Siline-amir

شارك على مواقع التواصل

المهمة الثانية: الحصول على الرداء السحري

يقـول «بابـا نـوال» بعـد أن شـاهدهما يخرجـان مـن الهالـة الضبابيـة وهـو ينظـر لسـاعة يـده « فـي الوقـت تمامـا » ليعقـب بعـده «سـنفور حكيـم» مخاطبـا «سـامي» بقولـه « هـل أنـت مسـتعد لمهمـة اليوم يا «سامي» ؟ ... لأننـا جميعا نعتقد أنك قد تفوقت في مستوى الذكاء وعلينا الأن وربحا للوقت أن نختبر قدراتك في المستوى التالي ،... مسـتوى الشـجاعة، لكـن قبـل ذلـك أخبرنـا إن كنـت قـد تعلمـت التعايـش مـع ذلـك الجـرح الموجـود علـى يـدك ؟ »

يـرد الفتـى بـكل ثقـة واعتـزاز و محـاولا إخفـاء الألـم « نعـم، أنـا قـوي، ... لكـن أيـن سـتكون وجهتـي التاليـة أيهـا السـادة؟ »

قـزم حكيـم « اليـوم أنـت علـى موعـد مـع تحـدٍّ مـن نـوع خـاص، تحـد مـع نفسـك أولا ثـم مـع البشـاعة والرعـب ثانيـا ... »

يصمـت الفتـى للحظـة قبـل أن تبتسـم لـه «بوكاهانتـس» مواصلـة « أخبرنـي يـا «سـامي» هـل تعـرف قصـة «الجميلـة والوحـش» ؟ »
_نعم سيدتي، أعرفها و أحفظ تفاصيلها جيدا .
_إذن فاستعد لتعيش الحكاية الحقيقية.
_مـاذا ؟ الحكايـة الحـقيقية ؟ وتـلك التـي قرأتهـا مـاذا كانـت ؟ هـل كانـت مـزورة ؟ ...

يجيبـه المعلـم «سبـلنتر» قائـلا « أنـت تضيـع الوقـت هكـذا يـا «سـامي» وهـذا مـا لا نملكـه، سيشـرح لـك أفتـار والـدك كل شـيء فـي الطريـق، و تذكـر أنـك سـتكون بمفـردك، وأنـك فـي عالـم الخيـال ، إفصل عقلك عن جسدك حتى لا تصدق وكن شجاعا فقط فهذا كل ما تحتاجه، ... بالنسبة للأسلحة فسترافقك هذه البندقية كل ما تبقى من المغامرة ... » يسلمه البندقية ثم وقبل أن يمنح فرصة للفتى للرد يشـير بيـده فتتحـول المغـارة بأكملهـا إلـى غابـة كثيفـة يتوسّـطُها طريـق ضيق يرتفع صعودا في خط مستقيم، في نهايته قلعة عظيمة وسط جـو كئيـب تسـوده الكثيـر مـن الغيـوم الداكنـة مـع الكثيـر مـن الأصـوات المخيفـة ، أبرزهـا وضوحـا نعيـق الغربـان و عـواء الذئـاب ...

بدايـة يتـردد الفتـى فـي التقـدم ويتوجـس فـي نفسـه خيفـة مـن المـكان و مـن هـذه المغامـرة بأكملهـا، ... يلاحـظ الأفتـار ذلـك فيقـرر عـدم الاختفـاء إلـى حيـن أن يهـدأ الفتـى، ويحـاول تشـجيعه بطريقـة غيـر مباشـرة حتـى لا يحـس أن ضعفـه وخوفـه بادييـن أمامـه، ... أمّـا «سـامي» فقـد اسـتنتج أن خوفـه واضـح للأفتـار ولهـذا لـم يختفـي كعادته ، فيشعر بالإحراج و يحاول التغطية على ذلك من خلال تغيير الموضوع وفهم مشكلة هذه المغامرة معا وذلك بقوله « ما هذا المكان الكئيـب والموحـش يـا أبـي ؟ أيـن نحـن ؟ ...» هكـذا قـال وهـو ينظـر يمينـا وشمالا، فيأتيه الرد فورا « نحن الأن في عالم «الجميلة والوحش» ...»

