Siline-amir

شارك على مواقع التواصل


_الغـول اذا حضر إلى هنا سأرتدي غطاء الرأس وأختفي تماما عـن هـذا العالـم، لكنـه سـيدمرك ويجعـل منـك خادمـا وضيعـا تنظـف إسطبلات المستذنبين ومغارات الخفافيش، وأنت تعرف هذا أفضل مني .
        _ ماذا تريد؟
_اسـمعني جيـدا أيهـا السـّاحر هنـاك طريقتـان فقـط لحـل هـذا الإشـكال، الأولـى وهـي الطريقـة السـهلة أن تخبرنـي مباشـرة بِسِـرِّ الفانـوس، والثانيـة هـي الطريقـة الصعبـة سـأرتدي غطـاء الـرأس وأختفي للأبد لكني سأفكر في الغـول قبل ذلك وسيحظر إلى هنا فورا مع جيش عظيم وستواجهه بدلا مني، وعليك تفسير سبب حضوري إليك ثم جهز نفسك بعدها للعمل كخادم وضيع لما تبقى من حياتك البائسـة .
        _أنا موافق، ماذا تريد ؟
_أريد معرفة سر الفانوس .

     فـي الخـارج يقتـرب «عـلاء الديـن» مـن «السـندباد» وعلامـات القلـق باديـة علـى وجهـه وهـو ينظـر إلـى «سـامي» و السّـاحر، ثـم يخاطب «عـلاء الديـن» قائـلا « أنـا لـم أرتـح لهـذا المكان ولـن أرتـاح لهـذا السّاحر والمفاوضـات بينهمـا أخـذت وقتـا طويـلا » ... فيـرد عليـه «السـندباد» « لا تقلـق علـى «سـامي» ولا تنسـى أن الأفتـار بجانبـه وسـيتدخل فـورا إذا حدث أي شيء مريب »

     يصمت «علاء الدين» للحظة ثم يلتفت ثانية لـ«السـندباد» وعلامـات النـدم باديـة علـى وجهـه قائـلا « لقـد أخطئنـا خطئًا جسيما بتركنا لسامي في مواجه هذا الشرير لوحده، كان علينا أن نفاوض بجانبه كرجل واحد ... » وقبل أن يواصل كلامه يقاطعه «السـندباد» قائـلا « أنظـر يـا «عـلاء الديـن» ، ... «سـامي» قـادم نحونـا مبتسـما ويبدوا أنه قد نجح في مسـعاه » ...

    تمر لحظات ويصل الفتى إليهمـا قائـلا « والآن هيـا بنـا إلـى الجبـل الكبيـر حيـث تغـرب الشـمس » يـرد عليـه «عـلاء الديـن» قائـلا « لـن أتحـرك مـن هنـا حتـى أعـرف علـى مـاذا اتفقـت مـع ذلـك الشـرير»
_سـأخبرك فـي الطريـق ربحـا للوقـت يـا صديقـي، والأن هيـا بنـا إلـى الجبـل الكبيـر .
        _ولكن تلك حدود عالمنا، من هناك تبدأ حدود عالم الظلام؟
_إذا هيـا بنـا لحـدود عالـم الظـلام ... هكـذا قـال «سـامي» وهـو يأخـذ مكانـه علـى البسـاط السـحري، يسـأله «عـلاء الديـن» مجـددا وبإلحـاح كبيـر قائـلا « والأن أخبرنـي كيـف أقنعـت ذلـك الشـرير أن يخبـرك بِسـِرّ الفانـوس ؟ » فيـرد عليـه بـكل بـرودة « لقـد اقتنـع بأنـي صديـق ؟»
      _ماذا ؟ صديق لذلك الخبيث ؟ أنت بالتأكيد تمزح...
_كلا أنـا لا أمـزح ، ولا تنسـى أن «عـدو عـدوي هـو صديقـي» وهـذا السّـاحر الشـرير برغـم شـره وقوتـه إلا أنـه لـم يكـن يومـا نِـدًّا للغـول ولا يريـد مواجهتـه.
       _إذا فقـد اسـتعملت فزاعـة الغـول لإرغـام الشـرير على إخبـارك بِسِـرّ الفانـوس.
_نعم، ... وقد وافق على مضض.
       _ومـا هـو سِـرُّ الفانـوس يـا «سـامي» ... ولمـاذا لا يسـتطيع هـو الحصـول علـى واحـد مثلـه ؟!
_لقد أخبرني أن شرط الحصول عليه هو أن يكون من يطلبه خـارج هـذا العالـم، حينهـا فقـط يمكنـه رؤيـة المدخـل والتعامـل مـع المردة والعفاريت وإلا لأصبح كل من هب ودب يملك فانوسا سحريا.

