Enasmhanna

شارك على مواقع التواصل

كان كريم يستمع إلى أغنية فيروز وهو واقفٌ أمام الواجهة الزجاجية في متجره يدخن بشرود حتى دلفت تلك الفتاة مجددًا ووقفت أمامه للحظات وقد ارتعشت بارتباك من نظراته الشاردة ناحية الواجهة الزجاجية، بدا كلوحةٍ فنيةٍ بديعة وسط التماع اشعة الشمس على جسده، انعكس الضياء على كنزته البيضاء التي تحتضن منكبين عريضين وعضلات واضحة وجسد رياضي منحوت.. تنحنحت لتجلي صوتها وقالت بثبات: صباح الخير"

استدار بتلقائية تجاهها فأحست بضآلة حجمها أمام هذا الكيان العملاق، أجاب باقتاضب: صباح النور.
ثم نادى إلى أحد موظفاته: ساعدي الأنسة يا هند.

-عفواً " قالتها واقتربت أكثر قائلة : ألم تذكرني ..أنا الموظفة الجديدة، جئتك البارحة لأجل العمل" ضيق عينيه ثم ضرب على جبهته ليتذكر وكاد يقول بأسف حقيقي بأنه لا يحتاج موظفة فما لديه يكفيه، لكنه كان البارحة شارد فعلاً لذا وافق ،لكن طبعا تلك الثرثارة اغتالت أفكاره قبل أن ينطقها قائلة بلهفة :
-فعلاً شكراً لك على العمل كنت أحتاجه بشدة، ظللت مدة شهرٍ كامل وأنا أبحث عن وظيفة مناسبة حتى قادتني قدماي لمتجرك "

ابتلع حروفه التي كاد أن ينطقها ليهز رأسه متفهمًا وصمت باستسلام كي لا يحرجها، فعاودت تلك الفتاة الثرثرة مجددًا ولم يكن كريم معها على الإطلاق، استدارت أخيرا لتقول :
-حسناً إذن سأذهب لمباشرة العمل " وقبل أن تخطو خطوة أخرى سألها :
- ما كان اسمك؟

استدارت الفتاة بابتسامة  مجيبة : جمانة "

وغادرته وهي تضع يدها على قلبها المضطرب وتتمتم : اللعنة على وسامتك ! "
استدار كريم مجدداً ناحية الواجهة الزجاجية مشعلاً سيجاراً آخر ليدخنه، نظر إلى ساعته ثم عبث بحاسوبه قليلاً ليستطلع نتائج امتحانها وتتسللت ابتسامة عذبة لتغزو سحنته.

بعد ساعة من الزمن طرق باب الفيلا، أجابت الخادمة  ليقول الموظف بلباقة: سلميها للآنسة نور  بعد إذنك" . تسلمت منه الخادمة باقة زهور حمراء عملاقة فتبسمت وصعدت بها ناحية غرفة نور، طرقت الباب ودلفت إلى الداخل قائلة : إنها لك آنسة نور .
لتركض نور بلهفة ناحيتها متسائلة: يا لجمالها! ممن هي؟
-لا اعرف" شكرتها نور لتخرج الخادمة من الغرفة ، أغلقت الباب ثم وضعتها على الطاولة لتتبسم بسعادة وهي تتلمس تلك الزهور الحمراء حتى لمحت تلك البطاقة البيضاء : فتحت البطاقة لتقرأ تلك الكلمات القليلة :
(( بعدد أنفاسك العطرة التي سلبت من روحي الحياة، بعدد ضربات قلبي المجنونة كلما التقيتك، مبارك نجاحك...كريم  ))

اغلقت نور البطاقة بأنامل ارتعشت من كلماته..
رمت البطاقة على الطاولة وقد تبدد مزاجها وشعور مقيت سيطر عليها... تحبه، تحترمه لكن كمراد تماماً، تحبه ولا تريد أن تؤذيه بكلمة أو تصرف، لا تريد أن تحكي لمراد أو آدم عن تصرفاته كيلا يتعرض للأذية بسببها وهي تعرف جنون آدم حينما يتعلق الأمر بها، بل وتعرف جنون كريم حينما يغضب، تنهدت بألم واستلقت على الفراش لتتطلع بالسقف بشرود تام وقد بدأ كريم بلخبطة مشاعرها فعلاً ...

