Siline-amir

شارك على مواقع التواصل

لا تمر مدة طويلة قبل أن يغطي ذلك الضباب ويحيط بالمدينة قبـل أن ينجلـي عـن آلاف العقـارب و العناكـب السـوداء والصراصيـر والثعابين بأحجام مهولة وأشكال فضيعة .

يلتفـت المعلـم «سـبلينتر» ناحيـة «القـزم حكيـم» قائـلا « هـذا يـوم عصيـب ... وهـذه الفـرق مـن العقـارب والعناكـب لـم نحسـب لهـا حسـابا حتـى فـي أكبـر مخاوفنـا »

_مـن هـذه الوحـوش المخيفـة يـا أبـي؟ ... هكـذا قـال «سـامي »
ليـرد عليـه الأفتـار « إنـه أسـوأ كابـوس ممكـن يـا «سـامي»، هـذه الفرقـة مـن الوحـوش تدعـى بـ«رعـب الفتيـات» ، كل الفتيـات فـي جميـع أنحـاء العالـم يَخَفْـنَ مـن العناكـب والعقـارب والصراصيـر وهـو مـا منحهـا كل هـذه الهيبـة والقـوة والشـر ، لا فرصـة لنـا أمامهـا، و نحـن هالكـون إذا هاجمتنـا »

  وقبـل أن ينهـي الأفتـار شـرحه لسـامي تبـدأ المناجيـق العملاقـة في إرسال مئات العناكب والعقارب الضخمة دفعة واحدة إلى داخل المدينـة، وتبـدأ تلـك الوحـوش فـي افتـراس الجنـود والأقـزام والسـنافر وكل مـن يصـادف طريقهـا، والأبطـال الخارقيـن عاجزيـن تمامـا عـن التصـدي لهـا، وكلمـا يقتلـون بعـض منهـا فـإن المناجيـق ترسـل المئـات دفعـة واحـدة .
_المنـارة، المنـارة ... هدفهـم هـو المنـارة، التفـوا حولهـا جميعـا وٱحموهـا بأرواحكـم. .. هكـذا قـال عـلاء الديـن، بينمـا «سـامي» ينظـر يمينـا وشـمالا، آلاف العناكـب والعقـارب الهائلـة والجميـع يسـتميت فـي الدفـاع لكـن لا أمـل قضيـة وقـت فقـط وينتهـي عالـم الخيـال .
_أين أنت يا سامي ؟ أنا لا أراك .
_اتبع صوتي يا أبي .
_إلى أين ؟
_إلى الخارج.
_ولكن سيقضي عليك الغـول هناك .
      _البقاء هنا يعني أن أشاهد كل من أحبه يموت أمام عيني .

   يخرج الفتى ويسير في وسط الوحوش ثم يقرر نزع غطاء رأسه وفجـأة يحـدث زلـزال ضخـم ويخـرج الغـول بحجـم هائـل مـن تحـت الأرض بنفس المشهد الذي كان يشاهده يوميا في كوابيسه ... والغـول يتقـد نـارا وشـرا ويحمل رمحا ، وخلفـه ظلمـة عظيمـة .
الغـول بصوت خشن ومخيف « وأخيرا التقينا يا «سامي» »
  
الفتـى يرتعـد خوفـا ولـم يسـتطع حتـى الـكلام وهـذا مـا لاحظـه الأفتـار الـذي قـال لـه « إهـداء يـا «سـامي» وتمالـك نفسـك، وأعلـم انـه مجـرد خيـال فقـط، الغـول غيـر موجـود علـى أرض الواقـع، ولا تسـتمع لصوتـه إنـه يريـد التأثيـر عليـك ... أنـت الأقـوى لأنـك حقيقـي »
  
