maialkhaleel

Share to Social Media

الفصل الثالث عشر
خطوبة
يا حُب لمحة واختفى ... يا قلب يحلم بالدَّفا ... لا تَحزَن رح يبقى الوفا ... يا روح تدور عالصَّفا ... لا تَشتكي بعمرو مادام الجفا ... لا تسألِ وين الوفا ... الوفا ياروح الوفا غاف بِحُضْن الوجَع ... وبيوم رح يوعى من حَر دمعاتِ الحنين ... من قَهر الجفا❤️
اليوم سَيطلبونَ صَبا لِلزَّواجِ ، وستأتي عائلَةُ نِزار لِيَخطبوها رسميَّاً ، بِوِسْعِ الكونِ فرحَتَها ، كُلُّ مَن حولِها يعلَمونَ بِقصَّتِها معَهُ - نِزار وصَبا –الحُبُّ الطُّفوليُّ البَريءُ ، كُلُّ العائلَةِ والأقاربِ يُرَحِّبونَ بهِ ويَسعَدونَ لِأجلِهِ ، ذاكَ الحُبُّ الذي سَمَّوهُ الطُّفوليُّ البريءُ على الرَّغمِ أنَّ عُمرَ وِلادَتِهِ لَم يتجاوزْ السَّنةَ أو أكثرَ قليلاً ، إلَّا أنَّهُ كانَ صادِقاً حَقيقيَّاً عفَويَّاً كالشَّمسِ أشرقَ في حياتِهما ، وحَبا كَطفلٍ يكبرُ على مَهلٍ أسعدَ الجَميعَ بِخطُواتِهِ الأولى ، أحَبَّا البساطةَ في كُلِّ شيءٍ ، تَحرَّرا من كُلِّ القُيودِ ،إلا شخصاً واحِداً لَم يُبالِ بالأمرِ وكأنَّ ليسَ فيهِ ما يَعنيهِ ، أو لا يَخصُّ أخاً لَهُ ، شَخصاً كانَ يَعتَبِرُهُ نِزار بِمَقامِ والِدِهِ ، ولِلأسَفِ خابَ ظَنُّهُ ، لَم يَقبلْ هذا الذي اتَّخذَهُ قُدْوَةً ومَثَلَاً يَهتَديهِ قبلَ أن يُصدَمَ بِحَقيقَتِهِ المُفجِعَةِ طبعاً ... لَم يَقبَلْ حتَّى أن يُمَثِّلَ أمامَ النَّاسِ الذينَ لَم تَخف عليهِم حقيقتَهُ دورَ الأخِ الكبيرِ ، ويذهبَ معَهُ لِيخْطِبَ لَهُ الفتاةَ التي اختارَها ، لَم يقبَلْ أن يُشارِكَهُ فرحةَ عُمْرِهِ الفرحَةَ التي يتمنَّاها كُلُّ أَبٍ لإبنِهِ وكُلُّ أخٍ لِأخيهِ ، لَم يستَطِعْ أن يَنسَى أو على الأقَلِّ يتناسى أحقادَهُ الخفيَّةِ المَدفونةِ اتِّجاهَ مَن أمْضى عُمْرَهُ يتمنَّى رِضاهُ ، ويرتَجي منهُ نظرةَ عَطْفٍ ، ما شَفعَت لَهُ عندَهُ كلِمةً طيِّبةً سَمِعَها منهُ لِقاءَ مُعاملَتِهِ القاسيَةِ وكَلِماتِهِ الجارِحةِ لهُ ، ولا ذكرى جميلة بينَهُما ، أنَّى لَهُ أن ينسى أو يُسامِحَ هوَ الذي انتزَعَ من قلبِهِ الوِدَّ والمحبَّةَ وعوَّضَ بهِما جَبَروتاً وقسوةً ... إنَّهُ راجي الذي ما شَعرَ يوماً بِنَدَمٍ على ضياعِ ابنةٍ لهُ بِعُمرِ الزَّهرِ ، غيَّبَها المَوتُ صبيَّةً بِزَهوَةِ ربيعِها بعدَ أن غيَّبَها هو من حياتِهِ كأيِّ شيءٍ ما عادَ موجوداً ، شيئاً ما عادَ بِحاجَتِهِ ، أيُعقَلُ أن ذاكَ الرَّجُلُ أخاً أو حتَّى أباً ! كيفَ لِعَقْلٍ أن يُصَدِّقَ ! بل كيفَ لِقَلْبٍ أن يَحتَمِلَ ،و يُسَلِّمَ ويَقْتَنِعَ بِوجودِ إنسانٍ كهذا ، إنساناً جُرِّدَ من إنسانيَّتِهِ ، فكيفَ لهُ أن يُبالِي لِنِزار واحتياجاتِهِ وواجِباتِهِ عليهِ كأخٍ ، راجي لَم يَكُن مُعترِضاً على زواجِ نزار من صَبا فقَط بِسبَبِ ما حصلَ بَينَهُما مؤخَّرَاً ، بل لِأنَّ والِدَ صَبا كانَ مِمَّن وقَفوا ضِدَّهُ وليسَ هذا فَحسب إذ قامَ بِرَفْعِ دعاوي عليهِ وصارَت المَحاكِمُ هي الفَصلُ في تلكَ القضايا ، وكانَ ذَلكَ من سنواتٍ فبأيِّ وَجْهٍ سَيُقابِلَهُ بَل ويخْطِبُ ابنتَهُ لِأخيهِ الذي سبقَتْهُ سُمْعَتُهُ الطَّيِّبَةُ والتي كانَت كَفيلَةً بِحصولِهِ على موافقَةِ والِدِ صَبا الذي هو هذهِ المرَّةَ اعتبرَهُ ابناً لهُ وليسَ صِهْراً ، وزادَ من احتِرامِهِ لَهُ مُعارضَتَهُ لِأخيهِ ووقوفَهُ ضدَّهُ ، وعدَمِ موافقَتِهِ على كُلِّ ما يقومُ بهِ من أعمالٍ غيرَ مشروعَةٍ .
لَم تَكُن الساعَةُ تتَجاوزُ التَّاسِعَةَ صباحاً عندَما اتَّصَلَت بي صَبا تُوقِظُني ، لأكونَ بِجانبِها في هذا اليومِ .
- صَبا حبيبَتي اليومُ هوَ عُطْلَتي وأُريدُ أن أنامَ أرجوكِ ، ألَم يَكفِكِ كُلَّ ما قُمنا بهِ بالأَمسِ من تَحضيراتٍ ! ماذا تُريدينَ بعدُ ؟
- روز باللَّهِ عليكِ كفى كَسَلاً وهيَّا انهَضِي لدينا الكَثيرَ لِنَفْعَلَهُ قبلَ المَساءِ .
- فُستانُكِ مكويَّاً ومُعلَّقاً ينتَظِرُ جنابَكِ لِترتَديهِ مساءً ، وزينَتُكِ ستَكونُ جاهِزةً في الوَقتِ المُحَدَّدِ لا تَخافِي ، وأُمورُ الضِّيافةِ والعَشاءِ أيضاً جاهزةٌ لا تَحتاجُ إلَّا لِبَعضِ التَّرتيباتِ التي لا تَصحُّ إلَّا في مَوعدِها فماذا بَعدُ صَبا ؟ ماذا بَعدُ ؟
ضَحِكَت وقالَت :
نَعَم . نَعَم . أَعلَمُ روز أنَّ كُلَّ الأُمُورِ على أفضَلِ ما يُرامُ ، ولا يَنقصُني إلَّا شيء واحِد فقَط ، أو ... أقولُ لكِ روز ... شيئانِ لا ثالِثَ لَهُما وضَحِكَت بِخُبْثٍ
- ها صَبا وما هذانِ الأمرانِ ؟
قلتُ بِنفاذِ صَبْرٍ
- أوَّلاً أوَّدُ لو نَحتَسي قهوةَ الصَّباحِ على الشاطئِ ، فالجَّوُ رائعٌ جدَّاً روز يُنايدينا لِجلسَةٍ صباحيَّةٍ مُمْتِعَةٍ ... النَّسيمُ مُنعِشٌ والشَّمسُ تُلاطِفُ الرِّمالَ أشعَّتَها الدَّافئَةِ ورطوبَةُ البَحرِ تَبعَثُ في النَّفسِ راحةً هائلَةً
- نَعَم . حسناً . حسناً صَبا هل زارَكِ وَحيُ الشِّعرِ هذا الصَّباحُ وتُريدينَ أن تُلقي عليَّ كُلَّ ما أتحفَكِ بهِ ؟ ها وما هو الأمرُ الثاني الذي تَحتاجينَهُ بَعد ؟
- بَلى زارَني كيفَ عرَفْتِ ، بَل وزوَّدَني بكَمٍّ هائلٍ من الطَّاقةِ الإيجابيَّةِ ، أتعلَمينَ ؟ أشعرُ بِسعادَةٍ لَم أعرِفْها من قبل ، ولا أُريدُ أن أكونَ وَحدي أبداً روز بِكُم تَكتَمِلُ فرحَتي ولَن أقبلَ إلَّا أن نَقضي هذا اليومَ معاً ، وسَتَذهبينَ معي روز لِأشتري هديَّةً مُعتبرَةً لِنزار ها روز أرجوكِ لا تَقولِي أنَّكِ لا تَستَطيعينَ ومَشغولةً لا أدري بِمَ .