في المساء .. اتصل مراد بابن عمه كريم ليوافيه ناحية إحدى المقاهي عله يخرجه قليلاً من الاستياء المسيطر على كيانه، كان يريد من يتكلم معه بأريحية، من يشرح له ما يعانيه ولن يستطيع طبعا أن يتحدث عن جمانة لآدم أو لأحد من عائلته حتى يراها، وافاه كريم ناحية المقهى ليبدأ مراد بالشرح والتبرير، ولربما كان يبرر انفعاله وذكره اسم جمانة حينما كان ثملا لأنه يشعر بالذنب لإضاعته ابنة خالته! شقيقة آدم التي كان يعتقدها الجميع ميتة، اعتلت الدهشة ملامح كريم، ضرب كفا بكف وهو يقول: لا يعقل!

قهقه مراد ساخراً وأجاب بألم : مع الأسف هذه الحقيقة، ومن حينها أبحث عنها كالمجنون، لا أنكرأنها اعجبتني ....بل أعجبتني بشدة إنها نوعية فريدة فعلا.ً ...لنقل مسترجلة، صوتها العالي، شعرها القصير ..تصرفاتها الصبيانية، كلامها اللاذع، كل شيء فيها لا يمت للأنوثة بصلة ومع ذلك أعجبتني بشدة !
-أعجبتك وهي بهذه المواصفات! فعلاً لم اعد أفهمك ! .
فقال مراد ضاحكاً : ولا أنا افهمني حتى !!
-لكن كيف عرفت بداية أنها هي جمانة ابنة خالتك؟
وقال : بسبب قلادتها، الشمس، هي الجزء الآخر من قلادة آدم لأن عابد قد صممها خصيصا لهما؛ وبعدها وكلت أحد معارفي من الضباط لجلب معلومات عنها لأتأكد وجرى ما حدثتك عنه.

ضربه كريم على ساعده قائلاً : لا عليك سنجدها إن شاءالله أولا أو آخراً، ومن يدري لعلي أساعدك بالبحث عنها،
فقال مراد باسماً : أريد فقط أن أرى رد فعل آدم حينها، وعابد سيلتم شملهم أخيرا "
ومر شهر آخر سافرت خلاله نازلي وابنتها حيرين إلى تركيا... وكان كريم قد قابل فكرة الخطوبة من جيرين برفض تام رغم محاولاتها ومحاولات والدته ووالدتها...
خلاله كانت العلاقة ما تزال مضطربة بين مراد وإليسا لكنها تشاغلت بالتحضير لدراستها الثانوية، ونجحت فغلا في الانشغال بها كي لا تفكر بتصرفات مراد التي زادت عن المقبول، وكأن حنانه الماضي وحبه لها قد تم طمسه تحت طبقات من الغبار والإهمال، كان جل تفكيره جمانة ومكان تواجدها...وفكرة أنها مع رجل آخر تخنقه بلا رحمة، بل وتنهش روحه، فعلاً كانت كساحرةٍ خرقاء ألقت بتعويذة غبية على قلبه ليصبح أسير ماضيه معها، و عندما سأله آدم عنها ذات يوم، أجاب بلا مبالاة: كانت نزوة عابرة كغيرها وانتهت" لكن آدم لم يصدقه، فالكذب في الحب ليس أمرا سهلاً البتة .

