Enasmhanna

Share to Social Media

رد لها كريم الصفعة بأقوى منها فجمدت ملامح نور وهتفت بلوعة : هيا اضرب فأنا فاجرة فعلا، استحق أن تضربني !
شدت على قبضتيها وصارت تدفعه على صدره مراراً حتى ارتطم ظهره بجانب سيارته ...
استدارت عنه لتجهش بالبكاء فركل كريم الحصى بقدمه بعنف وهو يصرخ بصوت هادر استدار وضرب زجاج باب السيارة بقبضة يده ليتهشم الزجاج وتنزف دمائه بغزارة.صرخت برعب و تعالى صوت تنفسه فاستدار متجاهلا إياها ليجلس على الأرض وهو يحتضن رأسه بقبضتيه عله يهدأ قليلا .

انزلقت نور كذلك على الأرض واستندت بظهرها على السيارة وهي تشهق شهقات متواصلة .
عشر دقائق مرت عليهما وهاتف كريم لم يكف على الرنين لحظة واحدة دون أن يجيب وهو يعرف من المتصل حتماً حتى أقفله

*****
دخلت رهف بتوتر إلى الصالة فقالت والدتها باستغراب : أين ابنة عمك والدتها اتصلت وتسأل عنها وقالت أنها تتصل بها لكن هاتفها مغلق ؟
-ذهبت .
متى ! هل جاء السائق لاصطحابها ؟
أجابت رهف وهي تصعد درجات السلم هاربة من الأسئلة :بل كريم ..وصل لتوه وذهب لإيصالها يبدو أن هاتفها قد نفذ شحنه طمأنيها رجاءً أمي كيلا تقلق "

أغلقت الباب خلفها وهي ترتجف من نوبات جنون شقيقها فهي تعرفه عندما يغضب، اخرجت الهاتف واتصلت بمراد الذي كان يستقل سيارة أجرى ليتبع آدم بعدما أخذ آدم سيارته لينطلق ناحية منزل كريم عله يجدهما في طريقه،
أجابها فقالت بسرعة وبصوت خفيض : رجاءً يا مراد الحق بكريم فقد تشاجر مع نور و ءء.
هتف بها بحدة : لحظة واحدة، ما الذي جرى بالضبط ؟! .
تنحنحت رهف بارتباك وأجابت : تشاجر مع نور رفضت أن يوصلها الى منزلكم فسحبها بالغصب الى السيارة، والدتك اتصلت وهي قلقة أرجوك تصرف، طمأنها أولا ثم الحق بهما دون أن يعلم الكبار فيقعان بمشكلة ! "
-بل صدقيني ستقعان بمشكلة أنت وأخوكِ الليلة :
قالها بحنق و أغلق الخط بعصبية وقال للسائق: لا تضيعه رجاءً
أومئ السائق وزاد من سرعته كي يلحق بسيارة آدم بينما مراد اتصل مجددًا بكريم الذي اصبح هاتفه خارج نطاق الخدمة.. ! .
ضرب على ركبتيه بعصبية وهو يتمتم : اللعنة يا كريم أين انتما !!
*****
نهض كريم من مكانه واستدار ناحيتها وتقدم خطوتين وقال بصوت خشن : قفي .
تطلعت به بعيون باكية فانحنى تجاهها وسحبها من يدها لتقف بينما يده ما تزال تنزف ، جزعت من منظر الدماء فرفع وجهها بيده وقال بألم وهو ينظر لآثار الصفعة : آسف على ما جرى ...آسف .
لم تكف عن البكاء وهي تنظر إليه فقال مجددًا وهو يمسح على شعرها بألم يكاد يشطره نصفين : - سامحيني ، لتكسر يدي على ضربك .
وهمس مجدداً بصوت متحشرج : لن يتكرر الأمر أقسم بذلك، أعتذر عن كل كلمة نطقتها ، أعتذر منك .."
قالت بوهن : يدك تنزف بغزارة ،
استدارت ناحية السيارة وأخرجت منها صندوق المناديل الورقية وسحبت بضع وريقات منها لتضغط على كفه لإيقاف النزيف فقال وهو لا يحيد ببصره عنها : كيف لي أن أكف عن حبك وانت بهذه الطيبة والنقاء ! لو طلبت مني الموت لكان أهون علي من أن اتخلى عنكِ له "

انشغلت بالضغط على كفه بالمناديا وقالت دون ان تنظر اليه :
- كريم رجاءً يكفي ما جرى حتى الآن ؛ اصعد السيارة ولنتوجه إلى المستشفى تحتاج يدك إلى تقطيب .
- أتعلمين ....
صمت لبرهة ثم أردف ساخراً من نفسه :
- قلبي الآن من يحتاج إلى تقطيب "

لمح آدم سيارة كريم متوقفة على جانب الطريق المعاكس، توقف من فوره وهرول مسرعاً ليقطع الشارع وتوقف من خلفه التاكسي الذي يستقله مراد وركض ورائه .

