Enasmhanna

Share to Social Media

كان الشرطي يتقدم نحوي بخطوات واثقة وقد دب الرعب بأوصالي، لا علم لي أين أهرب فقد حوصرت حقا في هذه السقيفة الصغيرة ذات الضوء الخافت...احتضنت الورقات جيدا بيدي وكان الكتاب المدبوغ ما يزال معي ووضعتهم بجيب المئزر وأنا أخاطب اللعبة بعقلي بأن تنقذني من هذه الورطة ،
صار قبالتي مباشرة وأحكم قبضته على كتفي فشعرت وكأنه قد خلع من مكانه، مغمضة عيناي أتمتم بتوتر أرجوها أن تنقلني وفجأة سطع نور شديد أعمى الأبصار، وشعرت بأني أهوي وأهوي حتى ارتطمت بشيء ما ووقعت بعدها على الأرض.

كنت جالسة على العشب وحولي تلتف الأشجار العالية بكل شموخ، وقفت وفركت جنبي من أثر هذه السقطة المؤلمة ونظرت إلى أعلى ، كانت السماء تتلبد بالغيوم البرتقالية معلنة انتهاء هذا اليوم والأغصان الجافة تتشابك من فوقي وكأنها روح واحدة.

ولكن أين أنا ؟؟؟ما زال السؤال يتردد بعقلي، تلفت حولي فلم يكن هناك سوى الأشجار ، أشجار عارية عالية ضخمة بكل مكان، وكعادتي لم أتردد في المسير إلى الأمام بشكل تلقائي كلما شعرت بالضياع ومضيت حتى أخذ مني الإنهاك مأخذه، ولم تختلف الطبيعة من حولي، إلا من ازدياد العتمة والوحشة وأصوات سحق الورق الأصفر من تحت قدمي، نزل القمر ليضفي خيالات تتراقص من حولي وتخترق ما بين الأغصان وأصوات عواء ذئاب بعيدة جعلت جسدي يقشعر خوفا بطريقة لا إرادية، حتى سمعت أصوات حوافر خيل تتقدم بسرعة، اختبأت خلف إحدى الشجيرات عندما لمحت فرسانا أو حراسا يتقدمون من الجهة الشرقية جارين ورائهم فتاة لا حول لها ولا قوة تصرخ باكية وتستغيث ؟ إذن فالمدينة أو القرية أو أيا يكن اسمها ....قريبة من هنا .

انتظرتهم حتى ابتعدوا مسافة لا بأس بها بحيث أسمعهم ولا يروني وأسرعت الخطى خلفهم ، وبعد مدة قصيرة لاحت لي بضع منازل متناثرة بالأرجاء ومن بعيد بدت مشاعل نيران تتراقص حول مداخل قصر شامخ يطل عليها لكنه بعيد نسبيا ويقع أعلى التلة، حمدت الله وتوغلت أكثر على الطريق الترابية الممهدة حتى صرت بجانب منزل بسيط مبني من الخشب يحميه سور حجري بدائي الصنع، وكانت هنالك امرأة عجوز قصيرة القامة ترتدي ثوبا ريفيا بسيطا مزركشا لكني لم أعرف لأي بلد تنتمي، كانت تقتاد بقرة لتدخلها الحظيرة، استدركتها وركضت باتجاه العجوز فلا خوف منها على ما يبدو،

-مرحبا يا خالة دعيني أساعدك يبدو أنك متعبة .
رفعت تلك العجوز نظرها تجاهي تفحصتني من أعلى لأسفل ثم قالت بصوت هرم :
-أهلا يا بنيتي ... يبدو أن السماء قد أرسلتك لتساعديني ....شكرا للرب "

أخذتُ مكانها مكانها وسحبت لجام البقرة و أدخلتها الى الحظيرة ثم أقفلت الباب فدعتني للدخول إلى منزلها، تبعتها بصمت ليتبين لي مدى بساطة معيشتها، أضاءت القنديل ليتوهج المكان بضوء أصفر خافت، الحجرة بالكاد تحوي منضدة صغيرة وأريكتان متجاورتان وخزانة خشبية متهالكة ترتص بداخلها أوان منزلية وأكواب، جلست أراقبها حتى قطعت هي حاجز الصمت : يبدو أنك جائعة ، ساحضر لك القليل من الطعام ونجلس بعدها سوياً "

أومأت لها بامتنان ففعلا كنت أشعر بجوع شديد يعتصر معدتي اعتصارا بسبب تلك المدة الطويلة التي قضيتها تائهة بالغابة، غابت دقائق قليلة وخرجت إلي تحمل طبق حساء يتصاعد البخار منه وخبزا اشتممت رائحته الطازجة فبدأت بطني تصدر ذلك الصوت الفاضح معلنة عن جوعها الشديد ...
-تفضلي يا ابنتي لتأكلي قليلا ، يبدو عليكِ التعب.
شكرا لك"
وتقدمت حتى جلست بجانبها أمام المنضدة الخشبية .
-ما اسمك بنيتي ؟
- فداء " قلتها وأنا ألوك قطعة خبز بنهم شديد.
-أنتِ غريبة عن مدينتنا أليس كذلك.؟؟

