* The End *
°°°
كَانَ الْجَمِيعُ مصعوقا مِمَّا سَمِعُوهُ ، إذَا زَوَّجَهُ الْمَلِك تَكُون أُخْت لِأَيّ ؟ كَمَا أَنَّ الْمِلْكَ مُقَرَّبٌ مِن لِأَيّ !
نَظَرْت لَهُ بِصَدْمَة ثُمّ ضَرَبْته عَلَى صَدْرِهِ ليصرخ بألم
" هَذَا مُؤْلِم اميرتي "
الأَمِيرَة : " أَيُّهَا الْغَبِيّ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرُنِي أَنّهَا أُخْتَك ، وَأَنَا الَّتِي كُنْتَ اناديها بألقاب لَا يَجُوزُ لاميرة قَوْلُهَا "
ضَحِك الْجَمِيعِ عَلَى جُمْلَتِهَا الطُّفُولِيَّة ، ثُمّ صمتوا بَعْد ثَوَانِي عِنْدَمَا رَأَوْا الْمَلَكَة تَقْتَرِبْ مِنَ لاي
نَظَرْت لِلْأَرْض بخجل
" أَخِي ، أَنَا حَقًّا اشْتَقْت لَك . . . . . . . . . كَيْفَ فَعَلْتَ ذَلِكَ بِي ، إلَّا تَعْلَم كَم عانيت مِنْ بَعْدِك " قَالَتْ ثُمّ بَدَأَت بِالْبُكَاء و ضَرَب صَدْرِه عِدَّة مَرَّات وَرَاء بعض
همَسّ الْأَمِير لِلْمِلْك زَوْج مَيّار قائلا
" لاَبُدّ أَنَّهُ مِنْ الممتع حَقًّا ضَرَب صَدْر الْحَارِس لِأَيّ ، فَالْجَمِيع يَضْرِبُه فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ " قَهْقَه الْمِلْكِ عَلَى كَلَامِ الْأَمِيرُ هُوَ يمتلك خُفِّه دَمٌ تَجْعَلُه مَحْبُوبًا ، أَظُنُّ أَنَّهُ سيصبح أَحَدٌ أَفْضَلَ الملووك فِي الْعَالَمِ
" كَيْف تعانين وَإِنَّا قَدْ تَرَكَتْك فِي أَيَّد أَمِينَة ، هَل آذَاك مِنْ قِبَلِ ؟ هَل ابكاكي ؟ إنْ فَعَلَ ذَلِكَ أَخْبِرِينِي فَلَقَد اشْتَرَيْت سَيْفًا جَدِيدًا مُنْذ عِدَّة أَيَّام "
" يااه مَاذَا تَقُولُ ، أَنَّا لَمْ أَفْعَلْ شَيْئًا سَيِّئًا لَهَا ، لَقَد اعْتَنَيْت بِهَا أَفْضَلُ مِمَّا فَعَلْتُ أَنْتِ " صَرَخ الْمِلْكِ عَلَى لِأَيّ ، توقفت الْمَلَكَة عَنْ الْبُكَاءِ و اِبتسَمَت ثُمَّ وَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى بَطْنِهَا و قَالَت بخجل
" سَتُصْبِح خَالًا فِي وَقْتِ قَرِيبٍ " نَظَرٌ لِأَيّ لِبَطْن الْمَلَكَة المننفخ
" هَلْ هَذَا يجعلنني كَبِيرًا فِي السِّنِّ ؟ " ضَحِكْت و هِي تهز رَأْسِهَا ثُمَّ حَضَنَتْه بقوة
" أَنْت بِالْفِعْل كَبِيرٌ بِالسِّنّ ، لَا تَتَصَرَّفُ كَمَا لَوْ أَنَّك طِفْل "
" اعْتَقَدَ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ تَمّ حِلِّه الْآن " قَالَ الْأَمِيرُ فهز الجميع رُؤُوسَهُم مُوَافِقَيْن عَلَى كَلَامِهِ
" عَلَيْكَ أَنْ تَعُودَ للمملكة ، سَيَكُون عِقَابِك بِأَن تلازمني كَصِدِّيق لِي طِيلَة حَيَاتِي " قَالَ الْمَلَكُ بِطاقَةٌ كَبِيرَة جُعِلَت الْجَمِيع ممتلأ بالنشاط
" سَأَفْعَل لَكِنْ عَلِيٌّ أَنْ آصِفِي أُمُورِي مَع اميرتي " قَالَ لِأَيِّ ثُمَّ نَظَرَ للأميرة ، لَكِنَّهَا لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَةً فِي مَكَانِهَا
' أَيْنَ ذَهَبَتْ ؟ "
" رُبَّمَا هِي تَبْكِي فِي الْإِرْجَاء ، أُخْتِي حَسَّاسَةٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ العائلية " أَجَاب الْأَمِير فَهْدًا الْجَمِيعِ مِنْ روعهم
