°°°°
أَتَى الْمَسَاء حَيْثُ كَانَتْ كُلُّ التَّرْتِيبَات جَاهِزَةٌ و الاستعدادات لِاسْتِقْبَال الزُّوَّار . طَلَب الْمِلْكِ مِنْ الأَمِيرَة الْحُضُور وَاسْتِقْبَال الضُّيوف لَكِنَّهَا أَبَت فَعَلَ ذَلِكَ فَمَا كَانَ مِنْهُ إلَّا أَنْ يهددها بِسِجْن لِأَيّ .
°°°
وَقَفْتُ أَمَامَ بَابِ الْقَصْرِ و بِجَانِبِهَا الْأَمِير و الْمَلِك يَقِف بالمنتصف ، ضُيُوف الْيَوْم هُم حَقًّا مميزون .
تسائلت إنْ كَانَ وَالِدَهَا يَحْضُر لِزَوَاجِهَا مِنْ أَحَدِ
و التَّخَلُّصِ مِنْ لِأَيّ وَقْتِهَا . وَقَفْت عَرَبَة كَبِيرَة إمَامُهُم ، أَسْرَع أَحَدٌ الْخَدَم بِفَتْحِهَا ليترجل مِنْهَا شَخْصًا مَا ، كَانَ حَقًّا فائِق الوسامة
وُضِعَ عَلَى شَعْرِهِ ذَلِك التَّاج الذَّهَبِيّ ، هَلْ هُوَ مِلْكٌ بِالْفِعْل ؟ يَبْدُوَا كَذَلِك حَقًّا ، خَرَجَت فَتَاة مِنْ بَعْدِهِ ، كَانَت تُبْدُوا لَطِيفَةٌ ، شَعْرِهَا الْأَحْمَر ذَاك زَاد جَمَالِهَا ، نَظَرَ ذَلِكَ الْمِلْكِ للفتاة الَّتِي بِجَانِبِه ثُمَّ سَأَلَهَا إنْ كَانَتْ مُرْهِقَة مِنْ الرِّحْلَةِ لتجيبه بإبتسامة عَلَى وَجْهِهَا بِالنَّفْي .
رَحَّب وَالِدِي بِالْمِلْك بِحَرَارَة ، اقْتَرَبَتْ مِنْ أَخِي و همست لَه : مِنْ تِلْكَ الفَتَاة الَّتِي مَعَهُ ؟ "
: سَمِعْت أَنَّهَا زَوْجَتُهُ "
: هُو مُتَزَوِّجٌ ؟ يَبْدُوَا صَغِيرًا "
: وَالِدِه أَصَرَّ عَلَى زَوَاجُه قَبْلَ رَحِيلِهِ ، سَمِعْت أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ النُّبَلَاء بَلْ مِنْ عَامِهِ الشَّعْب . "
اقْتَرَبَت تِلْك الفَتَاة مِنِّي ، هِي بِمِثْل عُمْرِي تَقْرِيبًا ، اِبْتِسامَتَها حَقًّا جذابة ، لَا أَعْلَمُ لَكِنَّنِي شَعَرْت إنَّنِي أُرِيد احتضانها ، لَمْ أَشْعُرْ بالغرابة نَحْوِهَا ، تُبْدُوا مَأْلُوفَة بَعْضُ الشَّيْءِ .
: أَنْت أَمِيرُه هَذِه الْمَمْلَكَة ، سُرِرْت برؤيتك ، كَمَا قَالُوا أَنْتَ حَقًّا جَمِيلَة " قَالَت بِصَوْتِهَا النَّاعِم ، لَحْظَة هَل تخبرنني بِأَنَّنِي جَمِيلَة ؟ بِالْمُقَارَنَة بِهَا أَنَا لَا شَيْءَ
: أَنَا أَيْضًا سُرِرْت برؤيتك " اجبتها بإختصار
: الحَفْلَة الَّتِي حَضَرَتْهَا جَاهِزَةٌ لَنَدْخُل . . " قَالَ لِأَبِي لضيوف
°°°
دَخَل الْجَمِيع القاعَة ، لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ الْكَثِيرِ مِنْ الْأَشْخَاص ، لاصدقكم الْقَوْل إنَّنِي لَمْ أَشَحّ وَجْهِي عَنْ ذَلِكَ الْمِلْكِ ، هُوَ وَسِيمٌ كَاللَّعْنَة ، أَيْضًا هُوَ أَنِيقٌ ، كَمَا أَنَّهُ يَتَعامَلُ مَعَ الْجَمِيعِ بِحَذَر ، لَيْس مُسْتَعْجَلَةٌ أَبَدًا ، حَتَّى ابتسامته تَكُون ببطئ .
