kafoo-sama

Share to Social Media


°°°
ر

َمَتْ حَقِيبَتَهَا عَلَى الأَرْضِ ثُمَّ جَلَسَتْ عَلَى سَرِيرِهَا وَ الغَضَبِ يَعْتَرِيهَا, أَخَذَتْ تَنْظُرُ إِلَى البَابِ, تُفَكِّرُ مَلِيًّا بِالَّذِي قَالَهُ لَهَا
......

لِمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ, هَلْ هُوَ يُمَقِّتُهَا كَثِيرًا هَكَذَا؟ أَمْ أَنَّ هُنَاكَ هَدَفًا مِنْ وَرَاءِ كَلَامِهِ ؟



°°°

وَضَعَتْ الخَادِمَةُ الغَدَاءَ أَمَامَهَا فَأَخَذَتْ تَتَمَعَّنُ بِهِ, طَعَامٌ ؟ تَذْكِرَتُ فَجْأَةً أُولَئِكَ الفَتِيَّةُ, هَلْ حَقًّا هُمْ لَا يَأْكُلُونَ شَيْئًا, وَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا لِتَضْغَطَهَا بِقُوَّةٍ, لِمَا تُفَكِّرُ بِهَذَا الأَمْرِ كَثِيرًا؟ لَمَّا هِيَ مُهْتَمَّةٌ بِهِ تسائلت, نَادَتْ خَادِمَتُهَا طَالِبَةً مِنْهَا إِخْرَاجُ الطَّعَامِ.

أُلْقِي نَظْرَةً عَلَى الطَّعَامِ الَّذِي تَحَمَّلَهُ الخَادِمَةُ وَ تُخْرِجُهُ مِنْ الغُرْفَةِ, هَزَّ رَأْسَهُ ثُمَّ اِبْتَعَدَ عَنْ غُرْفَتِهَا



°°

جَلَسَتْ فِي الحَدِيقَةِ أَمَامَهَا النَّافُورَةُ الصَّغِيرَةُ الَّتِي كَانَتْ دَائِمًا تَرْتَادُ لِرُؤْيَتِهَا مُنْذُ صِغَرِهَا, كَمْ لَعِبَتْ مَعَ أَخَاهَا فِي هَذَا المَكَانِ, هِيَ حَقًّا تَشْتَاقُ لَهُ, هُوَ الوَحِيدُ الَّذِي كَانَ يَعْرِفُهَا جَيِّدًا, مِنْ دُونِِ أَنْ تُنْطِقَ كَلِمَةً وَاحِدَةً.

تَنَهَّدْتُ بِصَوْتٍ عَالٍ جَعَلَتْ كُلُّ الخِدَمِ يَنْظُرُونَ لَهَا بِتَعَجُّبٍ, سَيِّدَتُهِمْ تَبْدُوَا مُحَبِّطَةً لِأَوَّلِ مَرَّةٍ. نَظْرَتُ بِجَانِبِهَا لِتَرَاهُ يَقِفُ هُنَاكَ مِنْ دُونِِ حَرَكَةٍ كَعَادَتِهِ


هُوَ يَسْتَحِقُّ جَائِزَةَ "تِمْثَالٍ العَامِّ"

تَمَعَّنْتَ فِيهُ كَثِيرًا هُوَ لَيْسَ سِيءَ المَظْهَرُ بَلْ إِنَّهُ وَسِيمٌ, يَبْدُوا رَاقِيًا بِالنَّظَرِ إِلَى ثَبَاتِهِ وَ اِهْتِمَامُهِ بِنَفْسِهُ, شَيْءٌ مَا بِدَاخِلِهَا دَغْدَغَهَا, هَلْ هُوَ قَلْبُهَا؟ لِمَا عَسَاهُ يَفْعَلُ أَمْرًا غبيًا كَهَذَا, ذَاكَ الأَحْمَقُ (القَلْبُ).



" أَلَيْسَتْ حَيَاتُكَ مُمِلَّةٌ! "
قَالَ مقاطًا حَبْلَ أَفْكَارِهَا

" هِيَ كَذَلِكَ دَائِمًا " أَجَابَتْهُ بِطَاقَةٌ مُنْخَفِضَةٌ

" إِذًا لِمَا لَا تُغَيِّرِيهَا "

"كَيْفَ؟ هَلْ لَدَيْكِ أَفْكَارٌ!"