«السـندباد» مقاطعـا « أعتقـد أننـا وصلنـا الـى الجبـل الكبيـر، أنظـر... »
«سـامي» معقبـا « نعـم و قد أخبرني السّـاحر أن المدخل موجـود بجانـب إحـدى البراكيـن حيـث تكثـر الحمـم، أنزلنـي هنـا أيهـا «السـندباد» وانتظرونـي جميعـا فلـن أطيـل »

     ينـزل الفتـى مـن علـى ظهـر البسـاط ويبـدأ بالبحـث عـن المغـارة بيـن البراكيـن الصغيـرة، ومتجنبـا الحمـم و الأماكـن الحـارة والحجـارة المنصهـرة حتـى يعثـر علـى المدخـل أخيـرا ... يقتـرب منـه بحـذر ويدخـل فيجـد أدراجـا كثيـرة عليـه نزولهـا، أدراج كثيـرة تقـود لباطـن الأرض، والمـكان يـزداد ظلمـة وحـرًا كلمـا نـزل الفتـى أكثـر إلـى أن وصـل إلـى مدينـة عظيمـة فـي جـوف الأرض حيـث الآلاف مـن المـردة يعملـون فـي مناجـم الفحم وهم صاغرون، ورئيسهم يمسك بسوط من نار ويزأر بشدة « إعملـوا أيهـا الكسـالى، أريـد المزيـد مـن الفحـم لإبقـاء البـركان مشـتعلا » يقتـرب «سـامي» وينـزع غطـاء رأسـه فيصبـح مرئيـا وقبـل أن يبـادر بالسـؤال أو تقديـم نفسـه يلتفـت إليـه المـارد الكبيـر قائـلا « لمـاذا تأخرت كل هذا الوقت يا «سامي» ؟ » ... يندهش الفتى من رد المارد ثم يسـأله « و كيـف عرفـت إسـمي ؟»

