°°°
* لِأَيّ ، مَيّار و الْمَلِك *
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
تَرَعْرَع لِأَيّ و أُخْتُه مَيّار مَع جدتيهما الَّتِي كَانَتْ مَيْسُورَةٌ الْحَال ، كَانَا يعشقان جدتيهما جِدًّا ،
فَهِيَ كَانَتْ حنونة عَلَيْهِمَا ، لِأَيّ يُكَبِّر مَيّار بِثَلَاثِ سَنَوَاتٍ ، لِذَا عَيَّنَ نَفْسَهُ حَارِسا لَهَا مُنْذ الصِّغَر ، كَانَ دَائِمًا يُخْبِرْهَا بِأَنَّه سيحميها مَهْمَا حَدَث ، لِذَا حِلْمُه كَبَّر أَكْثَر يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ لِيُصْبِح حَارِسا لِلْمُلُوك و النُّبَلَاء .
فِي سِنِّ ال15 توفت جَدَّتِهِمَا لِتُصْبِح الْأُمُور أَسْوَأ ، لَم يَبْقَى لَهُمَا سِوَى مَنْزِل جدتيهما ، حَتَّى أَنَّهُمَا لَمْ يرثا سِوَى بِضْعَة عملات ذَهَبِيَّة مِنْهَا ، لَكِنَّهُمَا لَمْ يَكُونَا يشتكيان مُطْلَقًا .
أَخَذ لِأَيّ يَتَدَرَّب بِالسَّيْف فَأَصْبَح مَاهِرًا بِالْمُبَارَزَة و هُنَا حَقَّق حِلْمُه لِيُصْبِح أَحَدٌ أَشْهُر الْحُرَّاس فِي الْمَدِينَةِ ، عَمَلٌ عِنْدَ الْكَثِيرِ مِنْ النُّبَلَاء قَبْلَ أَنْ يَطْلُبَهُ الْمَلِك لِيَحْرُس وَلِيُّ الْعَهْدِ الَّذِي كَانَ مُهَدَّدَاٌ بِالْخَطَر طِيلَة الْوَقْت .
كَان لِأَيّ شَخْصًا مُخْلِصاً فِي عَمَلِهِ ، لَا يَرْفُض لِأَحَد طَلَبًا ، كَان يُحَاوِل جِنِّيٌّ الْمَال ليلبي طلبات أُخْتُه و مستلزماتها .
فِي يَوْمِ أُشِيع أَنَّ بَعْضَ اللُّصُوص سيهجمون عَلَى الْقَصْرِ يُحَاوِلُون سَرِقَةُ مَالِ و خَزِينَة المملكة ، لِذَا طلب الْمِلْكِ مِنْ لِأَيّ أَنْ يَحْمِيَ وَلِيُّ الْعَهْدِ و يُخْرِجُهُ مِنْ الْقَصْرِ إلَى مَكَان آمِنٍ ، لَمْ يَجِدْ لِأَيِّ مَكَان أَنَّنَا سِوَى مَنْزِلَة الْخَالِي مِنْ أَشْخَاصٍ بِاسْتِثْنَاء أُخْتُه الصُّغْرَى الَّذِي كَانَ يواضب عَلَى حِمَايَتُهَا خَاصَّةً فِي اللَّيْلِ .
