وبينما هو يستقبل يوم جديد تحدث لنفسه بحديث نفس :" الظاهر أتكتب عليك الشجا يا ويلد لباجي عمرك يا الله الحمد لك ؛كله وعد ومكتوب يا بوي ومين فينا بيهرب من المجدر" ؛ ليستقل سيارته في طريقه لمقر شركته ؛ كان يواجه العديد من الصعاب لأستخراج بضاعته من الجمارك ؛ فلقد واجهته العديد من الصعاب للأفراج عنها ؛ ليلحق بأخذ أوراق هامة بالشركة لمقابلة لأحد الشخصيات الهامة لمساعدته في مشكلة بضاعته ؛ وبينما هو يسابق الزمن للحاق بموعده ؛ وبينما هو ينحرف يمينا .... وجد ما جعله ينذهل مما رآه....!!!!
وجد جسد فتاة ملقي في نهر الطريق وهي تنزف بغزارة من جسدها ولكون الطريق فرعي ومختصر ولا يطرقه كثيرين ؛ لذا اذا لم يقم أحد بنجدتها لصعدت روحها لبارئها وبدون أدني تفكير أسرع بأيقاف سيارته وصفها علي جانب الطريق وتيقن من نبض الفتاة الخافت كمؤشر علي انها لا تزال تدب في أوصالها الحياة بخفوت وبطء ؛ فأسرع بالأتصال بأحد أقاربه من ضباط الشرطة لأنه وجد آثار تعذيب علي جسدها كالحرق مما ينبيء بتعرضها لمحاولة تعذيب أو قتل ؛ ليرد عليه الضابط "حسام" وأفهمه ما حدث معه فطمأنه بأسراعه إليه فهو قريب منه في مهمة عمل وسيقوم بأبلاغ أقرب نقطة أسعاف لنجدة الفتاة المجهولة؛ وبالفعل حضر "حسام" وأسرع المسعفين بوضعها بسيارة الأسعاف ؛ والأسراع بها لمستشفي قريب وأسرع وراءهم "يزن" تاركا بضاعته المحتجزة ومقابلته لمن سيساعده ؛فتلك الفتاة المجهولة قد تكون أحدي أخواته البنات تلقي مصيرها وتكون مثل مكانها ؛ لذا لغي عقله وأسرع وراءها ليستكمل مهمته في أنقاذها وتم أدخالها علي الفور لغرفة العمليات بعد عمل كافة الأشعات اللازمة لها ؛ ومضت الساعات كسلحفاة منهكة تمشي حثيثا ؛ ونظرات "يزن" متعلقة بباب غرفة العمليات ؛ لتسرع أحدي الممرضات بإحضار الإمدادات الطبية لتدخل مسرعة للغرفة مرة آخري دون أجابة لتساؤلات عما يحدث معها وهل ستكون بخير ؟!!.
وأنقضت العشرون ساعة هي المدة التي قضتها الفتاة المجهولة وطاقم الأطباء والممرضات في محاولات مضنية لأنقاذها ؛ ليخرج كبير الأطباء ليطمئنه بأن ما حدث اليوم هو معجزة ربانية ليكتب الله لها عمر جديد ؛ وأنها ستظل بغرفة الرعاية الفائقة حتي تتخطي مرحلة الخطر؛ وتركه الطبيب راحلا لتتعلق عيون "يزن" بالسماء من خلال نافذة صغيرة بالممر يطل علي المحيط الخارجي للمشفي داعيا لله أن يشملها برحمته لتفيق وتستعيد وعيها وترجع لأهلها.
وكاد يفقد "يزن" الوعي من كثرة الأجهاد فلقد مر عليه يومان دون نوم أو طعام ؛ ليتفقده "حسام " ليجده بتلك الحالة السيئة :" يا راجل حد يعمل في نفسه كده أومال لو كانت من بقية عيلتك كنت عملت إيه ؟!!! مستغربك الصراحة ؛ أنت تعرف البنت دي عاملة مصيبة ولا كارثة ولا عاملة إيه وصلها لده ؟ دمك الحامي يا صعيدي مبيهداش" وربت علي كتفه :" أهدي يا واد عمي حتكون بخير ؛ يالا روح خد دش وكل ونام وانا حاطمنك وحاعين ليها عسكري للحراسة لحد ما تفوق واعرف قصتها والدكتور معاه رقمي حيطمني اول ما تفوق وحاطمنك "
وبالفعل رجع لمنزله ولكنه لم يستطع أن يتناول الطعام وظل مؤرقا يحدق بتليفونه الجوال منتظرا لمكالمة " حسام"؛ ولكن للنوم رأي قاطع ونافذ فلقد تمكن منه بعد محاولات مضنية لمقاومته فشلت لينجح النوم في نهاية المطاف ويملك زمام أمره ؛ ليستيقظ علي رنين هاتفه ليتفقد ساعته ليدهش بأنه أستغرق في النوم لقرابة العشرون ساعة وهي أطول مدة زمنية أستغرقها في النوم ؛ وأسرع بالرد علي "حسام" ليبشره بأنها تخطت مرحلة الخطر ولكنها لم تفيق للآن ولكن حالتها مطمئنة ؛ وغرقت الفتاة المجهولة في بحور من الغيبوبة لا يري لها قيعان .
وأستأنف "يزن" حياته قلقا علي حقيقة واقع تلك الفتاة المجهولة وما تحمله من أسرار دفينة لن تكشف سوي برجوعها لتعود مرة آخري للحياة وتكون من ضمن الأحياء ؛ وجبر الله بخاطره وتيسر له أمر بضاعته وقد يكون أنقاذه لتلك الفتاة هو السر وراء تيسير الله لأموره ؛ ومرت الأسابيع وهي غارقة في غيبوبة عميقة لا تفيق منها وكأنها تجد راحتها في عدم أفاقتها لتهرب من سيل أسئلة عن من هي وما قصتها ؟!!
وبعد عدة أسابيع جاءت البشري ؛ بأفاقة الفتاة المجهولة وبأنها قيد التحقيق الآن ؛ ولم تثمر التحقيقات عن شيء فالفتاة لا تتذكر أي شيء وظلت تنظر لمن حولها من أطباء وممرضات والضابط " حسام " بذهول يصل لحد الرعب ؛ وأصبحت الفتاة وكأنها تتعمد أن تظل في تلك الحالة من فقدان الذاكرة كمصدر راحة لها من سيل التساؤلات.
وظلت الفتاة المجهولة لا تستجيب لمحاولات الأطباء و "حسام" لأنعاش ذاكرتها ؛ وبعد محاولتهم المضنية لبث الطمأنينة لنفسها المرتعدة خوفا ورعبا ؛ أستجابت لمحاولات " حسام " لتسرد أسرارها الدفينة وعن من الفاعل الحقيقي لما حدث لها ...