_أنا «مادوخ» رئيس المردة وأنت مخلصي يا «سامي».
         _مخلصك من ماذا أيها المارد «مادوخ» ؟
_من هذا العذاب المهين، ... أنا هنا منذ أربعة ألاف سنة أجمع الفحـم وأشـرف علـى المـردة، أعاقـب المتخلفيـن والكسـالى، وأحـرص على بقاء البركان مشتعلا، ... أخرجني من هذا المكان البائس و أكون لك شـاكرًا، وحارسـًا من الخادمين.
       _ولمـاذا لـم تحـرر نفسـك وتنطلـق بعيـدا عـن هـذا المـكان فأنـت لسـت مقيـد ولسـتَ بِأسـير ؟
_لأن طبيعـة المـردة هـو العيـش فـي العالـم السـفلي حيـث الظـلام والنار، ووجودي في عالم الحقيقة أو الخيال خطير جدا فقد أحترق من نور الشـمس أو ضوء القمر .
         _مـاذا ؟ تحتـرق مـن نـور الشـمس والقمـر؟ ولكـن قبلـك كان هنـاك مـارد داخـل الفانـوس ولـم يحتـرق.
_ذلك هو السِرُّ يا «سامي».
        _تقصد الفانوس ؟
_نعم، فداخل ذلك الفانوس يوجد الظلام والنار والقليل من تربة الأرض السفلى وهو ما يُوَفر للمارد بيئته الأصلية ويبقيه بأمان ،... يخرج منه للحظات يحقق إحدى الأماني ثم يعود فورًا، في الظاهر يبـدوا المـارد أسـيرا داخـل الفانـوس السـّحري لكنـه فـي الحقيقـة يسـمع ويـرى ويتفاعـل مـع كل مـا يحيـط بـه، ... صحيـح أنهـا حيـاة أسـر لكنهـا أحسـن مـن هـذه بـآلاف المرات .
        _حسنا فهمت لكن الذي لم أفهمه هو كيف عرفت إسمي؟
_هناك أسطورة قديمة تتحدث عن هذا.
        _تتحدث عني؟
_ هـل تعتقـد أن كل مـا حـدث و يحـدث معـك هـو مجـرد صدفـة يـا «سـامي» ؟! .. اعلـم إذا أن كل شـيء مقـدر ومكتـوب منـذ الأزل ... والآن دعنـا لا نضيـع الوقـت ثـم يلتفـت إلـى أحـد المـردة قائـلا « .. خـذ السـوط الناري و أسـتلم مكاني في الرئاسـة، وتذكر أن لا تتـوقفوا عن جمـع الفحـم مهمـا كان السـبب، فلـو انطفـأ البـركان قُضـي عليكـم »
_نعـم سـيدي، أعتمـد علـي ... هكـذا قـال الرئيـس الجديـد وهـو يسـتلم سـوط القيـادة، بعدهـا يخـرج المـارد «مـادوخ» فانوسـًا كان يحتفـظ بـه منـذ دهـور، يمسـك بحفنـة مـن تـراب الأرض السـفلى ويتمتـم عليهـا ويدخلهـا فـي الفانـوس ثـم يلتفـت إلـى الفتـى قائـلا « و الآن تذكـر شـيئين فقـط يـا «سـامي»، أولهمـا أن هنـاك ثـلاث أمنيـات فقـط متوفرة والأمر الثاني أني سأحقق وأخدم كل من يفرك هذا الفانوس، ثـم أكـون حُـرًّا مـن أي التـزام » ... وبعدهـا مباشـرة يتحـول المـارد إلـى مـا يشـبه الدخـان ويبـدأ فـي التقلـص قبـل أن يختفـي داخـل الفانـوس ...

      يتقدم الفتى مبتسما لأنه حقق نصرا كبيرا أو هذا ما يعتقده، يمسك بالفانوس ويغادر خارجا، لكن صعود تلك الدرجات لن يكون بنفس سـهولة نزولهـا، حتـى إن الفتـى مـن شـدة تعبـه وإحباطـه مـن كثرتهـا قـد فكر باسـتعمال إحدى أماني الفانوس ... كلا، اطمئنوا لم يسـتعمل أو يضيـع أي منهـا فـي ذلـك وواصـل الصعـود مجتهـدا حتـى بلـغ الدرجـة الأخيـرة مـع مطلـع الفجـر ليجـد مفاجـأة غيـر متوقعـة تمامـا ...

      فـي خـارج الكهـف لـم يجـد أيـا مـن أصدقائـه ! وكل مـا أسـتطاع رؤيته كان البسـاط السـّحري مرميا بطريقة عشـوائية بجانب إحدى الصخـور ...
« مـا الـذي حـدث يـا أبـي » هكـذا قـال مخاطبـا أفتـار والـده عبر الأفكار والذي رد بنفس الطريقة « لا أدري لكن كن مستعدا لأي طـارئ » فجـأة يظهـر السّـاحر الشـرير مـن العـدم فيخاطبـه قائـلا ... « لمـاذا لسـت متفاجئـا برؤيتـك أيهـا السـّاحر الشـرير ؟ » هـذا مـا قالـه «سـامي» وهـو يرتـدي غطـاء الـرأس للـرداء السـحري حتـى يختفـي .
_أريـد ذلـك الفانـوس السّـحري، وأصدقائـك فـي قبضتـي ... سـلمني ذلـك الفانـوس و إلا قضيـت عليهمـا بطريقـة سـتنطبع فـي ذاكرتـك الصغيـرة للأبـد وستشـاهدها فـي كوابيسـك كلمـا خلـدت إلـى النـوم.

