°°°
كَانَ الْأَمْرُ فوضويا ، حَيْثُ أُمِرَ الْمَلِكُ الْخَدَم بِالْخُرُوجِ مِنْ القاعَةِ لِيَبْقَى الْآخَرُون هُنَاك ، فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ دَخَلَ الْأَمِيرُ القاعَة مُسْتَغْرَبًا مِنْ الْوَضْعِ الْغَيْر مُطْمَئِنٌّ ، لِمَا الْجَمِيع صَامَت ؟ لِمَا الْجَمِيع مُسْتاء و تَعْلُو وُجُوهِهِم الصَّدْمَة ؟
: مَا الَّذِي يَحْدُثُ هُنَا ؟ " قَالَ الْأَمِيرُ كاسرا جَوّ الكآبة
: خُذ أُخْتَك لغرفتك " قَالَ الْمَلَكُ بِصَوْت خَشِن عَلِم آنذاك أَن الأَمِيرَة اغضبت الْمَلِك كعادتها
: لَن اذْهَب لِأَيِّ مَكَان ، لِأَيّ لِمَا تَدَافُعٌ عَنْهَا ؟ "
: آيَتِهَا الأَمِيرَة لَا تتكلمين دُونَ مَعْرِفَةِ أَيْ شَيْءٍ " قَالَ لِأَيِّ و عَلَامَات الانزعاح عَلَت وجهه
: إذَا أَخْبَرَنِي ، قُل لِي الْحَقِيقَة " صَرَخَت عَلَيْه بِصَوْت كَأَنَّهَا عَلَى وَشْكِ الْبُكَاء ، لَاحَظ لِأَيّ ذَلِك لِذَلِك صمت
: هَل تَعْرِفُه ؟ " سَأَل وَالِد الأَمِيرَة الْمِلْكِ الَّذِي كَانَ يَنْظُرُ للاي
: كَان حارسي سَابِقًا ، أَنَّهُ مَنْفِيٌّ مِنْ الْمَمْلَكَة خَاصَّتِي مِنْ قِبَلِ الْمِلْكِ الرَّاحِل " نَظَرَ لَهُ لِأَيِّ بِصَدْمَة ، هَل تُوُفِّي الْمِلْكِ السَّابِقِ ؟ ثُمَّ نَظَرَ لِلْأَرْض ، هَذَا ميؤْلِم قَلْبِه : لِمَاذَا ؟ هَلْ هُوَ مُجْرِم ! "
: أَبِي ، لَا تَقُلْ ذَلِكَ عَنْهُ " قَالَت الأَمِيرَة لِوَالِدِهَا ثُمّ رُمْت لِأَيّ نَظَرَات منزعجة
: هَذَا أَمْرٌ عَائِلِيّ . "
: إذَا هُوَ لَيْسَ قَاتِلًا ؟ " قَالَ الْأَمِيرُ و اِقْتَرَبَ مِنْ الْجَمِيعِ
: لَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا خَاطِئًا ، هُوَ نَفْيُ لِكَوْنِه فَقِيرٌ ، من عَامَّة الشَّعْب " رَدّ الْمِلْكِ عَلَى سُؤَالٍ الامير
كَانَتْ عَيْنًا لِأَيّ مُعَلَّقَةً عَلَى الْمَلَكَةِ ، هِي تُبْدُوا جَمِيلَة أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتَ رَآهَا فِيهَا سَابِقًا ، كَمَا يَبْدُوَا أَيْضًا هِيَ نَضِجَت ، أَصْبَحْت مِلْكِه هَذَا لَيْسَ بمزحة ، اعْتَقَدَ أَنَّهَا تَلَقَّت الْكَثِيرِ مِنْ الدُّرُوسِ لَتَصِل لهنا .
عَمّ الظَّلَّامِ فِي عَيْنَيْهِ ليتسائل عَنْ سَبَبِهِ ، ثُمّ تضح الصُّورَة لَه ، كَانَت الأَمِيرَة تَضَع كِلْتَا يَدَيْهَا عَلَى أَعْيُنِ لِأَيّ ثُمَّ قَالَتْ : لَا يَسْمَحُ لَك بِالنَّظَر لفتيات غَيْرِي "
فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ انْفَجَرَت الْمَلَكَة ضَاحِكة عَلَى كَلَامِ الأَمِيرَة الطفولي ، لَكِنَّهَا صَمَتَت بَعْدَ ذَلِكَ عِنْدَمَا رَأَت أَعْيُن الْجَمِيع ترمقها بِنَظَرَات مُسْتَغْرَبَةٌ .
: لِمَا ضحكتي ! لَمْ أَقُلْ نُكْتَةٌ . . "
: هَل حَقًّا تُحِبّهَا ؟ " سَأَلْت الْمَلَكَة لِأَيّ الَّذِي اِبْتَسَم لِسُؤَالِهَا ثُمّ هَزُّ رأْسِهَا بموافقة
: لَا تَتَكَلَّمْ مَعَهَا ، رُبَّمَا تَقَعُ بِحُبِّهَا مُجَدَّدًا "
قآلَت الأَمِيرَة مُعَاتَبَة لِأَيّ الَّذِي أَشاح وَجْهَه لِلْجِهَة الْيُسْرَى مِنْ القاعَةِ .
