kafoo-sama

Share to Social Media


°°°

كَانَت تَنْتَظِر بِفَارِغِ الصَّبْرِ قُدُومِه ، لَكِنَّه تَأَخَّر جِدًّا ، هُوَ لَمْ يَتَأَخَّرْ أَبَدًا هَكَذَا ، بَعْد دَقَائِق حَضَرَ أَحَدٌ الحراس " انستي ، الْحَارِس لِأَيّ مَرِيضٌ الْيَوْم ، لِذَا سَاحِل مكانه"

" م مَرِيضٌ ؟ " قَالَت بقلق لتردف بعدها " سأذهب لغرفته " قَالَت و خطت نَحْوِهَا .

دَخَلَت غُرْفَتِه لتراه نَائِمٌ بِعُمْق عَلَى السَّرِيرِ ، اقْتَرَبَت مِنْهُ ثُمَّ جَلَسْتُ عَلَى الْكُرْسِيِّ بِجَانِبِه ثُمَّ سَأَلْتُ الْحَارِس الَّذِي كَانَ يَقِفُ فِي الْخَارِجِ
"هل احضرتم طَبِيب لَه ؟ "


" نَعَم فَعَلْنَا ، أَنَّهَا حُمَّى ستزول قَبْلَ الْغُرُوبِ "

" حَسَنًا اذْهَبْ أَنْتَ ، أَنَا سأبقى هُنَا ، آه صَحِيحٌ أَحْضَر لِي كُوب قَهْوَة "

" حَاضِرٌ انستي " قَالَ ثُمَّ أَسْرَعَ بِالذَّهَاب ، نَظَرْت لملامحه ، كَانَ وَجْهُهُ شاحبا و أَنْفِه أَحْمَر ، يَبْدُوَا متعبا ، رُبَّمَا أَصْبَح مَرِيضًا بِسَبَبِهَا ، تَذَكَّرْت اللَّيْلَةَ الْمَاضِيَةَ عِنْدَمَا طَلَبَتْه لِيَحْضُر لَهَا شَيْئًا وَ كَانَت تَمَطَّر ، رُبَّمَا أَصَابَتْه حُمَّى بسببها

" أَسْفَه ، هَذَا حَدَثٌ بِسَبَبِي " مُدَّت يَدِهَا لِوَضْعِهَا عَلَى جَبْهَتِهِ تتحسس حَرَارَتِه ، كَانَت معتدلةبعض الشَّيْء ، أَحَسَّت بِشَخْص مَا يُمْسِكُ يَدِهَا ، كَان لِأَيّ يَنْظُرَ لَهَا بعينتاه الناعستين ، و يَدِهَا تَمَسَّك يَدِهَا الَّتِي عَلَى جَبْهَتِهِ ،

" ه هَل اسْتَيْقَظَت ؟ " سَأَلْت بتلبك

" سيدتي مَا الَّذِي احضرك إلَى هُنَا " قَال بِصَوْت مُتْعِب لتجيبه بِصَوْت هادئ " أَنَا حبيبتك ، أَتَيْت لأطمئن عَلَيْك عَزِيزِي "

' ' هَذَا لَيْسَ وَقْتَ الْمِزَاح " نَظَرَ لَهَا بوهن " أَنَا لَسْت أَمْزَح ، أَنَا أُحِبُّك ، حقااا أُحِبُّك "

قَالَت بِصَوْت لَطِيفٌ ، كَانَ يَنْظُرُ لَهَا بِدُونِ أَنْ يَنْطِقَ بِكَلِمَةِ ، كَمَا لَوْ أَنَّهُ انْتَظَرَ هَذَا الْأَمْرِ لعقود ، لَكِنَّهُ لَيْسَ سَعِيدًا ، كُلِّ شَيْءٍ ضِدَّهُمَا ، أَوْ ضِدِّهِ فَقَط
مَهْمَا حَدَث فَهِي أَمِيرُه و هُوَ شَخْصٌ نَكِرَةٍ
" أَرْجُوك سيدتي ، أُرِيدُ أَنْ أَنَامَ ، اذْهَب لغرفتك و ارتاحي *

" كَمَا تُرِيد . . . عَزِيزِي "