- صَبا حبيبَتي ، عُمري ، روحي ، قلبي ، من الطَّبيعيِّ أن تَشعُري بِفرحةٍ لم تعرفيها من قبلُ ، أَم خطَبتِ قبلَ هذهِ المرَّةِ ولَم تُخبرينا ؟ هذا أوَّلاً ... أمَّا ثانياً فَإن سَمَحتِ لي سأفعَلُ كُلَّ ما تَطلُبين ، وسأذهَبُ حيثُ تُريدينَ ، وهل أستَطيعُ اليومَ تَحديداً أن أشغلَ نَفسي بغيرِكِ ، هذا طبعاً إن أذِنتِ لي أن أنهضَ من فِراشي ، وأوقِظَ إلينا وأُنهي أعمالي الضَّروريَّةِ ، نِصفُ ساعةٍ كامِلَةٍ مضَت وأنتِ تَتكلَّمين صَبا تَخيَّلِي ، على هذهِ الحالَةِ لَن نفعلَ شيئاً اليومَ سِوى الرَّغي على الهاتفِ .
قَاطَعَتْني باستِهجانٍ :
لا . لا روز حسناً سَأذهَبُ الآن لَقد أعدَّت أُمي الفَطورَ ، وأنتِ أيضاً تناولِي فَطورَكِ وإلينا ، ولا تَتأخَّريِ ، أنا أخبَرْتُ جودي وتالا وستكونانِ على المَوعدِ .
- حسناً صَبا لن أتأخَّرَ حبيبَتي لا تَقلَقِي ، إلى اللِّقاءِ .
وقبلَ أن أَهُمَّ بالنُّهوضِ رَنينُ هاتفي مُجدَّداً ، إنَّها جودي
- أيُعقَلُ روزأكثرَ من نصفِ ساعةٍ على الهاتِفِ ولَم تَتجاوز العاشرةَ صباحاً ! ليسَ من عادَتكِ ... ها ... قولِ معَ مَن كُنتِ تَصطَبِحينَ على الهاتِفِ ؟أيكونُ ..... ؟
- لا تُكمِلِي جودي ، صباحُ الخَيرِ ، لا تَسرَحِي بِخيالِكِ بعيداً ، إنَّها صَبا ولا أظُنُّكِ يَخفى عليكِ حَديثَها الذي يطولُ ويَطولُ ، ومعَ مَن خِلتِ أتكلَّمُ طوالَ نصفِ ساعةٍ آنِسة جودي ؟
- ممممم ... قلتُ لِنَفسي ...حسناً . حسناً . روز أنْسِي ، نَلْتَقي عندَ الشَّاطئِ كونِي على المَوعدِ .
- تَحتَ أمركِ وأمرُ صَبا أنا .