_ما هو المطلوب مني يا أبي ؟
_ أن تحرر «الجميلة» من براثن الوحش ؟
_لماذا ؟
_لكي لا تكتشف أنه طيب القلب فتزول اللعنة تلقائيا .
_لكن أليسَ المطلوب هو زوال اللعنة ؟

يختفـي الافتار مـن أمـام ناظِـري «سـامي» عـن طريـق التلاشـي ثـم مخاطبـا إيـاه بواسطة الأفـكار قائـلا « عليـك أن تقـوم بنفسـك بإزالـة اللعنـة عـن الوحـش لكـي تحصـل منـه نظيـر ذلـك علـى الـرداء السّـحري، ذاك هـو تحديـك القـادم، والآن ركـز علـى هدفـك ولا تضيـع الوقـت وأخبرنـي مـا هـي خياراتـك ؟»

يصمـت الفتـى ويطـول صمتـه و الحقيقـة هـي أن «سـامي» لـم يسمع كلمة واحدة لأنه خائف جدًا خصوصا بعد أن اختفى الأفتار أو ربمـا لأنـه مركـز علـى شـيء آخـر، علـى الوحـش البشـع وعلـى هـذه الغابـة المخيفـة، أطرافـه ترتعـد بشـدة والخـوف بـادٍ فـي عينيـه.

بعد أن لاحـظ الأفتارُ أن خـوف ورعـب الفتـى مسـيطران عليـه وعلـى تفكيـره تمامـا يقول « يـا «سـامي» لا تخـف وكـن شـجاعا فقـط، و إن كان لـك عـزاء فـي الأمـر فأعلـم أن هـذا قـدرك المحتـوم ، لقـد رُميـت إليـه رميـا، عليـك المواصلـة فـلا خيـار لديـك ... وعليـك أن تبـدأ مـن القـاع مثل الجميع فـلا أحـد بـدأ مـن القمـة، تسـلح بالشـجاعة والإرادة، أنـت سـيد نفسـك وأنـت قـوي جـدًا إن آمنـت بذلـك ... الإرادة تصنـع المعجـزات والشـجاعة تربـك الخصـوم وإن كانـوا أكثـر منـك بأسًـا وشـدّة ... إذا لـم تسـتطع مواجهـة مخاوفـك فـي عالـم الخيـال فمـاذا أنـت فاعـل فـي عالم الحقيقـة ؟ .... الحيـاة الحقيقيـة تحتـاج للأبطـال وأنـت بطـل حقيقـي ، إصنـع مصيـرك وثِـقْ بنفسـك، تحلـى بالشـجاعة وسـيُضربُ بـك المثـل فـي عالـم الخيـال وسـتبقى مغامراتـك تـروى للأجيـال ... أمـا فـي عالـم الحقيقـة فسـتكون قـدوة لغيـرك ومـن سـيأتي بعـدك، سـتكون مُلْهِـمَ الضعفـاء وعـرّاب المظلوميـن»

تلك الكلمات المُحفّزة والصادقة شحذت همة الفتى فاعتدل فـي مشـيته، ... فجـأة أشـرقت الشـمس وانزاحـت الغيـوم الكئيبـة .... و أصـوات الغربـان وعـواء الذئـاب تحولـت لزقزقـة العصافيـر وهديـل الحمـام، ... أمـا تلـك الأشـواك و الحشـائش الضـارة التـي كانـت تشـبك الطريـق فقـد اختفـت تمامـا وظهـرت مكانهـا الأزهـار الجميلـة المتنوعـة مـع الكثيـر مـن أسـراب الفراشـات الملونـة .

