Siline-amir

شارك على مواقع التواصل

_أي سر ؟ ماذا هناك؟
       _تلـك القلعـة يسـكنها أميـر طيـب لكنـه يعانـي مـن لعنـة ألقتهـا عليـه إحـدى السـاحرات ولهـذا تغيـر شكله ...
_هل تحول إلى ضفدع ؟
      _كلا ؟ بل تحول إلى وحشٍ دميم .
_ماذا ؟ تركت أبي مع الوحش ؟!
      _إنه وحش في شكله فقط .
_لا يهم ماذا أصبح عليه، ... أين هو الطريق، خذني إليه ...
_حُبـًا وكرامـة أيتهـا «الجميلـة» ، إتبعينـي إذن .... يتجهـان بسرعة إلى الغابة ويجدان دربهما مضيئا و مفروشا بكل أنواع الأزهار الجميلـة والـورود ! ، وبعـد مـدة يصـلان إلـى بوابـة القصـر الخارجيـة فيلتفـت «سـامي» إلـى «الجميلـة» قائـلا « والـدك داخـل هـذا القصـر »

     تدخـل «الجميلـة» مسـرعة وهـي تنـادي « أبـي ... أبـي ... أيـن أنـت ؟»
_ إنـه فـي الغرفـة الكبيـرة ... إتبعينـي مـن هنـا ... يدخـل «سـامي »مسـرعا وتلحقـه الجميلـة وهـي متوتـرة وتنظـر يمينـا وشـمالا ... لكـن لا شـيء غريب أو مخيف، كل شـيء بخيـر، يصعـدان السـلالم بسـرعة و يصـلان للغرفـة الكبيـرة، يدخـلان فتجـد والدهـا نائمـا علـى سـرير فخـم وبجانبـه طاولـة تحتـوي علـى الكثيـر مـن الأطعمـة الشـهية وأنـواع الفواكـه الطازجـة « أبـي .... أبـي .... هـل أنـت بخيـر؟ » يسـتيقظ العجـوز علـى صـوت ابنتـه «الجميلة» ... ينظر حوله قائلا « «الجميلة» ! » ثم مستغربا ومتعجبا « أين أنا ! ماذا حدث لي ؟ » فترد عليه «الجميلة» متسائلة « كيف وصلت إلـى هنـا يـا أبـي »

_أتذكـر أنـي وقعـت فـي حفـرة وكسـرت سـاقي، ثـم لا أذكـر الباقـي ولا كيـف وصلـت إلـى هنـا ... ليتدخـل الفتـى قائـلا « الأميـر الطيـب صاحب القصر هو من تكفل بعلاجك وجَبْرِ ساقك يا سيدي، وجعلـك تنـام علـى سـريره وقـدم لـك أحسـن وأشـهى أنـواع الطعـام ... » ...
ليـرد الرجـل العجـوز قائـلا « حقّـا ... إنـه أميـر طيـب، أيـن هـو أريـد أن أشـكره بنفسـي » ... ينسـحب الفتـى إلـى الـوراء خطوتيـن أو ثلاثـة قائـلا « سـيكون لكـم الكثيـر مـن الوقـت لتتعرفوا عليه وتشـكروه، ولا تنسـى أنـه لـن يسـمح لكمـا بالمغـادرة وأنـت فـي هـذه الحالـة حتـى تتحسـن صحتـك، والآن أعذرانـي سـأغادر، لـدي أمـور مهمـة والوقـت يداهمنـي» يغـادر الفتـى الغرفـة بعـد أن تلقـى الشـكر والثنـاء مـن العجـوز وابنتـه «الجميلـة»، يخـرج وينـزل السـلالم إلـى الطابـق الأرضـي ليجـد الوحـش هنـاك فـي انتظـاره ... لكنـه لـم يعـد وحشـا، بـل أميـر حقيقـي ... ويلتفـت خلفـه فيشـاهد الكثيـر مـن الخـدم والحشـم والجنـود « ... رائع ؟ ولكن ماذا حدث ؟ » فيجيبه الأمير ضاحكا « لقد زالت اللعنة أيهـا الفتـى » ... فيقتـرب منـه «سـامي» أكثـر ليتأكـد مواصـلا ومسـتغربا « كيـف ؟ كيـف حـدث ذلـك ؟ » فيجيبـه ويـرد عليـه « أفعالـي جلبـت لـي الكثيـر مـن الثنـاء والشـكر فـي غيابـي مـن طـرف العجـوز ومـن طـرف ابنتـه «الجميلـة» ومـن طرفـك أنـت ... لقـد عاملتكـم بلطـف ومحبـة دون انتظـار المقابـل وأنتـم بادلتمونـي بالشـكر والتقديـر والثنـاء ... لقـد كسبتُ سُمعة جيدة في قلوبكم وهكذا زالت لعنة الساحرة ... تذكر أن تصنـع لنفسـك سـمعة جيـدة يـا «سـامي» لأنهـا سـتدوم طويـلا فـي غيابـك ... بالمناسـبة أنـا لسـت فـي حاجـه لـرداء التخفـي هـذا بعـد الآن، هـذا الـرداء هـو هديتـي لـك، عندمـا ترتديـه لـن يتمكـن أي مخلـوق مـن رؤيتـك مهمـا كان وتحـت أي ظـرف، خـذ أمسـك أنـت تسـتحقه يـا «سـامي»، والآن اعذرنـي عنـدي ضيـوف وجـب إكرامهم والإهتمـام بهـم » ...

