Enasmhanna

شارك على مواقع التواصل

في الجانب الآخر من المدينة وبهذا الوقت من الليل يطرق مسعود الباب بقوة قائلاً بصوته الجهوري :
-افتحي يا فتاة أقسم بأني سأشق رأسك إن لم تحادثيني حالاً ...أنا أعرف أنك بالداخل، لقد انتظرتك الليل بطوله أمام باب داري ، هيا افتحي قبل أن أكسر هذا الباب اللعين .

ومن خلف الباب تقف هذه الفتاة القصيرة ذات الشعر القصير الاسود والجسم النحيل والوجه ذا التقاسيم الناعمة . وهي تتقافز و تجابه صراخ (مسعود) بأعلى :

-قلت لك لن أفتح واضرب رأسك بكل جدران العمارة يا بدين يا ذا البطن المترهل .

-جمااااانة ! أنا بطني مترهل !أقسم أنك لن تباتي اليوم في الشقة، هيا اخرجي لملمي قاذوراتك واخرجي قبل أن أتصل بالشرطة.

قالها وزاد ضرباته على الباب حتى كاد أن يختلعه من مكانه ففتحت الباب فجأة وصارت تهتف :
-قلت لك أني سأدفع في نهاية الأسبوع ألم تفهم .
ضرب بقبضته على الباب صائحاً بوجههًا :
-كل نهاية أسبوع تقولين هذا الكلام ليأتي الأسبوع الذي يليه وهاقد تراكم عليك أجار ثلاثة أشهر أيتها الكاذبة المحتالة !!

-ألا تعلم أني بلا عمل حالياً ! ألا يوجد بقلبك رحمة أيها اللئيم .
-أنت بلا عمل بسبب مشاكلك التي لا تنتهي و لسانك العفن ..أصلًا لا يهمني إن عملتي أم لا ...إدفعي حالاً أو اخرجي هيا .
نفخت بقوة منه وقد استبد بها الغضب .

غداً سأحاول أن أعطيك نقودك دعني أنام الآن أنا تعبة، قضيت طوال اليوم خارجاً أبحث عن أي وظيفة لعينة "

جحظت عيناه وصرخ :نوم أي نوم!!!!  لن ينام أحد قبل أن تدفعي لي لايهمني إن كنت تعبة أو ميتة إذهبي إلى جهنم بعيدا عن داري .

جزات على أسنانها غيظًا من عناده ولم تشعر بنفسها إلا وتناولت ساعده بعضةً قويًة جدًا حنقا ًمنه في حين أن صراخه قد وصل إلى جزر القمر !!
-أيتها المجنونة ماذا فعلتِ ؟ هيا انقلعي إلى غير رجعة "
وصار يدفعها بقوة وهو يتأوه بسبب عضتها المؤلمة

-سأذهب ...أصلاً لا يشرفني أن أقطن بشقتك العفنة أيها العفن .
دخلت وصارت تلملم حاجياتها وتكدسهن بحقيبتها السوداء الصغيرة ثم حملتها بصعوبة متجاوزة مسعود الذي بدأ يضرب كفاٍ بكف على تلك المجنونة التي تورط معها ولا يعرف كيف سيتخلص منها. .

هبطت الدرجات القليلة وهي تلعنه بصوتٍ عال
(عار عليك أن تطرد فتاة بمنتصف الليل يا عديم الأخلاق والضمير.... ليرحمك الله يا خالتي تركتني مع وحش عديم الرحمة سحقًا لك ولأمثالك من البشر يا مسعود )

خرجت جارتها هي الأخرى وهي تصرخ بامتعاض :
- ألن تنتهيا من الشجار أنتما الاثنان نريد أن ننام .
حدجتها جمانة بنظرة جعلتها تتراجع خطوتين إلى الوراء وتغلق بابها بهدوء فهي تعرف جمانة جيدا عندما تغضب فما زال أثر عضتها السابقة يزين كتفها عندما تشاجرتا فقفزت كالقردة وتناولتها بعضة قوية ! .
نزلت من العمارة ووقفت بمنتصف الطريق تنفخ بحنق وهي تحدث نفسها : أين ستذهبين الآن يا جمانة ؟!

مدت يدها لحقيبتها الصغيرة وصارت تعبث يها علها تجد نقودٍا تكفيها أن تنزل بفندق ما يأويها الليلة وغداً ستتصرف لكن نقودها لم تكن تكفيها حتى ثمن مشروبٍ غازي .
القتهم أرضٍ بحنق وصرخت : اللعنة على حياتي ...اللعنة عليها "

ومشت خطوتين قبل أن تتنهد بقوة وتعود لتلملم القطع النقدية وتدسهم في جيب بنطالها الأزرق الغامق وتقول بيأس وهي ترلت على جيبها : لا دخل لكم بحياتي اللعينة يا نقودي العزيزة "

جلست فوق حقيبتها  رافعة بصرها إلى السماء تزفر بين حين وآخر منتظرة الفرج أو مسعود الذي ما يلبث أن يعيدها إلى الشقة بعد أن يشفق على حالها....سيناريو يتكرر كل بضعة أشهر ينتهي بعضة أو ركلة منها تزين بها جسده البدين وشجار طويل ثم ترجع وكأن شيئاٍ لم يكن، وفعلٍا ما هي إلا ساعة قد مرت حتى رأته يخرج من باب العمارة..بقميصة القطني الأبيض الذي يحتضن كرشا كبيرا يترجرج مع مشيته، وشورته  المبرقع بألوان عجائبية والذي بالكاد يغطي ركبتيه... تقدم ناحيتها ورغم مظهره العجيب إلا أنها ابتسمت وكأنها رأت فارس الأحلام! أزاحت خصلة من شعرها خلف أدنها وأدارت وجهها الباسم عنه..
حين توقف بجانبها قائلا بلطف:
-هيا اصعدي جمانة فالجو باردٌ هنا "
زمت شفتيها امتعاضاً منه وقالت ببلادة: نحن في عز الصيف ..
واردفت بشفقة على احمرار مكان عضتها وسألته :
هل تؤلمك ؟
ضحك مجاوباً : اعتدت على أفعالك الغبية "
-لم اخطئ حينما اخبرتك بأنك تملك كرشا اضخم من معاناتي في هذه الحياة ..
زفر بانزعاج وهو يبتعد عنها داخلا العقار فصاحت فيه :
-مسعووود!!! يا مسعووود يا ألطف كائنات هذه الأرض...
حملت حقيبتها  وصعدت ورائه الدرجات حتى وصلت إلى طابقها، أولج المفتاح بالقفل ثم أنار لها ضوء الصالة وسلمها مفاتيحها قائلاً :
-لربما كنت لعنة بحياتي، لكني وعدت السيدة نجلاء رحمها الله بالعناية بك "

هزت رأسها وابتسمت امتناناً لكلماته وعطفه وقبل أن يغادر سألته ببراءة :
-هل أستطيع أن أستدين منك القليل من المال؟ .
جحظت عيناه بغضب فرفعت كفيها باستسلام وهي تريه القطع النقدية الباقية وقالت باسمة :
-لم يعد معي نقود !
ضرب كفاً بكف وقال يائسًا : لا فائدة منك يا جمانة ...لا فائدة !أحضر لآخذ اجار الشقة فتقومين بالاستدانة مني !!
غادر الى شقته المقابلة فهتفت بدهشة : ألن تعطيني نقودًا ؟؟
مد يديه بتلقائية إلى جيبي الشورت ليسحب البطانة قائلًا : مفلس اليوم كما ترين، مري غداً إلى الدكان وأمري إلى الله "
- اسمع وكرد لكرمك ما رأيك أن نقوم كل يوم ببعض التمرينات....أنسيت أنني رياضية ممتازة .
فكر قليلا وهو أمام باب داره فأردفت بلهفة : -سيخف كرشك كثيرا ببعض الحركة ...و..ولن أطلب منك الكثير من المال سأقوم بالخصم .
التف اليها وصاح : الا تشبعين !!! انك مدينة لي لآخر يوم بعمرك ومع ذلك تتشرطين بوقاحة !!
تعالت ضحكاتها المرحة وأردفت: أمزح معك...سأدربك بالمجان لا تقلق.
ثم رفعت كفها ملقية له تحيةً عسكرية وتبسمت بوداعة وهي تقفل الباب، أما هو فضرب كفًا بكف وهو يهز رأسه بيأس منها :
-لاحول ولا قوة إلا بالله.

*********

وصل مراد إلى فيلا عائلة أليسا كان الجو كعادته صاخباً في الداخل، ألقى السلام على بعض معارفه ثم جال ببصره بحثاً عنها ليراها تتوسط مجموعة حسناوات تثرثر معهن، وكالعادة كانت قد اشتعلت فتنة بثوبها الوردي رغم بساطته، ذو كمين من الشيفون تتناثر عليهما زهور ناعمة، و يغطي أسفل ركبتيها بقليل...، ثار بركان الغضب بداخله وهو يطلق شتيمة على والديها، حدجها بنظرةٍ قاسية فرغم تحذيراته بألا ترتدي الضيق أو القصير هاهي الآن أمامه بفستان ضيق وقصير وكأنها تعاقبه على تأخره ! تقدم بخطى بطيئة يتوعدها حتى لمحته فلوحت له بيدها من بعيد وتقدمت بسرعة ناحيته :
-أهلا مراد، تأخرت .