« واو ... هـذا رائـع ... لكـن مـا الـذي حـدث ؟ ومـا سـبب هـذا التحول المفاجئ ؟ »... هكذا قال الفتى بعد أن رفع رأسه للسماء وهو ينظر إلى الشمس التي كادت أن تعميه من شدة توهجها حتى اضطر لتغطيـة عينيـه باسـتعمال معصمـه، قبـل أن يجيبـه الأفتـار « هـذا إيمانك بنفسك وبقدراتك يا «سامي» ، أنت في عالم الخيال وعقلك قـام بترجمـة شـعورك وأفـكارك، كـن إيجابـي دائمـا، وَ ثِـقْ فـي نفسـك ، وأصـوات نعيـق الغربـان وعـواء الذئـاب التـي كنـتَ تسـمعها فقـد كانـت ترجمة مباشرة لخوفك من المجهول » فيرد «سامي» محاولا التغطية علـى خوفـه وإلبـاس الجميـع ثـوب الخـوف « ولكـن الجميـع يخـاف مـن المجهـول يـا أبـي؟ » ... هنـا يصمـت الأفتـار ويركـز قبـل أن يـرد « هـذا صحيـح، وهـذه طبيعـة البشـر، لكـن لا تنسـى أن الهـدف مـن وجـود الخـوف فـي حياتنـا هـو لتحديـه والتغلـب عليـه ، وليـس للاستسـلام و الانهيـار أمامـه » يجيـب الفتـى مبتسـما بعـد أن اقتنـع بِـرَدِّ الأفتـار « فهمـت يـا أبـي، ولـن أنسـى ذلـك»

بعد فترة من السير في ذلك الطريق يصلان إلى القصر الكبير، فيجـدان البوابـة الخارجيـة مفتوحـة ! يدخـلان عبرهـا فتقابلهمـا حديقـة خلابـة متراميـة الأطـراف لـم يَـرَ الفتـى لهـا مثيـلا، و وصفهـا يفـوق الخيـال، ... يشـاهد الكثيـر مـن أشكال الأزهار و الـورود الحمـراء والصفـراء والبيضـاء والورديـة فـي منظـر يسـلب القلـوب قبـل العقـول، وأشـجار الكـرز المثمـرة فـي الخلفيـة زادت المنظـر بهـاءً وجمـالا، بالإضافـة إلـى خريـر الميـاه المتسـاقطة مـن تلـك النافـورة الكبيـرة والتـي تتوسـط الحديقـة، وتصـب مياههـا فـي أربعـة بحيـرات متفرقـة ومتقابلـة تحتـوي فـي داخلهـا الكثيـر مـن الأسـماك الملونـة بمختلـف الأحجـام و الأشـكال ، حتـى كاد الفتـى أن ينسـى مهمتـه الأصليـة قبـل أن يسـمع صـوت الأفتـار داخـل رأسـه « إتبعني إلـى الداخـل يـا «سـامي» » فيـرد عليـه « نعـم، أنـا قـادم »

يدخـل الفتـى بحـذر وترقـب إلـى بهـو القصـر الواسـع، و أول مـا لاحظـه أن المـكان نظيـف جـدا ! ... بـراق، ملـيء بالتحـف والسـتائر الملونـة، والمزهريـات مليئـة بالـورود الجميلـة، ... وهنـاك فـي آخـر البهـو أدراج كثيرة ترتفع صعودا بشكل مستقيم تصل في نهايتها إلى الطابق الأول.

ينظـر الفتـى علـى جانبيـه وهـو يفكـر فـي كيفيـة العثـور علـى الوحـش داخـل هـذا القصـر الضخـم، قبـل أن يتذكـر فجـأة أنـه علـى بعـد لحظـات فقـط مـن مقابلـة واحـد مـن أبشـع شـخصيات عالـم الخيـال ، فيضطـرب ويحـاول التراجـع فـي نفـس الوقـت الـذي تبدأ ظلمة القصر في الازدياد لوحدها وكأن أحدهم قد أغلق كل النوافذ وأطفأ كل الأنـوار، ثـم بعدهـا ودون سـابق إنـذار يُغْلَـقُ البـابُ الكبيـر لوحـده خلفهمـا بشـدة ... ولا يقطـع هـذا المنظـر المخيـف إلا صـوت الأفتـار داخـل عقـل الفتـى « اهـدأ يـا «سـامي» ، أنـت مضطـرب ومـا يحـدث معـك هـو ترجمـة مباشـرة لشـعورك بالخـوف .. وتذكـر أنـك سـتقابل شـخصا طيبـا ألقـت عليـه إحـدى السـاحرات لعنـة غيـرت مـن شـكله فقـط لكنهـا لـم تغيـر مـن طبعـه »