      يمسـك الفتـى بالـرداء وهـو غيـر مصـدق لمـا يـرى وقبـل أن ينطـق ثانيـة يختفـي كل شـيء و يجـد نفسـه داخـل الكهـف العظيـم مجـددا رفقـة الأفتـار و محاطـا بالحكمـاء الخمسـة .

«سنفور حكيم» قائلا « لقد حصلت لتوك على الجائزة الكبرى يا «سـامي» ... لقـد ربحـت الـرداء السـحري وصِـرتَ مقاتـلا مـن المسـتوى الثاني بصفة رسـمية »
«قزم حكيم» « وحسب ما رأينا فالخوف من المواجهة لم يعد في قاموسك وهذا تطور كبير ».
«بابـا نـوال» وهـو ينظـر للأفتـار« و أيضـا لقـد زادت قـوة أفتـارك وهـذا يبشـر بالخير »
« سـنفور حكيـم» « هـل تعـرف أيـن كان تحـول هـذه القصـة يـا «سـامي»؟ »
     _كلا، ... لا أعلم ...

«بوكاهانتـس» وقـد وقفـت مـن مكانهـا واقتربـت مـن الفتـى مبتسـمة ومواصلـة الشـرح « ذلـك الـدب ... لقـد قدمـت لـه المسـاعدة دون أن تنتظـر منـه مقابـلا ... فعـل الخيـر شـيء كبيـر يـا «سـامي» ولولا ذلك لما حصلت على تلك المساعدة ولما عثرت أصلا على الرجل العجـوز، ... قـم بفعـل الخيـر دائمـا دون انتظـار المقابـل وسـتنجح فـي حياتـك كلهـا يـا فتـى »
_نعم، ولكني لم أفهم كيف زالت اللعنة بتلك السهولة ؟
«المعلم سبلينتر» « أنا سأشرح لك يا «سامي» ، عندما دخلت «الجميلـة» وشـاهدت والدهـا سـارعت لحُضنـِهِ، وعندهـا نزلـت منهـا دمـوع الفـرح ، ودمـوع الفـرح أقـوى مـن أي لعنـة يـا «سـامي» ، الحـب الحقيقـي اتجـاه والدهـا مـع تلـك الفرحـة العظيمـة جعلـت دموعهـا تنزل، وقد تزامن ذلك بشكرها وتقديرها للأمير فزالت اللعنة فورا ... حتـى إن القصـة تغيـرت جذريـا »
      _ماذا تعني ؟

«المعلـم سـبلنتر» مجـددا « يـا «سـامي» حتـى نحـن لـم نكـن ننتظـر هـذه النتيجـة بهـذه السـرعة ! وقـد تغيـرت المجريـات تمامـا لأنـك فزت على الساحرة دون لقائها ولا مواجهتها ! ، عليك أن تعتز بنفسك فقـد صـرت مقاتـلا مـن المسـتوى الثانـي وتملـك سـلاحين عظيميـن سيساعدانك لاحقا في كل معاركك ... عُد الأن لغرفتك وعالمك، أنت بحاجـة للراحـة ... فغـدا أمامـك مغامـرة أكبـر و عـدو أخبـث وأقـوى »

_نعـم سـيدي ... هكـذا قـال «سـامي» بينمـا بـدأت تلـك الهالـة الضبابيـة فـي التشـكل ليختفـي وسـطها مـع الأفتـار .