" بِمَا أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ سَارَ عَلَى مَا يُرام سأذهب لغرفتي ، الْخَدَم سيرشدوكم لغرفكم عِنْدَمَا تَنْتَهُون "
قَالَ الْمَلَكُ بِصَوْت عَالِي ، فشكره الْمَلِك زَوْج مَيّار عَلَى التَّرْحِيب بِه . الْتَفَت لِيَذْهَب نَحْوَ البَابِ ، لَكِن صُرَاخ الْخَادِم الْقَادِمِ مِنْ بَعِيدٍ جَعَل الْجَمِيع يَلْتَفِتُون نحوه " أَيّهَا الْمَلِكُ ، الأَمِيرَة اخطتفت مِنْ قِبَلِ سَاحِرَةٌ الْمَمْلَكَة الشِّرِّيرَة "
قَال صَارِخًا جَاعِلًا الْجَمِيع مرتعبون مِنْ جُمْلَتِهِ ، أَسْرَع الْحَارِس لِأَيّ لِيَخْرُج و الْبَحْثِ عَنْ اميرته فَلَحِقَه الْأَمِير و الْمَلَكَيْن ، لَكِنَّه اوقفهم
" أَعْرِف مَكَانَهَا ، أَبِقُوا هُنَا أَنْتُم سأحضرها ثُمَّ أَعُودُ لَيْسَ عَلَيْكُمْ القَلَق ، سأبقيها آمِنَة "
===
اِمْتَطَى حِصَانَه الْأَبْيَض و ضَرَبَه بِرِجْلِه ليركض بِقُوَّة نَحْو المدينة ، هَذِهِ الْمَرَّةِ هُو سَيُقْتَل تِلْك السَّاحِرَة هُوَ كَانَ لَطِيفًا مَعَهَا إلَى الْآنَ عِنْدَنَا لَمْ يَقُولُهَا الْمَرَّة السَّابِقَة . لِحُسْنِ حَظِّهِ أَنَّهُ كَانَ يَذْكُرُ الطَّرِيق جَيِّدًا ، أَخَذ يَقْتَرِب مِنْ بَيْتِهَا مِنْ خِلَالِ الْمُرُور بِذَلِك النفق الْمُظْلِم .
°°°
رُؤْيَة كَيْف عَاد الْجَمِيع بِخَيْر جَعَلَهَا تذرف دُمُوعًا ، كَان لِأَيّ مُرْتَاحا لِرُؤْيَة أُخْتُه سَعِيدَة وَإِن أُمُورِهِمَا قَدْ حَلَّتْ ، انْقَضَى الشَّرّ أَخِيرًا ، هِيَ لَمْ تَرِدْ مِنْهُمْ أَنْ يَرَوْا دُمُوعُهَا ، لِذَا خَرَجَتْ مِنْ الْبَابِ القاعَة تَقِفُ عَلَى الشُّرْفَة الْمُتَّصِلَة بِالحَدِيقَة الْخَلْفِيَّة لِلْقَصْر .
وَقَفْت هُنَاك تَمْسَح دُمُوعُهَا ، لَكِن شَيْءٌ لاَمِعا ضَوْء فِي عَيْنَيْهَا ، تَرَجَّلَت مِن السّلَالِم واتجهت نَحْوَه ، مُدَّت يَدِهَا مِنْ بَيْنِ الْحَشَائِش اُلْتُقِطَت ذَلِكَ الْخَاتَمَ ، كَان شَكْلِه غَرِيبًا ، فَقَد زَيْن بلؤلؤة حَمْرَاء لَم تَرَاهَا مِنْ قِبَلِ اِرْتَدَتْه فِي بِنْصَرِهَا وَأُخِذَت تَنْظُر لَه بِإِعْجَاب .
لَكِن سُرْعَانَ مَا سَمِعْت صَوْتَ ضحكات مُزْعِجَة تَقْتَرِب مِنْهَا ، نَظَرْت لِلْجِهَة الْيُسْرَى لِتَرَى تِلْك السَّاحِرَة ذَات السَّآمَة تَقْتَرِب مِنْهَا ، كَانَ الْوَضْعُ مخيفا بَعْضُ الشَّيْءِ .
" غبية "
قَالَت السَّاحِرَة تِلْكَ الْجُمْلَةِ ليغمي عَلَى الأَمِيرَة فَوْرًا ، أَحَدٌ الْحُرَّاس رَأَى مَا حَدَثَ فأسرع لنجدة الأَمِيرَة لَكِنَّهُمَا سُرْعَانَ مَا اِخْتَفَيْت مِنْ الْمَكَانِ .
°=°
وُضِعَت السَّاحِرَة الأَمِيرَة عَلَى السَّرِيرِ المهتري ، ثُمّ اقْتَرَبَتْ مِنْ زجاجات الشَّرَاب الْمُلَوَّنَة ، أَخَذَت تَنْظُر نَحْوَهُم كَأَنَّهَا تُؤَدّ ابتلاعهم جَمِيعًا فِي أَنَّ واحد
مُدَّت يَدِهَا لتلتقط زُجَاجَة بِشَرَاب أَزْرَق غامِق ، لعقت شَفَتَيْهَا ، هَذِهِ الْمَرَّةِ ستنجح ، هِي ستتحول إلَى الأَمِيرَة لِتَعَيُّش كأميرة دَائِمَة و تَحَكُّمٌ الْمَمْلَكَة ، ستقضي عَلَى أَيِّ أَحَدُ يَقِفُ فِي طَرِيقِهَا .