يتشـجع الفتـى بعـد سـماعه هـذه الكلمـات ويقـرر وضـع نفسـه فـي مواجهـة مباشـرة مـع الوحـش، فيتخـذ وضعـا هجوميـا مسـلحا ببندقيته وموجّها إياها إلى حيث ينظر ثم ينادي قائلا « أيها الوحش ،... هـل يمكـن أن أتحـدث معـك » ... لا أحـد يجيـب، ثانيـة « أيهـا الوحـش، ... أيهـا البشـع » ... لا إجابـات، .. مـرة أخـرى « أيهـا القبيـح أظهـر نفسـك، أيـن أنـت ؟» ... لا شـيء .

صـوت الأفتـار داخـل عقـل الفتـى « والآن مـاذا سـتفعل يـا «سـامي» ؟ » يـرد عليـه قائـلا « سـأفتش الغـرف جميعـا، غرفـة غرفـة حتـى أعثـر عليـه »
_مسـتحيل، هـذا القصـر هـو ثانـي أكبـر قصـر فـي أرض الخيـال، وعـدد الغـرف قـد يصـل إلـى الألـف غرفـة، هـذا دون القبـو، والوقـت ليـس فـي صالحنـا .
_إذا سأقوم باستفزازه حتى يظهر.
_لا تغامـر يـا «سـامي» ، أحـذرك مـن مغبـة فعـل ذلـك، فأنـت لا تريـد رؤيـة الجانـب الآخـر مـن الوحـش .
_لقـد أخبرتنـي أن الوقـت ليـس فـي صالحنـا ؟ وأنـا لا أريـد أن ألعـب الغميضـة معـه .
_ماذا ستفعل إذن؟
_راقبنـي يـا أبـي، ... بصـوت مرتفـع « أيهـا الوحـش إذا لـم تظهـر سـأحرّر «الجميلـة» مـن براثنـك » ... لحظـات، ... هـدوء، ... لا اسـتجابة، ... مرة أخرى ... « أيها الوحش الدّميم سـأحرّر «الجميلة » منـك وسـأحرق هـذا القصـر إذا لـم تظهـر » ... يلتفـت «سـامي» يمينـا وشمالا لعله يلحظ حركة أو ما يشير لوجود الوحش، لكن لا شيء ... هـدوء تـام .

بعـد الكثيـر مـن المحـاولات يفقـد الفتـى الأمـل فـي ظهـور الوحـش حتـى أنـه بـدأ فـي الاعتقـاد أنـه غيـر موجـود داخـل هـذا القصـر قبـل أن يـدرك أن هنـاك خطبـا مـا ! ... فالأفتـار هـادئ علـى غيـر عادتـه ! وكأنـه لا يريـد تقديـم المسـاعدة أو أنـه يعلـم شـيئا مـا لكنـه يخفيـه ... فيخاطبـه بسـؤال مباشـر و ذكـي جـدا قائـلا « يـا أبـي هـل ''الجميلـة'' محتجـزة فـي هـذه الأثنـاء هنـا داخـل هـذا القصـر ؟ »

يـرد الأفتـار « لا إجابـة يـا «سـامي» »
_ ولكنك مجبر على مساعدتي يا أبي ... هذا هو دورك؟
_ هـذا صحيـح، لكـن لا يمكننـي إعطـاؤك كل الحلـول عنـد كل مشـكلة ! عليـك اسـتخدام عقلـك.
_حسنا يا أبي ساعدني هذه المرة فقط .

