ضاقت الأرض بما رحبت على تلك الفتاة وتاهت في مدارات الحياة وحاصرتها الأحداث المؤلمة حتى ظنت ألا ملجأ من الخلاص منها
فقد مات أبوها قبل أعوام وفقدت أمها وإخوتها الصغار في حادث سير قبل عام ولم يتبقى لها إلا أخاها الكبير الذي ينفق عليها ويعينها على الحياة التي أغلقت جل الأبواب في وجهها..
و في أحد الأيام أصاب أخاها الكبير مرض خبيث لم يجد الأطباء له علاجاً فلم يعد قادراً على النهوض من السرير بسببه...
ظلت تلك الفتاة تدعو الله في الصباح والمساء بأن يرفع عن أخيها هذا الداء ، مرت أسابيع ولا يزال أخاها على تلك الحال فبدأت حالته بعدها بالتدهور شيئاً فشيئاً
وعندما رأته على تلك الحال سألت نفسها واليأس يخيم على قلبها والألم بادٍ على عينيها
: لماذا لا يستجيب الله لدعائي المتكرر ؟!
فقررت بعدها أن تبحث في الإنترنت لعلها تجد شئ يخفف الألم على أخيها وبينما هي غارقة في البحث وجدت أحدهم يدعي أنه قادر على حل كل ما عجز عنه البشر وبأسعار زهيدة فترددت قليلاً ولكنها قررت الذهاب إليه في النهاية..
بعد سير متواصل دام لساعة كاملة ومن خلال العنوان وصلت إلى مكان ذلك الشخص أخيراً
فوجدته مجرد خيمة بسيطة فدخلت إليها..
كان صاحب المحل رجل شاب لا تبدو ملامحة واضحة بسبب غزارة شعره وقد كان يحني رأسه إلى الأسفل ويضع أمامه على الطاولة أحجار فيها نقوش غريبة وضفادع ميتة داخل سائل ..
فقام بسؤالها : ماذا تريدين : أن أرد إليك حبيبك أو أعيد إليك زوجك من سفره أو أدمر لك حياة أحدهم أو ....فقاطعته وقالت له : لا أريد أي واحدة من هذه الأشياء كل ما أريده هو شفاء أخي من مرضه
فقال لها : هه هذا أسهل عندي من شربة ماء
خذي هذا السائل في القارورة وصبيه على وجهه عندما يكون نائماً سيصرخ عندها بصوت عالٍ بسبب خروج فيروس المرض من جسمه لذلك لا تتوقفي حتى ينفد كل ما بداخلها وإياك أن تفتحي القارورة إلا عند صبها عليه وسوف يقوم أحدهم بقتلك بعد شفائه بيومين لذلك احذري
فانصرفت تلك الفتاة وعادت إلى منزلها ...
وفي منتصف الليل استيقظت تلك الفتاة ووجدت أخاها يقط في نومٍ عميق فأحضرت القارورة التي بها ذلك السائل عديم اللون وبدأت بصبها على وجهه ، وفي تلك اللحظة بدأ يصرخ بصوت مؤلم شق سكون ذلك الليل قائلاً لها : أختي لااا أختي لاااا ، ولكنها لم تتوقف إلا عندما نفد كل السائل في القارورة
وعندها هب جارهم لنجدتهم ولكن بعد فوات الأوان
فقد وجد البنت تنظر إلى وجه أخيها المتهشم المحترق بفزع
فقام بنقله بسرعة للمستشفى فاتضح بعدها أن ذلك السائل هو حمض الكبريتيك المخفف أو ما يسمى علمياً ب(H2so4) المستخدم بصورة واضحة في بطارية السيارة
وعندما عادت به إلى المنزل وجدت ورقة تحت سريره بها كشف طبي لصباح يوم أمس يثبت شفائه من ذلك المرض الخبيث تماماً
وفي تلك اللحظة تحسرت تلك الفتاة بشدة وتذكرت قول الرسول (صلى الله عليه وسلم ):
" من أتى عرَّافاً أو ساحراً أو كاهناً فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد "
قام أقاربها بالبحث عن ذلك الكاهن ولكن لم يجدوا له أثراً ولكنها لم تعير أي اهتمام للبحث عنه وكأن لسان حالها يقول : وماذا لو وجدته ؟!
هل سيشفي ذلك غليلي أم يعيد أخي كما كان ؟