"سَمِعَتْ بِمَهَارَاتِكَ بِالهَنْدَسَةِ المِعْمَارِيَّةِ المُبْهِرَةُ, لَمَّا لَا تَرْسُمِينَ مَلْجَأً لِلأَطْفَالِ لِيَتِمَّ تَنْفِيذُهُ فِي وَقْتٍ قَرِيبُ " نَظْرَتِ لَهُ لَثَوَاني



"فِكْرَةٌ جَيِّدَةٌ, سأبدء بِتَنْفِيذِهَا حَالًا" قَالَتْ جُمْلَتُهَا ثُمَّ أَسْرَعَتْ بِالنُّهُوضِ وَ رَكَضَتْ نَحْوَ جَنَاحِهَا, وَقَفَ هُنَاكَ يَنْظُرُ لَهَا مِنْ الخَلْفِ مُبْتَسِمًا

"كَمَا قَالَتْ" هِيَ لَيْسَتْ سَيِّئَةٌ"



°°°

وَضَعَتْ الأَقْلَامُ أَمَامَهَا ثُمَّ جَلَسَتْ عَلَى الكُرْسِيِّ وَ أَغْمَضَتْ عَيْنَيْهَا تَفَكُّرٍ بِالشَّكْلِ الخَارِجِيِّ لِلمَبْنَى,

" "وَجَدَتْهُ, سَأَجْعَلُهُ كَالمَبْنَى الَّذِي رَأَيْتُهُ فِي اِسْكُوتْلَانْدَا العَامُّ الَّذِي مَضَى"



أَخَذْتُ تُخَطِّطُ بِحَمَاسٍ أَمَامَهُ, شَغَفُهَا الَّذِي رأه بِدَاخِلِهَا جَعَلْتُهُ لَا يَسْتَطِيعُ إِبْعَادَ عَيْنَيْهِ عَنْهَا لَا يَسْتَطِيعُ إِنْكَارَ جَمَالِهَا, لَمَّا يُرِيدُ أَنْ يَتَوَقَّفَ الوَقْتُ هُنَا, هُوَ فَقَطْ يُرِيدُ النَّظَرَ إِلَيْهَا, حَاوَلَ مِرَارًا وَ تَكْرَارًا أَشَاحَّتْ عَيِّنِيهُ لَكِنْ عَبَثًا, سَيَكُونُ الأَمْرُ صَعْبًا لِلوَقْتِ الحَالِيِّ.

°°
بَعْدَ إِمْضَاءِ خَمْسِ سَاعَاتٍ مُتَوَاصِلَةٍ بِالرَّسْمِ أَنْهَتْ رَسْمَتَهَا أَخِيرًا لِلشَّكْلِ الخَارِجِيِّ لِلمَبْنَى, حَمَلَتْ الوَرَقَةُ وَ اِلْتَفَّتْ لِتْرَيْهَا لِحَارِسِهَا الَّذِي اِنْتَظَرَ مَعَهَا طِوَالَ الوَقْتِ, كَانَ وَاقِفًا متكئًا عَلَى الحَائِطِ وَ يُغَطِّ فِي النَّوْمِ, أَضْحَكَهَا المَوْقِفُ لِوَقْتٍ لَكِنَّهَا اِقْتَرَبَتْ مِنْهُ لِتَيَقُّظِهِ, نَظَرَتْ المَلَامِحُ وَجِهَةُ القَرِيبَة

ُ "لَدَيْهُ رُمُوشٌ طَوِيلَةً, أَحْسُدُ"هُ



لَفَتَ نَظَرُهَا تِلْكَ الشَّفَتَيْنِ, لِمَا شَفَتَيْهِ تَبْدُوَا مَأْلُوفَةً لَدَيْهَا? هَذَا أَمْرٌ غَرِيبٌ, مَدَّتْ يَدَهَا لِتَلَمُّسِهِمَا يُبْطِئُ شَدِيدٌ لَكِنَّ يَدُهُ أَمْسَكَتْهَا, صَدَمَتْ لِسُرْعَةِ إِدْرَاكِهِ, فَتْحُ عَيْنَيْهِ وَ أَخَذَ يَنْظُرُ لَهَا بِدُونِ أَيِّ تَعْبِيرٍ عَلَى وَجْهِهِ.

. أَرَادَتْ الاِبْتِعَادَ لَكُنَّ سُرْعَتُهُ قَلَّبَتْ الأُمُورَ يَلْمَحُ البَصَرَ فَقَدْ وَجَدْتَ نَفْسَهَا تَسْتَنِدُ عَلَى الحَائِطِ وَ هُوَ أَمَامَهَا يَقِفُ وَ يَنْظُرُ لَهَا.
تَوَقَّفْتَ عَنْ التَّنَفُّسِ لثواتي, مَا هَذَا المَوْقِفُ, مَا الَّذِي يُحَدَّثُ هُنَا بِحَقِّ الجَحِيمِ؟ عَيْنَاهَا المُتَرَدِّدَتَانِ أَخَذَتَا تَنْظُرُ يَمِينًا وَ يَسَارًا, لَا تُرِيدُ مِنْ عَيْنَيْهَا أَنْ تَقَعَ فِي عَيْنَاهُ, ذَلِكَ سَيَكُونُ مُحَرِّجًا جِدًّا وَقْتُهَا

