بدأت الآن حياة جديدة اتشوق بدخولها والاستمتاع بها , اطوى صفحة الماضى لأنه لن يرجع , وساعيش الحاضر لاستمتع , ولن افكر بالمستقبل لانقشع , ساترك قاربى يحمله نهر تجاربى , وتسيره رياح اعمالى ليوجهه مجدافى إلى قدرى المحتوم الغير معلوم .
أقف الآن أمام سيارتى , انظر إليها وكأنها روحى التى سلبت منى , وجاء الوقت لاسترجاعها وضمها إلى جسدى , يساندنى على يسارى بجوار قلبى زوجتى , وعلى يمينى اتكأ على صديقى , وبين زراعى احمل خوذتى لتبدأ مهمتى .
بدأ التوتر يشعل اطرافى حينما غزت روحى جسدى واعضائى , اشعر بالجميع يترصدنى بعيون مثقلة بين الحسرة والسخرية , جعلتنى اتكور بداخلى اذوب بين عقلى وافكارى , حينها خيل لى بأعلام ترفرف كالطيور , تنذرك بأن استعد أن انطلق لاقصى حدود .
جسدى بدأ غير متلائم مع روحى لم يعتاد عليها وكأنها لم تثبت بعد فى مكانها أو تألف وجودها , مشوشة غير قادرة على الاتزان , تشعر وكأنها بوعاء فارغ متى انطلقت لتهرب من سجنها عادت مسرعة لتضم اليفها .
عقلى الصغير لم يتحمل تشتت نفسيتى المتأرجحة داخل عواصف من الانفعالات والاضطرابات الملتهبة , اضعفت خلاياها المتشبعة داخل حصونها المتجوفة .
عندما تتيقن أنك فى منتصف الطريق وتخرج من حالة التشنج والتخشب , تبدأ اعصابك بالاسترخاء وتصعد روحك لكبد السماء , يغمرها احساس بالسكينة والهدوء وكأنها امتلأت بنسيم الهواء .
تعود الثقة إليك من بعيد , لا تعلم اتلتقطها وتبدأ من جديد , أم تتركها حرة كفراشة سابحة بملابس العيد . ولكن اعلم إن احتفظت بها فاعمل لها وإلا ستكون نهايتك كما يقولون "لا تستر عدو ولا حبيب" .
انتهى مشوار البداية بنتيجة لا بأس بها وتستر غاية , فهو الآن سيدخل المرحلة الثانية من السباق فى وضع مقلق لم يعتاد عليه , حيث أنه مجبر أن ينهى هذه المرحلة مع نصف الاوائل المتأهلين , وإلا سيكون عليه المغادرة وينتهى معه مشوار حلم كان بالامكان تفاديه , ولكنه هو من وضع نفسه بداخله وتمسك به .
مبروك حبيبى ... قالتها انجلينا مع طبع قبلة صغيرة على شفتيه .
تهانينا وموفق فى المرحلة القادمة ... قالها سام وهو يبتسم ابتسامة مجاملة .
اليكس : اشكركم على هذه الروح الجميلة , ولكن لا يمكن أن ينتهى الحلم باكراً فمازال أمامنا الوقت للعمل بجد لكى يتحسن الاداء .
انجلينا : معك حق , التدريب شئ مهم ولكن لا تغفل التأهيل النفسى .
اليكس : ماذا تقصدين ؟ وقد طرأ على وجهه الدهشة .
انجلينا : اقصد أن تستمتع وانت تقود ولا تشغل ذهنك كثيراً بأمر السباق , فانت اكبر واعلى من أن تضع موضع اختبار .
سام : أصبت انجلينا ... هدوئك وثقتك بنفسك ستضئ بصيرتك وتفتح لك ممرات ودروب تصلك فى النهاية لبر الامان والطمئنينة التى ترجوها وتسعى لجلبها .
صمت اليكس برهة ... ثم تحدث بصوت واهن سائلاً : هل كان وضعى بهذا السوء لتتحدثا عن اهتزاز ثقتى وقلة حيلتى ؟
سام : ليس هذا المقصود ... لكن من يعرف تاريخك وبطولاتك غير من يتعرف عليك لأول مرة .
اليكس : لا أعى بماذا ترمى ؟
سام : انت لب الموضوع وجوهر تفاصيله , فالضغوط التى وضعتها على نفسك أو التى وضعت على عاتقك انحنى بها ظهرك وقوسها وانت تريد إقامتها وشد عودها دفعة واحدة وهذا ما أثر عليك , كمثل ناقل الحركة فى السيارة يصعد تدريجياً ولا يبدأ من النهاية , فلا تجعل شاغلك الوصول للنهاية باسرع الطرق ولكن اجعلها تصل بافصل الطرق .
انجلينا : دعونا الآن من أمر هذا السباق فقد انتهيا منه للتو , اذهب وبدل ملابسك لأننا سوف نتشارك الغذاء فى أشهر مطاعم ميلانو وعلى نفقتى الخاصة .
اليكس : لا أقدر أن أفوت هذه الفرصة التى لا تتكرر كثيراً .
ابتسم سام ... وابتسمت انجلينا بعد أن نغزته على كتفه بقبضة يديها .