ظهر التململ على ملامح نور التي كانت تجلس خلف مكتبها وتدرس، بدأت بالتأفف وهي تحك شعر رأسها بعصبية في حين دلفت لغرفتها عبير، أطلقت بسمة وربتت على كتف ابنتها تتساءل :
- ما بك حبيبتي ؟
ضربت نور رأسها على الطاولة قائلةً بإحباط : لا أفهم هذه المسألة الرياضية بتاتاً يا أمي ، سأجن, آخذُ كأس العالمِ بالغباء"
- إذاً اطلبي معونة آدم وسيشرحها لكِ.
رفعت رأسها رويداً رويداً عن الطاولة وقد استعادت نشاطها فجأة :
- صدقتِ, سأجعله يحّلها لي لأنتهي من كابوسها اللعين"
قهقهت عبير وهي تلملم حاجيات ابنتها المبعثرة وقالت محذرة :
-دعيه يشرحها لك كي تفهميها لا تتهربي من واجبك فلن يجيب عنك وقت الامتحان وخذي عسل معك عندما تصعدين"
حسناً أمي، " قالتها وهي تلملم كراستها وأقلامها، تطلعت تبحث عن عسل فراتها تجلس أمام التلفاز تشاهد الرسوم المتحركة...نادتها فتأففت عسل بسخط وأجابت :
-اتركيني الآن انتظرت الحلقة طويلا" هزت نور رأسها بيأس وصعدت إلى شقة آدم
كان قد أنهى حمامه للتو، ارتدى بنطال البيجاما الأسود وشرع يجفف شعره بالمنشفة فرن جرس شقته دون انقطاع، تمتم بسخط ظناً منه أنه مراد كالعادة جاء ليمضي الأمسية عنده وفتح الباب ليصدم بها، كانت تعقد شعرها الطويل كيفما اتفق وترتدي البيجامة الحمراء المبهرجةَ الضيقة ذات الأكمام القصيرة التي تثير غيظه،وخفها الذي على شكلِ أرنبٍ أذناهُ طويلتان, فبدا منظرها ملفتاً بطريقةٍ لطيفة, قطب حاجبيه وأنزل المنشفة الكبيرة لتغطي كتفيه
- نور!
فقالت نور بارتباك وهي تغض بصرها عنه :
- هنالك مسألة رياضية استصعب علي إنجازها، هلا ساعدتني رجاءً
تراجع إلى الوراء خطوتين متسائلاً بعدما وجدها بمفردها : الآن !؟
-لا غداً !!
أجابته ساخرة فلوا شفتيه من سخريتها وقال بلا مبالاة::
-ادخلي ريثما أكمل ارتداء ملابسي .
ترك الباب مفتوحًا حتى بعد دخولها الى الصالة وتوجه ناحية غرفته مخرجاً قميصه، خرج إلى الصالة مجدداً ونظر إلى باب الشقة المفتوح ولربما تركه مفتوحاً كي يحمي نفسه قبل حمايتها
كانت تجلس على الأرض أمام طاولة الصالة وتفتح كراستها منتظرة قدومه، اتسعت ابتسامتها وهي تثرثر كعادتها عن تلك المعضلة الرياضية المستحيلة ولا يوجد غير آدم العبقري يستطيع فك طلاسمها، جلس بجانبها على الأرض وتناول الدفتر وسط صمتٍ مطبق... قطعه بعد لحظاتٍ قائلاً: ما رأيكِ بأن تعملي لي فنجان قهوة أكون قد حللتها"
-لا وقت للقهوة!, قالت أمي أن تعلمني طريقة الحل "
حسبي الله ونعم الوكيل عليكِ وعلى أمك لمَ لم تحضري عسل معك؟ ! قالها بسخط وعاود التحديق بالدفتر المسكين أمامه, رمش بعينيه مرات متلاحقة و شعر للحظات أنه غبي ! صارت الأرقام تتقافز بين السطور ورائحة عطرها الناعم تجتاح روحه دون رحمة، كانت تنظر إليه بلهفة بلهاء ليحل لها المسألة وبتلقائية رفع رأسه عن كراستها وتلاقت عيناهما ، غرق بنهر العسل الذي أمامه، شعر بضعفه أمام براءتها ، إنه ضعيف فعلاً ،ضعيف بكل ما تحمله كلمة ضعف من معنى
