِّلُ دورَ البريئَةِ المسكينَةِ ، وتُلقي اللَّومَ على جودي التي تَتَعمَّدُ إغاظَتَها فتعتَرِفُ بأنَّها مَن دبَّرَت المَكيدةَ ، وقد تخاصَمَتا مرَّاتٍ عِدَّة بسبَبِ ذلك ، وقضَينا أياماً في مُحاولَةِ إرضائِهِما ، وطبعاً نَنجَحُ في ذلك ، فمنذُ كُنَّا صِغاراً اتَّفَقنا ألَّا نَسمَحَ لِأَيِّ خلافٍ مَهما كان أن يُفَرِّقَنا أو يُعَكِّرَ صَفوَ مَحَبَّتِنا ، وصَداقَتِنا . وأقولُ منذُ كُنَّا صِغاراً نعم ، فقَد بَنَينا أَوَّلَ حَجَرٍ من قَلعَةِ أمانينا حينَ كُنَّا في المَرحَلَةِ الابتدائيَّةِ ، حيثُ تعرَّفنا على بعضِنا حينَ تَشاجَرَت تالا و جودي ِبسبَبِ فَرْقٍ بسيطٍ بينَ درجاتِهِما في مادَّةِ الرِّياضياتِ ، ولولا تَدَخُّلُ المُعَلِّمَةِ لاستَفحَلَ الأَمرُ بينَهُما ، ولوصلَ إلى تَمزيقِ الكُتُبِ ، وشَدِّ الشَّعرِ😂، تالا لَم تقبَل يوماً إلَّا بالمَرْتَبَةِ الأولى بينَنا ونادِراً ما حدَثَ أَن سبَقَها أحدٌ مِنَّا أو حتَّى من رِفاقِنا في الصَّفِ ، بعدَ انتِهاءِ تلكَ المَعرَكَةِ الشَّرِسةِ بينَ تالا وجودي ذهبنا إليها أنا ونور التي كانَت صَديقَتي ، رفيقَةَ دَربي إلى المَدرَسةِ ، وشَريكَةِ في المقعَدِ الدِّراسيِّ ، وجارَتي في حارَتِنا أيضاً ، ذهبنا إلى جودي ، وكانَت لا تَزالُ تَبكي ، حاوَلنا تَهدِئَتِها لَكِنَّها في البِدايَةِ رفضَت حيثُ اتَّهَمَتها تالا بِأنَّها حصَلَت على درَ