Tahani Muhsin

Share to Social Media

في الليل بدأت الفرقة بالعزف، ورقص الضيوف وغنوا مع المطرب في انتظار وصول العرسان..

في غرفة ‘زهراء’ و‘توليب’.
تراجعت ‘حنان’ قليلاُ لترى النتيجة النهائية لمكياج ‘توليب’..
‘حنان’ :- بسم الله ماشاء الله أنتي دلوقتي مش هتجنني أخويا بس أنتي هتجنني المعازيم كلهم !!
‘زهراء’ :- عندك حق. ماشاء الله عليكي طالعة زي القمر !!

ابتسمت ‘توليب’ ونظرت إلى نفسها في المرأة برضا..
‘زهراء’ :- ودلوقتي يلا ننزل نلحق زفة ابن أخويا !!
‘توليب’ :- لا أنتم إسبقوني وأنا هحصلكم لأني عايزه لما أدخل من باب القاعة أشوف نظرات الإنبهار والإعجاب في عيون المعازيم وأبقى سيندريلا !!
‘حنان’ :- لا يا حبيبتي أخويا طبعه حامي ولو شاف فرحتك بنظرات الناس ليكي هتلاقي نفسك محبوسة في أوضة لبقية عمرك وتبقي رابنزول !!
‘توليب’ :- لا لا مش هبص لحد غيره في القاعة !!
‘حنان’ :- كدا طمنتيني عليكي. يلا إحنا هننزل وأنتي حصلينا بسرعة. باقي ساعتين لمنتصف الليل ومش عايزين يفوتك المعاد مع أخويا !!
‘توليب’ :- اطمني هرقص معاه الرقصة الأولى !!
‘حنان’ :- أوكي يلا سلام بس بحذرك أوعى تقابلي حد ويقول لك أنه في حد عايزك يمكن يكون كمين من ‘نرجس’ علشان تمنع أخويا أنه يشوفك. ما أنا عرفاها بتفهمها وهي طايرة !!
‘توليب’ :- لا لا خلاص هنزل معاكم !!
‘زهراء’ :- هووف مش كنتي قولتي كدا من بدري، يلا امشوا !!

༺༻

عند دخولهم القاعة شاهدت ‘توليب’ وسط القاعة ‘عبد الحميد’ يرقص مع ‘نرجس’ وهما ينظران لبعضهما بكل حب. أمسكت ‘حنان’ بيد ‘توليب’ لتواسيها..
‘حنان’ :- أوعى تصدقي أنه في بينهم حب؟ دي حركات من ‘نرجس’ حتى تصدق الناس أنهم بيحبوا بعض !!

التفتت ‘توليب’ نحو باب القاعة..
‘توليب’ :- حاسه كأني بختنق، صعب علي أتحمل أشوفهم وهم بيرقصوا في حضن بعض. أنا هخرج أشم شويه هواء وأرجع بعد ما يخلصوا من رقصهم !!
‘حنان’ :- حاضر لكن ماتتاخريش !!
‘توليب’ :- حاضر !!

غادرت ‘توليب’ القاعة وهي تشعر بنقص الأكسجين ووقفت أمام زهور التوليب لترتاح. وبعد دقيقتين سمعت أحلى صوت يرن في أذنها..
‘عبد الحميد’ :- ‘أمل’ !!

استدارت ‘توليب’ بسعادة نحو ‘عبد الحميد’..
‘توليب’ :- كنت حاسه أنك هتيجي ومش هتخليني أقعد وحدي قدام الورد !!

اقترب منها ‘عبد الحميد’ ليتحدث معها بوضوح..
‘عبد الحميد’ :- أنا جيت وراكي علشان أعتذر لك عن اللي حصل مني !!
‘توليب’ :- أنا مش زعلانه لأني كمان أتحمل معاك اللي حصل بينا، ودا لأني بحب..!!
‘عبد الحميد’ - مقاطع - :- خلينا واضحين مافيش حب بينا، هي بس خالتي اللي بتحاول تقرب بينا. واللي حصل كانت لحظة ضعف وندمت عليها !!
‘توليب’ :- ندمت؟!!
‘عبد الحميد’ :- قعدت طول اليوم زعلان لأني أول مرة أضعف وأنسى نفسي !!

اقتربت منه ‘توليب’ ووجهها يحمل كل معاني الرجاء..
‘توليب’ :- مش دا معناه أنه في قلبك مشاعر ناحيتي ؟!!
‘عبد الحميد’ :- لا مافيش في قلبي حاجة ناحيتك، أنا بحب مراتي وبس، ويمكن ضعفت لأنه كان في  مشاكل بينا ودلوقتي أتحلت !!

شعرت ‘توليب’ بالقهر من ‘عبد الحميد’..
‘توليب’ :- آه أتحلت بعد ما حضنتني !!
‘عبد الحميد’ :- في أي وقت كانت هتنحل. إحنا زي أي زوجين بيحصل بينهم مشاكل وبيرجعوا لبعض !!
‘توليب’ :– آاه وفي بينهم محاولات قتل ؟!!