: أَنَا حَقًّا لَا أَفْقَهُ أَيْ شَيْءٍ ، لِمَا تتكلمين مَعَهُ كَمَا لَوْ أَنَّك تعرفينه مُنْذُ زَمَنٍ ، كَمَا أَنَّهُ تَمَّ نَفْيُه بِسَبَب مَشَاكِلَ عَائِلِيَّةٍ " سَأَل وَالِد الأَمِيرَة بَحِيرَة ، أَكَانَ يَجِبُ عَلَيْهِ استأجار شَخْصٌ لِيَبْحَثَ عَنْ مَعْلُومَاتٌ لِأَيّ قَبْل تَوْظِيفُه كحارس ؟
: لِأَيّ يَكُونُ أَكْثَرَ مِنْ حارسي ، فَهُو صَدِيقِي أَيْضًا ، لَكِنَّه قَام بخداعنا جَمِيعًا ثُمَّ ذَهَبَ بَعِيداً ، لَقَد خَيَّب ظَنَنَّا حَقًّا " قَالَ الْمَلَكُ هاززا رَأْسَه كَأَنَّه يَذْكُر تِلْكَ الْأَيَّامِ
: مَنْ أَنْتَ لِتَقُول عَنْه مُخَادِع " صَرَخَت الأَمِيرَة مُجَدَّدًا عَلَى الْمِلْكِ ، هِي حَقًّا لَا تحبذ التَّعْلِيقَات الَّتِي يرموها عَلَيْهِ مَا ذَنْبِه الْمِسْكِينُ أَنَّ كَانَتْ حبيبته جشعة ، تسائلت ثُمّ رُمْت الْمَلَكَة بِنَظَرَات وَحْشِيَّةٌ ، هِيَ لَا تَسْتَحِقُّ هَذَا الِاحْتِرَام ، كَمَا أَنَّهَا تُبْدُوا ثَعْلَبَة ، كَيْف جَعَلْتهَا تُصَدِّقُ أَنَّهَا فتَاةٌ لَطِيفَةٌ و بَرِيئَةٌ .
ضَحِك الْمِلْكِ عَلَى تَعْلِيقُهَا ، هِي تَدَافُعٌ عَنْهُ وَ بقوة
: هَا قَدْ وُجِدَتْ مِنْ يُدَافِعُ عَنْك " قَالَ الْمَلَكُ للاي الَّذِي اِبْتَسَم ثُمّ مِسْك يَد الأَمِيرَة الَّتِي اِسْتَغْرَبْت مِنْ تَصَرُّفِهِ ، شَدَّهَا نَحْوَه قَلِيلًا ، هُو يُرِيدُ أَنْ يُبَرْهِنَ لِلْجَمِيع أَنَّهَا مِلْكُهُ ، هُوَ وَحْدَهُ . ثُمَّ نَظَرَ للملكة سائلا
: هَلْ أَنْتَ حَامِلٌ حَقًّا ؟ "
الْمَلَكَة : هَلْ كُنْت بِخَيْر ؟ "
لِأَيّ : لَيْسَ هَذَا الْجَوَابِ الَّذِي كُنْت اتوقعه"
الأَمِيرَة : لَيْسَ ذَلِكَ السُّؤَالِ الَّذِي كُنْت أتوقّعه ايضا"
ضحَكّ الِاثْنَيْنِ مَعًا ليلحقهما الْمَلِك بِالضَّحِك ايضا
اِقْتَرَب الْأَمِيرِ مِنْ أُخْتِهِ و هَمَس بِإِذْنِهَا : هَلْ هُمْ مَجَانِين ؟ "
: اعْتَقَدَ ذَلِكَ أَيْضًا " رُدَّتْ عَلَيْهِ . . .
: إذَا هَلْ كَانَ مُثَلَّث حُبّ ؟ " سَأَل الْأَمِير الْمِلْكِ الَّذِي هَزَّ رَأْسَهُ نَافِيًا
: لَيْسَ كَذَلِكَ ، لَكِنَّنِي لَمْ أَكُنْ قَادِرًا عَلَى حُبِّ مَيّار كَثُر حُبّ لِأَيّ لَهَا " أَجَابَه الْمُلْكَ وَ بِيَدِه يُمْسِك يَد مَيّار بِقُوَّة
: نَعَم لَكِنَّهَا تَرَكْته مِنْ أَجْلِ الْمَال " أَجَابَت الْأَمِير بِصَوْت خَافِض سَمِعَه لِأَيّ ليجيبها كَمَا لَوْ أَنَّهُ يتناقش مَع طفلة : أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ لَيْسَ كذلك"
: مَاذَا إذَا ؟ " سَأَلْت مكتفة يديها
: أَن مَيّار تَكُون أُخْتِي الصُّغْرَى . . . " أَجابَها لِأَيّ لتفتح فَمِهَا بِصَدْمَة كَمَا لَوْ أَنَّ فَمِهَا سقط
مَيّار تَكُون أُخْت لِأَيّ الصُّغْرَى ؟ إذَا هِيَ لَيْسَتْ حبيبته السَّابِقَة ! ! لِهَذَا كَانَ يُدَافِعُ عَنْهَا طِيلَة الْوَقْت ، هِي ظَنَّتْ أَنَّهُ يُحِبُّ مَيّار ، لَكِنَّ الْأَمْرَ انْتَهَى بِمَعْرِفَتِهَا أَنَّهُمَا اخوة
.
. .
. . . .