Tahani Muhsin

Share to Social Media

سمعت ‘توليب’ تعليق ‘عبد الحميد’، لكن كان كل همها وتفكيرها في هذة اللحظة مشغولا بخطورة محاولة قتله، وكيفية الحفاظ على حياته، فأشارت بيدها بلا مبالاة..
‘توليب’ :- لو سمحت أسكت أنت مش فاهم حاجة !!

غضب ‘عبد الحميد’ من حركة يدها وردها عليه بأهانة، وعدم شعورها بالحرج لأنه رآها مع أخته تحتضن ذراع ‘فادي’، أقترب منها بجنون..
‘عبد الحميد’ :- صحيح اللي أختشوا ماتوا. بكرة الصبح تأخذي نفسك وتمشي من هنا وهدفع لك تكاليف سفريتك. عايزك بس تجهزي نفسك مع شنطتك !!

انتبهت ‘توليب’ لطريقة ردها، ففكرت في تهدئة أعصابه..
‘توليب’ - بهدوء - :- أوكي حاضر !!

زادت عصبية ‘عبد الحميد’ هدوءها وعدم خوفها من فقدان وظيفتها مع خالته..
‘عبد الحميد’ :- ولا أقولك خالتي هي اللي تجهزها لك لأنك مش هتمشي خطوة واحدة خارج الفندق !!
‘توليب’ - باستغراب - :- ليه إن شاء الله ؟!!
‘عبد الحميد’ :- هحجز لك أوضة جنبي حتى تبقي قدام عيني !!

رأت ‘توليب’ أن النوم في الفندق هو أفضل شيء لحماية ‘عبد الحميد’ و‘جمال’ من ‘نرجس’ و‘إيزابيل’. لأنه إذا احتاج أحدهما إلى حقنة فمن غير المعقول إحضار ممرض من الخارج وهي موجودة في الفندق..
‘توليب’ :- طيب وأنا موافقة !!
‘عبد الحميد’ - بجنون - :- أنتي بتوافقي على أي حاجة؟ خلاص أقول لك أرمي نفسك من البلكونة يلا روحي أرمي نفسك !!
‘توليب’ :- نعم؟
ليه شايفني فلوس تقدر ترميهم من أي مكان ؟!!
‘عبد الحميد’ :- مين جاب سيرة الفلوس؟ آه دلوقتي عايزه تعايريني على فلوسي. قولي أنك بتغاري مني لأن معايا زوجة جميلة وفلوس كثيرة. واضح أنك متعودة تروحي لأي مكان متطفلة عليهم. ماتدفعيش قرش واحد !!

تجمعت الدموع في عيني ‘توليب’، ونظرت إلى ’فادي’ بحزن أن ‘عبد الحميد’ لا يزال يحب ‘نرجس’ رغم أنها حاولت قتله منذ دقائق. فنظر إليها ‘فادي’ وطمأنها بنظراته. التفت ‘عبد الحميد’ بعصبية إلى ‘حنان’..
‘عبد الحميد’ :- شايفه نظرات الحب المتبادلة بين عصافير الكناري !!
‘حنان’ :- اسكت لو سمحت !!
‘عبد الحميد’ - بدهشة - :- اسكت !!!
‘زهراء’ :- ‘عبد الحميد’ أنا اللي طلبت منها تجي معايا !!
‘عبد الحميد’ :- أيواااا وأنتي فيكي إيه؟ ليه عايزه ممرضة وصحتك أهي زي البمب ؟!!
‘زهراء’ -بحدة - :- قول ما شاء الله !!
‘عبد الحميد’ :- هو أنتي كونتيسة حتى تحتاجي وصيفة معاكي ؟!!
‘زهراء’ :- قول أنك مبسوط أني عايشة وحدي وماعنديش حد يونسني ؟!!
‘عبد الحميد’ :- أنتي اللي رافضة تعيشي معايا !!
‘زهراء’ :- وأعيش معاك ليه؟ عايزني أشوف حركات مراتك المستفزة، ومعاملتها المنيلة ليك ولولادك كل يوم؟ أنا لو دخلت بيتك ماكنتش هخرج منه إلا يا قاتل أو مقتول !!
‘عبد الحميد’ :- ليه؟ شايفاني مش راجل مش هقدر أضبط مراتي ؟!!
‘زهراء’ :- خلينا ساكتين أحسن !!

تدخل ‘فادي’ بعد أن رأى حدة الحديث بينهما تتزايد..
‘فادي’ :- لو سمحت يا ‘عبد الحميد’، ممكن تهدأ وتسمعني شويه ؟!!

التفت ‘عبد الحميد’ إلى ‘فادي’..
‘عبد الحميد’ :- وأنت يا شجرة العيلة بدور دلوقتي على فرد جديد تلمه لعيلتك ؟!!
‘فادي’ :- أدخل أوضتك دلوقتي ونام وهدي أعصابك، وبكرة هشرح لك كل حاجة !!

نظر ‘عبد الحميد’ إلى ‘توليب’ بصمت..
‘فادي’  :- وهي هتنام في الفندق زي ما طلبت منها، فإيه عايز دلوقتي ؟!!
‘عبد الحميد’ :- مش دي المرة الأولى اللي شفتكم فيها !!
‘فادي’ :- ‘حنان’ عارفه كل حاجة !!
‘عبد الحميد’ :- وأنتي راضية بده ؟!!
‘حنان’ :- عادي مافيهاش حاجة !!
‘عبد الحميد’ :- ست غريبة جت وسحرتكم !!

التفت ‘عبد الحميد’ إلى ‘توليب’ بغضب..
‘عبد الحميد’ :- بكرة هرميكي رمية الكلاب !!
‘حنان’ - بحدة - :- اسكت دي م..!!
‘فادي’ - مقاطع - :- ‘حنان’ !!!