°°°°

بَعْدَ أَنْ اِخْتَفَتْ تِلْكَ الْحُمَّى الَّتِي جَعَلَتْه مُلَازِمًا السَّرِير ، تَوَقَّف ببطئ و حَاوَل استعياب كُلِّ شَيْءٍ حَدَّثَ فِي هَذَا الْيَوْمِ ، هَلْ أَنْتَ الأَمِيرَة و اعْتَرَفَت بمشاعرها لَه ؟ أَم أَنَّهَا كَانَتْ تستهزء به

°°°

دَخَل غُرْفَتِهَا لِيَجِدَهَا تَقْرَأْ كِتَابًا و بِيَدِهَا كُوب شَاي ترتشف مِنْه ببطئ ، انْتَبَهَت لِوُجُودِه فَوَقَفْت مُسْرِعَة نحوه : " هَلْ أَنْتَ بِخَيْر ؟ اتحسنت ؟ "

" لَا تقلقي عَلِيّ سيدتي ، أَنَا بِخَيْر "

" يَا لِلرَّاحَة ، أَشْعَر بالابتهاج الْآن لِوُجُودِك هُنَا "
صَمَتَت و عَيْنَاه جالتا الْمَكَان يُحَاوِل شَغَلَ نَفْسَهُ بِعَدَمِ النَّظَرِ لَهَا


: آه بِشَأْن مَا قُلْته سَابِقًا عِنْدَمَا كُنْت مَرِيضًا أَنَا . . "
قاطعها بِسُرْعَة قائلا : سيدتي لَا تقلقي اعْلَمْ أَنَّك لَمْ تقصدي قَوْلِ ذَلِكَ الْكَلَامِ ، أَنْت رُبَّمَا كُنْت حَسَّاسَةٌ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ . "


نَظَرْت لَهُ بإزدراء : لَمْ أَكُنْ أُرِيد قَوْلِ ذَلِكَ ، لَقَدْ كُنْتُ أَقُولُ أَنَا اقْصِد كَلَامِي ، وَأَنْ لَا تعتبره مِزَاحًا . "

" انستي ، هَل تدركين مَاذَا تَقُولِينَ الْآن ؟ "

" لَمْ أَقُمْ بِشَيْء خَاطِئٌ ، كَفَّ عَنْ جَعْلِيٌّ أَشْعَر كَمَا لَوْ إنَّنِي قَتَلْتُ أَحَدًا "

" أَنْتَ لَا تفهمين الْوَضْع ، كَيْف احببتني بِهَذِه
السُّرْعَة "

" يااه هُنَاك أَشْخَاص يُحِبُّون بَعْضُهُم مُنْذ النَّظْرَةِ الْأُولَى ، قَبْلَ أَنْ أُخْبِرَكَ ذَلِكَ الْكَلَامِ ، ظَلِلْت أُفَكِّر بِالْأَمْر لِأَرْبَع لَيَالِي ، أَنْت الشَّخْص الْوَحِيد الَّذِي عَامِلَيْن كإنسانة مِنْ بَعْدِ أَخِي ، أَنَا بِصِدْق أُحِبُّك ، أَنَا . . سَأَكُون أَنَانِيَّة هَذِهِ الْمَرَّةِ و اجعلك مِلْكِي "

لَمْ يَحْتَمِلْ ذَلِكَ الْكَلَامِ فَالْتَفَت لِلْخُرُوج لَكِنَّهَا لَحِقَتْ بِهِ وَ أُغْلِقَت الْبَابِ ثُمَّ قَالَتْ بقلق " أَلَم تحبني ؟ "
اقْتَرَبَت مِنْهُ وَ حَاوَلَت مِسْك يَدَاه ، لَكِنَّه أَبْعَدِهَا

" كُلًّا "

" كَاذِبٌ ، عَيْنَاك تخبرانني بِكُلِّ شَيْءٍ " رُدَّتْ عَلَيْهِ فَصَمَت لِدَقِيقَة يُفَكِّر ، هُو حَاوَل إيجَادُ حِلِّ بِسُرْعَة ليبعدها عَن تفكيرها هذا