       يعـود الفتـى لغرفتـه مسـرورا ومنتشـيا بانتصـاره الكبيـر وفَرِحًـا بحصولـه علـى الـرداء السـحري، تزامنـا مـع إحساسـه ببعـض التعـب من هذه المهمة، يرمي بنفسه على سرير نومه قبل أن يخطر على بَالِـهِ سؤال محير فيقول للأفتار « لماذا عند بداية كل مهمة لا أحصل على تفاصيل كافية عن طبيعة الخصم ؟!.. لماذا يكتفي الحكماء بتحديد إسم الخصم فقط أو نوع المهمة ؟ بينما يمتنعون عن التفاصيل؟ » يجيبـه « سـؤال ذَكِي و وَجيـه ... بالنسـبة للحكمـاء فـإن غايتهـم أسـمى مـن أن تواجـه خصمـك وتتفـوق عليـه وعلـى خوفـك ... الحكمـاء يريـدون منـك أن تصنـع نجاحـك وتفوقـك بنفسـك عـن طريـق جمعـك وتحليلـك للمعلومات حسـب الوضـع للوصـول إلـى نقـاط قـوة وضعـف خصمـك، لأنـه حينهـا فقـط سـيكون فـوزك كامـلا ويسـتحق الإشـادة، لكـن لـو أخبـروك مسـبقا أيـن وكيـف ومتـى سـتضرب سـيكون فـوزك ناقصـا ... هـذا مـن جهـة ومـن جهـة أخـرى فمواجهـتك للغـول لا تـزال مبهمـة ولا نعـرف بعـد كل أسـاليبه وإمكانياتـه ولهـذا عليـك الاسـتعداد مـن الآن لـكل شـيء ولـكل احتمـال، ولـن يكـون هـذا إلا باعتمـادك علـى نفسـك فـي كل مهمـة وكل مواجهـة لتتعـود علـى ذلـك »

« لقـد فهمـت .. » هكـذا قـال الفتـى وهـو يقـوم بإطفـاء الضـوء تزامنـا مـع تلاشـي واختفـاء الأفتـار الـذي تمنـى لـه ليلـة سـعيدة، وبعـد دقائق من تقلبه يمينا وشـمالا ورغم تعبه إلا أن النوم أبى أن يطرق بابـه، والسـبب أن الفتـى متعجـب مـن عـدم سـماعه لصـوت الغـول والوحوش ككل مرة ! لكنه أسرّها في نفسه ولم يُبدها للأفتار وآستمر فـي تقلبـه يمينـا وشـمالا حتـى غلبـه النـوم أخيـرا ... لكـن ككل مـرة ينـام يشـاهد نفـس الكابـوس بنفـس التفاصيـل ... أرض مدمـرة عـن آخرهـا، ظـلام دامـس ... نـار ودخـان فـي كل مـكان مـع ألاف الجثـث المترامية لمخلوقات غريبة و مشوهة تملأ المكان ... وهناك في الخلفية وبيـن الغيـوم الداكنـة يخرج الغـول من تحت الأرض ويقف بـكل قوتـه وجبروتـه وهـو يشـتعل نـارا ، بعيـون حمـراء تتقـد شـرًّا وحامـلا رمحـه النـاري ويتقـدم ببـطء مـن الفتـى الـذي عجـز عـن الوقـوف، ... يتقـدم الغـول أكثـر ويهـوي برمحـه بـكل قـوة فيسـتيقظ المسـكين مرعوبـا ويقفـز تحـت سـريره قائـلا « الغـول ... الغـول » ... يتجسّدُ الأفتار أمامه بعد أن أشعل أضواء الغرفـة قائـلا لـه ومطمئنـا إياه « رويـدك يـا «سـامي» ، إنـه مجـرد كابـوس فقـط ... أنـت بخيـر »

      يخرج الفتى من تحت سريره بعد أن شعر بإحراج كبير « نعم يا أبي، أنت محق ... إنه مجرد كابوس آخر » ثم يستلقي فوق سريره مرة أخرى بينما يتكفل الأفتار بإطفاء الأضواء.

    يسـتيقظ الفتـى لاحقـا بعـد أن نـام بعمـق لأول مـرة منـذ زمـن بعيـد، يغيـر ملابسـه ثـم يخـرج مـن غرفتـه ليتنـاول إفطـاره.