: هِيَ أَنْتِ ، سأذهب لِلْخَارِج قَلِيلًا ، لَا تُخْبِرِي وَالِدِي بِهَذَا ، سأعود قَرِيبًا " قَالَ أَخِي و خَرَج بِسُرْعَة ، كَمَا هِيَ عَادَتُهُ ، دَائِمًا مَا يَخْرُجُ مِنْ الحفلات الْمُمِلَّة كَهَذِه
°°°
اِقْتَرَب ذَلِكَ الْمِلْكِ وَ زَوْجَتِه مِنِّي ، كَان وَالِدِي يَقِف بحانبي لِذَا أَخَذَهُمَا الْحَدِيثِ إلَّا أَنْ سألني
: هَلْ أَنْتَ مُتَزَوِّجَةٌ آيَتِهَا الأَمِيرَة ؟ " نَظَرْت لِأَبِي الَّذِي رمقني بِنَظَرَات قَاتَلَه لَكِنَّنِي لَم اهتم
: لَسْتُ كَذَلِكَ لَكِنَّنِي اواعد شَخْصٌ مَا بِالْفِعْلِ "
: هَلْ هُوَ أَمِيرَ ؟ "
: هِيَ لَا تَوَاعَد أَنَّهَا فَقَط . . . . " قَالَ أَبِي مبررا خَوْفًا عَلَى سَمِعْتُه لَكِنَّنِي بِثِقَة حَطَمَت جَمِيع أَمَالَه
: لَيْس نَبِيلًا حَتَّى ، لَكِنَّنِي اعشقه ، لَا يَهُمَّ مَا يكون"
: هَذَا يَذْكُرُنِي بِقِصَّة حِبِّي مَع زَوْجَتِي ، لَقَدْ كَانَ الْجَمِيعُ ضدنا ، لَكِنْ انْتَهَى بِنَا الْمَطَاف بِالزَّوَاج و الْعَيْش بِسَعَادَة " قَالَ الْمَلَكُ وَ حَضَن زَوْجَتِهِ الَّتِي احْمَرَّت وجنتيها خجلا
: أَرَأَيْت أَبِي ، لَا يَهُمَّ حَقًّا الحالَةُ الاجْتِماعِيَّةُ "
: و مَاذَا يَعْمَل حَبِيبَك ؟ "
: أَنَّه حارسي الشَّخْصِيّ ، أَنَّه وَسِيم أَتَمَنَّى أَنْ تَرَوْه حَقًّا ، أَبِي دَعْوَة يَحْضُرْ إلَى الحَفْلَةِ " قُلْت بِلُطْف ، أَنَا حَقًّا أَوَدّ الِانْتِقَام ، نظرالملك بِوَالِدَيّ ثُمَّ قَالَ مطالبا
: أَنَا حَقًّا أَوَدّ رُؤْيَتِه أَيْضًا "
: حَسَنًا حَسَنًا سأنادي أَحَدُهُم ليحضره " اِبتسَمَت بِسَعَادَة غَامِرَةٌ ، حَقَّقْت نَصْرِي صَدّ وَالِدِي ، أَنَا سارِي الْجَمِيع لِأَيّ ، سَأُخْبِرُك الْعَالَمَ كُلَّهُ عَنْ حِبِّي لَه ، لَن أخْجَل أَبَدًا .
°°°
كُنْت أَبَقِي نَاظِرِي عَلَى الْبَابِ خَوْفًا مِنْ أَنَّ يَأْتِيَ لِأَيّ وَلَا أَرَاهُ عِنْدَ إذَا . كَانَت أَحَادِيث زَوْجَة الْمَلِك قَصِيرَة ، أَنَّهَا تنتصر كُلِّ شَيْءٍ وَ مَعَ ذَلِكَ تَنْشُر السُّرُورُ فِي الْإِرْجَاء ، لَن أَلْوَم الْمِلْكِ عَلَى حُبِّهِ لَهَا .