أومأت لها وفمي محشو ثم أردفت بعد أن حاولت جاهدة ابتلاع ما في فمي، تهت في الغابة وقادتني قدماي إلى هذه المدينة، ما اسمها ؟؟
-أنتِ في سلوفاكيا..ولكن يا لحظك السيئ ،من أي مدينة حضرتِ ؟
-أنا .... جئت من.. "

تلكأت قليلا ولا علم لي بما سأجيبها فلست عالمة جغرافيا لأعرف إن لاحظتم ، لكني حدثتها بلا اهتمام :
-أنا من بلد بعيد ، قررت أن أبحث عن سبل العيش بعد أن ضاقت حالي في قريتي فقررت السفر حتى تهت في الغابة الكبيرة وقادتني قدماي إلى هنا "
ضربت العجوز على صدرها ثم قالت بحنو بالغ :يا للفتاة المسكينة ولكن أن ستقيمين .
رفعت كتفاي و هززت رأسي بصدق :
-لا أعرف إلى الآن يا أمي "

جن الليل علينا فمدت لي فراشا على الأرض وطلبت مني المكوث عندها الليلة فشكرتها على لطفها الشديد معي ، كانت بين الفينة والأخرى تنظر لي وهي تحيك قبعة صوفية فتذكرت ما قالته ونحن نتناول طعام العشاء :
-خالتي ، لماذا قلت قبل مدة أن حظي سيء لم أفهم قصدك؟
تركت صنارتيها وتنهدت وقد اكتسى الوجوم وجهها المجعد ق
ثم قالت :إنه لأمر خطير جدا بقاؤك هنا وأنا أخاف أن يصيبك مكروه فيجب أن تغادري صباحا هذه المدينة "
-لماذا ...ما السبب؟
-إن بطش الملكة لشديد، إن رآك الحراس لا بد ويقتادوك إلى قصرها فيصبح مصيرك كمصير باقي فتياتنا "
ازدادت حيرتي من كلماتها تلك والجدية التي تتحدث بها : أرجوك أكملي فأنا لم أفهم شيئا ...ما الذي يحل لفتياتكم.


-منذ مدة طويلة تأمر الملكة بإحضار الشابات من سكان المدينة إلى قصرها للخدمة فيه وهناك يختفين ولا يبقى لهن أثر ...وعندما يذهب الآباء للسؤال عن بناتهن يتعرضون للطرد و الإهانة من قبل الحراس، وهكذا فقد اختفى في هذا القصر الكبير المتوضع بأعلى التلة مئات الفتيات ولم يرجعن إلى أهلهن مجددا حتى ابنتي غادرت ولم أعد أراها.
وسالت دمعتها لتغرق وجنتيها المجعدتين فنهضت لأجلس بجانبها أمسح لها الدموع وقد انتابني خوف غامض : يا الهي ..أيعقل هذا ....ما اسم ملكتكم هذه ؟
-اقترب بجذعها مني وهي تتحدث بشكل شبه هامس خوفا من شيء ما وحدثتني بما يجري

:إنها اليزابيث...
- ايعقل أن تكون هي! ؟؟

أطفأتُ ضوء الفانوس لنخلد للنوم...ودقائق حتى تعالى صوت شخير هذه العجوز فخرجت أجلس على الكرسي الخشبي بفناء المنزل وقد سرحت بفكري أتجمع خيوط مهمتي الجديدة ،
أيعقل أن تكون الصفحات الأخرى موجودة بقصر الملكة !ولكن أين تختفي تلك الفتيات !
مئات الأسئلة تقافزت في رأسي من غموض اختفاء الفتيات ولا أعلم لما هنالك شك دفين بأعماقي أن تكون إليزابيث هي نفس المرأة التي أفكر فيها،

تذكرت فجأة الكتاب المدبوغ والأوراق...أخرجتهم من جيب المئزر وأشعلت فانوسا وبدأت بتقليب صفحات الكتاب ولكني لم أفهم من لغته حرفا واحدا ...كان يحوي رموزا ونقوشا غريبة وبضع صفحات مكتوبة بحروف عربية بعضها دون نقاط ، مع رسومات توضيحية وكأنها مقتبسة من النيكرونوميكون !!!.

قارنت بين الكتابات التي على الأوراق والتي في صفحات الكتاب ولكنها مختلفة ....لم استطع استنتاج شيء ..خبأتهم من جديد ودخلت إلى المنزل لأنام.