غرق كريم أكثر بعينيها المحمرتين بسبب بكائها  لكنه شعر بتعب مفاجئ ..أظلمت الدنيا بعينيه فاستند بكفه بجانبها على السياره وصدره يعلو ويهبط ، تسائلت نور بقلق : ما بك كريم هل أنت بخير !
استكان برأسه بجانبها مباشرة على السيارة فهتفت بجزع وهي تسنده : كريم مابك ؟
- بخير... بخير لا تقلقي "
قالها بصعوبة لكن صوت صرخة عنيفة صدرت من صدر آدم قبل أن ينقض عليه ليبعده عنها فخر كريم على ركبتيه وقد خارت قواه وما زال يشعر بدوار عنيف، حاول أن يتهجم عليه مجدداً لكن مراد استطاع أن يلحق به ويكبله بعزيمة فهدر صوته صارخاً بكريم : أيها النذل عديم الأخلاق ما الذي فعلته  "

حاول التملص من تكبيل مراد الذي هدر صوته بعدما استبان الدماء التي تغرقهما : - كف عن غبائك ولنفهم ما الذي يجري أولاً "
حانت منهما التفاته الى النور التي هرعت من فورها تجاه كريم الذي جاهد ليقف مجدداً لترى ما به وهي تهتف: كفا عن ذلك رجاءً ، إنه إنه ليس على ما يرام..

تركه مراد وهرول ناحية نور وتسائل بقلق : هل انت بخير ما الذي حدث ؟
-أنا بخير ....لقد كسر الزجاج بقبضة يده "
فاستدار مراد تجاهه قائلا ً : هيا اصعد الى السيارة ،
وأكمل لآدم أوصل نور الى المنزل وإياكما ان تخبرا أحداً عما جرى " .
توقف ناحية نور التي تلطخ جانب وجهها وجسدها بدماء كريم وتسائل بفزع حقيقي : هل انت بخير هل آذاك ؟ اخبريني "
هزت رأسها بنفي وعينيها معلقتين عليه، استقل كريم  السيارة برفقة مراد الذي انطلق من فوره وكريم ينظر إليهما بألم سحق روحه عندما احتضنت آدم لتبكي على صدره وهي تهتف : لم ارغب بأن تصل الأمور لهذا الحد ، كله بسببي !

مسح على شعرها محاولا تهدأتها بينما عيناه تدوران على الأرض، المناديل الورقية الملطخة بالدماء والزجاج المتناثر ! تسائل مجددًا بعدما استكانت على صدره وهدأت : هل آذاك ، ارحميني واخبريني أكاد أجن "
ابتعدت عنه وهزت رأسها بنفي : تعرف أن كريم لا يستطيع إيذائي ...لقد آذى نفسه فقط .
اقتادها الى السيارة وجلسا فيها فأرجعت راسها على ظهر المقعد فسأل : مالذي جرى ؟ أيمكنك إخباري "
-ليس الآن  "
ضغط بقوة على المقود حتى كاد أن يكسره تحت قبضته ..قطب حاجبيه وهز رأسه قائلاً : ستقلق والدتك إن رأتك بهذا الشكل، سأبتاع لك بعض الملابس لتستبدليها وتنظفي نفسك .
-أين ؟
ارجعت رأسها إلى الوراء وقد تملكها الصداع في حين انطلق آدم بالسيارة إلى أقرب متجر لبيع الألبسة،
ابتاع لها قميصاً وعاد إليها حيث كانت تحلس في السيارة تركن رأسها على الزجاج..ثم انطلق بها مجدداً إلى مقر الشركة، كان الحارس يجلس على الكرسي تناقش معه قليلاً وأكد عليه بألا يخبر رضوان أو غيره عما بها ثم دخلا وتوجها مباشرة ناحية الحمامات فقال : سأنتظرك أمام الباب غيري ثيابك ونظفي نفسك جيداً