-اعتصر ساعدها  مزمجرا بغيظ :
-ما الذي تناقشنا به سابقا بشأن هذا النوع من الملابس المكشوفة يا محترمة !
انكمشت على نفسها محرجة من كلامه القاسي
-مراد أنت تؤلمني !.
-وسأحطم كل شبر من جسدك المكشوف، هيا أمامي الآن إلى غرفتك وغيري هذا الثوب .
-ولكن مراد !

دفعها بقوة كادت تطيح بها أرضا ً لتسير أمامه بصمت وقد ترقرق الدمع في عينيها حتى صعدا إلى الطابق للعلوي وتقدمها ناحية غرفتها، كبرت فتاته على ما يبدو وبدأت في إعلان التمرد على قراراته ...وهذا مؤشر خطير..
فتح خزانة ملابسها بعنف وصار يحدق بتلك الفساتين المتكدسة، ألقى نظرة سريعة حتى بان له أطولها وأخرجه قاذفا ً به عليها .

معك خمس دقائق فقط لتتجهزي، وخففي أحمر الشفاه ما تزالين صغيرةً على تلك الترهات، تبدين كغولة التهمت صغارها "
ألقى كلماته كأمر عسكري وغادر الغرفة تاركا إياها تشهق باكية ...

حدقت في فستانها الأزرق الطويل ذو القبة الخانقة و الأكمام الطويلة.. ذلك الفستان اشتراه لها منذ فترة  وتمتمت بحنق :
-سأبدو مثل راهبةٍ به !"

ضرب الباب المغلق بقبضة يده وقال من خلفه : كفي عن التمتمة وغيريه وإلا سأغيره بطريقتي!

غطت فمها بهلع وانصاعت لمطلبه مجبرة وارتدته ثم مسحت أحمر الشفاه ونزلت من جديد إلى الحفل، دارت ببصرها تبحث عنه حتى رأته يجلس مع والديها قرب النافذة العريضة، يبدو منزعجا جدا يتحدث وهو يشوح وكأنه يلقي ما تبقى من توبيخه لهما!
تقدمت منهم بهدوء لترى ان وجه والديها مكفهر أيضاً! نهض من فوره حينما حضرت :
- والآن استميحكم عذرا سأخرج مع إليسا بعيداً عن هذا الصخب "
-البيت بيتك " قالها أسعد بجمود وهو ينفخ دخان سيجاره آذنا لهما بالخروج فحدقت بوالدتها التي اشارت لها بكفها بلا مبالاة فتبعت خطواته و خرجا لحديقة المنزل .

جلست على الكرسي تهز قدميها بغضب فوقف قبالتها وشبح ابتسامة غزا محياه بعدما انفردهما خارجاً :
-هل يحق لك الغضب برأيك؟. "

رفعت بصرها ناحيته :آلا يحق لي.
أمسك فكها بقبضته وغمغم: 
-حينما تكونين مخطئة لا يحق لك...حتى التنفس .
-آلمتني قبضة يدك  وأكاد أجزم أن ساعدي كدم كذلك ..
عبس وسأل بقلق : هل آلمتك لتلك الدرجة حقا.... ثم تدركين أن هذه الثياب تثير جنوني ،  أريني إياه...!
هزت رأسها برفض وهي تبتعد خطوتين عنه: لن ترى شيئا..ثم لم يكن قصيرا.
-بل كان قصيرًا و جميلاً على جسدك "

وقفت تنظر إلى فستانها الحالي وقد توسعت حدقتاها ثم صرخت به ببراءة : وهل هذا قبيح لا يلائمني لذلك اخترته !؟ .
تعالت ضحكاته وهو يقترب منها ويحوط كتفها تحت ذراعه قائلاً بمرح :هل هنالك فستانٌ لا يلائم أرنبتي المدللة ! .
اكتست وجنتاها بحمرة طفيفة تحاول التخلص من ثقل ساعده ثم قالت :لا تحرجني أمام أحد مجددا "

- تخالفي تعليماتي كي لا تتعرضي لذلك مجدداً "

أخرج من جيب بذلته قطعة شوكولاه بالبندق وفضها عن الغلاف فتراقصت عيناها فرحاً وقبل أن تتلفظ بأي شكر له دسها في فمه وصار يلوكها باستمتاع فقوست شفتيها هاتفة : ألم تحضر لي قطعة !!

