!!
الجميع يترقبنى واسمع كلمات تتلفظ بأسمى , اعتقد أنه حان الوقت ليكون هذا وقتى .
تحرك اليكس وانجلينا بخطا ثابتة تشعر منها الهدوء والثقة البالغة , يرافقهما سام ليكمل ضلع فريق العمل الذى بدونهما لما اوصلاه إلى هذه الحفلة الساخرة .
تنحى سام بنفسه جانباً بعد أن تمنى لهما وله سهرة ممتعة بعيداً عن ضغوط ومشاغل العمل معهما , ابتسم كلا الزوجان بقبول الانفصال حتى يعود اللقاء .
وقبل أن يتخطيان بضع خطوات وهما يتفقدان المكان , استوقفهما أحد الأشخاص الذى عرفة اليكس من الوهلة الاولى فهو رئيس اتحادها والرجل الاول لهذه الرياضة , الذى تعرف عليه من قبل دون أن يكون بينهما حوار , اما الآن فهو يستقبله ويتعرف عليه ويتشرف بقبول دعوته وحضوره لهذا الحفل السنوى قبل اقامة المنافسات , انشرح صدر اليكس لهذا الاستقبال ولكنه يعلم انه لولا سطوعه فى الافق لما لاقى هذا الاستحسان , فادركه اليكس بنفس الشعور وشكره على حسن الاستقبال , وقبل أن يغادر اراد أن يأخذه للتعرف على اشخاص سيكون له صلة معهم فى الوقت القريب , نظر اليكس لانجلينا رافعا حاجبيه محركاً راحة يديه فى حيرة لا يعرف ماذا يفعل !! ايترك زوجته ويذهب مع الرجل الذى سيدخله دهاليز وخضم حياته الجديدة أم يحرجه ويتحجج بزوجته التى معه , لكن انجلينا بحسها الانثوى ادركت أنه من الافضل تركه بحريته ولا تقيده معها , مع أنها تؤنس برفقته ولا تريد أن تكون حجر عثر يقف فى طريق سعادته , فاشارت إليه مبتسمة أن يذهب معه , فما له أن انحنى الرئيس برأسه شاكراً حسن صنيعها , وامسك بيد اليكس لكى يحرره من كبريائه الذى يطغو عليه , بعد أن شعر بخبرته جمود افكاره وكأنها المرة الاولى الذى يحضر فيها هذه الحفلات ويريد من يقدمه إلى عالمه الجديد الملئ بالتحدى والمفاجآت .
استسلم اليكس دون مقاومة أو جهد , يستمتع بدور العبد التابع الذى سيكتب وثيقة تحريره على يد سيده , سارا معاً جنباً إلى جنب دون مخاوف تفزعه أو افكار تقلقه , يتعرف على من يقابلاه من لاعبين مدربين وكلاء صحفيين حتى من تمت دعوتهم من الاثرياء على سبيل المداهنة أو لإجراء صفقات من وراء الستار .
قضى اليكس بعض الوقت مع أحد الرعاه الذى يحاول اقناعه باللعب مع فريقه , بعد أن تركه الرئيس متمنياً له الاستمتاع باجواء الحفلة التى كانت على أوجها من صخب وغناء ورقص وثمل , الكل يستمتع لا يعى للدنيا هموم أو يتناسوها فى هذه اللحظة من العمر , لا يعيرون هامات ولا قامات إلا من رحم ربى , حتى صديقه سام انخرط بين الهائمين كما ينخرط البيض فى العجين .
هامت عيناه ارجاء المكان باحثاً عن زوجته إلا أنه اصطدم بفتاة من غير قصد , ابتسامتها الهادئة عينيها اللوزتين الضاحكتين وجهها الملئ بالطاقة جعلته يبتسم هو الآخر دون تكلف أو عناء , حياها بإماطة رأسه لها واستعد لاخذ طريقه من جديد , إلا أنها استوقفته بعد استفسارها عن شخصيته على أنه البطل اليكساند !! برقت عيناه واخذه الشعور بالفخر بعد سماع كلمة البطل من هذه الفتاة الصغيرة التى لم تتعدى السابعة عشر , فاجابها بأنه هو ... فازدادت اشراقاً على اشراقها وكادت عينيها اللوزتين تتسع ووجهها الوردى ينفجر من أثر السعادة , وقالت بدون تكلف أنها من اشد المعجبين به وأنها جاءت خصيصاً لهذه الحفلة لتلتقى به وتتعرف عليه , وما له بأن أجابها بكل هدوء بأنه سعيد من أجلها أن يكون له معجبين فى نفس سنها , واضافت بأن أمها أيضاً من اشد المعجبين به منذ زمن طويل ولابد أن يتعرف عليها .
أخذته من يده لكى يتعرف على والدتها وكأنها استلمت هديتها , انفرجت اساريره وهو يحدث نفسه قائلاً : شيخ عجوز وفتاة فى زهرة شبابها , تستسلم لهما رغماً عنك وكأنك مسلوب الإرادة , هل لأنك ترى فى هذا مستقبلك مع عجوز هادئ الطباع واثق من نفسه يقرأ الأفكار ؟
ترى أنه من الممكن أن تصبح مثله !! ولم لا فالامر غير مستبعد فسوف يكون لدى كثير من الاصدقاء والمعارف فى هذه الفترة وسوف استغلها أفضل استغلال , وترى فى هذه الفتاة ماضيك المتهور المنطلق بلا سراج يضبطه , كانت أفضل أيام حياتك تعيشها ولا تعبأ بمصيرها , ذهبت لاستغل الفرصة وسأذهب لأعيش اللحظة .