،رفعت حاجبها بنصف ابتسامة ارتسمت على شفاهها الوردية وقالت بيأس : أهي صعبةٌ عليكَ أيضا؟ً
-إنها معقدةٌ فعلاً
قالها بشرود وضياع حقيقيين ، فكل منهما في وادٍ مختلف !! فزفرت بيأس وسحبت الكراسة من بين يديه قائلةً بيأس: الغباء متوارثٌ بعائلتنا
فهمس بشكل ساخر : أنسيتِ أني لست من عائلة المنصور
حدجته بنظرة استنكار واستدارت لتعود خائبة الآمال لكنه استوقفها قائلاً وهو يقطب حاجبيه بعدما استعاد رباطة جأشه فقال بشكل متسارع : كم مرة تحادثنا بشأن هذه البيجاما؟ و ألا تضعي هذا العطر مجددًا وألا تقابليني وحدك هنا
رفعت حاجبها و تساءلت : أولا ً أنا لا أنزل بها إلى الشارع كي تمنعني،ثانيا جئتك لأدرس وثالثاً ما به عطري ؟
تنهد بنفاذ صبر مجيباً : إنه مثير للغثيان، مقرف , زكمتِ أنفي به
استنشقت نور يدها بتلقائية وأجابت لتغيظه: على العكس إنه ناعم ، حتى أن مراد بعدما اشتراه لي قال أنه منتشرٌ جداً هذه الأيام "
مراد...... مراد كل مصيبةٍ يجب أن أتوقع أنها من مراد-
وتقدم منها أكثر قائلاً بحدته المعهودة : وكم مرة علي أن أفهمك ألا تجادليني بأي موضوع ! قلت ممنوع أن تضعيه أو أن تضعي أي عطرٍ خارج المنزل، كلامي واضح
جزت على أسنانها بغيظ وهتفت به : اه كان يجب علي أن أستحم قبل الصعود إليك أليس كذلك ؟ أو أن أرتدي جلباباً أسود كيلا اسمع انتقاداتك الدائمة لي وما رأيك بأن أحضر معي كبار العائلة كي تقوم بتدريسي؟
ونهضت لتغادر الشقة فمشى ورائها وسحب الدفتر قائلاً :اتركيه سأحلها لك بعد قليل
لا شكرًا ، لا أريد منك شيئاً
شرعت بالمغادرة فوضع يده على الباب مستنداً عليه ليمنعها من العبور:
- قلت لك هاته نور وكفي عن عنادك
-وأنا أجبتك لم أعد أريد مساعدتك وبكافة الأحوال سيأتي اليوم عمي محمد و سأطلب من كريم أن يساع...
ابتلعت باقي حرفها عندما اقترب منها صائحًا:
- سيكون هذا يومك الأخير إذا فكرتِ لمجرد التفكير أن تحادثي ذلك الخرتيت
دفعته من صدره وهي تهتف بغيظ
- ما مشكلتك معي ! دائما ما تتدخل بشؤوني وأفعالي، لقد مللت من أوامرك التي لا تنتهي، كل شيء بقاموسك ممنوع وعيب حتى أولاد عمومتي تمنعني عنهم ما شأنك بي إن كان مراد وأبي متواجدان !?
عادت ضربات قلبه تتصارع داخل صدره ،فكيف تجرأت هذه الغبية على سؤاله ألا تعرف أنها تملكته حتى النخاع، ألا تفهم هذه الحمقاء أن ما يسير بأوردته ليس دماً بل عشقاً يتدفق ليغذي قلبه فكيف لا يتدخل بحبيبته ! ألا يحق له ؟
على العكس فإن لم يتدخل بشؤونها فمن يفعل ! ، شعرت بارتعاش أنامله عندما تلمس طرفَ الكراسة فتلاقت رؤوس أصابعهما همس بصوتٍ خفيض لصغيرته المشاكسة
- نور ... لم تعودي صغيرة، تعرفين أنه لا يجوز أن ننفرد، الجميع يثقون بي لكن الصواب ألا ننفرد, ولا يجوزُ أن تكوني مُلفتةً للنظرِ فيما ترتديه أمام الغرباء, افهمي ذلك رجاءاً, صرتِ كبيرةً كفاية...كما أنكِ.