-وكأنكِ محرومةٌ منها ! والدكِ يمتلك مصنعاً من الشوكولاه يا شرهة !
ً
ثم سبقها بخطوات وهو يكمل حديثه :
-هيا يجب أن أكلم والدك بشأن حفل الزفاف فلن أستطيع صبراً بجو عائلتك فقد اقتله أو اقتل نفسي وربما احرقت منزلكم الصاخب الذي سيصيبني بالجنون .
تبعته وهي تتعثر بفستانها الطويل وقالت باستغراب: أي زفاف مراد .
توقف فجأة بمكانه لتصتدم به ثم استدار : زفاف ابنة عمي، أي زفاف برأيك ! "
توسعت حدقتاها ثم صفقت بسعادة : سنتزوج أخيراً !.
فقال ساخرا يقلدها :
- هييي سنتزوج أخيراً ، ياللصدفة العجيبة !!
ثم رفع يديه ووجهه ناحية السماء معقبا ً:
-يا إله السموات.... بماذا أخطأت لتعاقبني بهذا الشكل ! "

ولكنها كمن تذكرت أمراً خطيرا فعاودت تحاول اللحاق بخطواته : ومدرستي مراد !
توقف لبرهةٍ عاقداً حاجبيه ثم سألها : إعذريني لكن بأي مرحلةٍ دراسية كنتِ ؟
- مراااد أنت جاد !
قهقه وهو يقرص وجنتاها بيديه قائلاً : اه أرنبتي بالثاني الثانوي،
سأعلمكِ على يدي يا صغيرة حتى تنهي الثانوية بسلام .
-والجامعة ؟
ما رأيك أن نتناقش أيضاً بمشروع التخرج ثم الماجستير والدكتوراه مابك اليسا !

حدقت به بعينيها الواسعتين ولم تفهم طريقته التهكمية في الحديث...سألته ببراءة : لكنك أخبرتهم أن زواجنا لن يتم حتى أبلغ الثامنة عشرة ..أغيرت رأيك؟

ليختلج قلبه هذه المرة بعنف ضارباً دقاتٍ جنونية قد طغت على الموسيقى المنبعثة من داخل الفيلا، اقترب منها قائلاً بحنان : ألا ترغبين كما ارغب..في إتمام هذا الزواج بأسرع وقت؟ ثم لا فارق ...ماهي إلا شهور قليلة  ....
وتمتم بعدها بينه وبين نفسه بغضب : المهم أن أخرجك من نمط معيشة والديك المقرفة فقد بدأت تتأثرين بهذا الجو !

**********

تململت جمانة بسريرها وقد أبى النوم أن يزورها الليلة، رمت الغطاء بعيدًا وتوجهت ناحية المطبخ وهي تتثائب كفرس النهر ، فتحت باب الثلاجة وبدأت تأكل ما تيسر لها ثم حملت صحنًا كدست به حبات تفاح وخرجت ناحية الصالة، شغلت التلفاز العتيق الذي يحمل ظهراً أكبر من كرش مسعود و ارتمت على أريكتها الزرقاء اليتيمة المتهالكة، تناولت تفاحة وبدأت بقضمها
وهي تقلب القنوات حتى توقفت عند فيلم رعب وبدأت تتابعه بشغف .

حل صباح اليوم التالي فتسللت أشعة الشمس الذهبية لتنير جزءًا من غرفة المعيشة، فتحت عيناها السوداوان الواسعتان وتأوهت ألمًا بسبب نومها الغير مريح على الأريكة، أطفأت التلفاز وتوجهت ناحية حمامها المتهالك ككل ركن بهذه الشقة البائسة، غسلت وجهها ثم توجهت إلى المطبخ و حضرت طعام الفطور وهي تتمتم : أنام جائعة واستيقظ جائعة ! ..الرحمة يارب هذا الجوع لا يناسب حالتي المادية! "

طرق باب منزلها وتعالى صوت مسعود من خلفه
-جمانة افتحي "
زفرت بتململٍ ثم تقدمت ناحية الباب وفتحت له: خيرًا ما الذي تريده منذ الصباح .
غيري ملابسك واذهبي لهذا العنوان يحتاجون نادلة للعمل براتبٍ معقول "
تناولت القصاصة الصغيرة من يده وهي تقول بتذمر : نادلة !.
فأجابها مسعود باستهزاء :اعذريني جلالتك لا يوجد منصب وزيرة شاغرة حالياً "
-كفاك سخافة لست أنقصك "
قالتها ثم أغلقت الباب بوجهه وهي تقرأ العنوان ..إنه قريب من حيها ...
حدق مسعود بالباب المغلق أمامه وصاح :
عفواً بالمناسبة، لا شكر على واجب "

تناسته وجلست تحدق بالورقة التي بين يديها ،
تنهدت بأسى واضح على الحال الذي وصلت إليه فهاهي ومنذ سنة قد انقلبت أحوالها بطريقة مخيفة، بالكاد تخرجت من الثانوية وتم قبولها بمعهد السكرتارية لكن ونظرا لوفاة المرأة التي اعتنت بها  انقطع الراتب الذي كان بالكاد يسد حاجتيهما فجلست بالمنزل تتنقل من عمل لآخر تعيل به نفسها وبالكاد اجتازت السنة الأولى منه ،
أغمضت عينيها وتنفست بعمق و حسمت أمرها واتصلت برقم المقهى لعلها توفق بالعمل .

********
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.