ربما حان الوقت لتخرج من فتيل الأحزان حتى ولو قادك ذلك الفعل لخوض مغامرة غير مضمونة العواقب لأن المجازفة في هذه الحياة تكون أحياناً هي عدم المجازفة ، اطرد اليأس والأحزان حتى ولو كانوا ضيوفك ولا تسلم رايتك البيضاء فأنت لازلت في قلب المعركة والأمور لم تحسم بعد ، لا تجعل تلك السيوف التي يشهرونها في وجهك تحبط من عزيمتك فإنهم لا يمتلكون الشجاعة الكافية لطعنك لذلك يقومون بزعزعة ذلك السلام الداخلي الذي كنت تعيشه في أيام مضت ...
متى يحين الوقت لتنمو أغصانك ؟هل ستنتظر قدوم الأمطار ؟ وماذا لو مت قبل أن تمطر ؟!
ااه تذكرت أنت إنسان ، إذن لماذا أراك واقفاً مكانك ؟!
تحرك فأنت لست شجرة واخرج من عرينك ولا تدع اعتيادك على الظلام ينسيك جمال النور في الخارج
إن تلك السماء الصافية ألا تكفي لتصفية ذهنك ؟!
إذن عليك أن تنظر إلى تلك الورود التي تملأ الأرض بدل أن تعمق جراحك بالمشي على حافة الطريق التي يغزوها الشوك
أنا لست هنا لمواساتك كما قد تظن ولكني أكره أن أرى إنسان بمثل إمكانياتك يسقط لأن رؤية شخص مثلك سبق الجميع للقمة بالأمس القريب وهو الآن على وشك الإنحدار إلى الهاوية كافٍ بأن يقتل كل ذلك الطموح والشغف في قلوب الكثير من الذين يتخذونك قدوة لهم
لذلك انهض من تحت النيران فأنت لم يتداعى جسدك بعد و هذه التشوهات التي اعترت وجهك ما هي إلا حروق طفيفة ليست بقادرة على منعك من أن تكمل طريق إنتصاراتك ...