يخلع الطفل نعليه خارج الغرفة ويدخل على أمه ، يأتي بعدها أخاه وتوأمه بنعليه الممتلئتين بالطين والتراب
عندها بدأت الأم بالتحدث لطفلها الأول : أحسنت يا عمر أنت ولد مهذب ورائع جداً أحسنت يا ولدي ...
لحظتها شعر ابنها الآخر بالخجل فرجع مسرعاً وخلع نعليه خارج الغرفة وعاد يجري مسرعاً ناحية أمه وقال لها : انظري يا أمي لقد خلعت نعلي خارج الغرفة أليس هذا رائعاً
ابتسمت الأم وقالت له : أحسنت يا ولدي أنت رائع وقدمت لهما بعض الحلوى
◇أتت الأم بعدها بالفطور فحضر الجميع إلا بشار ذهبت إليه وحاولت إحضاره ولكنه رفض الحضور وقال أن شهيته مسدودة تماماً
وبعد أن انتهت العائلة من تناول الطعام وجلست الأم لوحدها تقرأ في بعض تفسير الآيات جاء بشار ابنها واستئذنها ليتحدث معها وقال لها : يا أمي لماذا تعاملون أخي الأكبر أفضل مني بكثير اشتريتم له سيارة وكمبيوتر ضخم والكثير من الأشياء ؟!! ألم يأمر الله بالعدل بين الأبناء ؟!!
الأم : من الأكبر هو أم أنت ؟
بشار : هو
الأم : من يصرف على البيت في ظل مرض والدك شفاه الله؟
الإبن : أخي الأكبر
الأم : إن العدل الذي أمر به الله يكون في المعاملة وتوفير المتطلبات وعدم التمييز في الأساسيات كالأكل والملبس
وليس في أولويات العمر
إذا اشتريت لك سيارة فهل ستمنحك إدارة المرور رخصة القيادة مثل أخيك ؟
أما الكمبيوتر لأن مجاله الدراسي في تقنية المعلومات يحتم عليه ذلك وأنت تعلم أننا بالكاد استطعنا له توفير ذلك
عبارة " الأخ الأكبر " لا تعني كبر المكانة في العائلة بقدر ما تعني كبر المسؤولية والضغوطات المسلطة عليه
لذا لا تقلق سأشتري لك ...صوت الهاتف يرن ومكالمة هاتفية قاطعت كلامها......
الأم : السلام عليكم، ماذا !!!!!
بشار : أخاك الأكبر تعرض لحادث سير
■في المشفى :
الأم : الحمد لله على سلامتك يا ولدي
بشار يدخل عليهم : الحمد لله على سلامتك يا أخي
■عند العودة إلى المنزل :
بشار لأمه : غيرت رأيي يا أمي لا أريد سيارة
الأم : تبتسم ، وبعدها قرأت قوله تعالى
" قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ "
الموت حق يا بني فاعقلها وتوكل ....