قاطعته قائلةً بعتاب:
-أنا...لا أرتدي شيئاً ملفتاً أمام الغرباء.
همسَ هو بهدوء: أنا غريب, أنا..أعتبرُ غريباً عنكِ.
سحبَ الكراسة بهدوءٍ من بين يديها وقد تاه ببريقِ عينيها المضطربتين...كان الاضطراب قد اجتاح روحها من نظراته،اضطرابٌ تمنت به أن تسيل الآن وتتدفق من سطوته لتنزلق أسفل الباب كنهرٍ جارٍ هاربةً من قيد نظراته التي اشتعلت بعشقه، كان اضطرابه بادياً وعبوسه يزداد شيئاً فشيئاً, انحنت من أسفل يده الممدودة و هربت من أمامه لتهرول على درجات السلم للطابق السفلي، اغمض عينيه وضرب بجبهته على الباب واستكان عليه ، وتنهد بابتسامةٍ بلهاء محتضناً دفترها الذي عبق برائحة عطرها الفاتن ودخل ليرتمي على الأريكة ً، كان الآن بعالم آخر ،قلبه ما يزال يخفق وعينيه ما تزالان تنقلان له صورتها حتى بعدما أغلقهما .
تنهد بعمق بابتسامةٍ واسعة ورفع يده ليلتمس الخاتم الفضي المنقوش عليه اسمه، وكأنها بهذا الخاتم كبلته، أسرته بأصفاد حبها الذي تملك من قلبه دون رحمة ، وهو أصلا ً لا يريد الفكاك من أسرها، سيبقى سجين هاتك العينين العسليتين لآخر الزمان
كم تشتاق روحه إلى الحب، الحب النقي الذي لم يعرفه سوى عندما يلتقيها، الاضطراب الذي يعلو تقاسيمه، ضربات قلبه التي تتعاظم حدتها لتفتك به، وشعوره بالسعادة الخالصة، السعادة المتجردة من جميع الشوائب، يحبها بكل ما تعني تلك الكلمة من معنى، يشتاقها كاشتياق المغترب لوطنه، والمصيبة أنه بالكاد يسيطر على مشاعره تجاهها حتى أمام العائلة !
اعتدل بمجلسه وفتح الدفتر وشرع بحل المسألة التي تيقن من أنها سهلةٌ أكثر من اللازم ،لكن بوجودها تصبح إحدى المعادلات التي لن يحلها حتى أكبر عالم رياضيات، وما هي إلا بضع دقائق وانتهى منها ، أغلق الدفتر ونزل إليهم ليسلمها الدفتر وليهرب بعدها من فوره، فتحت خالته و أقسمت كعادتها ليدخل وأعقبت : إنها بغرفتها ، اشرح لها المسألة كيلا تستصعبها مجدداً فالامتحان على الأبواب"
وهذا ما كان يخاف منه الانفراد بها ، المشكلة أنهم فعلاً لا يدركون خطورة الموقف، لا يدركون أن بدماثة تعاملهم معه و اطمئنانهم الزائد بل وتغافلهم على أنه يبقى غريبٌ حتى ولو تربى بينهم ومعهم ، يدفعونه إليها دفعاً دون رحمة ودون إشفاق، ولا هو كان يريد إشفاقهم بإبعاده عنها، صار يدمنها حد الجنون ، يدمن رؤيتها، تسلل صوتها الناعم وهي تدندن لحن أغنية أمام مرآتها بعدما غيرت ملابسها لاستقبال عائلة عمها محمد ، طرق بابها فصاحت : تفضلي ماما"
تنحنح قائلا : أنا آدم
سقط المشط من يدها عند سماع صوته التقطتها ونهضت من أمام طاولة زينتها وفتحت له وما زال الارتباك بادياً على ملامحها المشتعلة بحمرة الخجل فتبسم قائلاً وهو يرى عسل تلعب بالغرفة
حللتها -
صفقت بفرح مجيبة، ما شاء الله بهذه السرعة
فقالت عسل من ورائهما : انه حبيبي آدم العبقري ليس مثلك يا متخلفة
شهقت نور بحنق وردت : اخرسي أنتِ -
فقهقه بزهو وهو يعدل ياقة قميصه :طبعا ... كي تعرفي من هو آدم، هيا تعالي لتتعلمي الطريقة
جلس على الكرسي بمكتب غرفتها وجلست بجانبه ،وعسل تلعب خلفهما بألعابها، تمتمت بسخط لتغيظه: تمنعني من الصعود إليك بمفردي وأنت بغرفتي بإرادتك!