" سَوْف . . . سَوْف استيقل إذَا " تَوَقَّف نَبْض قَلْبُهَا عِنْدَمَا سَمِعْتُ تِلْكَ الْجُمْلَةِ ، هُوَ يَعْنِي هَذَا حَقّا

" تُرِيد تُرْكِيّ وَرَاءَك ؟ "

" نَعَم ، سَأَفْعَل "

" إنْ فَعَلْت ذَلِكَ سأقتل نَفْسِي ، سَوْف تَكُونَ أَنْتَ السَّبَبُ فِي ذَلِكَ " أَخَذ يَهُزّ جَسَدِهَا لتفيق مِنْ الْوَهْمِ الَّذِي تَعِيشُ بِهِ لَكِنْ عَبَثًا ، هُوَ قَدْ وَقَعَ بِالْيَد الْخَطِّئّ
" هَلْ أَنْتَ مَجْنُونَة ! "

" نَعَمْ أَنَا كَذَلِكَ ، لِأَيّ أَخْرَج ، أُرِيدُ أَنْ أَبْقَى لوحدي "
أَشَارَت عَلَى الْبَابِ لِيَخْرُج " أَنْت لَن تَفْعَلِي شَيْئًا بِنَفْسِك "

" سَأَفْعَلُ إِنْ تَرَكْتَنِي و خَرَجَتْ مِنْ هَذِهِ الْمَمْلَكَة ، كَلًّا بَلْ مِنْ خَارِجٍ الْقَصْر "

°°°

مَضَت عِدَّة أَيَّامٍ كَانَتْ فِيهَا الأَمِيرَة مَجْهَدَةٌ حَقًّا ، حَالَتِهَا النَّفْسِيَّة أَصْبَحْت أَسْوَأ ، لِمَا الْعَالَمَ كُلَّهُ يَتْرُكَهَا خَلْفَه ، لِمَا لَا تَجِدُ أَحَدَ تَكْمُل حَيَاتِهَا مَعَهَا ، حَتَّى إنَّ وُجِدَتْ فَالْأُمُور تَسُوء ، الْحَبّ لَيْس سهلا
لِمَا هُوَ قَاسِي مَعَهَا هَكَذَا ، إنْ وَافَقَ عَلَى البَقَاءِ بِجَانِبِهَا فَهِي ستعطيه حَيَاتِهَا ، لَكِنَّه يَرْفُضَ ذَلِكَ ، يرفضه بِشِدَّة .

°°°

دَخَلَت إحْدَى الخادمات عَلَى الأَمِيرَة لتعطيها الطَّعَام ، لَكِن الأَمِيرَة رَفَضَت ، تِلْك الْخَادِمَة فَتَاة لَطِيفَةٌ ، كَانَتْ تَعْلَمُ بِحُبّ الأَمِيرَة للحارس لِأَيّ .
وُضِعَت الطَّعَامَ عَلَى الطَّاوِلَةِ ثُمَّ نَظَرْتُ للاميرة و قَالَت بِصَوْتٍ خَافِتٍ خَوْفًا مِنْ أَنَّ يَسْمَعَهَا احد

: انستي ، اظنني أَسْتَطِيع مُساعَدَتِك لتجعليه مِلْكَك
نَظَرْت الأَمِيرَة للخادمة بلهفة : كَيْف ؟

°°°

رَكَض أَحَدٌ الْحُرَّاس نَحْو غَرْفَة لِأَيّ الَّذِي كَانَ يَحْضُرُ حَقِيبَتِه ، هُوَ قَدْ رَتَّبَ أَفْكَارِه ، سَيَخْرُج مِن الْمَمْلَكَة اللَّيْلَة ، لَا يَهُمَّ مَا ستفعله الأَمِيرَة بِنَفْسِهَا ، هُو سيكتب رِسَالَة لِلْمِلْك لِيُسَاعِد ابْنَتَه المجنونة

دَخَل الْحَارِس بِسُرْعَة لغرفة الْحَارِس و هُو يَلْهَث بِقُوَّة فَنَظَر لِأَيّ بِاسْتِغْرَاب لَه
: الأَمِيرَة . . . الأَمِيرَة فِي خَطَرِ . . . "


°°

2 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.