Rashasalem

شارك على مواقع التواصل

تغيب عنها لشهور وكأنما يعاقبها عقاب خفي عن ذنوب لم ترتكبها ونحل جسدها وأصابها الذبول وسقطت مغشيا عليها إلي أن أنتبهت عليها "أم الخير" لتصرخ مستنجدة بالمارة لأحضار الطبيب ؛ ليحضر ويبلغهم بأنها تعاني من حالة نفسية متردية بسبب تعرضها لصدمة عظيمة أو حزن كبير ؛ ووصف لها أدوية مع المراجعة للأطمئنان عليها .
لم تقوي علي أن تغادر السرير وتدهورت حالتها وأستنجدت شقيقاته به ولكنه لم يصدقهن وكان يعتقد بأنها حرضتهن علي تلك الحيلة بأدعاء مرضها ؛ وبقي علي هذا الحال من عدم التصديق حتي أرسلت إليه أحدي شقيقاته فيديو يصور حالة "حور" وهي في حالة أشبه بأغماء منه لا تفيق ؛ فصدم مما آل عليه حالها نتيجة قسوته المفرطة وهجره لها .

ليسرع بسيارته إليها ؛ وعندما دخل عليها وجدها كجثة هامدة تتنفس ببطء وأخذ يهتف بأسمها ولكنها لا تفيق ؛ ورفعها وأحتضنها لتجد الدموع لمقلتيه مهد وسبيل لتنهمر دون مقاومة منه حزنا علي ما آل إليه حالها الأليم وأخذ يتمتم بآيات الأعتذار لها عما بدر منه تجاهها ؛ وبأنه سبب ما آل إليه حالها ؛ وكأنما دموعه التي انهمرت لتبلل وجنتيها بمثابة مصل للأفاقة لتفيق وهي تري طيف أو خيال له فلم تصدق ما تري وحدثت نفسها أنني أحتضر وأري أشباح تمهيدا لصعود روحي ورددت الشهادة ليضمها لأحضانه باكيا " متسبنيش يا حبيبتي ده انا باموت من بعدي عنك غصب عني .. حرمتك عليا علشان عارف أنك مغصوبة علي الجواز مني ... كنت بأموت مليون مرة من الندم أني كنت أناني علشان أتنعم بقربك أستغليت التهديد من "منير" علشان تحتاجيني وتفضلي جنبي ... كرامتي وجعتني لما فكرت انك انجبرتي علي الجوازة لأني عارف أنك حبيتي "حسام" وده موتني ومثلت أنك أخت خامسة ليا وقسوتي عليكي كانت علي نفسي "
ولم تصدق ما سمعته أذنيها وما تبقي من صحة لديها أحتضنته بكل ما أوتيت من ضعف لتردد " بحبك يا "يزن" ومن ساعة ما قربتني ليك وانا حبك أتملكني وأتمنيت تكون لسه بتحبني " لتفقد الوعي تماما في شبه غيبوبة ليسرع بنقلها للمشفي ويظل ساكنا بجوارها يحتضن كفها المدجج بالأنابيب المتصلة بجسدها لأمدادها بالمحاليل ليلثم كفها بشفتيه ثم يفرش سجادة الصلاة ليدعو الله باكيا أن ينقذها ويعيدها إليه.
وأستجاب المولي لدعاءه لتفيق " حور" بعد شهر كامل من عدم الوعي التام ليصطحبها زوجها للسفر إلي حج بيت الله المعمور كما فعل والده ووالدته لتكون بداية العسل بينهما في حياتهما الزوجية التقرب من الله سويا وأنجابهما للبنات والبنين .

“ العِطر يَبقى دائما فِي اليد الَّتي تُعطي الورد."

— جلال الدين الرومي ✨♥️
تمت
بقلم / رشا سالم
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.