Tahani Muhsin

Share to Social Media

في منتصف الليل، بعد انتهاء حفل الحناء، جلس ‘عبد الحميد’ بمفرده في حديقة الفندق، يشاهد تطبيق الكاميرا على شاشة هاتفه الخلوي. أختار الكاميرات الموضوعة على ممر جناح ‘نرجس’ وممر غرفة خالته، وبدأ في تسريع تسجيل الفيديو حتى رأى موظف الاستقبال ‘شاكر’ يدخل جناح ‘نرجس’ ويخرج منه بعد دقيقة، ثم خرجت ‘نرجس’ مع والدتها ودخلتا غرفة ‘توليب’..
‘عبد الحميد’ :- كنت متأكد أنهم اللي دخلوا وكسروا علبة مكياج ‘أمل’. بيفكروا إزاي ينتقموا منها لأنها ضيعت عليهم خطتهم الدنيئة لقتلي. بجد أنا حاسس بقهر إنهم كسروا مكياجها أكثر من محاولتهم قتلي !!

أغلق هاتفه وذهب إلى مكتب الاستقبال وتوقف أمام الموظف الخائن ‘شاكر’ وابتسم له بسخرية..
‘عبد الحميد’ :- قولي يا ‘شاكر’ أنت مرتاح في شغلك معانا ولا حاسس أنك مشتاق لأهلك وبتفكر ترجع لهم ؟!!

فهم ‘شاكر’ تلميح ‘عبد الحميد’، وأصفر وجهه أنه قد علم بالتأكيد بخيانتة لنزاهة العمل..
‘شاكر’ :- ليه افكر ارجع لهم وأنا لسه شايفهم في إجازتي؟ هو في حاجة ؟!!
‘عبد الحميد’ :- من لون وشك واضح أنك ذكي وفهمت كل حاجة. عايز بس أعرف هو أنت كنت ناسي أنه في حاجة اسمها كاميرات مراقبة ولا ده كان زيادة ثقة ينفسك أن اصحابك في قسم المراقبة هيتستروا عليك ؟!!
‘شاكر’ :- قصدك لما رحت لجناح ‘نرجس’ هانم ؟!!
‘عبد الحميد’ :- بالضبط !!
‘شاكر’ :- رحت أبلغها ووالدتها أن الحفلة ابتدأت. هو دا اللي حصل والل..!!
‘عبد الحميد’ - بصرامة - :- أسكت ماتحلفش. غير أنك خاين لشغلك، وكمان مستعد تحلف بالله على كذبك !!
‘شاكر’ :- ما تروح لهم وتسألهم بنفسك ؟!!
‘عبد الحميد’ :- أيوة ما أنا بسألك أنت دلوقتي؟ ليه جبت لهم مفتاح أوضة خالتي؟ بمعنى إيه هم كانوا عاوزين من أوضة خالتي والمرافقة اللي معاها ؟!!
‘شاكر’ :- مش عارف إيه اللي أنت بتتكلم عنه؟ أنا بعد ما بلغتهم عن الحفلة نزلت بسرعة أشوف شغلي !!
‘عبد الحميد’ :- يعني هم كانوا مستنيين عزومة من حضرتك حتى يشرفوني على الحفلة؟ ماتلعبش معايا، قولي بالسبب وهسمح لك بتقديم استقالتك وتخرج من هنا بهدوء من غير شوشره، وكمان هجب لك كل مستحقاتك من غير ما ينقص قرش واحد، لكن للأسف مش هقدر أكتب لك شهادة شكر عن فترة شغلك معانا !!
‘شاكر’ - بعناد - :- قولت لك ماعرفش حاجة عن أوضة خالتك واللي معاها !!
‘عبد الحميد’ :- الأحسن أنك تشتري نفسك الست ‘نرجس’ ووالدتها هيبيعوك في أول لحظة !!
‘شاكر’ :- اسألهم وأنا مالي بمشاكلكم !!!
‘عبد الحميد’ :- للأسف ضيعت الفرصة عليك ودلوقتي تحب أتخذ قرار الفصل ولا أنت هتروح لرئيس القسم المسؤول عنك وتقدم له استقالتك وتمشي من هنا بهدوء !!
‘شاكر’ :- أنا بشتغل عندك بكل أمانة، ولو فصلتني هبلغ عنك مكتب شؤون العمل وهم هيقوموا باللازم معاك !!
‘عبد الحميد’ :- ولك عين تهددني؟ من بداية ما توظفت هنا وماكنتش بارتاح لك، لكن عملت خاطر لظروفك والحمدُلله أنها جت منك. ودلوقتي خلينا نشوف غلاوتك قصدي غباوتك !!