جز على أسنانه بغيظ وضربها بالقلم الرصاص على جبهتها هامساً: يا متخلفة إن كانت شقيقتك هنا فلا مانع " وأكمل الشرح لها وهو يثبت نظراته على الكراسة يكتب عليها، تلمست مكان الضربة بسخط ومدت لسانها بغيظ فقال وهو يثبت نظراته على الكراسة: إن فعلتيها مرة أخرى سأقصه عيبٌ هذا التصرف"
لتجفل بمكانها بحنق" سمعا قرع الجرس فعلم أنها عائلة أبي كريم ،نهضت من على الكرسي بحماس ٍ فسحبها بغيظٍ لتجلس بجانبه : لننهي المسألة أولاً وبعدها تلقين التحية عليهم على الخرتيت ووالده
انصاعت لأمره بصمت وشرع يشرحها، أما عسل فهرولت من فورها لتستقبل عمها وابنه ،
فقالت نور بمكر تشاكسه بعدما انتهى : أصلا كانت تلك المسألة سهلة كنت أختبرك فقط "
-آه يا عبقرية الزمان، هيا حان دورك لنرى عبقريتك
دلفت عبير لتعلمهم أن العشاء قد جهز كاد أن يعتذر ويهرب إلى شقته لكن تواجد كريم منعه من ذلك وهو يعرف جيدا غرض كريم ونظراته، تأبطت نور ذراعه وهي تقهقه وتسير بجانبه بعدما حلت المسألة: تستحق شكراً يا أستاذي يبدو أني سأوظفك رسميا ًلتدريسي ولا تخاف الراتب مغر ٍ "
حدق بكفها الناعمة التي تقبض على ساعده فقال ضاحكاً : مجنونة
استدارت مجددا تجيب ببراءة وهي تعاود سحبه ليهبطوا الدرج : بل أنا جائعة جداً ...
كان الجميع مجتمعين على العشاء أفلتت آدم أخيرا ً ليلقيا التحية ، نهض كريم الذي كان يغلي من شدة غيظه حينما رآهما سويا يهبطان السلم، و تجاهله ليلقي السلام على نور ومد يده لمصافحتها فسارع آدم ليقبض على كفه وهو يضيق عينيه ويتمتم بكلمات الترحاب المسمومة، فرد كريم بحنقٍ واضح بمجرد تمتمة ولم يفهم أن نور لم تكن حتى لتلقي السلام على كريم فلم تنسى بعد وقاحته ..
أحاط آدم خاصرة نور بتلقائية ليقودها ناحية الكرسي بجانبه واتجه ليلقي التحية على محمد بحبور، جلست نور على الكرسي دون أن تدرك الحرب الصامتة المشتعلة بين عيني آدم وكريم وقالت : آه كم أنا جائعة لم آكل شيئا يذكر منذ الصباح "
فهتف مراد ضاحكا ً
- آه لم تأكل شيئاً المسكينة سوى أربع ألواح شوكولاه وبضع أكياس من البسكويت "
طرقت على الطاولة الخشبية :
-قل ما شاء الله ، أتريد أن تصيبني بالعين !