ربتت على كتف والدتها من الخلف التى كانت مع حوار مع اصدقاء , وما أن التفتت لتراه متماثل أمامها كالتمثال بعد أن صدمته الصدفة العجيبة التى لم تكن فى الحسبان , ليرى بعد هذه السنوات زوجته السابقة كما تركها سابقاً جميلة رقيقة انيقة إلا ببعض علامات الزمن التى حاولت إخفاؤها ببعض المساحيق , لم يشعر اتجاهها بغضة فى نفسه وشعر هذا أيضاً منها بعد ما قالته ابنتها له أنها ما زالت من المعجبين به , شعر بوخزة فى صدره افاقته من غيبوبته تذكره ماضيه مع امرأته السابقة التى تركته وارتبطت بخليله , وحدثها ببرود : مرحباً كريستين .
ردت عليه بهدوء : مرحباً اليكس .
نظرت الفتاة إليهما باندهاش مستفسرة عن معرفتهما ببعض , ردت عليها كريستين بتنهيدة لا يمكن البوح بأسرارها : نعم ... أنه صديق قديم لوالدك .
تحدثت الفتاة باستغراب : ولكنكم لم تحدثوننى عن هذا الأمر من قبل .
قال لها اليكس مبتسماً ليذهب بحيرتها بعيداً عن الشكوك والظنون : كان هناك خلاف بينى وبين والدك فى فترة شبابنا وأظن أن الزمن قد يعالج الجراح , نظرت إليه نظرة شك محدثة نفسها : لا أظن ذلك , واستطرد قائلاً : ولكنى حتى الآن لم أعرف أسمك يا عزيزتى .
كارا ... قالتها الفتاة .
نظر اليكس لكريستين نظرة مبهمة وكأنه يحدثها قائلاً : ألم يكن هذا الأسم الذى اخترناه لو رزقنا الرب بفتاة .
ردت عليه بنظراتها قائلة : لم انساك يوما ً.
اسم جميل لفتاة اجمل ... قالها اليكس .
شعرت الفتاة بالحماسة وسألته التوقيع لها بعد أن اخرجت كتيب صغير , ابتسم لها اليكس وحدثها وهو يوقع لها متمنياً السعادة والنجاح قائلاً وهو يمازحها : فى المرة القادمة عندما تحتاجين توقيعى اجلبى كتيب اكبر من ذك فأنا لم اجلب معى نظارتى الطبية .
أنت فى زهو شبابك يا رجل ... قالها شخص من خلفه وعندما استدار لقى ما توقعه , اختفت الإبتسامة من على الوجوه ليطبع مكانها التوتر والوجوم , واستطرد البرتو : من يضع نفسه فى هذا المكان تتدفق عروقه بالامان ويكون السن له مجرد من الزمان .
ماذا تقصد البرتو ؟ قالتها كريستين بانفعال .
رد عليها بكل هدوء : اقصد المسابقة بالطبع , فهل هناك مقصد غيره ؟
اعتبر هذا اطراء بعد الرهان , قالها اليكس وبصوته نبرة تحدى .
رهان أى رهان ؟ سألتها كارا مستفسرة .
لا شئ يا عزيزتى ... صديقنا اليكس كسب رهان عندما حل ثالثاً مع بعض الهواة , فهل لنا نراه فى هذه المرتبة مع المحترفين الذى لم ينافسهم من سنين .
ابتسم اليكس ابتسامة سخرية قائلاً : كأنك تحفزنى كما كنت تفعل سابقاً , ولكنك لم تجنى من ورائى غير الفكر المشغول .
حبس البرتو غضبه وانفعاله وظهر بمظهر المسيطر والمتحكم قائلاً : بفضلك ثبت مكانى أكثر داخل الاتحاد وازدادت شعبية اللعبة وازدهرت مورادها , فكيف تقول أننى لم اربح ؟ أنا لو خسرت شئ فأنا اربح بمقابله اشياء اخرى تعوضنى خسارتى إن لم تكن اكثر .
ازداد حنق اليكس وضاق صدره واراد أن يصفع وجهه ليحرره من كبريائه قائلاً : العبرة بالكيف وليس الكم , وإن كنت ترى ذلك فمرحى لك هذه المكاسب الكبيرة التى تعوض خسائرك البسيطة .
رجع لزوجته التى كانت تنتظره على البار وحيدة شاردة يشتعل فؤادها بالغيرة بعد أن رأته يجتمع بعائلته القديمة , وكان ما يشغل بالها وهو قادم اتجاهها اتحدثه عن ما يكن به صدرها ام تتركه لعل الزمن يخيب ظنها .
جلس بجوارها صامتاً يحاول تهدئة اعصابه حتى لا يفسد عليها اجواء الحفلة , وقبل أن يأخذ وقته الكافٍ داهمته بطلب غريب لم يتوقعه قائلة : دعنا من هذه الحفلة وهيا بنا ننتقل لمكان آخر .
سألها مستفسراً : ألم تعجبك الحفلة ؟
أنها جميلة ولكنها غير مبهجة .
وضع يده فوق يدها وقال بصوت كله دفئ وحنان : أنا بجانبك .
ابتسمت له قائلة : بجسدك وليس بروحك , اتظن أنها من أجلى فقط !! لأجلنا نحن الاثنان .
هْما بالوقوف يخطيان خطوات ثابتة نحو باب الخروج يحدقان لنفس الاتجاه , فعين طالت زوجته السابقة وهى تقول لازلت جميلة ولازلت أنا زوجته , وعين طالت غريمه قائلاً اعطى ما لقيص لقيصر وما لله لله .