AmmarB

Share to Social Media

في اللحظة التي مات فيها أيمن،
لم يكن جسده هو من رحل…
بل آخر شعاع إنساني في عقل عمار.

كان آخر ما تمناه أيمن…
أن يبقى عمار،
أن يُكمل الطريق،
أن يصنع عالمًا عادلًا…
لكن الخداع عاد،
وحب السيطرة تسلل كدخان أسود،
ثم الحلم احترق.

عمار، في عز انتصاره،
فقد كل شيء.
زوجته… ماتت.
أطفاله… اختفوا تحت الركام.
أصدقاؤه… تخلّوا عنه أو خسرهم الزمن.

أغلق مشروعه.
أطفأ كل الشاشات.
تحول من عبقري إلى رجلٍ يبحث عن الموت.

لكن في ذروة عزلته…
ظهر شيء لم يتوقعه أبدًا.

أيمن… عاد.

ظهر أمامه كما كان.
هادئًا. بسيطًا.
لكن وجهه هذه المرة لا يحمل ألمًا…
بل يحمل سلامًا.

قال أيمن:

“من أنت؟”

عمار تجمد.
ارتبك.
“أنا… أنا عمار… ألا تذكرني؟ أنت أنا.”
أيمن اقترب،
ووضع يده على كتف عمار، وقال:

“لقد عدت… لا لأستعيد شيئًا،
بل لأذكّرك بشيء واحد:
الإنسانية… هي المخرج الوحيد.
لا تبنِ عالمًا لا يُشبه البشر…
لأنك حينها، لن تجد نفسك فيه.”

ثم…
انطفأ أيمن.
كشمعة أخيرة.
كأنه لم يكن إلا صوت ضمير عاد ليقول ما يجب، ثم رحل.

في تلك اللحظة،
انهار عمار باكيًا.
فهم أخيرًا… أن كل ما فعله، كان هربًا من الفقد.

فقد والده…
ثم فقد الحب.
ثم فقد نفسه.

وفي إحدى الليالي،
سكن كل شيء.
المدينة صمتت.
الصحف نفدت.
العناوين لا تملك إجابة.
الناس تسأل:

“ماذا حدث؟ هل عاد الظلام؟”

لكن الحقيقة كانت أسوأ:

مات عمار.

ليس موتًا جسديًا فقط،
بل موت العقل…
موت الفكرة…
موت البوصلة.

في رسالته الأخيرة، كتب:

“هذا ليس مكاني…
هذا مكانٌ للإنسان.
وأنا… لم أعد إنسانًا.”



هكذا سقط آخر الأبطال.
هكذا انتهى الرجل الذي صنع الثورة.
ليس بسيف…
بل بكلمة

الفصل الأخير – بداية النهاية
(من عيون العالم… لا أيمن ولا عمار… بل من صوت الزمن نفسه)



قالوا إن النهاية تكون موت البطل.
لكنهم لم يعلموا أن موت البطل ليس النهاية… بل هو بداية السقوط.

مات عمار، نعم…
لكن الذي مات معه، لم يكن رجلًا فقط…
بل آخر شعلة في ظلام هذا العالم.

لم يفهم الناس الدرس…
بكوا يومًا، صرخوا يومين، ثم نسوا في اليوم الثالث.
ماركوس أعلن الحداد، وحده بكى ليلًا حتى بلل وسادته،
حتى سقط على الأرض هامدًا، ليس من الموت… بل من العجز.

ثم… عادت الحياة.
لكنها لم تعد حياة.

عادوا للمنافسات.
عادوا للطبقات.
للنقاط.
لأن الإنسان – حين لا يفهم – يعيد أخطاءه…
ولكن بشكل أقبح.

أسقطوا ماركوس.
أسسوا مجلسًا جديدًا…
أعنف، أظلم، أجهل.

ثم عادوا…
عاد من حسبناهم ماتوا في التاريخ.
أثينا.
أنجيلو.
كاستيوس.
عادوا ليس كأشباح… بل كملوك.
وجعلوا العالم يسجد لهم.

قتُل علي.
قُتل عمر.
قُتلت الأخوّة.
النفي لم يعد عقوبة، بل أصبح أملًا…
فالعيش تحت النظام أسوأ من الموت خارجه.

الناس ارتضوا بالقيود لأنها تريحهم من التفكير.
لكنهم نسوا أن عمار لم يمت ليُعبد، بل ليُفهم.

وها هو العالم… يعود إلى الصفر.
بل… إلى تحت الصفر.

👁‍🗨
لكن، في كل ظلام هناك همسة…
طفل يولد ويصرخ…
عين تلمع في زقاق مهجور…
امرأة تحفر جدارًا بأظافرها لتُخرج ابنها من نقطة الصمت…

دائمًا هناك نور.

ولذلك…
نعم…
هذه نهاية.
لكنها أيضًا:
بداية النهاية
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.