ضاق الطالب ذرعاً من دراسته فقرر أن يرميها في خانة النسيان وتمدد على فراشه مستلقياً غير مبالٍ بالعواقب...
وعندما رأى والدته في ذلك الصباح الباكر وهي تعد في فطوره المدرسي شعر بالخجل وتأنيب الضمير إلى حدٍ ما ؛ لذلك قرر أن يخبرها تدريجياً دون أن يسبب لها صدمة فقال لها : أليس من الأفضل أن أترك الدراسة فلقد أضعت سنين عمري فيها ولم تقدم لي شئ سوى وجع الرأس ؟
فردت عليه والدته : هل تعرف شجرة الخيزران الصينية؟
فرد عليها الإبن قائلاً : نعم ولكن ما علاقة ذلك بسؤالي ؟!
فقالت له :
إن شجرة الخيزران الصينية
عند زراعة بذورها تسقيها بالماء وتنتظر سنة كاملة ولا ترى نتيجة !!
تظل تسقيها وترعاها لأربعة أعوام ، ولا شئ يظهر !!
في العام الخامس تحدث المفاجأة ...
تنمو في كل يوم ثلاثة أقدام ، لتبلغ تسعين قدماً ، أتعرف ما هو سبب تأخر نموها ؟
فقال لها الإبن : لا
فقالت له : لقد كانت فيما سبق تبني شبكة من الجذور الطويلة لتواجه أشعة الشمس والنور
والآن أنت تبني أساسك مثلها وفي المستقبل القريب ستغدو ذا مكانة بإذن اللّه لذلك صبراً يا ولدي
عندها نهض الإبن متحمساً وقال لأمه : وعداً يا أمي سأجعلك فخورة بي وأخذ أغراضه وتوجه نحو مدرسته وهو تملؤه العزيمة وروح الإنتصار لإستكمال باقي المشوار