عندما تأتي لمجتمعك بفكرة بسيطة ضد شئ معتاد حتى ولو كان منطقياً خاطئاً ستواجه بالصد والإعتراض وربما الإستنكار التام
فما بالك بمن أتى بدين جديد ينفي أصنام كانت تعبد لسنين
مخالف لعادات وحياة يومية الكثير منها باطل تناقلها الآباء والأجداد وغرست فيهم أكثر من جذور شجرة زرعت منذ عشرات السنين
وصفوه بالمجنون وبالشاعر حاربوه بشتى السبل والوسائل
خرج في سبيل ذلك من أرضه مرغماً مظلوماً وعاد إليها متوجاً منتصراً وخاطبهم بأجمل عفو في التاريخ قائلاً :
" اذهبوا فأنتم الطلقاء "
عندها تدرك أن حجم المعاناة والضغط الذي كان يمارس على الرسول صلى الله عليه وسلم ومن أقرب الناس إليه لا يمكن وصفه ولا تكفي الكلمات لكي تعطيه حقه
قمة الثبات وقمة العطاء وقمة القوة وقمة اللين وقمة الأخلاق
إنه سقف صلاح النفس البشرية وليس بأفضل البشر عن عبث بل بجدارة نقشت أحرفها في العقول قبل أن تنقشها في القلوب
وهنا نقف عند قوله تعالى :
" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ "