Siline-amir

شارك على مواقع التواصل


       _أنا «سامي أمين».
_وكيـف سـولت لـك نفسـك أن تدخـل معبـدي دون إذنـي ؟ أنـت هالـك ... و تبـدأ فـي قـراءة بعـض التعاويـذ فتغلـق جميـع الأبـواب والنوافـذ .
       _إسـمعيني جيـدا أيتهـا السـاحرة الشـريرة، ... أريـد أن تخبرينـي بنقطـة ضعـف الوحـش .
_وإن لم أفعل .
       _أنتِ من الهالكين .
_أنـت غبـي و وقـح، هـل تعتقـد فعـلا أن بإمكانـك هزيمتـي ؟ أنـا «أوراكل» عرافـة أثينـا موجـودة منـذ ألـف سـنة وقـد قضيـت وطوعـت كل أعدائـي مـن الإنـس والجـن ... لقـد شـربت آخـر قطـرة مـن مـاء الحيـاة، أنـا خالـدة .
        _وأنا «سامي أمين» أنا حقيقي ، و أنا الأقوى.

     تبـدأ السـاحرة فـي قـراءة التعاويـذ الخاصـة بالسّحر الأسـود، فتتشـكل دوامـة سـوداء يحضـر خلالهـا الكثيـر مـن الشـياطين... أمـا «سامي» فقد بدأ في تلاوة الفاتحة والمعوذتين وآية الكرسي، ... فتفر كل الشـياطين الموجـودة.

_ما الذي يحدث أيها الفتى ؟ توقف ...
       _لن أتوقف حتى أحرقك أيتها الشريرة الشمطاء .
_سأخبرك بسر الثور لكن توقف .
      _أسرعي إذن، فلا وقت لدي .
_الذيـل ... السـر فـي ذيـل الثـور يـا فتـى، إذا لـم تقطعـه أولا فـلا سـبيل لـك لهزيمتـه .
     _لماذا ؟
_لأن نصـف ذلـك المخلـوق هـو إنسـان ونصفـه الأخـر هـو ثـور، لكـن ذيلـه هـو ذيـل الشـيطان، وهـو الـذي يعطيـه كل تلـك القـوة .
      _حسنا فهمت .
_والآن ماذا ستفعل بي ؟

     يغـادر الفتـى بسـرعة دون أن يَرُدَّ على العرافـة فـلا وقـت لديـه ويتجـه مباشـرة إلـى حيـث الحفـل الكبيـر، ... لقـد وصـل وهـم الأن يقومـون بإنـزال آخـر فتـى، يقـوم «سـامي» بارتـداء غطـاء رأسـه فيختفـي عـن الأنظـار ويقتـرب مـن القفـص الأخيـر ويتمسـك بـه جيـدا وينزل معه إلى الداخل حيث يجد مكان كبير جدا و واسع وهناك يجد أربعـة عشـر وتـدا سـبعة مقابـل سـبعة، ... الجنـود يربطـون الفتيـان علـى الأوتـاد وبعدهـا يغـادرون عـن طريـق سـحبهم بواسـطة الحبـال ، ثـم يغلـقون المـكان بصخـرة عظيمـة لـن تفتـح إلا بعـد مـرور سـنة أخـرى.

     يبـدأ «سـامي» بفـك ربـاط الفتيـان والفتيـات بسـرعة وفـي هـذه اللحظـة يصـل «ثيسـيوس» حامـلا سـيفه باليـد اليمنـى ومشـعلا باليـد اليسـرى ويسأله قائلا « أيـن هـو الوحـش يـا «سـامي» ؟»

_لا أدري، لكن علينا أولا تحرير هؤلاء الفتيان .
_ نعـم أنـت محـق ... يتقـدم «ثيسـيوس» لمسـاعدة الفتـى ويفـكان معـا قيـود الفتيـان جميعـا، ... فـي هـذه اللحظـة يسـمعون صـوت خطـوات قادمـة مـن زاويـة مظلمـة، إنـه الوحـش الـذي كان يخـور بقـوة وبصـوت مرعـب جـدا، ... يلتفـت «ثيسـيوس» إلـى الفتيـان قائـلا « تمسـكوا بهـذا الخيـط واتبعـوه سـيقودكم للمخـرج وأنـت يـا «سـامي» اتبعهـم»

_كلا، ... نحن معا في هذا الأمر يا صديقي .
      _اهرب بسرعة، ... أنت تضيع الوقت.
_كلا ...

     يتقـدم الوحـش راكضـا ناحيـة «سـامي» محـاولا نطحـه والـذي ابتعـد مـن طريقـه بسـرعة وفـي آخـر لحظـة مرعوبـا ممـا شـاهد لتـوه ... أمـا الوحـش فقـد واصـل باتجـاه «ثيسـيوس» الـذي سـارع لضربـه عـده ضربـات بالسـيف لكـن دون جـدوى، فالوحـش سـريع جـدا ويتفـادى الضربات، وتلك التي يتلقاها يستعمل قرونه في التصدي لها حتى إنه تغلـب علـى «ثيسـيوس» وأوقـع السـيف مـن يـده، وهمـا الآن يتعـاركان بالأيـادي ويبـدوا أن النتيجـة تسـير لصالـح «ماينوتـور».

     في هذه الأثناء فإن الفتى مختبئ ويرتعد خوفا فيسـمع صوت أفتار والده داخل عقله مخاطبا « أين أنت يا «سامي» ؟ » يأتيه الرد مـن خلـف أحـد الأعمـدة التـي كان أحـد الفتيـان مربوطـا بهـا « أنـا هنـا يـا أبي»

_مـاذا تفعـل عنـدك ؟!! هـل أنـت مختبـئ؟!.. صديقنـا «ثيسـيوس» يخسـر المعركـة، عليـك بمسـاعدته.

    ينـزع الفتـى غطـاء رأسـه قائـلا « انـا خائـف يـا أبـي والوحـش قـوي جدا وأنا لم أكن يوما بهذا المستوى لخوض هذه المعارك ولا مواجهة هذه الوحوش ؟»

    يتشـكل الأفتـار أمامـه قائـلا بنبـرة غضـب « لا أحـد بـدأ مـن القمـة، ... لا أحـد ولـد بطـلا، ... وجميـع الأبطـال كانـوا فـي القـاع مثلـك، مـع فـرق واحـد أنهـم آمنـوا بأنفسـهم وبقدراتهـم، ... عليـك الإيمـان بنفسـك والتعلـم مـن أخطائـك ولـن يكـون ذلـك إلا بـالإرادة والصبـر مـع مواجهـة خصومـك بـكل ثقـة و شـجاعة »

_ولكـن هـذا الوحـش مرعـب وقـوي جـدا، فحتـى «ثيسـيوس » عجـز عـن الوقـوف فـي وجهـه فكيـف سـأنجح أنـا.
      _سـتنجح لأنـك أقـوى و أفضـل مـن «ثيسـيوس» ... سـتنجح لأنـك بطـل، ... ولا تنسـى أن الحيـاة تعطـي أصعـب المواجهـات لأفضـل المحاربيـن، وأنـت أفضـل بطـل وأقـوى محـارب، ... فأبـدع فـي معركتـك واكسـر شـوكة أعـداءك.
_خسارتي أمام «ماينوتور» لا غبار عليها.
    _ليسـت المشـكلة فـي خسـارة المعركـة ... لأنـك حينهـا سـتتعرف علـى نقـاط ضعفـك، و سـبب خسـارتك للمعركـة وهـو مـا سـيصقل موهبتـك و يضاعـف خبرتـك لاحقـا، ... لكـن المشـكلة هـي فـي الانسـحاب قبـل المواجهـة، ... أو فـي المواجهـة بـروح انهزاميـة لأن خصمـك حينهـا لـن يرحمـك بـل سـيحطمك،... لـذا فـلا تقلـق وكـن صاحب قرار بالمواجهة، ... ولا تنسـى أن تكون أول من يضرب وآضرب بقوة.
_أنـت محـق يـا أبـي ... هكـذا قـال الفتـى وهـو يقـف مـن مكانـه وينظـر ناحيـة صديقـه «ثيسـيوس» الـذي يطلـب المسـاعدة مـن «سـامي»

الأفتـار وهـو يتلاشـى « إنهـا لحظـة مجـدك يـا «سـامي» فـلا تضيعهـا » ...

    يتقـدم الفتـى ويلتفـت حولهمـا بسـرعة وخفـة ويحمـل السـيف الأسـطوري الـذي توهـج فـي يـده ، وبضربـة خاطفـة يقـوم بقطـع ذيـل الوحـش الـذي صـرخ صرخـة مدويـة وقـام بصـك «سـامي» بقـوة برجلـه، ... تلـك الضربـة دفعـت الفتـى بعيـدا فـي الهـواء حتـى وصـل إلـى الحافـة وسـقط منهـا، لكنـه تمكـن مـن النجـاة فقـد أمسـك بالحافـة بيـده اليسـرى وبقـي معلقـا لأن يـده اليمنـى تحمـل السـيف.

   يصـرخ الوحـش ويتلـوى مـن الألـم،... فـي هـذه اللحظـة يقفـز «ثيسـيوس» قفـزة عاليـة فـي الهـواء وهـو يصـرخ قائـلا « السـيف يـا «سامي» ... السيف » ... يرمي له الفتى بالسيف، يلتقطه «ثيسيوس» فـي الهـواء وبضربـة واحـدة يقطـع رأس الوحـش، ثـم يتقـدم سـريعا إلـى «سـامي» ويقـوم بمسـاعدته وسـحبه مـن الحافـة قائـلا « أنـت شـجاع جـدا أيهـا الفتـى ... » يـرد عليـه بأنفـاس متقاطعـة « وأنـت قـوي جـدا يـا «ثيسـيوس » »

_لقد شاهدت توهج السيف في يدك .
       _نعم لقد لاحظت ذلك أيضا ...
_هذه العلامة يرسـلها السـيف إلى صاحبه، أنت تسـتحق هذا السـيف بجـدارة، ... خـذ أمسـكه بقـوة .... و حافـظ عليـه إنـه لـك .
     _سؤال أخير يا «ثيسيوس»
_نعم ...
     _ لمـاذا لـم يسـتطيع هـذا السـيف اختـراق جلـد الثـور وهـو السـيف الأسـطوري .
_لأن هـذا السـيف يحتـوي علـى تعويـذة قديمـة بأنـه سـيصبح أقـوى سـيف فـي التاريـخ بعـد أن يقتـل سـبعة مـن الوحـوش فَيَمْلِـكُ قوتهـم جميعـا، وقبـل «ماينوتـور» فقـد قطـع هـذا السـيف عنـق وحـش البحيـرة السـوداء وكان هـو الوحـش السـادس، والآن فقـط تحققـت التعويـذة ... ورسـميا هـذا السـيف هـو الأقـوى فـي التاريـخ وبـلا منـازع.

     يمسـك «سـامي» بالسـيف الـذي بـدأ يتوهـج بشـدة حتـى أنـه أضـاء المـكان بأكملـه أمـا «ثيسـيوس» فقـد حمـل رأس «ماينوتـور» بصعوبـة والتفـت قائـلا « هيـا بنـا لنغـادر هـذه المـكان البـارد والمظلـم يـا صديقـي»

     يتقـدم «ثيسـيوس» ويتبعـه الفتـى ويتبعان الخيط السّحري ويبـدآن فـي العـد حتـى وصـلا إلـى المنعطـف الأخيـر الثالـث والعشرون، فيجـدان المَخْـرَج والأميـرة الجميلـة فـي انتظارهـما، يتقـدم إليهـا «ثيسـيوس» ويرمـي بـرأس الوحـش أمـام قدميهـا قائـلا « أرجـو أن تقبلـي منـي هـذه الـرأس البشـعة مهـرا لـك أيتها الجميلـة «أريادني» »

_نعم يا «ثيسيوس»، أنا موافقة.

يقرر الفتى المغادرة قائلا « الآن علي الرحيل »

_ألن تحضر زفافنا أيها الفتى ؟
       _أعتـذر يـا «ثيسـيوس» فلـدي الكثيـر لأفعلـه ومبـارك لكمـا مسـبقا.
_حسنا يا «سامي» ... سأعمل على توحيد المدينتين و سأصنع جيشا عظيما وعندما تحين معركتك ضد الغـول سأكون إلى جانبك وفي أولى الصفوف، هذا وعد مني.
     _حسنا شكرا لك يا «ثيسيوس» ...

     هكذا قال الفتى وهو يتجه حيـث تـرك «السـندباد» ويغـادر رفقتـه بالإضافـة إلـى الأفتـار إلـى مغـارة «علـي بابا».

    داخـل الكهف العظيم يتلقـى الفتـى الثنـاء والتشـجيع مـن قبـل الحكمـاء بعد فوزه الباهر وحصوله على السـيف الأسـطوري، قبل أن يسـلمه لهـم رفقـة الـرداء السـحري والبندقيـة ثـم يعـود مـع الأفتـار إلـى غرفته.

    داخـل الغرفـة يجلـس الفتـى علـى طـرف سـريره فيلاحـظ أن الأفتـار متـردد فـي قـول شـيء مـا، كمـا أنـه ينظـر إليـه بنظـرة غريبـة ! فيسـأله قائـلا « لمـا تنظـر الـي هكـذا يـا أبـي؟ » يـرد عليـه قائـلا « هـل تثـق بـي يـا سـامي ؟ » فيجيبـه « نعـم بالتأكيـد » فيسـأله مـرة أخـرى « إلـى أي مـدى ؟»

_ لما هذا السؤال ماذا حدث ؟!
     _ أجبني أولا يا «سامي .»
_أنـا أثـق بـك إلـى درجـة أنـك لـو طلبـت منـي أن أقفـز مـن جسـر عـالٍ وأنـا مغمـض العينيـن و أنـك سـتتلقفني قبـل أن أصـل إلـى الأرض فسـأفعل دون تفكيـر.
     _جيد.
_ماذا هناك يا أبي ؟ لما كل هذا الغموض ؟
     _في الحقيقة يا «سـامي» أنا لا أعرف طريقة سـهلة لقول ذلك لذا سأختصر وأدخل في صلب الموضوع مباشرة.
_أي موضـوع؟ ... هكـذا قـال الفتـى وقد وقـف وتقـدم خطوتيـن مـن الأفتـار.
     _اسـمعني جيـدا، لقـد كلفنـي الحكمـاء الخمسـة بكشـف السـر الكبيـر لك .
_أي سر ؟
     _سر الغـول.
_ماذا ؟ ... الغـول ... هل لديه أسرار ؟
     _نعم هناك سر واحد ووحيد .
_وما هو ؟
     _أنه لا يوجد أي غـول!
_ ماذا ؟... !!
     _نعـم، كمـا سـمعت، ... لا يوجـد أي غـول بغرفـة عمتـك يـا «سـامي» ... والحكمـاء وأنـا نطلـب منـك دخـول تلـك الغرفـة لتكتشـف سـرها بنفسـك.

    يتراجع الفتى خطوتين إلى الخلف حتى إنه اصطدم بسـريره و وقـع عليـه قائـلا « ولكـن الغـول موجـود داخـل الخزانـة، هنـاك الكثيـر مـن الوحـوش داخـل تلـك الغرفـة، ... أنـا أسـمع أصواتهـم دائمـا »

_ألا تثق بي !
     _بلى ...
_إذا عليـك دخـول تلـك الغرفـة لتكتشـف بنفسـك سـر تلـك الأصـوات، وجهـز نفسـك لصبـاح الغـد، فغـدا هـو يـوم الجمعـة وعنـد التاسـعة صباحـا يذهـب زوج عمتـك لشـراء التمويـن الأسـبوعي مـن الخضـر والفواكـه وهـو نفـس الوقـت الـذي تكـون فيـه عمتـك منشـغلة بحديقتهـا الصغيـرة فـي الخـارج، سـيكون لدينـا متسـع مـن الوقـت لتدخـل تلـك الغرفـة و تكتشـف السرّ بنفسـك.
     _ولكـن أنـا لـم يسـبق لـي أن دخلـت تلـك الغرفـة وقـد أتعـرض لعقـاب شـديد بسـبب ذلـك.
_لـن تتعـرض لأي عقـاب، ... ولـن يكتشـف أحـد الأمـر، وسأتأكد بنفسـي من بقـاء عمتـك داخل الحديقـة.

    تمر الليلة طويلة على الفتى، ... طويلة جدا، ... فهو على موعد لدخـول غرفـة العمـة، تلـك الغرفـة المليئـة بالوحـوش والغيـلان ... فمـن جهـة هـو متأكـد مـن وجـود الوحـوش بداخلهـا لأنـه سـبق وأن شـاهد أحدهـم ذات مـرة بـأم عينيـه وإن كان لا يذكـر ملامحـه جيـدا بسبب نقص الإنارة يومئذ، هذا بالإضافة إلى الأصوات التي يسمعها كل ليلـة ! ومـن جهـة أخـرى فالأفتـار يؤكـد للفتـى أن الغرفـة آمنـة تمامـا ولا تحتـوي علـى أي وحـوش أو أي غـول! فـإذا كانـت الغرفـة آمنـة فمـا الـذي شـاهده ذات مـرة؟! وتلـك الأصـوات إن لـم تكـن للوحـوش والغـول فمـن هـو صاحبهـا ؟

     يأخـذ الفتـى مكانـه علـى السـرير بينمـا يتلاشى الأفتـار ويختفـي ... «سـامي» يعلـم جيـدا أن الأفتـار لا يـزال موجـودا معـه داخـل الغرفـة وإن كان غيـر مرئـي، فهـو مكلـف بحراسـته، ... تخطـر علـى بـال الفتـى أن يسـأل عـن محتويـات غرفـة العمـة لكـن هـذا الأمـر سـيجعله فـي أمـر محرج لأنه سيثبت أنه خائف من دخولها ، وهو موقف ضعف لا يريد الفتى أن يظهر به أمام الأفتار، ليقرر أخيرا أن لا يطرح أي سؤال ... لكن الحقيقة أن هناك سؤالا واحدا كان يقض مضجعه وأخلط له كل حساباته، وهو إذا كان الجميع يعلم أن عالم الخيال غير موجود وهـو مجـرد خيـال فقـد اتضـح أنـه حقيقـي وأن الفتـى يـزوره يوميـا بـل ويملـك منـه مـلاكا حارسـا ! إذاً مـا الـذي يمنـع مـن وجـود وحـوش حقيقيـة داخـل غرفـة العمـة؟

    فـي الصبـاح يسـتيقظ الفتـى ويجلـس علـى الطاولـة رفقـة زوج عمتـه لتنـاول وجبـة الإفطـار، السـيد «أسـعد» يلاحـظ أن هنـاك خطبـا مـا، فالفتـى علـى غيـر عادتـه ! ولـم يسـأل إن كانـت هنـاك جولـة لهذا اليوم ولم يطلب شيئا خاصا ليشتريه له من السوق الأسبوعي!

فيسـأله قائـلا « هـل أنـت بخيـر يـا «سـامي» »

      يـرد الفتـى « نعـم يـا عمـي » ليعيـد سـؤاله « هـل تريـد مرافقتـي للتسـوق؟ » فيجيبـه « كلا، شـكرا، أفضـل البقـاء بغرفتـي، ... لـدي الكثيـر مـن الواجبـات لحلهـا ».

_هل أنت متأكد من أن كل شيء على ما يرام ؟
_نعـم يـا عمـي، أنـا بخيـر ... كمـا أنـي سـأبدأ اليـوم مطالعـة روايـة  ''سـارق المخطوطات المحرمة ''

    يصمـت السـيد «أسـعد» ويصمـت معـه الفتـى الـذي انتهـى سـريعا مـن وجبـة الإفطـار بعـد أن شـرب كوبـا كبيـرا مـن الحليـب دفعـة واحـدة، وقبـل أن يقـف ويغـادر فـي اتجـاه غرفتـه تدخـل العمـة وهـي تحمل صينية إفطار، تضعها وتلتفت لسامي قائلة « ما هو برنامجك لهـذا اليـوم ؟ »

    يـرد عليهـا « سـأقوم بحـل بعـض الواجبـات المدرسـية ثـم سـأبدأ فـي مطالعـة روايـة '' سـارق المخطوطـات المحرمـة '' وبالنسـبة للفتـرة المسـائية لـم أقـرر بعـد »

_حسنا، ولا تنسى أن تستحم قبل وجبة الغداء.
_ نعم يا عمتي .

     السـيد «أسـعد» يتابـع الفتـى بنظراتـه وهـو يغـادر ثـم يلتفـت إلـى زوجتـه قائـلا « الفتـى علـى غيـر عادتـه هـذا الصبـاح » تـرد عليـه وقـد جلسـت فـي مقابلـه « لـم ألاحـظ ذلـك » تسـكب فنجـان مـن القهـوة ثـم تضـع بداخلـه ثـلاث مكعبـات مـن السـكر، بعدهـا تنظـر ناحيـة زوجهـا مواصلة بينما تحرك القهوة ليذوب السـكر « و لا تنسى شـراء بعض الألبسـة لمحمـود »

_ذوقي لم يعجبك في آخر مرة!
     _ لا تكثر من الألوان الصارخة.
_جميع الأطفال يحبون الألوان الصارخة .
    _محمود يبحث عن الهدوء، ... ركز على الأزرق الفاتح ولابأس بالأبيض.
_حسنا...
    _ولا تنسـى شـراء الكثيـر مـن حلـوى «الجوزيـة» لأن «محمـود » يحبهـا.
_و «سامي» أيضا.

    يخـرج السـيد «أسـعد» ويغـادر بينمـا تبقـى العمـة لأكثـر مـن نصـف سـاعة تنظـف الطاولـة وتغسـل الأطبـاق قبـل أن تخـرج أخيـرا وتتجـه للحديقـة.

    الفتـى لا يـزال داخـل غرفتـه جالـس علـى طـرف سـريره ويفكـر في هذه الورطة، كيف سـيدخل لغرفة العمة ؟ ماذا سـيجد هناك ؟ مـاذا لـو اكتشـفت أنـه خالـف تعليماتهـا ودخـل غرفتهـا ؟ فجـأة ودون سـابق إنـذار يختـرقُ الأفتـارُ بـابَ غرفـة «سـامي » قائلا « لقد حان الوقت وعمتك الآن خارج البيت، إنها بالخارج تهتم بحديقتهـا الصغيـرة » ...

   يقـف «سـامي» فيواصـل الأفتـار « ولا تطـل البقـاء هنـاك ... أنـا سأكون بجانب العمة طول الوقت من أجل إبقائها خارجا إن قررت الدخول فجأة »

_حسـنا يـا أبـي، ... هكـذا قـال «سـامي» بينمـا يغـادر الأفتـار فـي اتجـاه الحديقـة، يفتـح «سـامي» بـاب غرفتـه ببطـيء وهـو يفكـر فـي شـيء واحـد فقـط مـاذا سـيجد داخـل تلـك الغرفـة إن لـم يكـن غـولا ؟! فالفتـى يثـق تمامـا فـي روايـة الأفتـار بعـدم وجـود أي غـول! وفـي نفـس الوقـت هـو متأكـد مـن مشـاهدة واحـد منهـا!

     المسـافة بيـن غرفـة «سـامي» وغرفـة العمـة لـم تكـن يومـا بهـذا الطول، ... يقترب ببطء، ... يقترب أكثر، قلبه يخفق بشدة وضغطه يزيـد مـع كل خطـوة يخطوهـا، ... الآن هـو واقـف أمـام البـاب مباشـرة ولا يفصـل بينـه وبيـن اكتشـاف السـر الكبيـر إلا حركـة بسـيطة واحـدة لمقبـض البـاب، ... يمسـك بـه وقبـل أن يقـوم بتدويـره يسـمع صوتـا،...
                                                   ... يتبع

1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.