يصمـت الأفتـار، لأنـه يفكـر ... يفكـر فـي حـل لهـذه المشـكلة فمـن جهـة هـو مجبـر علـى مسـاعدة وتوجيـه الفتـى ومـن جهـة أخـرى لا يريـد إعطائـه كل الحلـول علـى طبـق مـن ذهـب عنـد كل مشـكلة، فـلا بـُدَّ للفتـى مـن تعلـم اسـتخدام عقلـه ... ثـم يتكلـم أخيـرا ويقـدم الحـل بطريقـة غيـر مباشـرة قائـلا « إذا كنـت تسـير فـي طريـق معينـة قاصِـدا لوجهـة مـا، ثـم اكتشـف لاحقـا أنـك أخطـأت الطريـق مـاذا تفعـل؟ » يرد الفتى « أطلب المساعدة من المارة أو أتمحص اللافتات التي تشير إلـى العنـوان المقصـود بتركيـز كبيـر » فيقـول الأفتـار مـرّة أخـرى « ومـاذا لـو كان الطريـق ترابيـا وسـط الغابـة وكنـت حينهـا بمفـردك؟ » فيجيبـه ثانيـة « أتوقـف وأعـود أدراجـي حتـى الوصـول إلـى النقطـة التـي ضيعـت فيهـا مسـاري، وبعدهـا أحـاول مجـددا وهـذه المـرة بتركيـز أكبـر علـى كل علامـات وإشـارات الطريـق »

_أحسنت.
_ولكني لم أفهم أين أخطأت يا أبي .
_أخطأت لأنك تبعت سياسة القطيع .
_مـاذا ؟ ! ... سياسـة القطيـع ؟ لـم أفهـم هـذه الجملـة، مـاذا تقصـد بهـا ؟
_ لقـد ناديتـه لتـوك بالوحـش، ثـم بالبشـع، ثـم بالدميـم والقبيـح، ... وبـكل الصفـات البشـعة .
_لكن هذه حاله والجميع يناديه بالوحش .
_الجميـع وهـم القطيـع ينادونـه بالوحـش لسـببين : أولهمـا أنهـم لا يعلمـون حقيقتـه وأنـه مجـرد رجـل نبيـل يعانـي مـن لعنـة شـريرة، وثانيـا ليـس كل وحـش دميـم هـو وحـش يـا «سـامي» ! وأنـت تعلـم هـذا جيـدا، وهـذا الأميـر الطيـب قـرر الإنـزواء بعيـدا رغـم بشـاعة وصفـك لـه، حتـى إنـه لـم يهاجمـك، وهـذا أكبـر دليـل علـى صفـاء قلبـه .

يصمـت الفتـى وهـو يراجـع كل كلمـة قالهـا الأفتـار داخـل عقلـه الصغير ثم يهمس بصوت مسـموع قائلا « لقد فهمت، ... ما كان علي وصفـه بالوحـش فهـو بالنهايـة مجـرد أميـر يعانـي مـن لعنـة السـاحرة الشـريرة، ... أيهـا الأميـر الطيـب، أنـا «سـامي» وأريـد مسـاعدتك ...» لا شيء ..... « أيها الأمير، أنا أعلم أنك تعاني من لعنة الساحرة الشريرة وأنـا أريـد المسـاعدة » ... لا شـيء ... لا شـيء ... لا شيء .

_حسـنا لقـد أخطـأت فـي الطريـق مـرة أخـرى وعلـي العـودة والبدايـة مجـددا، ...يغمـض عينيـه، يأخـذ نفسـا عميقـا ويتحـدث مـع نفسـه بصـوت مسـموع قائـلا « أيـن أَخْطَـأتُ ؟ فأنـا أسـتعمل العبـارة الصحيحـة وهـي الأميـر الطيـب، ... آاااه لقـد فهمـت، خاطـره مكسـور وأنـا لـم أعتـذر منـه عمـا بـدر منـي ... حسـنا، ... أيهـا الأميـر الطيـب ... أنـا أسـف ...»

هـدوء قبـل أن يحـس الفتـى بحركـة غريبـة يتبعهـا صـوت خشـن رهيـب قـادم مـن إحـدى الزوايـا ... « كلنـا نخطـئ يـا «سـامي»، وخيـر الخطائيـن التوابُـون » يلتفـت الفتـى فيشـاهد جسـما ضخمـا مغطـى برداءٍ أسود يخرج من الظلال ولا يظهر منه سوى رأس بشعة جدا ...
... يتبع

1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.