أطلت شمس الصباح الذهبية. بعد أن تناولت قطعة خبز وجبن أعطتني حقيبة صغيرة تحوي زادا وقالت لي: ارحلي وحاذري ، تناولت الحقيبة شاكرة عطفها والتحفت برداء طويل أسود اللون يعود لابنتها التي اختفت في القصر ، وانطلقت أتجول في السوق بين الباعة، فإن دخلت إلى هذه المدينة فمهمتي التالية هنا دون أدنى شك ... كان الزمان الذي أنا فيه الآن هو القرن السادس عشر وتعاظم الشك أكثر في قلبي..

استوقفني أحدهم وصرخ من الخلف : أنتِ "
والتفت ناحيته بحذر وقد أنزلت غطاء الرأس أكثر ليغرق وجهي فيه وقد خفق قلبي بشدة ... ماذا تريد ؟
سألته بثبات واضح ، كان رجلا بشع الهيئة أعرج القدم يمسك سرج حصانه الأسود وكأنه خارج من كتاب تاريخي .

-اخلعي الرداء يا امرأة ...أريد أن أستبين وجهك"
-و...ولكن يا سيدي إنني ..." ارتبكت من نظراته المنكبة علي فأنقذني منه أن نادى له أحد الحراس قائلا : لقد وجدنا فتاة مناسبة فلنعد إلى القصر فلقد تأخرنا "
ونظر لي قائلا بتهكم : إن حظك جميل اليوم فلم تحن ساعتك بعد "

امتطى جواده بعد أن تقدم الحراس الذين اقتادوا الفتاة المسكينة إلى القصر، زفرت زفرة ارتياح وصرت أتمتم :يا إلهي ..هل يأخذون كل يوم فتاة !

و أكملت طريقي حتى رأيت شجرة ضخمة خلف إحدى المنازل البسيطة فجلست أستظل بظلها والأطفال في الزقاق يلعبون ويتقافزون بكل مرح حتى اقتربت مني فتاة صغيرة بيدها وردة حمراء.
-أريد ضفيرة كضفيرتك رجاءا "
-أهلا يا صغيرة .
اعترضت الفتاة مجيبة بسخط:
-ماذا .ولكني لست بصغيرة أنا فتاة كبيرة ألا تصدقين
قهقهت وأجبتها: صدقتك ،ولكني أريد دليلا
صمتت الفتاة برهة تحدق بي مفكرة حتى اهتدت للدليل : حسنا ...أنا أساعد أمي في أعمال المنزل ولقد أخذت أختي اليوم إلى الحمام .

صفقت بيدي سعادة ثم اقتربت لأضفر لها شعرها الكستنائي قائلةً :

أنت كبيرة فعلا!!
فاستدارت ناحيتي والبسمة لا تفارق محياها
- أرأيتِ كنت محقة ، ممممم أو ...لا ..لم أعد ارغب في أن أصبح كبيرة "
ونكست رأسها الصغير إلى الأرض بحزن ،
-لماذا ؟؟ تساءلت لتقترب مني هامسة :
-لأن الملكة تأخذ الفتيات الكبيرات ولا تعيدهم .
-لا تخافي يا عزيزتي أؤكد لك أنها لن تأخذ أحدا مجددا

فقبلتني مبتسمة و أهدتني تلك الوردة الحمراء حتى صرخ فيي أحد الجنود بصوت غليظ :
-أنتِ تعالي إلى هنا حالاً " هربت الصغيرة وتوارت خلف الشجرة فهببت واقفة وقد استبد بي الرعب ولم أرى إلا أن أركض بكل قواي دون أن اعرف ماذا يريد مني.

أطلقت ساقاي للريح وبدأ الجنود باللحاق بي حتى وجدت زقاقا ضيقا عبرت فيه واختبأت وراء احدى البراميل الكبيرة ألهث انفعالا وأنا اسمعهم يقتربون شيئا فشيئا ..وسمعت أصواتهم يتساءلون
-أنت وجدتها ..
-لا ليس بعد، ابحث في ذلك الاتجاه .
-حسنا و انت اذهب الى هناك.

وعندما ابتعدا قليلا أسرعت في الجري وقد تدفق الأدرينالين في دمائي ألعن ساعة النحس التي أوصلتني لما أنا عليه الآن حتى ارتطمت بأحدهم ووقعت أرضا .

كان ضخم الجثة رأيته من الأرض كمارد عملاق ، انحنى فوقى كاشفا عن أسنان صفراء وبلهجة حبيثة صاح بي :
-أخيرا أيتها الفأرة وقعتي بقبضتي ،لماذا كنت تهربين أأنت سارقة ؟؟
رفعني من على الأرض بيد واحدة لأقف وصار يقلب وجهي بكفه الغليظة يتأمل معالمي باهتمام
-اتركني لم افعل شيئا ،لقد اخفتموني "
لكنه أبتسم بزاوية فمه وهو بحدثني :
صيد ثمين سيعجب جلالتها .