#بقلمي
أَوصَلْتُ إلينا إلى دَرسِ الرَّسمِ ، يالِ مَشيئةِ الأقدارِ – إلينا - – نور الصَّغيرة – وَرِثَت عن أُمِّها ليسَ فقَط ملامِحَها وشَكلَها بياضَها العادي الهادِئ كما هي ، خَضارَ عينَيها كرَبِيعٍ أشرقَ للتَّوِ نَضارةً وإزهارا ، وليلَ شَعرِها الأسوَدِ الطَّويلِ ، وتناسُقَ جسَدِها النَّحيلِ ، بل وَورِثَت مَحبَّتَها لِلرَّسمِ ، مَوهِبتَها التي وُئِدَت قبلَ أن تُبصِرَ النُّورَ ، مُذ بدأت تُمسِكُ القلمَ بأناملِها الصَّغيرَةِ التقطَت أطرافَ حُلُمٍ كانَ لِروحٍ عاشَت قبلَها في هذا العالَمِ ، كفراشَةٍ تَحومُ حولَ النُّورِ كُلَّما اقتربَت منهُ تلاشَت واحترقَت ، وَرِثَت عِشقَ تلكَ الفراشةِ لِلنُّورِ ، وأكملَت مسيرتَها التي لَم تَبدأها ولَم يُكتَب لها أن تَمشيها ، مُذ بدأت تَخطُّ خربشاتِها الأولى على الورَقِ أيقَنتُ أنَّ تلكَ الخربشاتِ ليسَت إلَّا بِذرةَ الإبداعِ التي زرعَتها الغريزَةُ الإنسانيَّةُ فيها وفي روحِ أُمِّها من قبْلِها ، الشَّمسُ ذاتَ الجدائلَ الذَّهبيَّةِ والعَينَينِ الواسِعتَينِ تُطِلَّانِ على بَحرٍ بابتِسامَةٍ زرقاءَ عريضَةٍ ، لوحةً طفوليَّةً بريئةً بسيطةً بمعانيها ، عميقةً بِأسرارِها ، لا يُمكِنُ إلَّا أن تَدُلَّ على مُستقبَلٍ باهرٍ ينتَظِرُ تلكَ الأنامِلَ السِّحريَةِ
- تأخَّرتِ روز ، أينَ كُنتِ ؟ كُلَّ هذا الوَقتِ معَ إلينا في حِصَّةِ الرَّسمِ !
قالَت تالا مُتسائلَةً .
- دارَ نِقاشٌ بَيني وبَينَ مُدَرِّسَةِ الرَّسمِ حولَ احتِمالِ مُشاركَةِ إلينا في مَعرَضٍ لِرسوماتِ الأطفالِ سيُقامُ قريباً .
حقَّاً ... خبرٌ رائعٌ أليسَ هذا ما كُنتِ تَسعَينَ إلَيهِ وتَتَمَنَّينَهُ ؟
قالَت صَبا
- نَعَم وأنا سَعيدَةٌ جدَّاً ، وبدأتُ أشعرُ أنِّي على وشَكِ تَحقيقِ أكبرَ حُلُمٍ من أحلامي .
نظرَت لي جودي بِدَهشَةٍ :
أحقَّاً روز ! هي أكبرُ أحلامِكِ ؟ !
- ولِمَ لا تكون جودي ؟ وما الغَريبُ في الأمرِ ؟
- لا . لا روز لا غريبَ في الأمرِ ، فقَط أتساءَلُ : ألا تَملُكينَ حُلماً لكِ أنتِ ! من أجلكِ أنتِ وحدَكِ ولا يَخصُّ أحداً مِمَّن تُحِبِّين ؟ !
- بَلا أملكُ جودي ... لَكِن نحنُ الآن لَسنا بِصدَدِتَقسيمِ الأحلامِ ، ما الذي يَخصُّنا وما الذي يَخصُّ غيرَنا ... ها صَبا أخبرِينا عن شعورِكِ الآنَ ، وكيفَ هو استعدادُكِ لِلزِّيارةِ المُرتقبَةِ مساءً ؟ هل مازالَ هُناكَ ما تُريدينَ فعلَهُ قبلَ المَساءِ أَم انتهَيتِ من كُلِّ التَّحضيراتِ ؟
- ألَم أَقُلْ لَكِ روز ! ؟ ... لعلَّكِ نَسيت ؟ يَجِبُ أن أُحضِرَ هديَّةً لِنزار ، وأُريدُكُنَّ أن تَختَرْنَ لي ما هو الأنسَبُ فقد احتَرْتُ في أمري ولا أدري ما الهديَّةُ التي سأشتريها .