عابد خلال هذه الفترة استطاع تنظيم حياته وافتتاح مشروعه الخاص وهو ناد لتعليم تقنيات الدفاع عن النفس كما كان يعمل حينما تزوج رغد، و بما أنه ما يزال يحتفظ بلياقته البدنية العالية فلم يحتج الأمر سوى لتمرينات بسيطة لإعادة النشاط إلى جسده،
أما نور فبدأت بإجراءات التسجيل بكلية الطب  وانتظرت بداية العام الدراسي على أحر من الجمر، وليال قضتها تتحدث بالهاتف مع من أنار شعلة الحب داخل صدرها الصغير، ولم يكن حب آدم لها سوى كجمرة لم تنطفئ، وقرر أن الوقت قد حان للتقدم لها رسميا، ولعله سيفعلها بعد الحفل المقرر لعيد ميلادها،

وكريم .... كانت أيامه المملة المميتة كسابقتها اللهم إلا تلك الجنية التي انبثقت أمامه لتحيل حياته ومتجره لفيلم آكشن متحرك، بفوضويتها ولسانها الطويل ...وتعثراتها التي لا تنتهي بل وإسقاطها للألبسة دائماً وهي تقوم بترتيبها !

ذات يوم وكما العادة كانت جمانة على السلم الحديدي تقوم بترتيب الرفوف العلوية، تقدم ناحيتها قائلاً بنفاذ صبر :ألم تنتهي بعد! قسم الفساتين بحاجة لتنظيف " استدارت ناحيته بحاجبين مقطوبين: حااضر حاضر انتهيت" قالتها وهبطت اولى درجة منه فانزاح السلم الحديدي صرخت بجزع وسقطت فتلقفها بين يديه، قالت بتلعثم وارتباك : ما الذنب ذنبي إنه السلم" أومئ موافقا ليقول بلهجة ساخرة وهو يميل ناحيتها : فعلا السلم قليل التهذيب يصر على رميك لأحضاني في كل مرةٍ، لا بد وان أجلب له شرطة الآداب ليكف عن ذلك .

تعلقت عيناها على نظراته العابثة فدفعته بعنف عنها واعتدلت واقفة : السلم الحديدي يستمد طباعه من صاحبه بالمناسبة"
انفرجت عيناه على لسعات لسانها الذي لا ينفك يطلق الرصاص بين حروفه لكن لا يعرف فعلاً ما السر الذي يمنعه من ركلها على مؤخرتها خارج متجره !
تقدم منها حتى التصقت برف الألبسة وقال بحنق: جيد أن الأمر قضي بسقوطك، لو أوقعت الالبسة كما المرة الماضية فكنت سأضطر لخصم إسبوعٍ من مرتبك !

طالعته بنظرات تحدٍ واستندت بكفيها من خلف ظهرها على الرف السفلي وضغطت بعنفٍ ليسقط الرف بما عليه من بناطيل، جحظت عيناه فتطلعت فيه ببراءة الذئاب وقالت بابتسامة ساخرة : أوبس... وقع، اخصم لي اسبوعين إذن "

كريم ...وما الذي يخرجه عن طوره سوى الوقاحة!  لكن عينيه هذه المرة اتسعتا لتبتلعا تلك الجنية القصيرة وما تزال واقفة أمامه بثبات، صحيحٌ أنها اغضبته حد الجنون، لكن نجوم السماء اقرب لها من أن يظهر غضبه الآن، ابتلع غضبه وصحيح أنها ارتعشت خوفاً من ردة فعله لكنها كذلك وقفت بذات الثبات والتحدي، مد يديه من جانبيها فأغمضت عينيها بخوفٍ وباللحظة التي تليها كان الرف الأوسط على الأرض! فتحت عينيها على الصوت العالي الذي اصدره وقوع الرف على الأرض وما فوقه من ملابس، وأعقبها بذلك بأن ضغط على الرف العلوي الذي رتبته لتوها كذلك ليسقطه وسط نظرات الموظفين الذاهلة مما يجري بينهما.

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفاهه وقال : مع الأسف لن تغادي المتجر حتى يعاد كل شيء إلى مكانه آنسة دبانة ....آوه عفوا ًجمانة"
غمزها بعينيه وغادر وسط ذهولها وحنقها وغضبها منه !

