Siline-amir

شارك على مواقع التواصل

المعركة الأخيرة

   فـي هـذه الأثنـاء تصـل طلائـع جيـش الغول حيـث يخيـم «ثيسـيوس»  وجيشـه،  بينمـا يلتـف «هرقـل»  ومجموعـة الأبطـال خلفه حسب الخطة وتنشأ بينهم معارك طاحنة بين كر و فر ... آلاف الوحـوش المرعبـة والمقـززة والمسـوخ والكيانـات المشـوهة بـكل تلـك المخالـب والأنيـاب حتـى إن شـباك «سـبايدر مـان» أصبحـت بـلا فائـدة و«هالـك العجيـب» رفقـة «سـوبر مـان» و«باتمـان» و «ثـور» يحاولـون جاهديـن القضـاء علـى أكبـر عـدد منهـم لكـن بـلا فائـدة، جيـش الغـول أكبر وأقوى مع وحوش عملاقة وضباع وذئاب وخنازير حجمها رهيب وشكلها مفزع ، وكل قائد من قادة مشاة الغـول يمتطي حيوانا عملاقا، فهنـاك مـن يمتطـي الخنزيـر البـري وآخـر يمتطـي ذئبـا ومنهـم مـن يمتطـي دبـا وضبعـا ... والمناجيـق تجرهـا حيوانـات وحيـد القـرن العملاقـة ...

   يرسـل «ثيسـيوس» إحـدى الجنيـات الجوالـة لطلـب المسـاعدة مـن «هرقـل» لأنـه عاجـز عـن إيقـاف تقـدم جحافـل جيـش الغـول ... يسـتجيب «هرقـل» ويعطـي الأمـر للأبطـال الخارقيـن لتغييـر الوضعيـة إلـى المقدمـة، يعتـرض «سـوبرمان» قائـلا « نحـن نخالـف التعليمـات هكذا يا «هرقل» وانسـحابنا سيتسـبب بكارثة »

    يجيبه بعد أن قسـم أحـد الوحـوش إلـى نصفيـن بسـيفه وأطـاح بـرأس وحـش آخـر « الكارثة هـي فنـاء جيـش «ثيسـيوس» و وصـول جيـش الغـول لأسـوار المدينـة ... هيـا اتبعنـا بسرعة»
يَنظَـمُّ «هرقـل» بفرقتـه إلـى جيـش «ثيسـيوس» عنـد المقدمـة فيجـده قـد فقـد نصـف جنـوده أو أكثـر، يقـف خلفـه وكل منهـا يُغَطـِي ويحمـي ظهـر الآخـر ويسـأله وهـو يحـارب « مـا الـذي يحـدث عنـدك؟ »

    يجيبـه بأنفـاس متقاطعـة مـن شـدة التعـب « جيـش الغـول منظـم جيدا و وحوشه أقوى مما اعتقدت، سيوفنا ورماحنا لا تجدي نفعا معهـم ... وكلهـم مصفحـون بالحديـد »
_إذن علينا جَرُّهُمْ لأفخاخ الأقزام.
      _ولكن الجيش الحجري لم يلتحق بعد؟
_اذا انتظرنـا وصـول الجيـش الحجـري سـنفقد كل جنـودك يـا «ثيسـيوس».
    _حسنا.

يعطـي «ثيسـيوس» الاشـارة بالانسـحاب فيبـدأ بعـض الجنـود فـي نفـخ الأبـواق الكبيـرة.
يسـتجيب الجيش أو ما تبقى منه ويبدؤون عملية الانسـحاب بحذر.

   في هذه الأثناء تصل الفرقة الطائرة من الخفافيش العملاقة والتنانيـن إلـى مدينـة «قيرطـا» لكـن قـوة سـطوع حجـر التنيـن فـوق منارتهـا أبقتهـم بعيـدا .
  
    يتجنـب «هرقـل» و «ثيسـيوس» وجنودهمـا أفخـاخ الأقـزام أثنـاء انسـحابهم ويلتفـون حولهـا بخفـة وسـرعة ، وعنـد تقـدم مشـاة الغـول يسـقطون بالعشـرات والمئـات فـي الهاويـة السـحيقة حيـث الرمـاح المنصوبـة هنـاك بدقـة، أفخـاخ نصبـت بطريقـة ذكيـة حيـث إنها لا تفتح إلا إذا كان الوزن كبيرا جدا بحدود مئة وحش فما فوق، لكي يسقط أكبر عدد منهم، وما ساعد ذلك أن وحوش الغـول ثقيلة الـوزن مـن التصفيـح و كلهـا تسـير فـي خـط مسـتقيم و فـي اتجـاه واحـد، لأن أوامـر الغـول واضحـة ''لا تراجـع وكل وحـش يقتـل الوحـش الـذي قبلـه إذا شـاهده يتراجـع أو يلتفـت للخلـف'' .

«ثيسـيوس» قائـلا « أنظـر يـا «هرقـل» ... أفخـاخ الأقـزام ناجحـة جـدا وفعّالـة، لقـد سـقط أكثـر مـن مئـة مجموعـة فـي مئـة هاويـة علـى الأقل، لقد قضينا على معظم طلائع الجيش الأول »
يرد عليه « كلا أنـت مخطـئ، أنظـر هنـاك إنـه جيـش كامـل آخـر بالمناجيـق العملاقـة تجرهـا وحـوش هائلـة الحجـم يتجنبـون أماكـن الحفـر العملاقـة ليضمنـوا وصـول مدرعاتهـم بأمـان، لقـد خدعونـا »
« ماذا تعني بقولك خدعونا ؟ ... » يجيبه « نعم لقد خدعونا، لأنهـم اسـتعملوا فـرق المشـاة الأولـى لتكشـف لهـم عـن مـكان الأفخـاخ ... والذيـن واجهناهـم لتونـا لـم يكونـوا سـوى وحـوش حقيـرة يمكـن الاسـتغناء عنهـا، ... جيـش الغـول الحقيقـي لـم يصـل بعـد »
« يـا إلهـي ... علينـا إعـلام الحكمـاء فـورا بهـذا الأمـر الخطيـر » هكـذا قـال «ثيسـيوس».
«سـبايدرمان» متسـائلا « هـل لاحـظ أي منكـم شـيئا غريبا بشـأن تلـك المناجيـق العملاقـة التـي تجرهـا حيوانـات وحيـد القـرن؟ هنـاك شيء مريـب فيهـا » !
يجيبه «ثور» قائلا «هل تقصد حجمها الكبير ؟ »
_كلا، بـل أقصـد أنهـا بـلا ذخيـرة وبـلا حجـارة ضخمـة لقذفهـا ! أين هي الحجارة الكبيرة اللعينة التي سيضربون بها أسوار «قيرطا»؟
يَرُدُّ عليه «هرقل» بسرعة « نحن لا نفكر يا «سبايدرمان» .. هذه مهمة الحكمـاء نحـن نحـارب فقـط وننقـل التفاصيـل فـي وقتهـا »
ويلتفـت إلـى إحـدى الجنيـات الجوالـة قائـلا « أخبـري الحكمـاء أن المناجيـق العملاقـة بـدون حجـارة لقذفهـا ... » تتشـكل الهالـة وتختفـي الجنيـة الصغيـرة لتظهـر ثانيـة فـي مجلـس الحكمـاء الحربـي .
«سـنفور حكيـم»  بعـد أن تلقـى الخبـر « مـاذا ؟ ... مناجيق عملاقة بـدون حجـارة؟!..  مـا هـي خطتـك أيهـا الغـول ؟»

    تتشـكل هالـة ضبابيـة أخـرى ويخـرج منهـا الأفتـار أولا ثـم «سـامي» الـذي قـال « أرجـو أن لا أكـون متأخـرا أيهـا السـادة الحكمـاء، لقد نجحت في إقناع العمالقة وهم الآن يتجمعون بالمئات استعدادا للنـزول وخـوض المعركـة الأخيـرة إلـى جانبنـا »
قـزم حكيـم « اقتـرب يـا «سـامي» ...  خـذ هـذه هـي العصـا السّـحرية أنـت تسـتحقها بجـدارة ... أمسـكها، تخيـل مـاذا تريـد منهـا ثـم أطلـب منهـا ذلـك بصيغـة الأمـر » ...

     يمسـك الفتـى بالعصـا مسـرورا وهو غير مصدق، يتوجه إلى زاوية المجلس ويشير بها قائلا « أريد كلبا ضخمـا » فيتشـكل أمامـه مخلـوق غريـب ومشـوه .
سـنفور حكيـم وقـد التفـت محبطـا ناحيـة «بابـا نـوال» بقوله « لـن ينجح ... سيحتاج لأسابيع ليتعلم استعمالها، نحن متأخرون جدا » .
«قـزم حكيـم» « أقتـرح أن نطلـب مـن الأبطـال الخارقيـن أن ينسـحبوا إلـى مشـارف المدينـة»
  
    تتشـكل الهالـة الضبابيـة وتخـرج منهـا جنيـة أخـرى قائلـة « لقـد وصـل الجيـش الثانـي للغـول ، إنهـم خلـف المدينـة، نحـن محاصـرون مـن الجانبيـن»
بوكاهانتس « سيحاولون هدم سور المدينة »
عـلاء الديـن « كلا إطمئنـوا ، أسـوار «قيرطـا» منيعـة وحجارتهـا صلبـة جـدا، لـن يتمكنـوا منهـا لقـد أشـرفت بنفسـي علـى ترميمهـا باسـتغلال الأمنيـة الأولـى للمـارد »

   يتقـدم الحكمـاء إلـى شـرفة المجلـس الحربـي فيشـاهدون جيشـا عظيمـا مـن العمالقـة بأحجـام هائلـة ينزلـون مـن الشـجرة الضخمـة ،بينمـا يشـير «بابـا نـوال» بيـده للمعلـم «سـبلينتر» قائـلا « أنظـر أيهـا المعلم، طلائع جيش الغـول تجر المناجيق العملاقة ويقتربون بسرعة وسـط الدخـان »
ثـم يقـول «قـزم حكيـم» وهـو ينظـر للسـماء « تلـك الغيوم تخفي بداخلها الكثير من الكيانات الشريرة، تُجهَلُ ماهيتها »

    يقتـرب الفتـى مـن الشـرفة، يلقـي نظـرة مـن الأعلـى ثـم ترتعـد فرائسـه ويتملكـه خـوف شـديد مـن هـذا المنظـر المرعـب .
«قـزم حكيـم» «  أنظـروا إلـى المناجيـق العملاقـة وأعدادهـا الكبيـرة، لمـاذا يكلـف الغـول نفسـه عنـاء صناعتهـا وهـي بـلا فائـدة أمـام سـور «قيرطـا» العظيـم؟»

يجيبه المعلم «سبلينتر» « لأنها لم تصنع لضرب وهدم السور يا سيد «قزم حكيم» »
_ماذا تعني أيها المعلم ؟
        _هذه المناجيق صنعت لإرسال الوحوش إلينا . _أي وحوش ؟ من تقصد بالضبط؟
       _تلك هي المشكلة وعالم الظلام مليء بالوحوش؟
_فلتستعد فرقة السهام إذن .
        _كلا ... فموقعهم بعيد جدا لن تصلهم سهامنا .
_ولماذا لا يهجمون ؟
       _لا أدري، قد يكون فخا ؟ أو ربما هم في انتظار الأوامر .

   تتشـكل هالـة صغيـرة وتخـرج منهـا إحـدى الجنيـات الجوالـة قائلـة « العمالقـة الذيـن أحضرهـم «سـامي» لم يسـتطيعوا الوقـوف فـي وجـه العمالقـة الحجريـة ... إذا اسـتمر الوضـع هكـذا سـنفقد آخـر عمـلاق فـي غضـون سـاعة أو أقـل مـن الآن ».
 
    المعلـم «سـبلينتر» يدخـل المجلـس الحربـي ثانيـة ويحمـل سـيف الكاتانـا الخـاص بـه، يسـتل منـه جـزءا والـذي كان لامعـا جـدا لدرجـة أنه قام بعكس الكثير من الضوء على وجهه وعينيه، يلقي عليه نظرة خاطفـة ثم يعيدهُ لِغمـده ويربطه علـى ظهـره بنفـس طريقـة النينجـا، بعدهـا يعصـب رأسـه وهـو يقـول « لقـد كان لـي الشـرف أن تعرفـت عليكـم جميعـا، ... وقضيـت معكـم أحلـى وقـت يمكـن أن يتصـوره أحـد ... قـد تكـون خسـارتنا لهـذه الحـرب التـي لـم نخترهـا مسـألة وقـت لكنهـا لـن تكـون بنفـس السـهولة التـي توقعهـا الغـول ... علينـا بالإسـتماتة والدفـاع عـن حقنـا فـي الحريـة حتـى آخـر قطـرة مـن دمائنـا ...»
  
      فـي هـذه الأثنـاء، تغطـي الغيـوم الداكنـة كل جـزء مـن السـماء باسـتثناء مدينـة «قيرطـا» وهـي تلتـف علـى نفسـها وتبـرق فـي مشـهد يحبـس الأنفـاس، وتخفـي داخلهـا كيانـات شـريرة تسـتعد للهجـوم .

   المدينـة الآن محاصـرة بمئـات الآلاف مـن الوحـوش التـي تحيـط بهـا مـن كل حـدب وصـوب، وحـوش وكيانـات مـن كل الأحجـام والأجنـاس و الأشـكال، ... ذئـاب، ضبـاع، مسـتذئبين، مسـوخ، زومبـي ،وحتى الأشباح ... لتبدأ المعركة الأخيرة ... كل جيش الغول يهجم مرة واحدة ويحاولون اختراق أسوار المدينة، بينما الأقزام رفقة السنافر يرمونهـم بالسـهام والنبـال والرمـاح وتحـدث الإصابـات مـن الجانبيـن ، ولم يبقى في الخارج إلا «هرقل» ومجموعته بالإضافة إلى «ثيسيوس» والعشرات من جنوده، يأمرهم الحكماء بالانسحاب لداخل المدينة والانضمـام لجيـش الأحـرار ومحاربـي الصحـراء والمتطوعيـن.
تقول «بوكاهانتس» « أعدادنا تتناقص وأعدادهم تتزايد» ...

   تتشكل هالـة ضبابيـة أخـرى وتخـرج منهـا إحـدى الجنيـات الصغيـرة قائلـة « هنـاك ضبـاب أبيـض كثيـف قـادم مـن الخلـف ويلتـف حـول السـور الخارجـي للمدينـة أيهـا المعلـم «سـبلينتر » »
المعلـم «سـبلينتر» يصـرخ لأول مـرة « كلا ... ليـس ذلـك الرعـب أيهـا الغـول ... ليـس ذلـك الرعـب »
يندهـش «القـزم حكيـم» ممـا شـاهده من ردة فعل رئيسـه فيسـأله « من تقصد بقولك ''ليس ذلك الرعب'' أيهـا المعلـم ؟»
يجيبه « إنه ''رعب الفتيات'' »
«بابـا نـوال» وقـد تراجـع خطوتيـن للخلـف حتـى اصطـدم ضهـره بإحـدى أعمـدة الشـرفة وقـد اتـكأ عليهـا، ثـم نظـر المعلـم «سـبلينتر» قائـلا « نحـن هالكـون ، لقد إنتهينا »
                                              ... يتبع
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.