مَشْيًا ببطئ إلَى أَنْ وَصَلَا إلَى الْمَنْزِلِ الصَّغِير ، كَانَ الْمَنْزِلُ يَقْبَع فِي الْجِهَةِ الْيُمْنَى مِنْ الْقَصْرِ ، بِالنِّسْبَة للاي و مَيّار كَانَ كَافِيًا لَهُمَا ليحتضنهما فِيه ، قُرِع لِأَيّ عَلَى الْبَابِ ، و بَعْد ثَوَانِي سَمِعُوا صَوْت خُطُوَات تَقْتَرِبْ مِنَ الْبَابِ ، فُتِحَت مَيّار الْبَابِ وَ عِنْدَهَا تَلَاقَت مَع وَلِيُّ الْعَهْدِ ، فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ صُمْت الْجَمِيع ، أَمَّا وَلِيُّ الْعَهْدِ لَمْ يَشِحّ وَجْهِهَا عَنْهَا ، كَم مَدْح جَمَالِهَا فِي سِرِّهِ ، تِلْك الفَتَاة ذَاتُ الشَّعْرِ الْأَحْمَر سَحَرْته مُنْذ النَّظْرَةِ الْأُولَى ، مُنْذُ ذَلِكَ الْوَقْتِ أَخَذ قَلْب وَلِيُّ الْعَهْدِ يَدُقّ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ لميار الَّتِي أَصْبَحَتْ بِالنِّسْبَةِ لَهُ حَلَم عَلَيْه تَحْقِيقِه ، هُو يُرِيدُهَا زَوْجَةً لَهُ ، و مِلْكِه لِهَذِه الْمَمْلَكَة .
كَانَ يُتَقَرَّبُ مِنْهَا بِالْخَفَاء ، حَتَّى إنَّ لِأَيّ نَفْسِهِ لَمْ يَعْلَمْ بِوُجُودِ عِلاقَة حُبّ تُرْبَط وَلِيُّ الْعَهْدِ بِأُخْتِه ، كَانَا يَخْرُجَان مَعًا فِي الْمَدِينَةِ وَ يتجولان متخفييا .
بِالنِّسْبَة لميار كَانَ وَلِيُّ الْعَهْدِ هُوَ شَخْصٌ عشقته ، مِقْدَار الْحَبُّ الَّذِي كَانَتْ تَكُنْه لَه بِمَثَابَة حَبُّهَا لِأَخِيهَا الَّذِي اعْتَنَى بِهَا طَوِيلًا .
بَعْدَ أَنْ ثَبَتَ وَلِيُّ الْعَهْدِ عَلَى قَرَارِه بِالزَّوَاج مِن أُخْت حارِسَةٌ الشَّخْص أَخَذ يُتَقَرَّب للاي ، لِيُصْبِح صَدِيقِه و يَكْسِبُه بِجَانِبِه ، لِيُصْبِح شَخْصًا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ و سَنَدٌ يُمْكِنُهُ مِنْ وُصُولِ إلَى هَدَفِهِ .
لَكُنَّ حَتَّى عِنْدَمَا نَتَمَنَّى مُعْظَم الْأَمَانِيّ لَا تَتَحَقَّقُ ، هُو قَمَر بِقَلْبِهِ فَقَطْ ، لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ عَلَيْهِ طَلَبُ كُلٍّ شَيْءٍ مِنْ وَالِدِهِ بِاسْتِثْنَاء أَنْ يَتَزَوَّجَ فَقِيرَة ، وَضَع الْمَلِك اللَّوْم كُلُّهُ عَلَى لِأَيّ " الْحَارِس الَّذِي جَعَلَ وَلِيُّ الْعَهْدِ يَقَع بِحُبّ أُخْتُه لِيُصْبِح أَحَدٌ النُّبَلَاء ، ليختلس مَال الْمَمْلَكَة ، أَو يُصْبِح وزيرها و رُبَّمَا يَوْمًا يَطْمَع بِالْعَرْش .
كَان لِأَيّ يَرَى أُخْتُهُ تَبْكِي بِحَرْقِه كُلَّ يَوْمٍ ، الْأَلَمُ الَّذِي سَبَبُهُ الْمَلِك للثَّلَاثَةِ كَانَ الْأَسْوَأ ، هُوَ ظَنٌّ أَنَّهُ إنْ طَرْدُه سَيَمْنَع حُدُوث الزَّوَاج ، لَكِنَّ هَذَا جَعْل وَلِيُّ الْعَهْدِ يَتَمَسَّك بميار وَلَاي اكثر ، وَقَف ضِدّ وَالِدِه الَّذِي كَانَ يَهابُهُ الْجَمِيع ، لَم يَجْرُؤ أَحَدٌ عَلَى أَمْرِهِ بِتَغَيُّر قَرَارِه سِوَى ابْنِه ، لَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ رَفَض .