     يحـاول «سـامي» أن يلتـف حـول السّـاحر فيلاحـظ أن السـّاحر يتبعه برأسـه « ابتعد عني رجاء يا أبي فهذا السـّاحر يسـتطيع تحديد مكانـي بدقـة مـن خلالـك » يمتثـل الأفتـار ويبتعـد قائـلا عبـر الأفـكار « نعـم يـا سـامي »
_والآن ما هو قرارك أيها الفتى ؟
       _لن أسلمك الفانوس، وأنا مستعد للمواجهة ...
_حسـنا هـذا قـرارك وعليـك تحمـل العواقـب إذا ...

    يبـدأ السّاحر في التمتمة بشكل شبه مسموع فتتشكل الكثير من الأطياف مـع أصـوات مرعبـة، أطيـاف لا شـكل واضـح لهـا تطيـر بشـكل عشـوائي ... بعدهـا يصيـح السـّاحر « أنـا لا أسـمع نبـض قلبـك ... يبـدوا أنـك قـد تعلمـت السـيطرة علـى خوفـك أو لأنـك أغلقـت عينيـك خوفـا ... امممممـم، لكـن لا تفـرح كثيـرا فلـدي الحـل لذلـك » يتمتـم مـرة أخـرى فتبـدأ الأرض فـي التحـرك ... إنـه زلـزال، زلـزال ضخـم.

     فـي الجهـة الأخرى حيـث عـرش الغـول تتقـدم السـاحرة الشـمطاء مـن الغـول ثـم تنحنـي قائلـة « سـيدي الغـول، حسـب الكـرة الزجاجيـة هنـاك معركـة تجـري الأن علـى حـدود أرضنـا أحـد أطرافهـا سـاحر شـرير والطـرف الآخـر مجهـول وغيـر مرئـي » ... ينهـض الغـول مـن علـى كرسـي عرشـه قائـلا بصـوت رهيـب « مـاذا ؟ غيـر مرئـي ! قـد يكـون الفتى «سامي» ... أيها الوحوش الكسالى انطلقوا إلى هناك وأحضروا الجميـع » ... يـرد قـادة جيشـه بصـوت رجـل واحـد « أمـرك سـيدي » و ينطلـق قطيـع كبيـر مـن المسـتذئبين والوحـوش والمسـوخ بسـرعة كبيـرة إلى الجبل الكبير، ويتزامن ذلك مع تشكل الكثير من الغيوم الرمادية ويتخللهـا فجـأة بـرق ورعـد شـديدين ومرعبيـن.

     صـوت الأفتـار بشـكل مسـموع « يـا «سـامي» لقـد اكتشـف الغـول أمرنـا وجنـوده قادمـون ... علينـا الرحيـل بسـرعة » يـرد الفتـى بـكل ثقـة « كلا، لـن أتـرك «السـندباد» و «عـلاء الديـن»، لـن أفـر مـن أرض المعركـة يـا أبـي »
_وماذا أنت فاعل لأجل ذلك ؟
      _هـذا السّـاحر الأحمـق سيتسـبب فـي هلاكنـا جميعـا بإحضـاره للغـول إلـى هنـا .
_نعـم يـا «سـامي»، أنـت محـق فإمـا أن أفـوز أنـا وأحصـل علـى المصبـاح السّـحري أو نخسـر كلنـا، ... لـن أسـمح للفانـوس أن يضيـع منـي مـرة أخـرى، ... هـذا الفانـوس لـم يسـتنفذ الأمنيـات بعـد، هـذا هـو حلـم حياتـي .