يغمـض الفتـى عينيـه قبل أن يفتحهما ويرسـل نـارا عظيمـة إلـى الغـول والـذي يرسـل مـن فمـه نـارا أقـوى، تلتقـي النـاران فـي الوسـط ثـم تجتـاح نـار الغـول نـار «سـامي» ، فيختفـي الفتـى بسـرعة ويغيـر مـن مكانـه .
« أنت ضعيف جدا يا «سامي» ، أنا الأقوى »
« فكـر يـا «سـامي» ، فكـر يـا «سـامي» » هـذا مـا قالـه الفتـى بصـوت مسـموع ثـم « آه ... المـاء، ... » يغمـض عينيـه ويتخيـل أرض الخيـال كلهـا تغـرق فـي المـاء فيتشـكل طوفـان عظيـم، يبـدأ بموجـة مـن عنـده وتنطلـق فـي اتجـاه الغـول ماسـحة فـي طريقهـا كل الوحـوش، باسـتثناء العمالقـة والعمالقـة الحجريـة ... وقبـل أن يصـل الفيضـان إلـى الغـول يضـرب الأرض بقـوة برمحـه النـاري فيحـدث شـرخا عظيمـا فـي الأرض يبتلـع كل تلـك الميـاه والأمـواج ...

« هـل اعتقـدت يومـا أنـك سـتهزمني يـا «سـامي» ؟ هـل اعتقـدت حقـا أنـك اكتسـبت قـوة عبـر تدرجـك فـي المسـتويات العشـرة ؟ أنـا الغـول ... أنـا سـيد الشـر والظـلام ... أنـا الأقـوى » ويضـرب الأرض برمحـه فتتشـكل هالـة مـن النـار تنطلـق نحـو «سـامي» بسـرعة كبيـرة ويرد عليها الفتى بنار مثلها تصطدم الناران في الوسط ثم تميل النار نحـو «سـامي» وهـو يحـاول جاهـدا صدهـا ... « تبـا إنهـا قويـة جـدا ... أنـا عاجـز عـن صدهـا يـا أبـي ... » ثـم بعـد مقاومـة كبيـرة تتفـوق نـار الغـول وترمـي الفتـى بعيـدا، والـذي يسـقط بقـوة ويصطـدم بـالأرض، فـي هـذه الأثنـاء فـإن الدوامـة السـوداء قـد غطت آخـر جـزء مـن السـماء يعقبهـا بـرق ورعـد شـديدين.
 
  يفتـح الفتـى عينيـه بصعوبـة فيشـاهد الغيـوم وقـد غطـت آخـر جـزء مـن السـماء فيتسـاءل قائـلا وهـو يحـاول الوقـوف علـى قدميـه بصعوبة « ما الذي يحدث يا أبي ؟ » يرد عليه « لقد سـقطت مدينة ''قيرطـا''، لقـد سـقطت آخـر المـدن وكل مـن كان هنـاك هـو الآن مجـرد شـرنقة تلفهـا العناكـب العملاقـة » ...
« ههههـه ... أنـا الأقـوى » هكـذا قـال الغـول وهـو يـزداد لهبـا وظلامـا وحجمـا، ويتجـه نحـو الفتـى مباشـرة، والـذي نظـر إلـى أفتـار والـده قائـلا « إنهـا النهايـة يـا أبـي ... لقـد خسـرنا المعركـة، لقـد أنتصـر الغـول »
_ كلا... لـم ينتهـي الأمـر بعـد، والغـول لـم ينتصـر، أنـت الأقـوى .
       _ أنا لا أملك القوة ولا الشجاعة لمواجهته يا أبي.
_ ليسـت الشـجاعة أن تمتلـك القـوة للمواجهـة، ...  ولكـن الشـجاعة هـي أن تواصـل المواجهـة عندمـا لا تملـك القـوة ... قـاوم يـا سـامي، قـاوم مـن أجـل كل مـن تحـب ... قـاوم لأجـل كل الضعفـاء وكل الطيبيـن وكل مـن آمـن بـك وأحبـك ودعمـك » ...
     _ولكنهم الآن مجرد شرانق ؟
_نعـم ، ولكـن قلوبهـم معلقـه بـك ... أنـت الأمـل وأنـت الحقيقـة فـي مواجهـة الشـر والظلـم والسـواد ...

