في بيت كبير يعيش مصطفى مع عائلته المكونة من يونس أبنه الأكبر وإبراهيم أبنه الأوسط وأبنته الصغرى هديل التي تزوجت من أبن أحمد أكبر رجال الأعمال وكان يدعى أمير كان الأب يريد تزويج أبنيه من نساء راقيات والأهم من ذلك يريد من أحد أبنيه من أن يتزوج من أخت أمير التي تدعى يسرا ليضمن أن تتحد الشركتين لتكون شركته من أهم الشركات العالمية، كان الأبناء يعملون مع أبيهم في شركته للأصدار والتصدير.
يسرا-كيف حالك يا إبراهيم ؟
-بخير !ماذا تريدين يايسرا?
-تعلم ماذا أريد!لكنك تسألني في كل مرة ماذا أريد!أحبك يا إبراهيم !ليتك تعطيني قلبك صدقني ستجدني الصدر الذي سيحتويك! ويحبك!
- لكنني يايسرا أعتبرك بمقام أختي !
-لماذا تعاملني بهذا الجفاء والقسوة انا لست اختك ياإبراهيم !سأجعلك تندم وسترى ذلك!
فغادرت يسرا وهي تبكي بقلب مقفل عنها ! خرج إبراهيم من عمله وسار إلى المصعد الكهربائي ليجد أخاه ينتظر قدوم المصعد!
-ماذا بك يا إبراهيم؟
-هل أنا مخطئ عندما أصد قلبي عن يسرا!؟
-لا!لأنك قلت لها حقيقة مشاعرك ولم تخدعها!
-مازلت غير مصدق أننا سنفقد أم ناصر سنشتاق لها جدا!هي كانت بالنسبة لنا كأمنا الأخرى!
-لكنها يجب أن تتقاعد من عملها هذا !لقد كبرت!
عاد الجميع من عمله لمنزلهم فأتت أمهم وتقوم بإحتظان مصطفى.
يونس-يبدو لي أننا يجب نذهب لغرفتنا يا إبراهيم!
هناء-أصمت يا ولد!دعني أعرفكم بالخادمة الجديدة!تعالي ياصفية!
فأتت لهم كان إبراهيم ينظر لها بإعجاب شديد!
-صفية ستكون مسؤولة عن تنظيف الغرف هذا السيد مصطفى وهذان السيدان يونس وإبراهيم!
-أتمنى أن يكون عملي هنا يعجبكم!هل تريدين مني شيئا يا سيدة هناء؟!
-لا!إذهبي لعملك!
فذهبت،في المساء كان إبراهيم يفكر في من سلبت منه تفكيره فدخل لغرفته يونس!
-إبراهيم أريد سؤالك عن الصفقة التي ستتم بيننا وبين شركة إسماعيل!ماذا بك؟
-إنها جميلة حقا!
-من تقصد!؟
-صفية!
-من صفية!أنتظر لحظة تقصد الخادمة الجديدة!
-كنت أظنك لا تقول عنهم أنهم خدم!
-أنا أسف!لم أقصد!ماذا تريد من صفية يا إبراهيم!
-لماذا تشعر أنني أريد إيذائها أنا فقط أقول عنها أنها جميلة !
-إبراهيم تذكر فقط إنها إنسانة لها قلب !إياك أن تفعل بها شيئا يكسر قلبها!
-لن أكسر قلبها!ليتني لم أقل لك أنها جميلة!
في الطابق السفلي حيث غرف الخدم والخادمات،كانت الخادمات يتحدثن أما صفية فكانت تفكر فرأتها إحدى الخادمات!
-ماذا بكِ؟
-لا شيء!
خادمة أخرى-أتركيها لعلها تشعر بالتعب منذ اليوم الأول!لم تري شيئا!
سريانا-دعكن من حديثكن فالتنمن جيدا غدا لدينا أعمال كثيرة!
فنام جميع من ذلك البيت ماعدا ذلك الذي ينتظر الصباح ليرى من أخذت عقله!في بلد آخر وتحديدا في(السودان في ولاية بورتسودان)كان يعيش إدريس مع زوجته،كان لديه إبنة واحدة متزوجة من رجل يدعى ساهر كانت حياة فاطمة سيئة مع زوجها الذي لا يعرف الرحمة أو الإنسانية فكل يوم يقوم بالصراخ عليها ويقوم بضربها لأتفه الأسباب
-أيتها اللعينة أين الطعام؟
-لقد أتيت به!
-أخيرا !أذهبي من أمامي!
فذهبت وهي تبكي!وبعد لحظات سمعت زوجها يناديها فجاءت له فقام بضربها!
-أين زجاجة الخمر التي كانت في الثلاجة!؟
-قمت برميه!ما تفعله فعل حرام!أرجوك دعني!