- لا صَبا طبعاً لَم أنسَ ، وهل أَجرؤُ أن أنسى ! لَكِن لم تُخْبِرينِي ما المناسبَةُ ، على حَدِّ علمي أنَّ العريسَ هو مَن يُحضِرُ الهدايا لِعروسِهِ في هذا اليوم وليسَ العَكسُ .
- اليومُ هو عيدُ ميلادِهِ ، وأُريدُ أن أُفاجِئَهُ .
قالَت تالا وهي ترتَشِفُ من فُنجانِها وتَضحَكُ :
ياالِ الرومانسيَّةِ كم هي جميلَةٌ
تَبِعتْها جودي بِحَماسِها المُعتادِ :
وااااو كَم أُحِبُّ هذهِ الأجواء ، أعيادُ ميلادٍ وهدايا ومشاوير ، سهراتٌ مُمتِعةٌ كلِماتٌ جميلَةٌ وهَمساتُ حُبٍّ خجولةٍ ، آهٍ يا ربِّي متى سيأتي مَن سأَعيشُ معَهُ هذهِ اللَّحظاتِ الرَّائعَةِ ؟😦
- كَم هيَ واسِعةٌ أحلامُكِ جودي ، مَن تَظُنِّينَ نفسَكِ ؟ أو بالأحرى أينَ تعتقدينَ نَفسَكِ تعيشينَ كي يأتي ذاكَ الفارِسُ المَسحورُ ليَطيرَ بكِ فوقَ السَّحابِ ، ويُهدي لكِ النُّجومَ ويُعَمِّرُ لَكِ بيتاً على القمَرِ ! أنتِ يا حبيبَتي هُنا على الأرضِ أفيقِي لَستِ في عالَمِ الأحلامِ .
قالَت صَبا ضاحِكةً
- تُعجِبُني واقعيَّةُ صَبا ، تَعرِفُ تَماماً ماذا تُريدُ من الحياةِ ، تُدْرِكُ جيِّداً ما هي مُقدِمةٌ عليهِ ، قليلَةٌ هيَ مخاوِفُها ، تُحِبُّ بِصدْقٍ ، ولا تدَعُ الحُبَّ ينجَرِفُ بها إلى حيثُ اللَّا عودةَ ، ظنَّها الكثيرونَ لا تعرِفُ الحُبَّ ولا تُقَدِّرَهُ ، لَكِنَّها في الحَقيقَةِ كانَت تمتَلِكُ قلباً لا يَعرِفُ سِوى الحُبِّ ، لَكِنَّهُ يُفَضِّلُ الحُبَّ العاقِلَ النَّاضِجَ ، ولا يعتَرِفُ بالحُبِّ المَجنونِ والأعمىى ، بل وتعتبِرُهُ إمَّا ماضياً ولَّى أو ما وُجِدَ أبداً ولن يكونَ موجوداً ، أَجِدُني في كثيرٍ من الأحيانِ أُفَكِّرُ تَفكيرَها وأعتَنِقُ فلسفتَها ، بل وأتكلَّمُ بإسلوبِها وتعابيرِها وألفاظِها ومُصطلحاتِها ، وهذا ما حصلَ يومَها عندما قالَت كلِماتِها تلكَ ، مُوَجِّهةً حَديثَها لِجودي الحالِمةِ دوماً وأحلامَها سابِقةً إيَّاها بسنواتٍ ، شَرَدْتُ بِأفكاري قليلاً ثُمَّ قلتُ
جودي يا حبيبَتي اصحِي من أحلامِكِ ، وكفاكِ خيالاً ، نَحنُ هُنا في عالَمٍ واقعيٍّ بَحتٍ ، لا مكانَ فيهِ لخيالاتِكِ وآمالِكِ اللَّامُتناهيَةِ تلكَ ، اصحِي كي لا تُصدَمِي بالحقيقَةِ يوماً ما ، يوماً حتماً هو قادِمٌ، عندما ستَتزوَّجينَ ، ويبدأُ الحُلُمُ بالتَّلاشي شيئاً فشيئاً ، ليسَ بالضَّرورَةِ لِسوء
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.