ومرت بضعة أيام لينظم مراد حفلاً بسيطاً احتفالا بقبول شقيقته بكلية الطب ولعيد ميلادها بآن معا، زين حديقة الفيلا بمساعدة آدم بطريقةٍ أنيقة بسيطة، كان كريم جالساً خلف المكتب مساء يتطلع بشاشة حاسوبه على أحدث موديلات الفساتين وينتقي منها ما يريد شرائه لمتجره، رن هاتفه المحمول ليجيب على اتصال مراد: أهلاً بابن العم" قالها باسماً ليجيب مراد بضحكة خافتة: أهلاً بمصيبة حياتي. اسمع غداً سنقيم حفلة لنور بمناسبة قبولها بالكلية وعيد ميلادها أحتاج فستاناً لأقدمه هديةً لها"

- ألن تنتقي واحداً أنت؟ تسائل كريم ليقول مراد : - العمل متراكم علينا ولا أظنني أملك وقتاً لذلك، أثق بذوقك تكفل أنت بالموضوع لكن إن استطعت المرور مساءً سأستلمه منك .

-حسناً كما تشاء, لكنه غالٍ جداً هل تستطيع دفع ثمنه أم أكلم البابا " قالها كريم مازحاً ليجيب مراد بمكر: ثمنه صفعتين وركلة أيها الوقح " قهقه كريم ثم صمت قليلاً وقال باقتضاب: هل أنا مدعوٌ يا ترى؟
أجاب مراد : طبعاً أيها الأحمق ولما لا ندعوك هل قتلت جدتي دون أن أدري !؟

أغلق الهاتف ثم رماه على طاولة المكتب واتجه ناحية الفساتين ينتقي منها ما يعجبه، ثم نادى بصوت عالٍ لموظفاته: فزعة يا بنات، من منكن مقاسها بين الست وثلاثين و ثمانية وثلاثين ؟

تقدمت هند لتقول بضحكة : جميعهن كالنعجات السمان سيد كريم"
رمتها إحداهن بعلاقة الملابس لتتعالى ضحكاتهن, فقالت هند مجدداً وهي تشير ناحية جمانة : هذه الرشيقة الوحيدة بيننا"

كانت جمانة على السلم تقوم بترتيب البضاعة في الأعلى، هي الرشيقة الوحيدة ..والوحيدة التي دائما تتعلق على السلالم لترتيب الملابس .. تطلع كريم ناحية جسدها النحيل ليبتسم ابتسامة واسعة ويناديها : جمانة..... جماااانة "
استدارت ناحيته فقال مازحاً: ألا تحسبين نفسك من صنف الحريم حتى لم تجيبي على سؤالي ؟

احتقن وجهها بانفعال وأجابت وهي تهبط عن السلم الحديدي: لم انتبه، ماذا تريد "
هز رأسه بيأس مرددا باستهجان لطريقتها الفظة " ماذا أريد يا منفلتة اللسان !! أجاب ببساطة وشبح ابتسامة ارتسم على ثغره : اتبعيني يا سندريلا الفساتين الفوضوية "
انصاعت له وهو يقوم باختيار بعض الفساتين ثم قال بجدية: اسمعي ابنة عمي ذات مقاسك تقريبا" ثم تبسم ابتسامة ناعمة وأردف: طبعاً إن استثنينا الطول ... والجمال المهم قومي بقياس الفساتين لاختار الأنسب .
رفعت جمانة رأسها بشموخ وقالت بثقة: لا أرتدي المكشوف أيها السيد.

رفع كريم إحدى حاجبيه وأجاب بثقة: ومن قال لك بأن بناتنا يرتدين المكشوف ؟ جريبيهم جميع الفساتين مستورة "
ثم قذفهم ناحيتها لتتلقف الفساتين بين يديها، تطلعت بالفساتين نظرة سريعة لتطمأن ثم توجهت ناحية غرفة الملابس لتبدأ بتجربتهم .
جلس كريم بأريحية على الكرسي الجلدي بجانب غرفة القياس  وما إن ارتدت أولهم وخرجت حتى انفجر ضاحكاً من هيئتها، كانت تغرق بالفستان؛ احتقن وجهها بغضب وكادت أن ترد عليه فوقف هاتفا : أريد حذاء ذا كعب عالٍ يا بنات .