°°°
اِقْتَرَب مِنْهُمْ وَ رَأْسَه مُنْحَنِيًا ، عِنْدَمَا رَأَتْه الأَمِيرَة أَسْرَعَت نَحْوَه و هِي تَشُدَّه نَحْو الْمَلِك لِتَعْرِفَه عَلَيْهِم
:
رُوَيْدَك انستي "
وَقَفْت قَبْلَ أَنْ تَصِلَ لمبتغاها ثُمَّ قَالَتْ : لَا تناديني انستي إمَامُهُم ، بَل حبيبتي اتَّفَقْنَا "
ضَحِكَ عَلَى كَلَامِهَا ثُمَّ قَالَ : تَبْدِينٌ جَمِيلَة اللَّيْلَة ، أَتَمَنَّى مِنْ عَدَمِ وُجُودِ رِجَالٌ وسماء هُنَا ، فَأَنَا لَن احْتَمَل نظراتهم لَك " ثُمَّ مَسَحَ عَلَى شَعْرِهَا بِلُطْف
: مُنْذ مَتَى و كَلَامَك أَصْبَح رومانسيا هَكَذَا ؟ "
: إذَا ااعود لجديتي ؟ " سَأَل بمزاح لتهز رَأْسِهَا بِسُرْعَة : ككلا ، أَنْت رَائِع هَكَذَا ، الْآن تَعَال لَأَعْرِفُك عَلَى الْمِلْكِ وَ زَوْجَتِه أَنَّهُم هُنَاك "
أَشَارَت أَمَامَهَا لِيَنْظُر لَهُم ، كَانُوا يَنْظُرُون لِلْإِمَام و يَتَحَدَّثُون مَعَ الْمَلِكِ ، أَخَذ يَنْظُر للقاعة ، لَا يُوجَدُ الْكَثِيرِ مِنْ الضُّيوف ، سِوَى الْمُلْكَ وَ حاشيته
توَقَفْت خَلْفَهُمْ وَ أَمْسَكَت بِذِرَاع لِأَيّ ، ثُمّ كَحَت بِخُفِّه لِيَنْظُرُوا جَمِيعًا لها
: هَذَا هُوَ حارسي الشَّخْصِيّ ، لِأَيّ "
نَظَرَ لَهَا بعينتاه المستغربتين ، هَلْ هِيَ متحمسة هَكَذَا لتتباهى بِه إمَامُهُم ؟ سُرْعَانَ مَا تَلَاقَت الْعَيْن الْجَمِيع ، تَوَقَّف وَالِد الأَمِيرَة بقربهم ، هُوَ حَتَّى لَمْ يَنْظُرْ للحارس ، لَا يُحِبُّ وُجُودِه هُنَاك ، مَع ابْنَتَه .
أَلْقَت الأَمِيرَة نظراتها عَلَى الْمِلْكِ وَ الزوجته الَّذِينَ لَمْ يَكُونُوا بِخَيْر ، لَمَّا هَمَّ شاحبون هَكَذَا ؟ نَظَرْت للاي الَّذِي اعتلاه ذَات التَّعْبِير ، عُيُون مصدومة و فَم مَفْتُوحٌ . سَقَط كَأْس الْمَلَكَة عَلَى الْأَرْضِ ، ثُمّ شَعَرْت بِالدَّوَرَان قَلِيلًا ، مَسْكَهَا الْمَلِك ليسندها
: مَاذَا هُنَاك ؟ " سألت الاميرة
: آهْ لَا شَيْءَ ، هِيَ حَامِلٌ فِي شَهْرِهَا الثَّالِثِ لِذَلِكَ شَعَرْت بِالدَّوَرَان قَلِيلًا " قَالَ الْمَلَكُ مبررا تَصَرَّف زوجته
: أَسْفَه " قَالَت الملكة
: هَل تَظُنُّونِي غبية ؟ " صَرَخَت الأَمِيرَة عِنْدَمَا رَأَت لِأَيّ لَيْس بوعيه
: هَلْ تَعْرِفُونَ بَعْضُكُم الْبَعْض ؟ "
: آيَتِهَا الأَمِيرَة مَاذَا تَقُولِينَ اصمتي " قَالَ وَالِدُ الأَمِيرَة لتصرخ هِي مجددا
: مُسْتَحِيلٌ ! أَنْت لَسْت حَبِيبَة لِأَيّ السَّابِقَةِ الَّتِي تَرَكْته مِنْ أَجْلِ أَنَّ تَتَزَوَّجَ مِلْك ؟ الفَتَاة الجشعة " نَظَرٌ الْجَمِيع للاميرة بِصَدْمَة مِنْ كَلَامِهَا !
: اصمتي " صَرَخ لِأَيّ عَلَيْهَا ، هِي حَقًّا كَانَت مصدومة مِن فَعَلَتْه ، هَلْ هُوَ يُدَافِع عَنْهَا ؟ هِي كُسِرَت قَلْبِه لِتَذْهَب و تَتَزَوَّجُ مِنْ ذَلِكَ الْمِلْكِ لَمَّا يُفْعَلُ ذَلِكَ .
°°°