*******
خرجا من المستشفى بعدما تم تضميد يده
فسأله مراد بانزعاج:  ارتفع ضغطك !!  إلى الآن لم أفهم سببًا لذلك ! ما الذي جرى ؟
أشاح كريم ببصره إلى النافذة مجيبا : كنت غاضباً واستفزتني نور بعنادها "
- فقط.!
-أهو تحقيق ؟!! .
هتف بها كريم ليرفع مراد حاجبيه ويجيب ساخطا ً: -نعم ... عندما يتعلق الأمر بأختي سيكون تحقيقاً وأنت مطالب بالتفسير حتماً ولا يغرك بأني سمحت لك بإيصالها فتخون ثقتي "
-لم أخن ثقتك !
ثم زفر كريم بقوة وهو يرجع رأسه إلى الوراء وأجاب بكريقته المستفزة  : سأقدم لك التقرير في وقت لاحق "
حدجه مراد بنظرة غضب واكمل القيادة .. اغمض كريم عيناه باستسلام حتى ركن مراد السيارة وقال : وصلنا " فتح كريم عيناه ثم قال بصدمة : لما لم تكمل إلى منزلي ؟
ترجل مراد من السيارة ثم التف وفتح باب مقعد كريم ليقول بحدة : لم ينتهي الموضوع بالنسبة لي ، سنصعد الآن إلى شقة آدم لنتفاهم "
ترجل كريم وأجاب ساخطاً : لن أخطو داخل شقته ، إن كنت تريد تبريرات لما قمت به سأخبرك هنا أو بأي مكان خارجاً"

دفعه مراد بعنف الى الداخل ليقول بغضب : بل سترافقني فله دخل في الموضوع كذلك ولا نريد لأحد من العائلة أن يعرف وطبعاً هذا لمصلحتك أولا "

جز كريم على أسنانه بغيظ وتبعه على مضض ليصعدا، طرق مراد الباب ففتح آدم بعد لحظات وانفرجت عيناه  على كريم وقبل أن يحرك شفاهه قال مراد بحدة : إن فتحت فمك أنت الآخر سأضربك بالحذاء على رأسك السميك ، هيا تقدما أمامي إلى الداخل ولا أريد لصوتيكما أن يرتفعا مفهوم "

ترك آدم الباب مفتوحاً ودخل إلى الصالة ليرتمي على الأريكة وعيناه لا تنزاحان عن كريم الذي جلس على الأريكة المقابلة وأشعل سيجارا ليدخنه بعصبية وما زالت نظراتهما مشتعلة من الغضب "
قلب مراد بصره بينهما وتمتم بنفاذ صبر : لا حول ولا قوة إلا بالله ، هل انتهت حرب النظرات الآن أم انتظر ساعة أخرى ! .
قال كريم بحدة : يا لدماثتك يا أخي ! "
فأجاب مراد وهو يجلس كذلك :
-حسناً سيد كريم تفضل وارمي ما بجعبتك وأخبرني ما سبب المشكلة ؟
حدق كريم على الأرض ليهدأ نفسه ثم أجاب : اختك مستفزة بأجوبتها "

فنهض آدم وهتف به : لا تتحدث عنها بهذه الطريقة افهمت " فقال مراد وهو يسحب آدم بعنف ليرتد جالساً على الاريكة : ولا تقفز انت كالقردة كلما نطق هو بحرف !
- احترم نفسك مراد لست أنقصك " قالها آدم فأجاب مراد بسخرية : حسناً احترمتها اصمت ودعه يكمل حديثه "
أردف كريم بعد لحظات : تشاجرنا غضبت وسحبتها لداخل السيارة لإيصالها فلم تصمت عن ثرثرتها الاستفزازية توقفنا وأكمل شجارنا التافه فضربت الزجاج ، هذه هي المسألة .

تقدم منه آدم ليقول بحدة : لما اشتم رائحة كذب بحديثك ؟
-بل رائحة الخداع والكذب تفوح منك أنت لا من حديثي "
فصررخ بهما مراد وهو يبعد آدم بكفه : اللعنة عليكما كفا عن العراك للحظة فقط !!

*******
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.