    فـي الغرفة الأخرى فـإن السـيد «أسـعد» لـم يسـتطع الاسـتيقاظ لأول مـرة ! إنـه يشـعر بتعـب شـديد مرفوقـا بألـم فـي كل جسـمه بعـد الجهـد الكبيـر الـذي قـام بـه طيلـة يـوم أمـس فـي تغليـف غرفتـه، ولهـذا قـرر أن يأخـذ إجـازة لهـذا اليـوم لأنـه بحاجـة للمزيـد مـن النـوم مـع أخـذ حمـام سـاخن لاحقـا.

    يقتـرب الفتـى مـن طاولـة الطعـام ويسـتغرب مـن غيـاب عمه «أسـعد» لأول مـرة وهـو ينظـر لعمتـه وهـي تحمـل صينيـة إفطـار كبيـرة وتهـمُّ بالخـروج نحـو غرفتهـا وقبـل أن يسـألها تجيبـه قائلـة بعـد أن لاحظـت نظـرات الاسـتغراب والخـوف فـي عينـيه « إطمئـن، عمـك «أسـعد» بخيـر، هـو فقـط بحاجـة لبعـض الراحـة وللمزيد من النوم »

     ينظـر بعدهـا الفتـى نحـو الأفتـار الجالـس علـى الكرسـي المقابـل ويخاطبـه مـن خـلال الأفـكار قائـلا « هـل عمـي «أسـعد» بخيـر؟ » يـرد عليـه بنفـس الطريقـة « نعـم، هـو كذلـك، إنـه فقـط يغـط فـي نـوم عميـق » ..

     يطمئـن الفتـى لسـماع ذلـك ثـم يتابـع عمتـه بنظراتـه وهـي تغـادر قبـل أن يواصـل مخاطبـة الأفتـار مـن خـلال الأفـكار« صدفـة رائعـة أن يختـار عمـي «أسـعد» هـذا اليـوم بالـذات ليقـرر البقـاء فـي غرفتـه لأنـي لا زلـت أشـعر بألـم فـي ذراعـي وأجـد صعوبـة فـي تحريكهـا وإلا لـكان اكتشـف الأمـر » فيجيبـه « ذراعـك ستشـفى تدريجيـا، ولا تنسـى أن تغيـر الضمـادات » فيقـول «سـامي» وهـو يحمـل قطعـة مـن الخبـز « نعـم يـا أبـي».

    بعـد تنـاول وجبـة الإفطـار، يحمـل الفتـى علبـة الإسـعافات الأوليـة ويتجـه لغرفتـه ويغيـر ضماداتـه بعـد أن اطمئـن أن الجـرح لـم يتعفـن وأنـه فـي طريـق الإلتئـام والشـفاء، بعدهـا يقـدم للقـارض حبوبًـا ومـاءً ثـم يغـادر فـي اتجـاه المدرسـة.

     فـي المسـاء وبعـد عودتـه للمنـزل يقـرر البقـاء فـي غرفتـه ... فلديـه الكثيـر مـن الواجبـات المدرسـية عليـه القيـام بهـا الآن، لأنـه بعـد تنـاول وجبـة العشـاء سـيكون أمـام مهمـة شـاقة ويكـون متعبـا جـدا بعدهـا، ولا وقـت لديـه للمراجعـة، وهكـذا قضـى بقيـة اليـوم داخـل غرفتـه مـا بيـن المراجعـة حينـا وبيـن اللعـب مـع القـارض «بوبـي» حينـا آخـر لغايـة موعد العشاء الذي تناوله رفقة السيد «أسعد» مع حذر شديد لكي لا يكتشـف جرحـه، وبعدهـا توجـه كعادتـه لغسـل أسـنانه ثـم دخـل غرفتـه وأغلـق البـاب مـن الداخـل بالمفتـاح لِيَلتفـت للأفتـار قائـلا « هيـا بنـا» .