أَمَّا لِأَيّ فَهُوَ لَمْ يَشِي رُؤْيَة أُخْتُه و وَلِيُّ الْعَهْدِ يتعذبان بِسَبَبِه ، لِذَا ذَهَبٍ وَ قَابِل الْمَلِك ، وَعَقَد مَعَه اتِّفَاق ،
أَنْ يَتَزَوَّجَ وَلِيُّ الْعَهْدِ مِنْ أُخْتِهِ مَيّار لَكِن بشرط أَنْ يُتِمَّ نَفْيُ لِأَيّ مِن الْمَمْلَكَة ، و أَنْ لَا تخطوا قَدَّمَه الْمَمْلَكَة ، كَانَ طَلَبُ لِأَيّ الْوَحِيد هُوَ أَنْ لَا يُخْبِرُ قَرَارِه لِوَلِيّ الْعَهْد و أُخْتُه إلَّا بَعْدَ الزَّوَاج .
مَيّار كَانَتْ تُرِيدُ شَكَرَ أَخَاه طِيلَة تِلْك السَّنَوَات ، لِذَلِك قَامَت بِجَمْع مَبْلَغ ضَخْم مِنْ الْمَالِ وَ شِرَاء أَحَدٌ اللى القلادات فِي الْعَالَمِ ، قِلَادَةٌ دايموند كَهَدِيَّة لَه .
هُوَ قَدْ قَبْلَهَا بِصَدْر رَحَّب ، فَهَذِه سَتَكُون الْأَخِيرَةُ الَّتِي سيتلقاها مِنْهَا .
لَكِنْ بَعْدَ حَفْل الزِّفَاف اِخْتَفَى لاي ، و لَمْ يَجِدُوا لَهُ أَثَرٌ فِي الْمُمَلَّكَةِ بَتَاتًا .
ثُمّ أَخْبَرَهُمَا الْمَلِك بِالِاتِّفَاق الَّذِي عَقَدَهُ مَعَ لِأَيّ ليصدما كِلاهُمَا ، و مِنْ هُنَا أَطْلَقَ وَلِيُّ الْعَهْدِ لَقَبٌ الْمُخَادِع عَلَى لِأَيّ ، فَقَد خدعهما لِمَصْلَحَتِهِمَا .
°°°°
ف
ِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ قَبْلَ سَنَةٍ كَانَ زِفَاف مَيّار و وَلِيُّ الْعَهْدِ الاسطوري الَّذِي لَمْ يَتَبَقَّى أَحَدٌ وَ لَمْ يَتَكَلَّمْ عَنْهُ ، بَعْدَ عِدَّةِ أَشْهُرٍ مَرَض الْمُلْكَ وَ تَوَفَّى لِيُصْبِح وَلِيُّ الْعَهْدِ مَكَانَه .
كَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ يَفْعَلُهُ كَمُلْك هُوَ طَلَبُ مِنْ حِرَاسَةِ الْبَحْثِ عَنْ لِأَيّ و إحْضَارُه لَه ، ليعاقبه بِمُلَازَمَتِه كَصِدِّيق لِلْأَبَد .
' ' '
قَبْل عِدَّة أَسَابِيع ، أَرْسَل الْمَلِك أَحَدٌ الْوُزَرَاء لِهَذِه الْمَمْلَكَة كَيْ يَتِمَّ اتِّفَاق مَعَ الْمَلِكِ ، لَكِن الْوَزِير ادعلى أَنَّهُ رَأَى لِأَيّ يَعْمَلُ فِي الْقَصْرِ ، و مِنْ هُنَا طَلَبُ الْمَلِك الْقُدُوم و رُؤْيَة الْمَمْلَكَة لِيَتَأَكَّدَ مِنْ وُجُودِهِ هُنَا بِالْفِعْلِ .
فَيُعِيدُه للمملكة أَيْضًا لِيُخْبِرَه أَنَّه سيرزق بِطِفْل ، وَإِن لِأَيّ سيصبح خَالًا .
"""