- ابتعد أيها( الأسود )عن طريقي ، أيها (الأسود) ركز معي قليلاً ، أيها (الأسود) ما الذي أتى بك إلى هنا هل ضللت الطريق ؟!
هكذا كان يعود الطفل لمنزله وهو لا يتذكر غير هذه الكلمة التي أفقدته ابتسامته...
ذات يوم وجده والده مستيقظاً عند منتصف الليل والدموع ملأت عينيه
فسأله : لماذا لم تنم بعد يا راشد ،
فقال له : هل هذا هو اسمي حقاً ؟
تعجب الوالد وقال له : ما بك هل فقدت ذاكرتك ؟!
فرد عليه الطفل : إذن لماذا لا أسمعه إلا عند عودتي للبيت ؟! إن الجميع في الخارج ينادونني بالأسود !
رد عليه والده قائلاً : يا بني إنهم ينادونك بذلك لأن الأسود لون مميز لا يمتلكون مثله فهم يغارون منك
بعدها شعر الإبن بالإرتياح ولم يعلم أن والده يواسيه ليس إلا.... وبعدها صار واثقاً من نفسه حتى صار الأسود لونه المفضل وأصبح فخوراً بكونه من أصحاب البشرة السوداء
مرت الأيام وكبر ذلك الطفل قليلاً وكبرت معه أحلامه فقام بالإنضمام لأحد الأندية الكبرى في العالم وقد كان يمتلك موهبة لا غبار عليها يعترف بها العدو قبل الصديق
ولكن قبل أن يكمل عامه الثاني تم فسخ التعاقد معه بسبب دخوله في مشاحنات مع بعض الجماهير
وعندها خرجت الصحف وكتبت عنه مقالات وعناوين بالخط العريض تصفه فيها بالفاشل صاحب الشخصية الضعيفة والذي جعل العنصرية شماعة يعلق فيها فشله
لقد كان في بيته يقرأ كل تلك الصحف بحسرة كبيرة ولم ينطق بكلمة ، بعدها خرج عن صمته في إحدى القنوات الفضائيه وأوصل رسالته للعالم :
" أنا لست ضعيف الشخصية لكن أتحدى أحدكم أن يلعب لدقيقة واحدة في ملعب كل جماهيره تهتف ضدك وتنعتك بالقرد "
عندها أدرك العالم أن ضحايا العنصرية ربما يكونون أكثر من ضحايا الحروب