جَلَسَتْ عَلَى الْكُرْسِيِّ بِجَانِب الأَمِيرَة و نَظَرْت لِوَجْهِهَا النَّاعِم ، كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ عَنْ الاميرات ، هُم الاجمل ، لَدَيْهِم كُلِّ شَيْءٍ ، وَجْه جَمِيل أَخَّاذٌ ، جَسَد رَشِيق جَذَّابٌ ، و يمتلكون الْمَالَ وَ الثِّيَاب ، بِاخْتِصَار كُلِّ شَيْءٍ تُؤَدّ أَنْ تَحْصُلَ عَلَيْهِ أَيْ فَتَاة عَادِيَة .
رُفِعَت الأَمِيرَة قَلِيلًا ثُمَّ فُتِحَتْ غِطَاء الزُّجَاجَة لتجعل الأَمِيرَة تحتسيه و هُنَا سيستطيعون تَبَادُل الجَسَدَيْن ، لِتَحْصُل هِيَ عَلَى هَذَا الْجَسَدَ الَّتِي لطالما حَلَمْت بِه .
فَتَحَ الْبَابَ عَلَى مصرعيه بِقُوَّة ، ثُمَّ دَخَلَ لِأَيّ و الْغَضَب بَادِئ عَلَى وَجْهِهِ ، اِقْتَرَب مِنْهَا وَ بِيَدِه السَّيْف ليلمع مُسْتَعِدًّا لِقَطْع أَيْ رَقَبَةٍ تعيق طريقه
' أَنْت مُجَدَّدًا '
" أَنْتَ لَمْ تَتَوَقَّفْ عَنْ مُمَارَسَةِ الاعيبك السَّخِيفَة ، إنَّا لَنْ أَدَعْك تلمسيها "
ضَحِكْت السَّاحِرَة ، " أَلِهَذَا هِي تحبك ؟ "
' لَيْسَ مِنْ شَأْنِك ' قَال وَرَمَى سَيْفَه بِاتّجاه قَلْبُهَا هَذِهِ الْمَرَّةِ لتخترقه بِشَكْل كَامِل و تَقَع ارضا
اسَرُع نَحْو الأَمِيرَة يُحَاوِل إِيقاظُها لَكِن عبثا
" اميرتي مَا خطبك استيقظي "
قآل بقلق عَلَيْه ، لُفَّت نَظَرِه ذَلِكَ الْخَاتَمَ الَّذِي يَعْتَرِيهِ لُؤْلُؤَة حَمْرَاء ، أَخَذ يَشُدَّه مِن أُصْبُعَهَا ، و عِنْدَمَا أَخْرَجَه رَمَاه ارضا و كَسَرَه بِرِجْلَيْه .
فُتِحَت عَيْنَاهَا لتقابله ، ابتسمت " انقذتني مُجَدَّدًا ؟ "حَمِدَ اللَّهَ عَلَى سَلَامَتِهَا ، رَفَعَهَا و حِضْنِهَا بقوة
" لَقَدْ قُلْقت عَلَيْكَ حَقًّا "
" أَيَجِب أَنْ أَضَعَ نَفْسِي فِي خَطَرِ لَأَرَى هَذَا التَّعْبِيرِ عَلَى وَجْهِكَ ؟ " ضَرَب جَبْهَتَهَا بَعْدَ سَمَاعِهِ لِجُمْلَتِه ، اِقْتَرَبَ مِنْ وَجْهِهَا و أَخَذ يُقْبَل شَفَتَيْهَا .
°°°
° بَعْدَ عِدَّةِ أَشْهُرٍ °
تَزَوَّج لِأَيّ مِن الأَمِيرَة و عَادَ إلَى مَمْلَكَتِه حَيْث عَاشَا هُنَاك لِلْأَبَد ، اتَّخَذ الْمَلِك صَدِيقِه لِأَيّ كوزيرا لِلدِّفَاع ، أَمَّا مَيّار فَقَد أَنْجَبَت أَوَّلٌ وَلِي عَهْد للمملكة ، كَانَت الأَمِيرَة تُشْعِر بالغيرة كَوْن مَيّار أَصْبَحْت أَم ، لِذَا فَهِي أَصْبَحْت مهتمة بِالْأَمْر أَيْضًا ، تُؤَدّ أَنْ تُصْبِحَ أَمْ فِي أَقْرَبِ وَقْتٍ لتحكي لَهُمْ قِصّةٌ حَبُّهَا .
لَكِنْ إلَى حِينِ ذَاكَ الْوَقْت هِي تُؤَدّ الْعَيْش بِسَعَادَة غَامِرَةٌ مَعَ زَوْجِهَا لِأَيّ .
°°°
انتهت