صمتت ‘حنان’ بعد تحذير زوجها..
‘عبد الحميد’ :- كملي ماتخافيش أنا أخوكي، هكون جنبك ومش هسمح لبيتك ينهار. كنتي إيه عايزه تقولي؟ إنها مصاحبة لجوزك؟ قولي ؟!!

رأت ‘زهراء’ دموع ‘توليب’..
‘زهراء’ :- بس خلاص اسكت.
ويلا أطلب لنا الأوضة لأني هنام معاها. تعالي يا ‘أمل’ نروح الحمام نغسل وشك !!

فتح ‘عبد الحميد’ فمه، لكن ‘فادي’ أوقفه بإشارة أنه من غير اللائق إظهار قوته على إمرأة، فصمت ودخل غرفة نومه وطلب غرفة بجوار جناحه..

༺༻

في منتصف الليل لم يستطع ‘عبد الحميد’ النوم فأخذ يسير في غرفته وهو يفكر بعصبية، في تعليق ‘أمل’ المحرج أمام الناس عندما أعطته الحقنة. وحين رأها تحتضن ذراع ‘فادي’..

‘عبد الحميد’ - لنفسه - … ” الصبح هتمشي وأنا لسه ماأنتقمتش منها لما ضحكت كل الموجودين عليا. وأكيد كلامها انتشر دلوقتي لبقية الضيوف. أنا لازم أفكر بسرعة في طريقة أنتقم لنفسي قبل ما تطلع الشمس. أيوة لقيتها !! ” …

نظر إلى خزينته الكبيرة وابتسم..
‘عبد الحميد’ :- لو قفلت باب الخزنة عليها عشر ثواني هيموت قلبها من الرعب. هاهاهاها خلاص يا ‘أمل’ دلوقتي هتشوفي الكنز بنفسك !!

ركض ‘عبد الحميد’ بحماس واتصل بموظف الاستقبال..

༺༻

سهرت ‘توليب’ لوقت متأخر، تتذكر كلام ‘عبد الحميد’ وتبكي بصمت حتى لا تسمعها ‘زهراء’ وتحزن عليها. رن الهاتف الأرضي فسرعان ما التقطته قبل أن يوقظها..
‘توليب’ :- الو ؟!!
موظف الإستقبال :- أسفين على الإزعاج لكن طلبينك تروحي لجناح ‘جمال’ لأنه محتاج لحقنة دلوقتي !!
‘توليب’ :- حاضر، دقيقة بس وهكون مع السيد ‘جمال’ !!

أغلقت ‘توليب’ الهاتف، وارتدت رداءً طويلاً، ووضعت وشاحاً خفيفاً على رأسها، وخرجت خائفة تفكر في الحقنة. لو كانت حقنة قاتلة ماذا تفعل لتنقذه وتخبر من حتى يجد لها حلاً من القلق الذي أصبحت تشعر به كل لحظة إذا قُتل واتهمت..

‘توليب’ - لنفسها - … ” المفروض أرجع وأصحي ‘زهراء’ تيجي معايا علشان لو دخلت ولقيته ميت لا قدر الله تكون شاهدة معايا قدام البوليس. لا لا هي مش حمل قضية كبيرة زي دي. أنا لازم أشوف ‘عبد الحميد’ وأقول له كل حاجة !! ” …

تفاجأت بيد قوية تمسك بذراعها وتسحبها إلى غرفه نوم ‘عبد الحميد’..
 
دفعها 'عبد الحميد' إلى حافة السرير ووقف أمامها..
‘توليب’ :- إيه اللي بتعمله؟ السيد ‘جمال’ مستنيني اروح له وأجيب له الحقنة !!
‘عبد الحميد’ :- أنا اللي طلبتك مش عمي !!
‘توليب’ :- ليه ؟!!
‘عبد الحميد’ :- عايزك !!
‘توليب’ :- في الحقيقة وأنا كمان عايزه أتكلم معاك !!
‘عبد الحميد’ :- تتكلمي ولا تشوفي ؟!!
‘توليب’ - باستغراب - :- أشوف إيه ؟!!
‘عبد الحميد’ - بغمز - :- الكنز !!
‘توليب’ :- نعم ؟!!
‘عبد الحميد’ :- مش امبارح قولتي مغارة علي بابا خلاص دلوقتي تشوفي الكنز !!

رأت ‘توليب’ في عيتيه نظرة ساخرة وابتسامة وقحة على شفتيه، فظنت أنه يقصد شيئاً آخر، فبلعت لعابها، لكن ليس من الخوف، بل من الحقيقة التي ستسمعها منه..
‘توليب’ - بحذر - :- وهي كم واحدة..!!

توقفت للحظات لتتحكم في أعصابها وتابعت..
‘توليب’ :- اللي بتقول عليه !!

ضحك ‘عبد الحميد’ بصوت عالٍ وأجاب بكل غرور..
‘عبد الحميد’ - بغمز - :- الغاليين بس !!

كان بقصدها فقط، وهي ظنت أنه يقصد العديد من النساء. فارتفع الدم إلى خديها من الغضب، وأحست بقوة هائلة في كل عضلاتها. اقترب منها ‘عبد الحميد’ ليدخلها إلى الخزنة، لكنها وقفت فجأة، ووجهها أصبح أحمر، وفتحتا أنفها تنفتحان وتنغلقان من الغضب، وركضت نحوه بسرعة كالثور الهائج ودفعته بقوة نحو الحائط وهي تصرخ..
‘توليب’ :- يا حيوااااان. طلقني !!

اصطدم ظهر ‘عبد الحميد’ بالحائط بقوة..
واندهش من قوتها..
وطلبها للطلاق..

            ♡•♡•♡
1 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.