WaleedFathy

شارك على مواقع التواصل

أين المدعو الكساندر؟ سألها شخص لعمال المكان , فاشاروا بسبابتهم اتجاهه دون أن يتفوهو بشئ , بعد أن ادهشهم سؤال الغريب الذى يبدو على هيئته انه ساعى بريد .
ساعى بريد يسأل عن الكساندر ماذا يريد منه ؟
غبى ... ساعى بريد يسأل عن شخص , اتراه ليقبض عليه أو لتقديم معونة .
لا أقصد ... ولكن منذ متى ويتواصل الكساندر مع البشر غير زوجته ؟ وما هو هذا الشخص وماذا يريد ؟
حتى زوجته ضاقت منه ذرعاً بعد احراجها فى مكان عملها ونعتها بالعقم , على أى حال سنعلم كل شئ , وكما يقولون لا شئ يبقى سراً للأبد .
الكساندر ! يستفسر ساعى البريد .
نظر إليه الكساندر بتمعن يتفحصه من اخمص قدميه لخويصلات شعره , وهو جالس ينهى بعض اعماله الكتابية تحت شجرة يستظل بها من حرارة الظهيرة , فجاوبه وهو يكمل عمله .... إنه هو .
رسالة إليك ...
اقتطب وجهه رافعاً رأسه قائلاً : إلى !
إليك الرسالة ... وقم بالتوقيع هنا .
وقع اليكس باستلام رسالته , وقام بتفحصها وفتحها ليصطدم بدعوته لحضور اجتماع المسابقة لمعرفة قواعدها وماهيتها .
أفاق من الصدمة التى ادخلته فى دوامة التفكير , ينجرف منها إلى متاهة داخل متاهة دون أن يجد لها نهاية أو علامة يفسر له هذه الرسالة , ليجد نفسه واقفاً أمام المطعم , يتطلع باحثاً عن زوجته عبر الحاجز الزجاجى الذى يفصل بينهما , متمنياً أن يخترقه ليصل إليها بالرغم أن بابه مفتوح , لكنه لا يريد أن يفسد اللقاء بعتاب أو مشاحنة مع اغراب .
خرجت إليه مسرعة بعد أن لمحته بنظرها وهى تضيف أحد زبائنها , لتجده وبدون مقدمات يقدم لها ورقة بيضاء , استفسرت عن ماهيتها ... فجاوبها بقرائتها لمعرفة مضمونها , قرأت الرسالة بجمود دون أن تظهر أى مشاعر أو ردة فعل , مما أصابه بحيرة بعد مراقبة تعابير وجهها وحركة جسدها ليستنتج قرارها , ولكن تلبد مشاعرها اجهدت تفكيره مما اضطره أن يصبر ليسمع قرارة حكمها .
مبروك ... قالتها بجفاء , واردفت : اتمنى لك الفوز والسعادة .
كنت بجوارك طوال هذه السنوات ولم يطرأ أى تغيير .
لا تحكمى على بالاعدام لكلمة خرجت دون قصد .
أولم يحاسب الشخص بالكلمة التى تخرج من فاه , ويكشف عن ما يكمن فى صدره وهو فى غير وعيه .
بلا ... ولكن من يتوب يجد من يغفر الذنوب .
لست إله .
انت إلاهى وأنا العبد المحبوب , انت البحر وانا الشط المتلاطم بأمواجه , الم ير إلهى خواء قلبى ببعده عنى , وأن تهدأ أمواجه بملاحقة شطى .
لو كنت اعلم أن بعدى عنك سينزع منك كل هذه المعانى الرقيقة , لتمنيت تبكيرها قبل ذبول روحها .
القليل من قطرات الندى تكفى لتعود الزهرة مشرقة يفوح عطرها عالمنا لتملأه بهجة ومرح .
برقت عيناها بوميض الرضا , بعد أن ادركت اصراره على إرضائها , وتحدثت للانتقال لحديث آخر قائلة : لكن من دفع الرسوم ؟
لا أدرى , وهذا ما يشغل بالى ويحير حالى , المهم الآن أن تستعدى لتكونين رفيقتى فى هذا الحفل , ولكى يخرج بأمان من مجادلة بلا خسران مع رفيق الزمان , ضمها بين ذراعيه بحب وحنان , وقبلها بين عينيها باستحسان , غارساً بقلبها بذرة الوصل والاطمئنان .
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.