-لن أتركك!
فقام بضربها بشدة!ثم ذهب بها لمنزل عائلتها ففتح أباها ليجد إبنته وأثار الضرب في كل وجهها وجسدها!
-لقد قام بتطليقي أخيرا!
-ياله من وغد!سأقوم برفع قضية عليه على الأضرار الجسدية والنفسية!
في (دبي) كانت صفية ترتب غرفة إبراهيم فدخل إبراهيم لغرفته فوجد صفية تنظف،كان ينظر لها بإعجاب شديد!
فرأته صفية-هل تريد شيئا يا سيد إبراهيم!
فقترب منها ومسك يدها-هل أنتِ حقيقية!
-ماذا!؟
-لماذا لم تظهري في حياتي من قبل؟!
-عذرا يا سيد إبراهيم أنا لدي عمل مهم أقوم به!
-منذ أن رأيتك وأنا قلبي وتفكيري كله أصبح بشأنك!
-أظن أنك قد نسيت أنني خادمتك!إذا كنت تظن أنني لعبة لديك فبتعد عني!
-أبتعد عن روحي!أنا أحبك!نعم أنا أحبك فلقد سرق جمالك وإبتسامتك العذبة قلبي!
-سيد إبراهيم! أظن أنك تلهو بمشاعري لأنني خادمة!لكن يا سيدي لا تنسى أنني إنسانة لدي قلب ومشاعر والأن سأذهب من هنا!
فخرجت وهي متضايقة من لهو إبراهيم بمشاعرها. (في بورتسودان) عرف أهالي الحي أن أبنة إدريس قد تطلقت فبدأو كلما رأوها قادمة يقومون بالتحدث عنها بسوء وينظرون أنها هي من قصرت في حق زوجها لذلك فقام بتطليقها!في عمل إدريس كان زملائه ومديره يرمقونه بنظرات الأستخفاف لذلك قرر أن يعود لبيته فجاءت له زوجته
-ماذا بك!؟ لماذا عدت مبكرا من عملك؟!
-لقد مللت من نظرات الجميع لي،إستخفافهم وسخريتهم لي فقط لأن إبنتي قد تطلقت!لم يسألوها لماذا تطلقت يقولون أنها هي المخطئة! لماذا المرأه هي من تظلم في هذا المجتمع! إذا أخطأت المرأه يقولون أنها إمرأه سيئة السمعة أما الرجل لايقولون عنه ذلك!
في (دبي)كانت صفية تتغاضى إبراهيم قدر الإمكان وكان إبراهيم يتعذب في بعدها عنه في ذات مساء كانت يونس وإبراهيم يلعبان في جهاز (السوني)
-ستهزم يا إبراهيم!
-أنا أحب صفية!
فضغط على زر الإيقاف والتفت له-هل تلعب في بمشاعرها!؟
-لا تقلق هي تصدني!ولم أعد أراها أو أتحدث لها!لكنني أتعذب في بعدها عني!
-هل أنت فعلا تحبها؟!
-بل أعشقها حد الجنون!لم أعد أستطيع العيش دونها يا أخي!لماذا تقوم بإبعادي عنها!لماذا تفعل بقلبي هكذا!
-ربما هي غير مصدقة أنك تحبها،أو هي تظن أنك تلعب في مشاعرها!
-أو أنها تشعر بالخوف من عائلتنا إذا طلبت يدها أن يقومون بإبعادها عني!لن أتحمل يوما دون رؤيتها!
-وهل تظن أن والدينا سيوافقان على زواجك منها؟!ثم هل هي موافقة؟!
-لن أخبرهما سأتزوجها دون معرفتهما ثم أتي بها لهنا وأخبرهم بأنها أصبحت زوجتي لن يستطيعوا حينها أن يبعدوها عني!
-هل تستطيع حمايتها جيدا!أقصد أن أهلي لن يعترفوا بها كونها زوجتك بل سيقومون بالأستخفاف منها !
-سأحميها بروحي!لا تقلق أخي أنا لم أخبرها بأني أود الزواج منها!
-أنتظرني لحظة!
فذهب ثم عاد وهو يبتسم وبعد لحظات جاءت صفية للغرفة وهي تحمل معها صينية بها كوبين من عصير البرتقال
-هل تأمرني بشيء أخر يا سيد يونس!
-هل يمكنك الجلوس قليلا!
-لا أستطيع !لدي عملا كثيرا للغاية!
-سأخبر أمي أنني من قد أخرتكِ عن عملكِ!
فجلست على الكرسي المقابل لكرسي إبراهيم!
-أرجوك سيدي قل ما لديك حتى لا تقوم والدتك بالصراخ علي!
