أحزنها عرضه للزواج بتلك الطريقة المهينة وكأنه يتعمد أيذائها بطريقة عرضه تلك وأهانتها ؛ " هو الجواز وظيفة ؟!! " فأجاب :" في حالتنا وظيفة لأن حيبقي جوازنا علي الورق بس زي عقد الشغل علي ورق حيتحط بنود وشروط نتفق عليها وحقك كزوجة محفوظ ومدفوع ليكي مش حابخس حقك الشرعي يا بنت الحلال حسب الاصول حيصير .. حافتحلك حساب بالبنك حاودعلك فيه مهرك وشبكتك اللي نفسك فيه شاوري عليه حيجاب وليكي مني خرجية كل شهر ده غير مؤخر صداجك زي ما ربنا حكم ؛ وظيفة عدل ليكي يا بنت الحلال وحتكوني زي خيتي مرتي قدام الخلج لكن يتجفل علينا بابنا حتكوني خيتي وبس .. جولتي ااايه؟!"
فرت هاربة دون أن تنطق ؛ وقبعت بداخل غرفتها تنتحب علي قسوة العرض وكأنها سلعة تخضع للعرض والطلب وتقدير قيمتها الشرائية بالسوق وليست أنثي تحمل مشاعر وأحاسيس يجب أن تراعي عند طلبها للزواج ؛ وأستيقظت وقد تورمت عينيها لتصدم "أم الخير" بعيون الباكية المتورمة ولم تنطق بأي حرف وتعللت بأشتياقها لأبيها الراحل ورؤيتها له في المنام .
فوجئت " حور" بسفر "يزن" وتخبطت هل أنسحب كالمرة الأولي عندما عرض عليها الزواج؟!!! ولم يمهلها أن تجيب ؛ وأعتصر الحزن فؤادها ومنعها من الطعام أو النوم لتبقي مؤرقة لليالي طوال لتستقبل أول أيام رمضان داعية الله أن يأتي "يزن" وتراه ؛ وحسمت أمرها بأرسال رسالة إليه تحمل عبارة واحدة " قبلت "
وترقبت مجيئه وكأنما يمعن أذلالها لم يحضر سوي بالأسبوع الثاني من شهر رمضان ولم يتحدث إليها مطلقا حتي عند حضورها مأدبات الأفطار بمنازل شقيقاته لم يتحدث إليها ؛ وأستوقفته وهي تصيح :" ممكن أفهم بتعاملني كده ليه ده لو كنت عدوتك مكنتش تعاملني كده "
“ أومال عاوزاني أعاملك أزاي يعني"
“ أنت طلبتني للجواز وسبتني من غير ما تسمع ردي وأهملتني وفين لما جاوبتك ردي بتعاملني بقسوة بتخوفني اومال لما نتمم الجوازة حتعاملني ازاي؟ هاه "
“ أنا معاكي واضح وصريح عرضت عليكي عرض وشروط انه حيكون جواز علي ورق وحنبقي زي اتنين أخوات وده لحمايتك ولحماية سمعتك لانه مينفعش أنك تكوني في بيتي ومافيش بينا جواز شرعي مقبلش قدام ربنا مقصر ولا بارتكب خطيئة فهمتي ؟!!"
“ وجودي في بيتك وتحت سقف واحد خطيئة؟!! الله يسامحك علي قسوة جملتك عالعموم لأني معنديش خيار تاني لو رفضت لازم ارجع لمصيري واتقتل علي ايد "منير" يا أقبل بشروطك وعرضك للجواز ؛ أنا موافقة شوف حتبلغ أخواتك أمتي وعرفني وعالفكرة انا مش عاززة منك حاجة لا مهر ولا شبكة ولا مؤخر انا قبلت طلب للحماية مش اني اخد فلوس منك "
وتركته وهي حزينة علي ما آلت الأمور فيما بينهما ؛ وحدد "يزن" ثاني أيام عيد الفطر المبارك كموعد لعرسهما وفوجئت باصطحاب شقيقاته لها لأختيار فستان الزفاف وكل ما يلزمها من أحتياجات وشراء غرفة نوم جديد لغرفتهما ؛ وكانت معاملتهن لها كبلسم يضمد جراحها قلبها النازف ؛ وجاء الموعد المرتقب فيا تري ماذا تخبيء لها الأيام .