" في يوم شؤم كان عندي شغل كتير وفيه بضاعة حتدخل المخازن وكانت مدام"عايدة" مبتأمنش حد علي شغل المخازن غيري لانها جربت ناس كتير وسرقوها وانا فضلت معاها عشر سنين من وانا عندي ١٥ سنه ؛ وما في يوم فكرت امد ايدي علي حاجة ده حتي كانت بترمي دهبها قدامي تختبرني وكنت بنبهها ليها ؛ فعاملتني كأني بنتها بالظبط ؛ وفي اليوم ده ابنها " منير" أتحجج لأمه أنها متقلقش وانه حيشرف عالبضاعة وأتأخر الوقت بس دي أمانة ؛ وكأنه كان مخطط لده وحاول يضايقني وبعدته عني وفضلت أضرب فيه وشدني من هدومي وشعري وسحلني عالارض وفضلت أدعي ربنا ينجيني منه ويحافظ عليا ربنا زي ما خلقني ؛ لاني في نظره يتيمة وماليش حد يسأل عليا ولا يدافع عني ولا يرد ظلمه وياخد حقي منه ؛ ولما فشل أنه يعتدي عليا ضربني ضرب راجل لراجل وكسر عضمي وشوه وشي من كتر الضرب وقبل ما أنه يغمي عليا من كتر الضرب أيدي طالت ازازة مكسورة من الزهرية اللي كسرها عليا وعورت بيها خده ونزف دم كتير .
وربنا قواني وخلاني انتهز الفرصة واطوح وأحاول أجري ؛ كنت خايفة يلحقني بس كأن ربنا منعه عني ؛ بقيت باطوح ومدرتش بنفسي إلا والممرضة بتقولي حمد لله عالسلامة "
وعم الصمت في الغرفة وتجمدت العيون شاخصة إليها ؛ وما بين عدم التصديق والشك والحيرة تخبطت نظرات "حسام" لها ؛ وظلت نظرات "يزن" تحمل ألم بيقين وتصديق لروايتها فأستشعرت بأنه صدق كل كلمة تلفظت بها عكس الضابط"حسام" الذي بادرها قائلا..
“ طيب واللي أسمه منير ده فين عنوانه ولو حابه تشتكي عليه أفتحلك محضر والقانون يجيبلك حقك"
ليرد "يزن" عنها : " طبعا أعمل إجراءاتك يا حسام ولازم أبن الرفدي ده يتجاب ويتعاقب علي كل حاجة عملها يا عالم كام بنت هتك عرضها وعيشها في عار لحد ما تموت "
بكت "حور" وكأنما أستعادت بجملته الأخيرة أحداث تلك الليلة ؛ فكفكف "يزن" دمعها قائلا :" يا بنت الحلال بالله عليكي ما تتكدري من كلامي بس أنا مش حيهدالي بال إلا ما يتجاب حقك متخافيش أنا ليا أخوات بنات زيك ؛ وعندنا بالصعيد إلا عرض البنية نطير فيها رجاب "
فأطمأنت وأحست بأن الله بعث لها من يدافع عنها وعن حقها
وتشجعت في أتخاذ القرار بتحرير محضر بالواقعة والتقرير الطبي سيثبت صحة كلامها ؛ وتم تحرير المحضر وتم القبض علي المدعو "منير" بأحد الكمائن وقد ظهر جرح غائر بوجنته كما وصفت "حور" ليتطابق جرحه مع روايتها ؛ وكم كان موقف مدام " عايدة " منها عكس ما توقعت فهي أم ومن الواضح علمها بتدني أخلاق ولدها ولكنها أنكرت ما قيل وأتهمت "حور" بالكذب والأفتراء في حق ولدها ؛ وعلل المحامي المدافع عنه بأن الجرح نتيجة خناق بينه وبين قطاع طريق أوقفوه بغرض سرقة ما معه وسيارته فتصدي لهم وتم جرحه بسكين كان يحملونه لترويعه ؛ ولكن المدهش بأنه لم يتم تحرير محضر بتلك الواقعة المختلقة والتعدي ؛ وبرر محاميه بأنه لم يري وجوههم ولم يسرقوا منه شيئا فقرر بعدم تحرير محضر وأنتهاء الأمر بعدم فقدانه أيا من ممتلكاته وأنتهي الحال .
وبرغم عدم صدق روايته إلا أنه لا يوجد لدي "حور" دليل يثبت صحة روايتها وأن أصابتها قد تكون نتيجة حادث من شخص آخر حاول التعدي عليها وأتهمت "منير" لأن والدته ثرية وقد ترتعب من الفضيحة وتراضيها بثروة صغيرة قد تغلق فييها .
وتحاور "حسام" في الأمر مع "يزن" الذي أقترح علي حسام بأن يتم عرض "منير" علي طبيب شرعي يحدد ما إذا كانت أصابه وجنته نتيجة طعن بسكين أم زجاجة ؛ وضحك "حسام" وقال :" يا ابن الأية يا زون وصلت لها أزاي دي يا شرلوك هولمز تصدق عندك حق وحاطلب تعيينك كمفتش كرومبو معاون " وضحك الأثنان وطمأنه "حسام" بالتحدث مع وكيل النيابة المختص بالتحقيقات في ذلك .