    فـي هـذه اللحظـة ينطلـق شـعاع أبيـض مـن الضـوء مـن قلـب مدينـة قيرطـا وينطلـق نحـو السـماء ثـم يقـوم بإضـاءة ونسـف كل السـحب والغيـوم السـوداء فـي مشـهد يحبـس الأنفـاس ... شـعاع متواصـل والمـكان يـزداد ضـوءا ودفئـا، والوحـوش الطائـرة تتسـاقط تباعـا.
_ما الذي يحدث ؟
_إنه الأمل يا «سامي» ... إنه شعاع الأمل، لقد نجح السلاحف الأربعة في فتح الصندوق أخيرا.
   فـي هـذه اللحظـة يتقـدم الغـول أكثـر وأكثـر ولا يبقـى بينـه وبيـن «سـامي» إلا أمتـار قليلـة، يرفـع رمحـه النـاري فـي السـماء اسـتعدادا للضربـة الأخيـرة ...

يـا «سـامي» ... أنـت الأمـل وأنـت الخيـر، إيمانـك بنفسـك هـو الأقـوى ... وهـذا الغـول موجـود فـي خيالـك فقـط، إنـه غيـر موجـود علـى أرض الواقـع، وقـد تأكـدت مـن ذلـك بنفسـك عندمـا دخلـت غرفـة عمتـك » ...

    ينحنـي الغـول علـى الفتـى بضربـة قويـة برمحـه النـاري، يغمـض «سـامي» عينيـه قائـلا « أنـا الأقـوى، ... أنـا الأقـوى » ثـم يفتحهمـا تزامنـا مـع صرخـة واحـدة كبيـرة « كلا ااااا » وتنطلـق معهـا هالـة مـن النـور تنطلـق مـن عنـد «سـامي» فتنسـف معهـا كل شـيء .... الغـول والوحـوش والغيـوم السـوداء والضبـاب والنـار وكل شـيء ولا يبقـى إلا الغـول وهـو يصـرخ وكأنـه يحتـرق.

  بعدهـا يرفـع الفتـى سـيفه اسـتعدادا لضـرب الغـول فيغيـر شـعاع الأمـل اتجاهـه مـن الصعـود للسـماء إلـى سـيف سـامي وكأنـه قوسٌ من البرق فيصبح السيف مضاء ومحاطا بشعاع الأمل بمنظر رهيـب ، ويهـوي بـه علـى الغـول مـع صرخـة قويـة قائـلا « مُـتْ أيها الشـرير » فيقسـمه قسـمين بضربة واحدة ليبدأ الوحش بعدهـا بالاحتـراق والتلاشـي ثـم ينتهـي كل شيء.
  
لحظـات وتشـرق الشـمس مـن جديـد وتتحـرر كل شـخصيات عالـم الخيـال مـن الوحـوش التـي اختفـت للأبـد ... والجميـع فرحيـن ويرقصـون ويغنـون ...
السنافر الأقزام الأبطال الحيوانات الفراش الطيور ...
«  لقـد هزمتـه يـا أبـي لقـد هزمتـه دون اسـتعمال العصـا السـحرية» فيـرد عليـه مبتسـما بعد أن تشكّل أمامه « نعـم، ... هـذا إيمانـك بنفسـك »

الراوي ( كانت هذه آخر جملة قالها الفتى داخل أرض الخيال والأحـلام بعـد أن هـزم الغـول شـر هزيمـة وأعـاد الأمـل والحيـاة لعالـم الخيـال مـن جديـد ...
حسنا ... نهاية جميلة , ولكن ... هل تعتقدون حقا أنها النهاية؟ ...
كلا، أنتـم مخطئـون ... لأن كل هـذا كان البدايـة ... البدايـة لـكل شـيء ...بدايـة لمسـيرة بطـل صغيـر سـيغير قواعـد اللعبـة داخـل العوالـم كافـة وسـيتحدى ملـوك الجـن وأمـراء المـوت وأسـياد الظـلام وكل السـحرة و الشـياطين )
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.