تجاهل ‘عبد الحميد’ تلميحها بمحاولة قتله من زوجته ‘نرجس’..
‘عبد الحميد’ :- حتى أني بفكر أطلق مراتي الثانية !!
‘توليب’ - بفزع - :- لا أرجوك ماطلقهاش !!!
‘عبد الحميد’ :- وأنتي ليه خايفة عليها ؟!!
‘توليب’ - بإرتباك - :- ااا ‘حنان’ حكت لي عنها إنها بتحبك قوي ويمكن تموت لو طلقتها !!
‘عبد الحميد’ :- دا كلام بس هي مش هتعمل حاجة، ودا مش موضوعنا دلوقتي !!
‘توليب’ :- لا دا موضوعنا، وأنا عايزه أعترف لك بحاجة !!
‘عبد الحميد’ :- إيه؟ هتقولي إنك ماضعفتيش قدامي إلا لأنك بتحبيني وتقولي الكلام اللي بقيت حافظة من كثر ما بسمعه من أصحابي !!
‘توليب’ :- هممم تقصد كل أصحابك منحرفين زيك ؟!!
‘عبد الحميد’ :- احترمي نفسك !!!
‘توليب’ - بغضب - :- أحترموا نفسكم أنتم، كل حركاتكم متشابهة تقربوا من البنت وتجروا وراها لحد ما تحبكم، وممكن تخلوها تغلط معاكم ولما تملوا منها ترموا الذنب عليها وأنتم ببراءة شديدة بتفكروا نفسكم أطفال ملايكة مايجيش عليكم أي ذنب. الذنب كله على البنت الشريرة، آه يا حبايبي يا كتاكيت !!
‘عبد الحميد’ :- بطلي كلامك الفارغ أنا جيت بس علشان أقول لك أني مش عايز أشوفك هنا لأنك بتفكريني بغلطتي معاكي، ويبقى ربنا يسامحنا على غلطتنا !!
‘توليب’ :- أيوة وفاكرين أنها ذنوب صغيرة وربنا هيسامحكم عليها. يا حبيبي مافيش عمل صغير أو كبير إلا وربنا هيحاسبكم عليه ودا اللي بيطمني أنكم هتأخذوا الجزاء العادل يوم القيامة !!
‘عبد الحميد’ :- طيب سيبينا لربنا !!
‘توليب’ :- لعلمك أنا كنت قبل شوي هقول لك على حاجة مهمة لكن دلوقتي بعد ما شفتك على حقيقتك، بقيت بحتقر شخصيتك الغبية وتفكيرك الأغبى !!

فقد ‘عبد الحميد’ عقله بسبب إهانتها، فأمسكها من رقبتها ليخنقها..
‘عبد الحميد’ :- طول الوقت وأنا سكت لك وأنتي بس بتهينيني. أنتي ماتستحقيش غير الضرب !!
‘توليب’ - بتحدٍ - :- أنا مابقولكش غير على الحقيقة اللي أنت بتحاول تخبيها بإعذار واهية !!
‘عبد الحميد’ :- أحسن لك تسكتي. حاسس أني هفقد أعصابي دلوقتي وأخنقك !!!

خافت ‘توليب’ من تهديده وكرهت منظره وهو قاسي عليها..
‘توليب’ :- طيب سيبني وأنا هنسى معاك..!!
‘عبد الحميد’ - مقاطع - :- أنك رخيصة !!
‘توليب’ - بدهشة - :- أنت إيه بتقول ؟!!

فكر ‘عبد الحميد’ في جعلها تندم لتحديها له في كل مرة..
‘عبد الحميد’ :- تعرفي لو كنتي منعتيني وحافظتي على نفسك مني يمكن كنت قبلت بعرض خالتي وإتجوزتك !!
‘توليب’ :- أنت شفت بنفسك إزاي حاولت امنعك وأنت من غصبني في المحاولة الثانية. خليك شجاع واعترف أنك بدور بس عن عذر تقنع نفسك بيه أنك برىء من تدنيس طهارتي بوساختك !!

أبعدت ‘توليب’ يده بقسوة عن رقبتها..
‘توليب’ - بحزم - :- أبعد إيدك !!

مشيت ‘توليب’ خطوتين والتفتت نحوه..
‘توليب’ :- كنت دائماً بسأل نفسي ليه جرائم الشرف بتحصل للستات بس، ودلوقتي عرفت الحقيقة. الحقيقة أن الراجل مالوش شرف علشان ينخاف أنه هيضيع منه. العبوا براحتكم محدش هيحاسبكم غير ربنا !!

أبتعدت ‘توليب’ وتركته وحيداً وهو يفكر في كلامها، واستمر يتابعها بنظره..
‘عبد الحميد’ - بحسرة - :- ممكن تجربي تسكتي مرة، ولو شفتي غلط قدامك !!

سارت ‘توليب’ نحو القاعة بخطوات سريعة حزينة..
ورأسها منكس للأرض..
وقلبها ممزق إلى ألف قطعة..

༺༻
1 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.