أظهرت "حور" براعة في عملها بل أنها جلبت فرص جديدة لسوق عمل للشركة فكان شعورها بالأمتنان وأعادتها للحياة بسبب "يزن" فقررت أن ترد له بعض الجميل ؛ وتطورت أعمال الشركة وتحسنت حالة "يزن" المادية ؛ فأغدق عليها بكرم جم بزيادة راتبها ومكافات مع كل صفقة يوفقه الله وتكلل بالنجاح ؛ كان يتملكه شعور غريب تجاه "حور" يجتاحه شعور وكأنها أبنته تحتاج لحمايتها والأعتناء بها وأنها في أحتياج لمن يرعاها ؛ فتعلق قلبه بها وأصبح رؤيتها يوميا هي منحة من الله عظيمة له فقرر أن يفاتحها في موضوع الأرتباط بها ويتقدم لعمها رسميا لطلبها للزواج علي سنة الله ورسوله ؛ فهو كرجل حق يدخل البيوت من أبوابها الأمامية وليست الخلفية ؛ وتخير لحظة بعد أنتهاء عملهم ؛ ليفاتحها بالموضوع وعندما أنتهي من طلبه تعمق في أغوار عيونها الحالكة السواد ليقرأ من خلالهم حقيقة أدمت قلبه ؛ لتتلعثم قائلة :" منكرش أن حضرتك شملتني بعطفك وحمايتك من بعد حماية ربنا وأن لولاك كنت مدفونة في قبر أبويا وجميلك ومعروفك مطوق رقبتي ليوم الدين بس..." وأوقفها "يزن" بأشارة من يده :" خلاص يا خيتي "حور" فهمتك منيح أنتي يا بنت الحلال شايفاني من المعروف اللي بتتكلمي عليه واللي أي حد كان حيعمله ؛ ولما أنقذتك مش معني ده أني عاوز التمن لده ؛ أنا عملت ده لوجه الله تعالي عديتك واحده من خواتي البنات ومكنش ينفع أسيبك وأجول أنا مالي يا بوي ما ليها رب يتولاها ؛ من نظرتك عرفت مش أنا اللي بتتمنيه راجلك " فأطرقت خجلي تنظر للأرض لتنهمر الدموع من عيونها وهي تتمتم بآيات الأعتذار معاتبة نفسها لأنه حلم لأي فتاة ب الكون فأسكتها قائلا:" بتعتذري ليه يا خيتي ربنا كرمني بأربع شجيجات تيجان علي راسي وحتكوني أنتي الخامسة فلا داعي لأي أعتذار أو أحراج ووضعك حيكون فالشركة زي ما هو مش حيختلف وأنسي اي كلمة قولتها دلوقتي أتاخر الوقت جهزي حالك أوصلك علي بيتك " وأنطلق كسهم ثاقب كأسد جريح منعه كبرياؤه أن يري نظرات شفقة علي جرحه ؛ وظل صامتا طوال الطريق ليصلا إلي منزلها وترجلت من سيارته لينطلق مسرعا فهو قد تحمل لبس قناع التماسك لوقت أطول من أحتماله وآن له أن يقبع بمنزله ليضمد جرحه الغائر ويطيل لقاؤه بربه في سجدة مطولة داعيا المولي أن يرضيه بقدره ولا يعلق قلبه بآمال زائفة ؛ وتسلل أول شعاع لشمس يوم جديد يوعد "يزن" بالمزيد من الألم النفسي ؛ ومن بعد تلك المصارحة تجنب "يزن" التواجد بالشركة وأصبح علاقته بها رسمية جافة من خلال الهاتف فقط ؛ وفي أحدي أتصالاته بها للتحدث عن أمر ما بالعمل تجرأت لتسأله عن أحوال "حسام" ليجيبها لا يعلم عنه شيء وبررت سؤالها عنه بأنها تريد أن تستوضح منه علي ما يخص قضيتها فأجابها بأن تتصل به فلا حرج في ذلك ؛ وكأنما أعطاها التصريح بمهاتفته ؛ ترددت في باديء الأمر ثم حسمت أمرها بأن ترسل له رسالة كتمهيد عوضا عن أزعاجه بالأتصال وظلت طيلة النهار تترقب رؤيته لرسالتها حتي أنتصف الليل ولم يراها أو يقرأها وأضناها عذاب الأنتظار كغريق ينتظر بلهفة قطعة خشبية وسط أمواج البحر المتلاطمة لعلها تنقذه من حتمية فناؤه غرقا .
وبعد مرور أسبوع كامل قرأها أخيرا وبعث لها أعتذارا أحيا قلبها بعد لحظات طويلة مريرة من صراع مع موته وفناؤه بسبب مرارة وسمية الأنتظار ليعلمها بأنه كان بمأمورية عمل طويلة وسيتواصل مع أصدقاؤه بالنيابة ليعلم أخر المستجدات والأتصال بها ؛ ففرحت بوعده بالأتصال أخيرا سيتصل ويحيي الأمل بداخلها ؛ وأخذت أحلام اليقظة تتدفق بداخل روحها عن بداية لنهاية سعيدة تتمناها مع "حسام" ؛ وأهتمت بمظهرها بشكل ملحوظ ولاحظ "يزن" فرحة تشملها واضحة ففطن بذكاؤه سبب أمتناعها عن أجابة طلبه بالموافقة هو حب ينمو بأحشاء قلبها ؛ وسؤالها عن "حسام" قد يكون هو الدليل .
وظل حلم "حور" يدور في فلك تساؤلات عديدة أهمها
…هل يحبني؟!!!