قهقه رضوان هاتفا بهما : كفا عن ثرثرتكما وباشرا الطعام "
التفت محمد تجاه آدم يحادثه :
-كيف هي دراستك بني ؟
- الحمد لله يا عمي
متى ستقدم مشروع تخرجك ؟
" بعد حوالي شهر من الآن إن شاء الله -
عظيم " قالها رضوان بسعادة ثم أردف : ومكانك داخل الشركة محفوظ من الآن "
صار كريم يعبث بطبقه بغضبٍ مكتوم ،فجل اهتمامهم دائماً آدم، وكيف هي دراسة آدم وماذا يفعل آدم لا ينقص إلا أن يحصوا عدد مرات قضاء حاجته ! ، تنحنح بارتباك يحادثه :
- عمي، أرغب في افتتاح مكتب خاص مع بعض زملائي بعد إذنك
تحدث كريم قائلاً بعدما فاض به الكيل : وأنى لك التمويل لافتتاح مكتبٍ خاص أم تريد من عمي كذلك أن يموله لك ، استبقى عالةً عليه مدى الحياة ؟
حدق الجميع بجمودٍ بكريم الهجومي كعادته ،فهتف محمد بابنه : ما هذه اللهجة ؟
فأجابه آدم بابتسامةٍ مصطنعة : أولاً المكتب جاهز فهو لأحد زملائي في الجامعة فالعمل معهم سيكون كتدريب مهني لتطوير إمكاناتي يا كريم ، لم أطالب عمي بتمويلٍ مادي "
مضغ رضوان اللقمة ثم شابك أصابعه على الطاولة ليحادث آدم متجاهلاً حنق كريم الواضح :
- يا بني ، هذا الموضوع سابقٌ لأوانه ، أنت ببداية حياتك المهنية تحتاج إلى تدريب تحت إشراف خبير لا مجموعة خريجين ،سأسلمك تصاميم بعض المشاريع بشركتي تحت إشراف أكبر المهندسين حتى تعتاد على سير العمل فلا داعٍ لتثقل كاهلك بنسبة فشلٍ حتى ولو واحدٍ في المائة ، وبعدها إن رغبت ستفتتح مكتبا ًخاصا ًبك إن شاء الله"
- تفكير سليم ومنطقي " قالتها عبير مؤكدة لكلام زوجها ، حدق آدم بطبقه ثم أجاب : لقد عاونتني بما فيه الكفاية يا عمي ، ومعروفك هذا لن أنساه ما حييت ...حان الوقت لأعتمد على نفسي
كاد أن يكمل لكن رضوان ربت على كفه وبعينيه ألف كلمة مخبأة تجاهه وقال لكي يفهم الجميع :
- أنت أحد أبنائي ، لا تتفوه بالحماقات ، وحتى بعد موتي سترث مثلهم تماماً أتفهم ذلك ، ولا فضل لأب على أبنائه"
- ليطيل الله بعمرك " قالها الجميع بما فيهم آدم الذي اتجه ناحية رضوان وقبل جبهته
قال مراد :
- أفكر في تحديد موعد الزفاف بعد إذنك يا أبي
فأجاب رضوان : ألا يزال الوقت مبكراً بني الم نتفق على تأجيل الموضوع ؟
- استجدت بعض الأمور و سيكون من الأفضل الإسراع .
- حسنا سنرى هذا الأمر...
فأعقبن عبير بابتسامةٍ واسعة : وإن شاء الله ما إن تتخرج يا آدم سأبحث لك عن أحلى عروس بالبلد
تبسم بامتنان ولا إراديا تلاقت عيناه بعيني نور التي ارتعشت أناملها من تحديقه بها وهي تطعم عسل ، فهتفت تلك الصغيرة وهي تلوك طعامها :
- لا تبحثي له ماما ، فأنا عروسه المستقبلية "
وصلتها رسالة من كريم الذي نهض بعد ارسالها بلحظات (أنا في الحديقة الحقي بي .. رجاءً.)
- الحمد لله لقد شبعت..
نهضت وتوجهت الى حديقة الفيلا من الباب الخلفي ووجدته يدخن وهو يتطئ على جذع شجرة ...واجم الملامح .
اقتربت منه على مضض : ماذا تريد لا استطيع أن أتأخر.
استدار بكليته إليها وقال بسرعة: آسف..آسف على كل ما بدر وآسف على الموقف الذي كنت ستتعرضين له بسببي وآسف على الصور...وآسف على كل شيء...سامحيني.
كتفت ساعديها أمام صدرها وهزت رأسها: لا بأس..ارجو ألا تتكرر هذه المواقف التي ستصرك للإعتذار وليس مني فقط بل من العائلة بأكملها.
وولت عنه إلى الداخل فسبقها بخطواته وتمتم جانبها: لكني لن أأسف على مشاعري..
**********