كيف أراك في وسط الزحام ؟!
إن كنت لا تنوي الإقتراب فأشر من بعيدٍ بالسلام
قد كنت تبدو تائهاً متألما
كم من غريبٍ سبك قاصداً متعمدا
قد كنت تبدو ضاحكاً مستبشرا
قد كنت تسري في الحشود كما الدم يسري في العروق
واسيت ذاك وأضحكت ذاك وناقشت ذاك بلا حروق
لم تشعل النيران يوماً لمن عاداك
كنت تبدو بلسماً تسرُ من يلقاك
قد آلموك قد طاعنوك قد شتتوك
وجلست وحدك باكياً تستذكر الماضي البعيد
وسألت نفسك يا ترى هل سأسقط يوم الوعيد
عاتبت نفسك كل يوم
وما عاد في الأجفان نوم
حتى امتنعت عن الكلام وربما حتى الطعام
فطرقت باب الصمت سائلاً يا ترى ما بي؟!
فأخبروك بأنك تعطي الأمور ما لا تستحق
فقف الآن هيا استفق
فضربت نفسك واستدرت
وسألت عقلك يا ترى ماذا أردت
فمشيت تمضي صامتاً نحو الأمام
سألوك ما بك تبدو صامتاً متكتماً متخفيا
لم نعهدك يوماً هكذا
أين روحك التي بدت كالشمسِ في وسطِ الغمام
فرددت فيهم قائلاً : إني أدركت أن الصمت يوقف ما عجز عنه الكلام
ما كنت أنوي أن أمر بداركم دون أن أُلقي السلام
لكنهم لم يسمعوك لأن صوتك كان خافت
فمضيت تسري للأمام وأنت صامت...