-سيدي!قولي لي فقط يونس!فأنا لا أحب الرسميات!على العموم صفية أخي إبراهيم يحبك بشدة!أعلم ماتفكرين به لكن الخوف والهرب لن يمنع قلبك بالوقوع في حب إبراهيم! لاتحاولي المكابرة فنظراتك له الأن تفضحكِ! إبراهيم فلتقل لها ما قلته لي!
-أنا أحبك ياصفية وأود أن تكونين زوجتي على سنة الله ورسوله!
كانت صفية تبتسم له وهي خجلة للغاية!
فقام إبراهيم ومسك يدها-أتقبلين بي زوجا لك!
-وأهلك!لن يقبلوني !هل ستحميني من إستخفافهم بي!
-سأحميك بروحي!
-أنا موافقة!
فقام إبراهيم وقام بحملها ليدور بها!
-غدا لتذهبي خارج البيت وقولي لأمي أنك خارجة لترمي القمامة في مكانها المخصص ستجدين سيارتي ثم نذهب للمؤذوون لكتب كتابنا! وسيكون يونس شاهدا على زواجنا!
في اليوم التالي خرجت صفية وهي تحمل القمامة لسلة القمامة التي تبعد عن البيت 10مترا فوجدت سيارة إبراهيم فركبت ثم ذهبا وبعد لحظات أصبحا زوجين وقام يونس بحظن أخاه وسلم على صفية!
-مبارك لكما!
-شكرا لك أخي على ما فعلته معي !
-أأنت أحمق لتشكرني!!أنت أخي يا إبراهيم! سأذهب للعمل لأغطي عنك لتقظيان بعض الوقت مع بعضكما!
غادر يونس وهو فرح لأجل أخاه الذي يبدو شديد السعادة!
في (بورتسودان) كان إدريس في مكتب المدير الذي أوكله للذهاب إلى (دبي) للتعاقد مع شركة مهمة هناك ! فعاد الأب من عمله وهو مهموم ومكتئب فكيف له أن يترك إبنته في هذا الوضع خاصا أن أبناء الحي لايرحموها لكن رغم ذلك سافر وترك أبنته لوحدها
في الشركة كان يونس يعمل عندما دخل له أباه !
-أين أخاك إبراهيم!؟
-لديه عمل خارج الشركة!
-حسنا عندما يعود لهنا فأجعله يأتي لي!
فخرج فتنفس يونس الصعداء!فدخلت رزان
-سيد يونس لقد أتصل العملاء من(سويسرا) هل تود مقابلتهم هنا أو في الخارج!
-دعيهم يأتون لهنا وقومي بفتح غرفة الإجتماعات !
فخرجت أما في أحد الفنادق كانت صفية خجولة للغاية فجلس إبراهيم بجانبها!
-لايمكن أنك خجلة مني!أنت زوجتي الأن!
-أنا فقط غير مصدقة إلى الأن أنني أصبحت زوجتك!
-هل تريدين أن تصدقي!
فالتفت له فقترب منها وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح! وصل إدريس ل(دبي) ثم ذهب فورا للشركة ثم ذهب المدير الذي قام بإستخفاف منه وأخبره بأنه يعلم بخبر طلاق إبنته فخرج وهو غاضب وذهب لأقرب فندق موجود أما عند بيت مصطفى فقد كانت الأسرة مجتمعة لتناول العشاء
مصطفى-أنا لا أرى إبراهيم جالسا معنا!
يونس-لم يعد بعد من عمله!ربما سيأتي لاحقا!؟
أمير-عمي أريد أن يكون منصبي في شركتك أفضل مما أنا فيه!؟
-لكن المنصب الذي أنت فيه ممتاز جدا!مابك تتأفف ؟
هديل- لكن هذا ظلم يا أبي!أمير يعمل بجد وإجتهاد لماذا لترقية ليكون المدير العام للشركة؟!
-أنصتِ!قلت لك إذا أنجبت أبناء سيكون منصبكما أحسن المناصب لدي!
فصمتت هديل وبعد لحظات ضُرب الجرس ففتحت سريانا لتجد إبراهيم ومعه صفية ممسكا يدها،كانت سريانا تنظر لهما وهي في قمة إندهاشها فدخلا فرأهما أمير فوقف
-ماذا هناك ياحبيبي؟
-أنظري لقد جاء أخاك لكنه يمسك يد خادمتكم الجديدة!
مصطفى-ما هذا الذي تفعله مع هذه الخادمة!
-أبي هذه زوجتي صفية!
-ماذا! لا أصدق ماأسمعه!
أمير-وماذا عن قلب أختي التي تحبك وتنتظر قلبك ليحبها مثلما تحبك!
-أعتذر منك لأنني لم أبادها ذلك الشعور!فقلبي لم يحبها إلى مثل أخت لي أما صفية فلقد خطفت قلبي لذلك تزوجتها!
