Rashasalem

شارك على مواقع التواصل

توفيت نبع الحنان والمؤازرة والسند الذي كان يشتد ساعد وظهر "يزن" بها ؛ توفيت الأم الحنون ليبكيها "يزن" ويبلل وجهها وهو يحتضنها فلقد فارقت روحها جسدها صاعدة لبارئها بعد تأديتهما لصلاة الفجر بأحدي ليالي شهر رمضان المباركة ؛ وقام بدفنها إلي جوار قبر أبيه ؛ وكأنما أعيد المشهد مرة آخري ليقف كالصقر يتلقي عزاء والدته الحبيبة .

ولم يكن لديه سوي الترحال إلي أرض الله الواسعة إلي القاهرة ليتحسس خطاه في عالم جديد عليه ليؤسس شركته لأن تجارة أبيه تضاءلت بعد أن توفي المتعاملين معه وأبنائهم قاموا بتغيير أنشطتهم من الزراعة وأستبدالها بالهجرة إلي دول خارجية سواء خليجية أو أوروبية؛ فكان أستحالة أستكمال تجارة أبيه بعد أن تضاءلت مصادر الرزق من محصول السكر .

وبمساعدة بعض الأقرباء والمعارف والذين أخذوا من حي دار السلام أحدي أحياء التابعة لمحافظة القاهرة مستقرا لهم منذ سنوات وكذلك حي حلوان أرتحل "يزن" إليهم لشق طريق صعاب له من جديد ؛ وبمساعدتهم لمعرفة الأماكن الجيدة بدء "يزن" يتلمس خطاه ليبدأ من الصفر بشراء بضائع ممتازة الصنع فهو يشقي ليبحث عن أفضل البضائع وأجودها ليقوم بتسويقها وبيعها للمحال والدكاكين الصغيرة كان له طلة مهيبة ذلك الصقر الصعيدي فملامحه الوسيمة الرجولية بطوله الفارع ولون شعره الأسود كأحد أبرز ملامح الرجولة الصعيدية الشرقية فكان يكتسب أحترام كل من يتعامل معه فصرامته تضفي عليه وقار وهيبة خفية تجبر كل من يتعامل معه علي أحترامه.

وتعاقبت السنوات وكبرت تجارة "يزن" الوليدة ؛ وأتخذ من شقة صغيرة مقر لشركته فلقد أؤتمن من أحد التجار علي أستيراده لنوعية من البضائع لصالح شركة "يزن" والذي أسماها " تجارة السعادة والرضا " فطوال سنوات شقاءه وكده وتعبه ؛ علمته الحياة درس هام للغاية بأن الرضا بما قسمه الله له هو سر السعادة .
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.