AmmarB

Share to Social Media

الصوت تغيّر.
لا شيء… لم يعد كذلك.
في بداية طريقه، كان يظن أن وجوده كافٍ كمراقب. أن الصمت هو الفضيلة، والرؤية دون تدخل هي النقاء.
لكنه اكتشف… أن من يرى دون أن يتكلم، يُحمّل نفسه ذنوبًا لم يرتكبها، لكنه سمح بحدوثها.

التحوّل لم يكن سهلاً.
“كل شيء” لم يكن كيانًا خارجيًا، بل كان الجزء الذي تركه “لا شيء” مُهملاً منذ البداية.
الجزء الذي أراد أن يحب، أن يصرخ، أن يوقف الألم.

ظهر الصوت داخله:

“حين لا تكون شيئًا، فأنت كل شيء بانتظار أن يُبعث.”

بدأ يتحدث.
في البداية… إلى نفسه،
ثم إلى الأحداث.
ثم إلى الماضي.

قال لأحداث الأمس: “أنا آسف.”
وقال لأرواح الذين رحلوا دون حق: “أنا كنت هنا. رأيت. ولم أفعل.”

ومع صوته، تشكلت مفاتيح لم تُفتح من قبل.
مفاتيح الندم، والفهم، والرغبة بالتكفير.
رأى أن ما فعله آريوس لم يكن جنونًا، بل يأسًا متخفيًا خلف طموحٍ أعمى.
وما فعله أنجلو لم يكن سلطة، بل محاولة تعويض لخلل لم يُشبع في داخله.

لكن الأهم…
هو أن زين وأنكوس، الورثة… لم يكونوا أبناء قدر، بل أبناء خطأ لم يُصلَح.
وهو الآن… يُصلح.

أعاد قراءة الأحداث بعيون من يملك الوعي الكامل.
كل لحظة سابقة لم تكن عبثًا.
كل صمت كان مقدمة لصوت حقيقي.

“أنا لست لا شيء بعد الآن.
أنا من حمل الفوضى على كتفيه، والآن… سأضعها أرضًا.”
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.