     فجأة تنشق الأرض ويخرج منها الغـول ... نعم، إنه الغـول بكل ذلـك السـواد والنـار ... فيركـع السّـاحر عنـد قدميـه قائـلا « سـيدي الغـول، أنـا خادمـك المطيـع »...فيـرد عليـه « أيهـا السـّاحر الأحمـق مـاذا تفعـل فـي أرضـي ومـن سـمح لـك بمواجهـة الفتـى دون علمـي ؟ »
      _أنـا آسـف يـا سـيدي، وهـذا الفتـى أردت تقديمـه لـك كهديـة وعربـون ولاء .
_أغرب عن وجهي وعد لبيتك قبل أن أغير رأيي ...
      _حسـنا يـا سـيدي كمـا تريـد ... ويختفـي السّـاحر الشـرير ثـم يتقـدم الغـول مـن الشـجرة اليابسـة حيـث «السـندباد» و «عـلاء الديـن» مقيديـن.

_الرحمة، ... الرحمة أيها الغـول، ...
       _أيها الأحمقان، ... أنا «سامي» ولست الغـول.
_ماذا ؟ ... «سامي» ؟
      _نعـم أنـا «سـامي» وقـد اسـتوعبت الـدرس جيـدا، أنـا أسـتطيع تغييـر شـكل المـادة وليـس طبيعتهـا ... ثـم يتحـول إلـى «سـامي» مجـددا ويبـدأ فـي فـك قيودهمـا.

       فـي هـذه اللحظـة الغـول واقـف ثـم فجـأة يلتفـت جانبـا حيـث تقـف العجـوز الشـمطاء، لقـد أحـس وتأكـد أن المعنـي هـو «سـامي »... فيطلـق صرخـة قويـة مدويـة « سـاااااامي ي ي ي » هـذه الصرخـة وصلـت إلـى حـدود أرض الظـلام فيسـمعها «سـامي» ... يـا إلهـي، ... لقـد رآنـي، ... إنـه قـادم، ... أسـرعوا، ... يركـب أربعتهـم البسـاط السـحري ويغـادرون.

    وحوش الغول وصلـوا بسـرعة و ألقـوا القبـض علـى السّـاحر الشرير وهو يحاول الفرار ... يصل الغـول الحقيقي فيجد أتباعه قد قيـدوا السّـاحر .

« لقـد تأخرنـا ... لقـد غـادر الفتـى » هكـذا قـال وحـش بشع وهو يخفض رأسه احتراما للغـول و مقدما السّاحر مقيد اليدين خلف ظهره كرهينة .. 

« وأنت » ... هكذا قال الغول وهو يتقدم إلى السّاحر الذي ركع على قدميـه أمـامه قائـلا ومستجديا « لقـد خدعنـي يـا سـيدي الغـول واعتقـدت أنـه أنـت »
     _تعال معي ...
_كلااااااا

    يصـل «سـامي» و «السـندباد» و «عـلاء الديـن» إلـى الكهـف العظيـم فيجـدون الحكمـاء فـي انتظارهـم فرحيـن ومسـرورين بهـذه النتيجـة المبهـرة والغيـر متوقعـة .

«قزم حكيم» « أنت تتعلم بسرعة يا فتى »
«سنفور حكيم» « لقد تعلمت السيطرة على نفسك والتحكم فـي خوفـك، كمـا أنـك تعلمـت واسـتوعبت جيـدا كيـف تغيـر فـي شـكل المـادة بـدل تغييـر طبيعتهـا»
«بابا نوال» بعد أن التفت إلى «المعلم سـبلنتر» مبتسـما دلالة علـى رضـاه ثـم مخاطبـا «سـامي» « الآن وقـد حصلنـا علـى الفانـوس والمـارد فقـد صـرت مقاتـلا مـن المسـتوى الثالـث بصفـة رسـمية يـا «سـامي » »
«بوكاهانتـس» قائلـة « عُـد الآن لغرفتـك كـي ترتاح ،وجهز نفسـك ليـوم الغـد فعـدوك وحـش رهيـب مـن العالـم القديـم » يـرد عليهـا « نعـم سـيدتي أنـا متعـب جـدا وبحاجـة الكثيـر مـن الراحـة »

    بعدهـا مباشـرة يختفـي رفقـة الأفتـار داخـل الهالـة الضبابيـة ويعـود لغرفتـه متعبـا ويرمـي نفسـه علـى سـريره.