   المهمة الثالثة: الفانوس السحري والمارد الجديد

     داخـل الكهـف العظيـم تتشـكل الهالـة الضبابيـة ويخـرج منهـا الأفتـار ثم «سـامي» الـذي ابتسـم قائـلا «مرحبـا أيهـا السـادة الحكمـاء »، ترد عليه «بوكاهانتـس» « مرحبـا بالبطـل الكبيـر، أرى أن مزاجـك جيـد لهـذا اليـوم » فيجيبها « طبعـا يـا سـيدتي، فقـد تعـودت علـى عالمكـم وفهمت المغزى، سأكون عند حسن ظنكم »

«سنفور حكيم» « سنرى شـجاعتك الحقيقيـة اليـوم يـا «سـامي»، سـنختبر ذكائـك وحسـن تدبيـرك »
     
      يسـتغرب الفتـى مـن رد «سنفور حكيـم » قبـل أن يسـأله « لمـاذا ؟ مـن سـأواجه اليـوم يا سيدي ؟ » فيتكفـل «قـزم حكيـم» بالإجابـة قائـلا « مهمـة اليـوم صعبـة جـدا ولا أحـد يعلـم نهايتهـا أو سـير أحداثهـا لأنـك سـتعيش مغامـرة لـم تحـدث بعـد ! » ... فيتعجـب الفتـى جـدا مـن هـذه الإجابـة، ... يلتفـت إلـى الأفتـار ثـم يلتفـت ثانيـة إلـى «القـزم حكيـم » قائـلا « مـاذا ؟! ... لـم تحـدث بعـد ؟ كيـف ؟ لـم أفهـم ! » فتسترسـل «بوكاهانتـس» فـي الشـرح « طبعـا ككل الأطفـال فـي سـنك لا بـد وأنـك قد اطلعـت أو سـمعت بقصـة «عـلاء الديـن» والمصبـاح السـحري » .. يـرد عليها « نعـم سـيدتي، قصـة جميلـة وأحداثهـا مشـوقة وأعـرف تفاصيلهـا جيـدا »

«بوكاهانتـس» ثانيـة « لا تتسـرع يـا «سـامي»، عليـك أن تنسـى تلـك التفاصيـل لأنـك لسـت جـزءا منهـا، ... مهمتـك تأتـي بعدهـا » يـرد الفتـى مـرة أخـرى بكلمـة واحـدة « كيـف ؟ » ... تجيبـه قائلة « من المؤسف أن نخبرك أن مدينة «الذهب» الواقعة في قلب الصحراء قد تعرضت لهجوم عنيف من طرف جيش الغـول وأن ..» ...

مقاطعا « ماذا ؟!.. ماذا تقولين ؟»

      مواصلة « نعم، كما سمعت يا «سامي» ... جنود الغـول دَمَّرُوا مدينـة «الذهـب»، وعاثـوا فيهـا فسـادا، وغنمـوا المصبـاح السـحري وأسـروا المـارد ... و «عـلاء الديـن» مصـاب وهـو الآن يخضـع للعـلاج المكثـف، لكنـه بخيـر وسـيتعافى قريبـا »

_يا إلهي، هذا خطير جدا ... الوضع يزداد سوءا .

     يواصـل المعلـم «سـبلينتر» شـرحه بعـد أن تقـدم و وضـع يـده علـى كتـف الفتـى و مطمئنـا إيـاه بقولـه « لكـن لا تقلـق يـا «سـامي»، فعلاء الدين بخير ولم يصب إلا ببعض الجروح، والمصباح السحري بلا فائدة لأن «علاء الدين» كان قد استنفذ الأمنيات الثلاثة سابقا، والمـارد لا يملـك أي أمنيـات أخـرى، ذلـك المصبـاح القديـم لا يسـاوي شـيئا الآن »

    يتنهّـد الفتـى بعـد أن اطمئـن مؤقتـا لشـرح «المعلـم سـبلنتر» لكـن فضولـه لمعرفـة التالـي ومعرفـة وجهتـه ومهمتـه لهـذا اليـوم كانـت أكبر، فيسـأل مجددا « وما هي مهمتي بالضبط أيها السـادة الحكماء ؟ »

«سـنفور حكيـم» « مهمتـك لهـذا اليـوم هـي أن تسـاعد «عـلاء الديـن» فـي الحصـول علـى مصبـاح سـحري جديـد وبمـارد أقـوى » ... يتعجـب الفتـى مـن هـذه المهمـة، ويجيـب « وأيـن سـأجد لـه هـذا المصباح ؟ وكيف السبيل إلى ذلك ؟ » ... يجيبه «قزم حكيم» « ذاك هـو تحديـك القـادم يـا «سـامي» ... وأنـت الآن لسـت جـزءا مـن القصـة المعروفة، بل ستعيش قصة جديدة تماما » .... «سنفور حكيم» معقبا « والآن لنبـدأ ولا تضيـع الوقـت »        
                                                 ... يتبع

1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.