كان الطالب متضايقاً من ذلك القميص الدراسي ذو اللون الأبيض والذي فرضته عليهم إدارة مدرسته فأصبح أمر لا نقاش فيه ولا تساهل إطلاقاً..
وفي صباح إحدى الأيام الباردة خطرت على عقل ذلك الطالب فكرة جنونية لتفادي ارتداء ذلك القميص دون أن يتعرض لعقاب من أساتذته فقام بإرتداء معطف البرد دون أن يرتدي تحته القميص الدراسي
لاحظ أحد زملائه أنه لا يرتدي القميص الدراسي تحت معطفه على غير ما جرت العادة ولكن لم يتحدث معه وظل ينتظر اللحظة المناسبة لإفشاء سره .
وبعد أن انتهت المعلمة من شرح الدرس قام بإخبار المعلمة أمام جميع الطلاب بأمر هذا الطالب ، فضحك جميع الطلاب وانتظر الكثير منهم بشغف اللحظة التي سيعاقب
فيها حتى ينالوا فيه نصيباً كبيراً من الشماتة ....
بدأت تتسارع دقات قلب ذلك الطالب وقال في نفسه : يا إلهي يبدو أن العقاب سيكون مهيناً للغاية ..ولكن حدث ما لم يكن في حسبانه فقد قامت المعلمة بإحراج كافة زملائه وقالت لهم : لا شأن لكم به . فسكت الجميع حينها ولم يجرؤ أحد منهم على التفوه بكلمة .
وبعد أن انقضى اليوم الدراسي وانصرف جميع الطلاب إلى منازلهم خرج ذلك الطالب بعدهم ببضع دقائق فلاحظت المعلمة أنه يسير لوحده فنادته وقالت له : يا بني إنني أعلم أن هؤلاء الطلاب يحاولون النيل منك لذلك لم أقم بتوبيخك أمامهم لذلك لا تكرر ما فعلته اليوم. وانصرفت بعدها ..
خجل ذلك الطالب من نفسه لأول مرة و ترك ذلك الموقف في نفسه أثراً بليغاً فقد كان يتذكر كلام المعلمة في كل مرة تحدثه فيها نفسه بتكرار فعلته تلك وأدرك أن طريقة نصح الآخرين تكون أحياناً أهم من النصيحة نفسها.