" أَتُرَكِّنِي " قَالَتْ بِصَوْتٍ خَفِيفٍ لَكِنَّهُ لَمْ يَتَحَرَّكْ حَتَّى بَلْ اِسْتَمَرَّ بِالنَّظَرِ نَحْوُهَا

" اُتْرُكْنِي أَيُّهَا الوَغْدَ " بَعْدَ تِلْكَ الجُمْلَةُ الَّتِي قَالَتْهَا ٍبِصُرَاخ اِبْتَعَدَ تِلْقَائِيًّا عَنْهَا, أَخَذَتْ ثَوَانِي لِتَسْتَوْعِبَ المَوْقِفَ ثُمَّ مَضَتْ خَارِجَ الغُرْفَةِ تَبْتَعِدُ عَنْهُ, لِمَا هَذَا جَعَلَ قَلْبَهَا يَقْفِزُ فَرَحًا !



°°°

فِي أُسْبُوعٍ كَامِلٍ كَانَتْ الأَمِيرَةَ قَدْ أَنْهَتْ رَسْمَ المَبْنِيَّ الَّذِي إِرَادَتُهُ إِنْ يَكُونُ مَلْجَأٌ لِلأَطْفَالِ المُتَشَرِّدِينَ, ثُمَّ عُرْضَتُهِ عَلَى المَلِكِ الَّذِي كَانَ متعحبا جِدًّا مِنْ مَوْقِفِهَا. الأَمِيرَةُ تُفَكِّرُ بِأَطْفَالٍ مُتَشَرِّدِينَ؟ هَلْ هَذَا يَحْدُثُ حَقًّا؟

كَانَتْ المَشَاعِرُ الَّتِي بِدَاخِلِهَا مُضْطَرِبَةً, هَلْ حَقًّا هِيَ لَمْ تَفْقِدْ اِنْسَانِيَتَهَا كَمَا كَانَتْ تَسْمَعُ الخِدَمُ يَتَكَلَّمُونَ عَنْهَا بِسُوءٍ, اِقْتَرَحَتْ الأَمِيرَةُ عَلَى المُلْكِ بِأَنْ يَضَعَ الأَطْفَالَ المُتَشَرِّدِينَ فِي مَكَانٍ مُؤَقَّتٌ مُمَوِّلٌ بِالطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ الخِدَمِ.

كانت سعيدة بسماع المدح الذي حصلت عليه من الملك و الوزراء ، نظرت له " كان علي ان اخبرهم انها فكرتك "



"لَا بَأْسَ, لَسْتَ مُهْتَمًّا بِالمَدِيحِ, قِمَّتُي بِعَمَلٍ رَائِعًا"

قَالَ وَصَفَّقَ بِيَدِهِ مُرَّتَيْنِ * كَمْ هَذَا طُفُولِيٌّ * صَرَخْتَ فِي دَاخِلِهَا وَ ضِحْكَتُ بِاسْتِهْزَاءٍ عَلَى الأَمْرِ "أَيًّا يَكُنَّ أَشْعُرُ بِالتَّفَاؤُلِ, هَلْ الشَّمْسُ تَبْدُوا جَمِيلَةً اليَوْمَ" نَظَرَ لَهَا وَ قَال بِغَيْرٍ وَعَي

"جَمِيلَةٍ جَدَّا" هَزَّتِ بِرَأْسِهَا ثُمَّ اِتَّجَهْتَ نَحْوَ النَّافِذَةِ لِتَنْظُرَ لَهَا * جَمِيلَةٌ جِدًّا؟ لَمَّا هُوَ قَدِيمُ الطِّرَازِ *



كَلِمَةٌ كَهَذِهِ لَمْ تَجْعَلْهَا سَعِيدَةً فَهِيَ تَسْمَعُ آلَافَ المُرَّاتِ, تَوَقَّعَتْ شَيْئًا أَكْبَرَ مِنْ هَذَا. قَرَعَتْ إِحْدَى الخَادِمَاتِ البَابَ ثُمَّ دَخَلَتْ

"سَيِّدَتُي, المُلْكُ يَطْلُبُ مِنْكَ القُدُومَ لِلقَاعَةِ, هُنَاكَ ضُيُوفٌ مِنْ مَمْلَكَةِ أُخْرَى" هَزَّتِ رَأَّسَهَا وَ اِتَّجَهَتْ نَحْوَ غُرْفَةِ مَلَابِسِهَا "