هناء-ومن قال أننا سنعتبرها زوجة لك،نعتبرها مجرد نزوة وبعد أيام ستندم على زواجك منها!
فمسك إبراهيم يد صفية وخرجا من المنزل ،فنظرت هناء لإبنها يونس!
-أكنت تعلم بأنه كان يحب خادمتنا!؟
-تدعى صفية يا أمي!
-إذا كنت تعلم ولم تخبرنا بذلك! لا يهم إنها مجرد زواج متعة ثم يشعر بالندم وسيطلقها أما هي فلم تأخذ منا أي شيء!
في اليوم التالي دخل إبراهيم للشركة فكان الكل ينظرون له وعندما وصل لمكتبه دخلت يسرا وهي تبكي
-مبارك لك!لقد أخبرنا أباك أنك تزوجت من خادمة كانت تعمل لديكم!
-وكنت أتسائل لماذا الكل ينظرون لي تلك النظرة !تدعى صفية !
-ياليت لم أكن غنية فربما كنت أحببتني!سأذهب الأن!
كان يونس جالسا في المقهى ويشرب قهوته عندما لاحظ رجلا يمسك صورة وهو يبكي! فذهب له
-أتسمح لي بالجلوس جانبك !؟
-تفضل!
-مابك يا عم !؟لماذا أنت حزين هكذا!؟
-الحياة غير عادلة يابني معي !فما ذنبي وما هو ذنب أبنتي !ألى أنها قد أصبحت مطلقة!
-هل هذه صورتها؟!
-نعم !؟
-إنها حقا جميلة!عمي قد يكون طلبي غريبا لكن أنا أريد الزواج منها ؟!
-لم أقل لك قصتي لتعطف علي أو عليها!
-أسمعت عن الحب من النظرة الأولى!هذا ما شعرت عندما رأيت صورتها!على كل إذا أردت السؤال عني أدعى يونس مصطفى أبن رجل الأعمال المشهور!
-سأفكر في الآمر !
-هذا هو رقمي إذا فكرت في الأمر !
فذهب يونس وهو يبتسم إبتسامة حب أما إدريس فكان يتسائل أي نوع من الرجال يونس،في بيت صغير كانا يعيشان صفية وإبراهيم حياة مليئة بالحب ،فكانت صفية تجري وكان إبراهيم يضحك بصوت عالي
-ألم تتعب من هذا الجري!
-هيا هل أستتلمت ؟!
فمسكها من الخلف-نعم!
كانت صفية في غاية الخجل-أحبك يا إبراهيم!
-وأنا أعشقكِ!
فرن هاتفه المحمول فحمل هاتفه فإذا به يونس فرد عليه ثم أقفل هاتفه
-لقد عزمت أخي على الغداء!سيأتي غدا!لكن كان يبدو صوته سعيدا!
-خيرا إن شاء الله!
أخبر إدريس أبنته بالأمر
-هل أثقلت عليك يا أبي!؟
-يا أبنتي لقد كبرت في العمر ولم يعد في مقدوري أن أدافع عنك!ويونس هذا رجل محترم ونزيه لقد سألت عنه فأخبرني الجميع بأنه أبن شهم أرجوك لاترفضي!
فأقفل وجعل أبنته في حيره من أمرها أترفض وتبقى هنا تقابل من يسيء لها وإلى أباها الذي لم يعد يستطيع أن يصبر على ذلهم أو توافق وتذهب للمجهول !
في اليوم الثاني جاء يونس لتناول الغذاء لدى إبراهيم
-إن الطعام حقا لذيذ يسلم يديك!
إبراهيم-عندما أتصلت علي بالبارحة كنت يبدو من صوتك السعادة!
-لقد وقعت بالحب!
صفية-ومن سعيدة الحظ!
-لا تعيش هنا بل في (السودان وتحديدا في بورتسودان)!تدعى فاطمة!
-متى ستسافر ومتى ستخبر والدي؟!
-لن أخبرهما سيرفضانها!
-ولماذا؟!
-لأنها إمرأة مطلقة!لذلك ستذهب معي وهناك نكتب كتابنا وبعد ذلك نرجع نحن وتسافر هي لوحدها حتى لا يشك بي أبواي!
صفية-إذا مبارك لك مقدما!
-يجب أولا أن أنتظر إتصال أباها ليخبرني بقراره!
خرج يونس من بيت أخيه وهو خائف أن إدريس قد يرفضه وبعد ساعتين أتصل عليه وأخبره بموافقته وموافقة أبنته وبعد أسبوع سافرا يونس وإبراهيم (للسودان)وهناك عقدا يونس وفاطمة على زواجهما!كانت فاطمة تنظر لزوجها الجديد فإذا به ينظر لها بإعجاب شديد!
وبعد أسبوع كان قد حان سفر فاطمة للذهاب (دبي)!