كنت بائتاً مع أحد أصدقائي في تلك الليلة
كانت الغيوم تحجب ضوء القمر والضباب الكثيف يغطي جلَّ أنحاء المدينة مما حال دون خروجنا من المنزل واضطرني إلى الذهاب للفراش مبكراً .
وقبيل منتصف الليل سمعت صوت طرق على الباب فنهضت من فراشي بسرعة وقلت في نفسي عساه يكون خيراً وفتحت الباب عندها
وبعد حوار مع الطارق لم يدم سوى بضعة دقائق أغلقت الباب بقوة ..
في تلك اللحظة جاء صديقي مهرولاً وسألني : ماذا حدث ؟ ما الذي جرى ؟!
فقلت له : إنه مجرد قاتل مأجور زارني ..
وقبل أن أكمل كلامي توجه مسرعاً ناحية المطبخ وعاد بعدها حاملاً سكيناً أشبه بالسيف وفأساً عصاه بطول متر تقريباً وقال لي : كن مستعداً ...
فقلت له : لماذا ؟!
فقال لي : يالبرودة أعصابك يا صديقي قاتل مأجور يبحث عن رؤوسنا كما الكنز وأنت تستلقي على السرير !
فقلت له (مبتسماً) : اهدأ وتفضل بالجلوس سأوضح لك ما جرى ، لقد زارني شخص قبل قليل لينقل لي كلاماً مشيناً من أحدهم، فسألته لماذا ينقل مثل هذا الكلام رغم بشاعته الواضحة فقال لي مبرراً أنه مجرد رسول من عند ذلك الشخص ولا علاقة له بأي كلمة
فقلت له : بكم اشتراك ذلك الشخص ؟!
ولكنه لم يرد وظل مواصلاً في كلامه وبدأ ينقل لي كلاماً أبشع عن شخص آخر فقمت بعدها بإغلاق الباب في وجهة..
فرد عليّ صديقي قائلاً : للأسف عذره أقبح من الذنب كما القاتل المأجور الذي يبرر جرائمه بأنه مجرد منفذ فقط ، لكن أنت كدت أن توقف قلبي بكل تلك الدراما
فقلت له : أعتذر إليك يا مرهف الإحساس تصبح على خير والآن دعنا ننام فالوقت قد تأخر ...