زين: “أخرج من رأسي.”
أنكوس: “بل أنت مَن دخلت.”
الذاكرة بدأت تختلط.
مشاهد من حياة كل منا تتراكب.
أنفاس واحدة… لكن خوفين مختلفين.
زين: “أنا الخداع.”
أنكوس: “وأنا الحقيقة.”
زين: “أنا السلاح.”
أنكوس: “وأنا القرار.”
لا أحد يغلب الآخر…
لكننا… مستمرون.
لا نستطيع التوقف.
لنعود إلى حيث بدأ كل شيء.
لنُكمل ما لم يستطع أحد إنهاءه.
ليس كورثة… بل ككيان جديد
زين)
كنت دائمًا أؤمن أن الذكاء هو رأس كل شيء. الخداع؟ إنه فن. القوة؟ ليست فقط عضلات، بل إرادة، هندسة، خطة محكمة. أنا ابن عمار… ذلك الذي حرّر ثم مات، ذلك الذي قيل عنه أنه “أضاء ظلامًا، فاحترق.”
لكني مختلف.
ورثت منه كل شيء، أو على الأقل، هذا ما يقولونه. يقولون إنني امتداد عبقريته. ولكن ما لا يرونه هو هذا الفراغ الذي ينهشني. هذا الصمت الداخلي الذي لا يفسّره أي نصر، ولا يسدّه أي إنجاز. كنت أتصنّع الابتسامة، أتقنها، لأقنع من حولي أنني أعرف ما أفعل. لكنني كنت أبحث… عن شيء. عن معنى. عن نقطة بداية جديدة… أو نهاية واضحة.
إلى أن التقيته.
(أنكوس)
أنا لست ابن بطل… بل ابن فكرة.
لا أحب الخداع، ولا أمجّد الذكاء البارد الذي يُقصي الإنسان لأجل “النظام.” أؤمن أن الإنسان ليس مشروعًا يجب تحسينه، بل كائن يجب فهمه. أنا لا أرى في العالم معركة، بل فرصة. لذلك كنت دائمًا أختلف. في كل النقاشات، في كل الفصول، كنت الصوت الناعم وسط العاصفة. لا أتبع أحدًا، ولا أعارض لأجل المعارضة. أبحث عن الضوء في كل عتمة.
وعندما رأيته، زين، أحسست بشيء غريب.
هل يمكن لشخص أن يشبهك في العمق… ويخالفك تمامًا؟
(اللقاء)
كأن القدر سحبنا إلى نقطة واحدة.
تقاطعنا صدفة… أم ربما لم تكن صدفة.
نظرت إليه، وشعرت وكأني أنظر إلى نفسي في مرآة لا تعكس شكلي، بل طبقات روحي. تبادلنا الكلمات الأولى كأنها طلقات اختبار.
زين قال بابتسامة باهتة:
“تعرف؟ العالم لا يُبنى بالمشاعر.”
فأجبته بهدوء:
“لكن ينهار حين تُهمل.”
ضحكنا. لكن خلف الضحك كان صراع.