اخْرُجْ الآنَ وَاِنْتَظِرْنِي أَمَامَ البَابِ" اِنْحَنَى لَهَا وَ خَرَجَ

°°°
م

َضَيَا فِي الرَّدْهَةِ مُتَّجِهَيْنِ لِقَاعَةِ المُلْكِ, مَشَتْ بِإِهْمَالٍ وَ هِيَ تَرْفَعُ ثَوْبَهَا الأَزْرَقَ, إِنْ تَبْدُوَا أَنِيقًا هُوَ أَمَرَ مُتَعِب, تَوَقَّفَتْ أَمَامَهُ ثُمَّ استدرات وَ قَالَتْ

"هَلْ الثَّوْبُ يُنَاسِبُنِي؟"
هَزَّ رَأْسَهُ بِغَيْرِ اِهْتِمَامٍ, نَظَرَ لِلأَمَامِ لِيَجِدَ شَخْصَا مَا يَخْرُجُ مِنْ بَابِ القَاعَةِ, جُحْرٌ عَيْنَاهُ بِقُوَّةٍ. هَذَا الشَّخْصُ مَا الَّذِي يَفْعَلُهُ هُنَا؟ لِمَا هُوَ هُنَا؟ مُسْتَحِيلٌ هَلْ هُمْ الضُّيُوفُ؟ كَانَتْ عَلَامَاتٌ القَلِقُ تَبْدُوَا عَلَى وَجْهِهِ





كَانَ ذَلِكَ الشَّخْصَ يَتَّجِهُ نَحْوَهُمَا وَ بِيَدِهِ كَتَبَ كَثِيرَةً كَانَ مَشْغُولًا بِكَيْفِيَّةِ حَمْلِهَا, نَظَرٌ يَسَارًا ثُمَّ يَمِينًا لِيَجِدَ رَدْهَةً صَغِيرَةٍ فَأَمْسَكَ بِيَدِ الأَمِيرَةِ وَ شَدَّهَا نَحْوُهَا لَيُخْتَبَأُ فِي ذَلِكَ المَمَرِّ الصَّغِيرُ.

تَفَاجَأْتَ مُجَدَّدًا مِنْ فَعْلَتِهِ, هَلْ هُوَ يُحِبُّ الشَّدَّ كَثِيرًا؟ هِيَ وَاثِقَةٌ أَنْ يَوْمًا مَا سَيُمَزِّقُ يَدَيْهَا؟ كَانَ يَقِفُ أَمَامَهَا يُخْفِيهَا وَ عَيْنِيَّةٌ تُرَاقِبَاهُ, هُوَ لَا يُرِيدُ أَنْ يَتِمَّ لِلإِمْسَاكِ بِهِ الآنَ.

كَانَ قَلْبُهِ يَنْبِضُ بِشِدَّةٍ, دَقَّ دَقَّ دَقِّ دَقٍّ هُوَ مَا كَانَتْ تَسْمَعُهُ فَلَحَسْنَ حَظَّهَا كَانَتْ تَسْتَنِدُ عَلَى صَدْرِهِ العَرِيضِ, لِمَا قَلْبُهُ يَنْبِضُ بِسُرْعَةٍ؟ هلُ هُوَ خَائِفٌ مِنْ شَيْءٍ مَا؟ نَظْرَتُ لِوَجْهِهِ فَبَادَلَهَا النَّظَرُ بَعْدَمَا أَدْرَكَ أَنَّهَا تُبَحْلِقُ بِهِ.

"اِبْتَعِدْ عَنِّي " قَالَتْ بِصَوْتٍ خَافِتٍ فَأَجَابَهَا بِسُرْعَة
ٍ "أَرْجُوكِي مُولَاتِي لَا تَتَكَلَّمِي الآنَ"



. "إِنْ لَمْ تَبْتَعِدْ عَنِّي الآنَ سَأَصْرُخُ"

إِجَابَتُهُ بِنَبْرَةٍ عَالِيَةٌ أَنْظُرُ لِلرَّجُلِ الَّذِي تَوَقَّفَ لِسَمَاعِهِ صَوَّتَ شَيْءٌ مَا, أَخْذٌ يَلْتَفِتُ يَمِينًا وَ يَسَارًا بَاحِثًا عَ الصَّوْتِ.

نَظَرَ لِلأَمِيرَةِ الَّتِي كَانَتْ قَدْ نَفَّذَ صَبْرَهَا, لَمْ تَسْتَطِعْ الاِحْتِمَالَ لِذَا فَتَحْتُ فَمَهَا قَلِيلًا لِتُصَرِّخَ لَعَلَّهُ يَتْرُكُهَا, لَكِنَّهَ فَاِجَاهَا بِقِبْلَةٍ أَخْرَسَتْهَا



°°


3 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.