رفع ‘عبد الحميد’ سماعة الهاتف الأرضي واتصل بجناح ‘نرجس’ وقام بتشغيل مكبر الصوت..
‘نرجس’ :- الو ؟!!
‘عبد الحميد’ :- الو يا حياتي !!
‘نرجس’ :- ليه بتتصل من عندك ؟!!
‘عبد الحميد’ :- عايز أعرف أنتي جيتي أخذتي مفتاح أوضة خالتي بنفسك ؟!!
‘نرجس’ :- وأنا ليه أتعب نفسي وأنزل أجيب المفتاح؟ اسأل ‘شاكر’ هو اللي جابه ليا !!

ابتسم ‘عبد الحميد’ منتصراً وهو يرى العرق يتصبب بغزارة من جبين ‘شاكر’..
‘عبد الحميد’ :- أوكي يا حياتي، هطلع لك بعد دقيقة نكمل كلامنا !!

اغلق ‘عبد الحميد’ السماعة..
‘عبد الحميد’ :- ودلوقتي أنا اللي بطلب منك نتقابل في مكتب شؤون العمل وهناك هنشوف مين هيدفع الثاني !!
‘شاكر’ :- الله يأخذها المفترية وينتقم لي منها !!
‘عبد الحميد’ :- يلا أخرج وماتورنيش وشك هنا ثاني. أنا جبتلك فرصة وأنت ضعيتها على ناس ماتستاهلش. ودي نهاية طبيعية لكل إنسان يخون شغله. يلا ادخل أخلع بدلتك الرسمية وسلم شغلك لزميلك حالاً !!
‘شاكر’ :- أرجوك تسامحني وترجعني الشغل وأوعدك أني أكون مخلص ليك بس !!
‘عبد الحميد’ :- الأحسن تمشي ودا لمصلحتك. وهسمح لك بتقديم استقالتك واستلام كل مستحقاتك. ويا ريت يكون دا درس ليك تكون مخلص دائماً لصاحب الشغل !!

صمت ‘شاكر’ بعد كلام ‘عبد الحميد’، ونظر إلى الأرض بخجل وانصرف بصمت. رفع ‘عبد الحميد’ رأسه نحو الطوابق العليا..
‘عبد الحميد’ :- ودلوقتي يجي دوركم !!

༺༻

طرق ‘عبد الحميد’ باب جناح ‘نرجس’ بهدوء ودخل فرأهما جالستين تنتظرا وصوله..
‘عبد الحميد’ :- بعتذر لو قطعت عليكم الاجتماع !!
‘نرجس’ :- ادخل إحنا متعودين تقطع علينا كل حاجة حتى سعادتنا !!
‘عبد الحميد’ :- مين؟ أنا؟ دا أنا سبب زيادة حبكم لبعض لدرجة أنكم بقيتوا تجتمعوا كثير وبطلتوا تفترقوا كل ما خرجتوا تتسوقوا وكل واحدة لحالها. بس قولوا لي ليه بطلتوا تخرجوا كثير ؟!!
‘نرجس’ :- لو كتب ليا بابا أملاكه، اللي هي أملاكي، هقدر أخرج كثير وبراحتي. هاه عجبتك صراحتي ؟!!
‘عبد الحميد ‘ :- لا، بس عجبتيني لما فضحتي ‘شاكر’ بكل سهولة ومن غير ما تشكريه بكلمة على تعاونه معاكم أو حتى تشعري بذرة إمتنان ؟!!
‘نرجس’ :- وليه أشعر بإمتنان أو أشكره وهو ماخدمناش ببلاش، أنا دفعت له قيمة خدمته !!
‘عبد الحميد’ :- أيوة الفلوس بس اللي ليها قيمة عندك !!