آسف، جمانة لكنك قصيرة فعلًا،
جزت على أسنانها بغيظ وتمتمت تحدث نفسها: وأنت وقح فعلاً !
تقدمت منها هند لتسلمها حذاء فقالت جمانة بخجل : لكن .... أنا لا أعرف المشي بالكعب العالي "
-نعم !!! نطقها كريم باستغراب لترفع جمانة طرف الفستان هاتفة به : لا أرتدي سوى الاحذية الرياضية إن لاحظت.
ضرب كريم كفاً بكف وقال بقلة حيلة : ارتديه هذه المرة لأجلي، حاولي، لن يكون واضحا الفستان بهذا الشكل " ثم أردف: لا ..ارتدي فستانا ًآخر بحق الله وبعدها جربي الحذاء. سأصاب بتلوثٍ في الرؤية.. تشوه الفستان! !.

زفرت زفرة قوية ودخلت لتجربة الفستان الثاني ثم خرجت كان كريم في حينها يتحدث بالهاتف، تقدمت من الكرسي الجلدي وارتدت الكعب العالي، استدار مجدداً ناحيتها عندما أحس بها وأشار لها بيده بأن تنهض، وقفت جمانة ليتطلع بها بتؤدة من الأعلى للأسفل ويبتسم شارداً، وكأن نور تمثلت أمامه هذه اللحظة، تقف أمامه، تتبسم له، خفق قلبه باضطرابٍ فنسي من كان يكلمه وأغلق الخط، رفعت جمانة حاجبها وتنحنحت ليتنبه على نفسه قائلاً بارتباك :آءءء لا تقفي كالصنم تحركي .

شحب وجهها وكان قد تقدم منها خطوتين للأمام، رفعت الفستان قليلاً وحاولت السير بضع خطوات ناحيته فتعثرت به وكادت أن تسقط فأسندها بيديه وهو يهتف: انتبهي" انكمشت على نفسها بخجلٍ بينما قال ضاحكاً : ألا تعرفين أن تخطي خطوتين بكعب عال؟! أي صنف من النساء أنت بحق الله !

أفلتت نفسها من قبضته وجلست على الأرض بمكانها وسط نظراته المستغربة وقالت ساخطة وهي تخلع الحذاء ، لن اجرب لك فستانا آخر أيها المتعجرف"

شهقت هند من حديثها بينما هتف كريم بجزع : الفستان سيتسخ يا مجنونة !
-بجهنم فليتسخ اخصمه من مرتبي "

قالتها وهي ترمي الحذاء ذا الكعب على الأرض بين قدميه ثم اتجهت وهي حافية تجاه حذائها الرياضي وجلست مجدداً على الأرض جكرًا به، لتنتعل حذائها وما زال كريم شاردًا بها، ضيق عينه وقد طرقت ذاكرته كلمات مراد حينما حدثه .

(( صوتها العالي, تصرفاتها الصبيانية، كلامها اللاذع، حتى . .حتى انها لا تعرف ارتداء الكعوب جميع الموظفات كن يهتتمن بأناقتهن ومع ذلك كانت أجملهن.... !! كل شيء فيها لا يمت للأنوثة بصلة ومع ذلك أعجبتني بشدة ! )) تمتم بعدم تصديق: مستحيل .. لا يمكن " ولم يدري بنفسه إلا وهو يتقدم منها بخطى مترددة حتى صار قبالتها تماماً، انحنى بركبته على الأرض ورفع وجهها بأنامله وعادت كلمات مراد تدق ناقوس ذاكرته(( عيناها السوداوان الواسعتان، شعرها القصير الأسود..غضبها المجنون ..ابتسامتها الأجمل..صراحتها التي تصل لحد الوقاحة )) فحدقت به باستغراب شروده فيها بهذا الشكل، مال بنظراتها إلى الأسفل و تعلقت عينيه على عنقها لتنفرجا باتساع وهو يمد يده ليسحب القلادة ويقول بارتباك : أنتِ.. أنتِ هي جماانة.
-جمااانة !!.
نطقها صوت آخر كذلك من خلفهما !
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.