    فـي اليـوم الموالـي، يسـتيقظ الفتـى بعـد أن قضـى ليلـة أخـرى لـم تختلـف عـن سـابقاتها ... نفـس الكابـوس بنفـس الترتيـب والأحـداث ... وبالنسـبة لجرحـه فقـد خَـفَّ ألمُـه كمـا خَـفَّ تورمـه لكـن هـذا لـم يمنعـه مـن تغييـر الضمـادات مـرة أخـرى للمحافظـة علـى نظافتـه منعـا لأي التهـاب، وبعـد يـوم ممـل آخـر داخـل المدرسـة يعـود الفتـى، و مباشـرة بعـد نزولـه مـن الحافلـة يقـول للأفتـار « مـن كانـت تقصـد «بوكاهانتـس» بقولهـا إنـي سـأواجه وحشـا مـن العالـم القديـم ؟»
يـرد عليـه لا أدري ... و وحـوش العالـم القديـم كُثـر » فيسـأله مـرة أخـرى بعـد أن توقـف عـن السـير والتفـت إليـه « ومـن تعتقـد سـيكون ؟»

_لا إجابة يا «سامي» وأنت تستبق الأحداث هكذا.
        _كلا ... ولكني أردت معرفة خصمي لأستعد له جيدا.
_الاسـتعداد الجيـد يكـون عبـر الحضـور الذهنـي والثقـة بالنفـس، ... وأنظـر هنـاك، ... عمـك «أسـعد» فـي انتظـارك.

      يرفـع الفتـى رأسـه فيشـاهد زوج عمتـه واقفـا بجانـب البـاب ويلـوح لـه بيـده فيبتسـم لـه ثـم يواصـل مخاطبـة الأفتـار مـن خـلال الأفـكار قائـلا « سـنزور قاعـة الرياضـة الجديـدة » يـرد عليـه « جيـد، فالرياضـة مفيـدة للصحـة والأخـلاق معـا»

     يجـري الفتـى فـي اتجـاه زوج عمتـه ويحضنـه قائـلا « هـل سـنزور قاعـة الرياضـة الجديـدة » يـرد عليـه بعـد أن حمـل عنـه محفظتـه « نعـم، لكـن عليك أولا أن ترتـاح قليـلا وتتنـاول شـيئا »
_أنا لا أشعر بالجوع يا عمي.
_إذن غير ملابسك وهيا بنا.

     يدخـلان للبيـت، ويغيـر الفتـى لباسـه بسـرعة وهـو ينظـر لقفـص القارض ليتأكد أن الحبوب والماء لم ينفذا منه ، ثم يغادر رفقة السيد «أسـعد» والـذي سـأل العمـة «كاميليـا» إن كانـت بحاجـة لشـيء مـن الخـارج فتجيبـه بالنفي.

     يتوجهـان لآخـر الشـارع حيـث القاعـة الجديـدة ويدخـلان فيجـدان أحـد المشـرفين والـذي تكفـل بأخذهمـا فـي جولـة لمشـاهدة القاعـة وتجهيزاتهـا مـع شـرح مفصـل لـكل تخصـص بالإضافـة إلـى تسـليم الفتـى ورقـة تحتـوي علـى الجـدول الزمنـي لـكل رياضـة.