حاولت دفعه لكن دون جدوى فحملني على كتفه وكأني _كيسُ بطاطا _وبقيت اصرخ واركل ولكن دون جدوى ...وهاأنذا قد جررت إلى القصر كغيري من الفتيات .

*******

كان قصرا حجريا كبيرا مهيب المنظر فخم الأثاث ، لكن لا وقت لتأمل معالمه والتغزل به حاليا فأنا الآن أسيرة هنا لا سائحة إن لاحظتم!!!

رموني في حجرى واسعة يبدو أنها للخدم ، .
ولجت من أمام الباب خادمة أو يبدو إنها رئيسة الخدم ، تفحصتني باهتمام ثم قالت بجمود : اتبعيني " فانصعت لها بصمت حتى دخلنا لغرفة أخرى أمرتني ان أخلع ملابسي و أرتدي زيا نظيفا لأشرع بالعمل ،
وﻹي عمل برأيكم سوى خادمة بهذا القصر !!!

وبدأت عملي ،وكانت دليلتي خادمة اسمها ( كاتا ) أرشدتني لقاعات القصر وعرفتني على أجزائه ، وبإحدى ممراته الضخمة التي تفترش أرضيتها سجادة حمراء تتموضع عدة صور للعائلة الحاكمة وصورة ضخمة لرجل كان يبدو وجهه مألوفا وكأنني رأيته بإحدى كتب التاريخ !! سألتها ل (كاتا) فقالت لي أنه (الكونت فرنسيس ناداستي) وزوجته " ففهمت أنها المقصودة دون شك .

و بدأت أعمل كغيري من الفتيات في هذا القصر الكبير وتوطدت علاقتي مع كاتا بالرغم من أني لا أرتاح لها لغموضها ومكرها ولكني مضطرة إلى ذلك لأصل لباقي الأوراق ، لكن هل من الممكن أن تكون الأوراق هنا !!! هل صحيح ما أفعله، نفضت أفكاري الهوجاء كما أنفض حاليا الغبار عن تماثيل الصالة الرئيسية بهذا القصر ورأيت الملكة ، كانت جميلة ذات قوام ممشوق وشعر حريري تعجبت من هذا الجمال وانحنيت احتراما لها ففعلا المظاهر خادعة ، فلا يغرنك جمال الوجوه وقد تحمل القلوب اسودادا وقبحا .

مرت بضع أيام متسارعة بشكل عجائبي وساعتي لم تتحرك إلا قليلا ! وأنا أقوم بعملي وألاحظ اختفاء الفتيات اللاتي كنت أعمل معهن، حتى أتى ذلك اليوم ورأيت امرأة جميلة جدا في القصر شكلها مريب إلى حد كبير وكأنها عرافة ولا أعلم لما تذكرت فازيكاس بهذه اللحظة ،سألت كاتا عنها فهمست لي ان اسمها (آنا دارفوليا ) وقد كانت الأخيرة سوداوية بحق في كلامها وردائها وشعرها ....وكانت تلك

( الآنا ) صديقة وجليسة الملكة تقضي معها ساعات طوال عندما تأتي ولا أحد يعلم ما يدور بينهما من حوار .

حككت شعري قليلا أتفرس بمعالم هذه السيدة الغريبة، صببت لهما الشاي وانصرفت لملاقاة كاتا وكنا نثرثر كعادتنا..تحدثنا عن آنا ..
-شكلها ممم كيف سأصفها .
-ساحرة .
-آوه نعم هي كالساحرات ..
-لا ...لا ...هي ساحرة ، مشعوذة ، تقوم بعمل تعاويذ وما شابه وأحيانا تبيع بعضها للملكة .
تركت كأس ماء كنت سأرتشف منه وأفلتت مني شهقة
-ماذا أأنتِ جادة ! .
-عما تتكلمين أنا لا أفهم حرفا واحدًا مما تقولين ..
-لا عليك كاتا ...لا تهتمي لي .والآن سأتابع عملي ..وداعا.
بقيت أقوم بالتنظيف أمام الصالة التي استضافت بها الملكة تلك الساحرة حتى خرجتا أخيرا وذهبت الساحرة آنا مع خادمة من القصر لغرفة الخدم واقتادتا فتاة بين الممرات ، تركت الممسحة والدلو و لحقتهما بخفة دون أن تلحظا وشهدت إدخالهما الفتاة لغرفة في أسفل القصر كان ممنوعا علينا كخادمات أن ندخلها سوى قلة قليلة جدا ولا أعلم السبب فلا احد يبوح بما في الداخل ...
وبعد قليل خرجتا ووقفتا زمنا قصيرا حتى أقبلت الملكة بكل كبرياء ودخلت الغرفة مقفلة الباب خلفها ....
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.