جلس ‘عبد الحميد’ على الكرسي المقابل لهما..
‘عبد الحميد’ :- ودلوقتي عاوزك تتكرمي زي ما فضحتي ‘شاكر’ تقولي لي كنتم بدوروا على إيه في أوضة خالتي ؟!!

ضحكت ‘نرجس’ بشدة..
‘نرجس’ :- ولا حاجة حبينا بس نعرف سبب نضارة بشرتها، ففتشنا في اوضتها نعرف اسم الكريم اللي بتستخدمه لبشرتها الجميلة !!
‘عبد الحميد’ :- هاه وطلع اسمه إيه؟ أنا شايف إنك والست الكبيرة فعلاً محتاجين لحاجة تغير شكل وشكم المقرف ؟!!

توقفت ‘نرجس’ عن الضحك واقتربت بوجهها بغضب نحو ‘عبد الحميد’..
‘عبد الحميد’ :- اهو بصي شكل حواجبكم بقى مقلوب إزاي ؟!!
‘نرجس’ :- هو مين اللي وشه مقرف ؟!!
‘إيزابيل’ :- أنت دائماً تتكلم بوقاحة. ماقدرتش تتعلم الأدب والأتيكيت حتى بعد ما بقيت مهندس ورجل أعمال مشهور !!
‘عبد الحميد’ :- يا مدام لو نسيتي فأنا بنيت لكم مركز كبير بجهدي وعلاقاتي في الوقت اللي كنتي أنتي وبنتك مشغولين تلفوا على المحلات المشهورة تشتروا فستان غالي ثمنه ويرخص لما تلبسوه !!
‘إيزابيل’ :- ههههه واضح أنك نسيت أصلك لما جيت لنا كان إيه؟ تحب نفكرك ؟!!
‘عبد الحميد’ :- تفكريني بإيه؟ فكريني أنتي بأصلك اللي ماعرفتوش لحد دلوقتي؟ أنا أصلي واسم عيلتي معروفين ومن أشرف العائلات !!

نظرت إليه ‘إيزابيل’ بحقد..
‘إيزابيل’ :- اختصر إيه اللي جابك ؟!!
‘عبد الحميد’ :- أيوة خليكم في مربط الفرس وماتضعيوش وقتي معاكم. قولوا لي على إيه كنتم بدوروا في اوضة خالتي؟ وبلاش تعليقات تافة لأني هرد عليكم بكلام ثقيل مش هيعجبكم !!
‘نرجس’ :- هو أنت بجد مستنى نقولك ؟!!

فكر ‘عبد الحميد’ بحكمة أن ينتظر بضعة أيام حتى انتهاء حفل الزفاف، قبل أن يواجههما بمحاولة قتله، حتى لا تحذرا وتفكرا في خطة أذكى لقتله. وللاطمئنان على سلامة ‘أمل’ أنها قد عادت إلى منزلها بأمان لأنها شهادة على جريمتهما. قام من الكرسي..
‘عبد الحميد’ :- مش مستني أسمع منكم حاجة، لكن هيجي يوم وأعرف، وهيكون اليوم دا يوم نهايتكم، ودا وعد مني !!

سمعت ‘نرجس’ تهديد ‘عبد الحميد’ وفكرت في نفس اللحظة بالطريقة التي ستنتقم بها من ‘توليب’..
لأنها السبب في نجاة ‘عبد الحميد’ وسماع تهديده..

༺༻
1 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.