السـيد «أسـعد» يسـأل «سـامي» قائـلا « و الآن مـاذا قـررت يـا ولـدي ؟»
يجيبـه وهـو ينظـر إلـى كيـس الملاكمـة المعلّـق « أريـد التسـجيل في رياضة الملاكمة»
يرد عليه المشرف « اختيار جيد، تبدوا قويا وستصبح أقـوى » ثـم يلتفـت للسـيد «أسـعد» ويسـلمه اسـتمارة فارغـة قائـلا « عليـك بمـلأ هـذه الاسـتمارة ولا تنسـى رقـم هاتفـك، وهـذا هـو الملـف المطلـوب » ويسـلمه ورقـة أخـرى ثـم يواصـل الـكلام « وسـنتصل بـك مباشـرة عندمـا نجمـع الحـد الأدنـى المطلـوب مـن المتدربيـن»
يـرد عليـه وهـو يقـرأ مـن الورقـة الثانيـة « سـيكون الملـف جاهـزا فـي غضـون يوميـن »

يبتسم المشرف قائلا « حسنا إذن ومرحبا بكم في كل وقت»

     وهكـذا غـادر الاثنـان القاعة وفـي الطريـق يطلـب «سـامي» شـراء قطعـة مـن حلـوى «قلـب اللـوز»، فيوافـق زوج عمتـه فـورا ويتجهـان لأقـرب محـل ويشـتري لـه بـدل القطعـة الواحـدة صينيـة كاملـة متوسـطة الحجـم يحملهـا الفتـى ويعـود مسـرورا .

      بعـد وجبـة العشـاء رفقـة السـيد «أسـعد» يسـتغل الفتى غيـاب عمتـه عـن الطاولـة ويتنـاول ثـلاث قطـع كبيـرة مـن «قلـب اللـوز» دفعـة واحـدة و بِنَهَـمٍ كبيـر ويشـجعه عمـه قائـلا « بإمكانـك تنـاول المزيـد إن كنـت تسـتطيع » يـرد عليـه « أعتقـد أن هـذا كثيـر لمـرة واحـدة » فيضحـك قائـلا « لا تخـف مـن عمتـك لأنهـا لـن تعلـم أبـدا مـن منـا تنـاول أكثـر » يبتسـم الفتـى ويقـف مـن علـى كرسـيه ويتجـه لـزوج عمته ويقوم بحضنه ويتمنى له ليلة سعيدة قبل أن يغادر، فيقول السيد «أسعد» « لا تنسى غسل أسنانك » يرد عليه « نعم يا عمي، ... تأكد مـن ذلـك »

     بعد أن تناول العشـاء والكثير من الحلوى وقام بغسـل أسـنانه توجـه بسـرعة لغرفتـه وأغلـق البـاب كعادتـه بالمفتـاح، وغـادر رفقـة الأفتـار إلـى عالـم الخيال.         

   المهمة الرابعة : الحصول على سيف ثيسيوس

     يبتسـم «القـزم حكيـم» بعـد أن شـاهد الفتـى يخـرج مـن الهالـة الضبابيـة، وبعـد تبـادل التحيـة بينهـم يقـول لـه «جهـز نفسـك لمقابلـة وحـش رهيـب نصفـه إنسـان ونصفـه ثـور جامـح ... وحـش مـن العالـم القديـم »...

     يعقب عليه «سنفور حكيم» مواصلا الشرح « أنت اليوم على موعد مع «ماينوتور» وحش «كريت» الأسطوري » ...

     يصمـت الفتـى لبرهـة يحلـل خلالهـا مـا سـمعه منهـم ثـم يـرد قائلا « مـا هـي مهمتـي بالضبـط أيهـا السـادة الحكمـاء؟ »
تجيبـه «بوكاهانتـس» « مهمتـك هـي الحصـول علـى سـيف «ثيسـيوس» أقـوى سـيف فـي التاريـخ »

     يقتـرب مـن الطاولـة ويحمـل الـرداء السـحري ويقـول لهـا « حسـنا، موافـق .. »
«بابـا نـوال» مواصلا « كـن حـذرا يـا «سـامي» فأنـت علـى موعـد مـع أكثـر الوحوش إرهابا ودموية، ... وكالعادة سـيتكفل صديقنا «السـندباد » بنقلـك إلـى هنـاك» ...

     يهـم الفتـى بالخـروج مـن الكهـف عندمـا يخاطبـه «سـنفور حكيم» قائلا له « لا تنسـى غطاء رأسـك يا «سـامي» » فيلتفت إليه « نعـم يـا سـيد «سـنفور حكيـم»، إذا شـعرت بـأي خطـر سـأرتدي غطـاء رأسـي وأختفـي تمامـا »

« كن حذرا ... » هكـذا قـال «سـنفور حكيـم»، وبعـد أن غـادر الفتـى يلتفـت للمعلـم «سـبلينتر» قائـلا « الفتـى يتغيـر، ... لـم يعـد يطرح الكثير من الأسـئلة، و أسـماء الوحوش لم تعد تخيفه»

_نعـم، لقـد لاحظـت ذلـك، ... حتـى إنـه ينتظـر مهماتـه بفـارغ الصبر و أعتقد أن الوقت قد حان لنكشـف له عن السِـرِّ الأعظم ...
فتسـأله «بوكاهانتـس» قائلـة « ومـاذا تقتـرح مـن أجـل ذلـك أيهـا المعلـم ؟»
يرد عليها « سنلتزم بالخطة كما هي، وسنكلف الأفتار بكشف السّر لَهُ بعد هذه المهمة مباشرة »

     في الخارج وبعد أن انطلق «السـندباد» شـمالا في اتجاه مدينة «أثينـا» يسـأله «سـامي» قائـلا « مـاذا تعـرف عـن «ماينوتـور» أيهـا «السـندباد» ؟ يجيبـه قائـلا « ذلـك الوحـش لـه سـمعة سـيئة جـدا ... هـو وحـش مـن العالـم القديـم ويسـكن مدينـة تحـت الأرض لهـا أنفـاق ومتاهات لا حصر لها، كل من دخل إليها لم يخرج بعد، .... وكل سنة يحصـل علـى الكثيـر مـن القرابيـن البشـرية، ... إنـه كابـوس حقيقـي، وسـكان المدينـة يعانـون الويـلات بسـببه، هـذا الوحـش يـا «سـامي» لا يضاهيـه قـوة وشـرًّا إلا الغـول فأحـذر إنـي لـك مـن الناصحيـن ».

    الـراوي ( يصمـت «السـندباد» ويصمـت معـه الفتـى ... ربمـا لخوفـه مـن المجهـول، أو ربمـا لأنـه علـى موعـد مـع وحـش قديـم وصفـه لـه «بابـا نـوال» بأكثـر الوحـوش إرهابـا ودمويـة، ... وحـش لا يرحـم،... أو ربمـا لأنـه يفكـر فـي نوعيـة الوحـوش التـي سـيقابلها فـي مـا تبقـى مـن مشـواره للوصـول إلـى المسـتوى العاشـر! ... إذا كان سـيواجه «ماينوتـور» فـي المسـتوى الرابـع فمـن سـيواجه فـي باقـي المسـتويات ؟! ..المهـم أن كل مـا فكـر فيـه «سـامي» فـي هـذه الأثنـاء بقـي مجهـولا لأنـه كان يرتـدي غطـاء الـرأس لـذاك الـرداء السـحري ... أو ربمـا لأنـه كان يفكر بالغـول ! أما أنا شخصيا فأعتقد أن الفتى كان يفكر في كل مـا حصـل ويحصـل معـه لأنـه أمـام مسـؤولية كبيـرَة جـدا تفـوق عمـره الصغيـر ... مسـؤولية مواجهـة الغـول لإنقـاذ العالمَيْـن، ولا تنسـوا أننـا نتحـدث عـن مجـرد طفـل صغيـر ... طفـل فـي الثانيـة عشـرة فقـط ) ...
                                                    ... يتبع

1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.