كنتُ أظن أنني لا شيء… مجرد ظلٍ صامت بين جدران التاريخ.
لكني الآن… أسمع.
لأول مرة، هناك صوت داخلي ينبض بي، يسألني:
من أنت؟
وهل ستبقى مجرد عين ترى، أم ستصبح صوتًا يُسمع؟
صدى هذا السؤال مزّق سكوني. لم أعد فقط ذلك الراوي الغامض، بل بدأتُ أشعر بثقل ما رأيت… كأن كل تلك اللحظات تُحفر داخلي الآن لا خارجي.
أغمضتُ عيني، فوجدتني أمام صور لم أعرف أني كنت فيها:
• نظرة أنجلو وهو يقتل والده.
• صوت زين وهو يبكي في أول تجربة داخل “المدن تحت الصفر”.
• لمعة في عيني أنكوس عندما قال: “أنا لست امتدادًا لأحد، أنا… أنا نفسي”.
هل يمكن للاشيء أن يتحول إلى “شيء”؟
هل يمكن للراوي أن يصبح أحد الأبطال؟
أم أنني فقط مجنون يصدق صدى ذاكرة ليست له؟
كنتُ هناك عندما أسسوا النظام…
كنتُ هناك حين انقسم الورثة…
كنتُ هناك حين انطفأت أول شعلة…
لكني لم أكن أحدًا.
الآن، هناك صوت جديد يتردد داخلي، لا يشبهني.
صوت مختلف تمامًا، أكثر يقينًا، أقوى… يُشبهني ولا يُشبهني:
“أنا كل شيء.”
…
هل أنا “لا شيء”، أم أننا “نحن”؟
وإذا سأكون… فماذا سأكون؟
راوٍ؟ أم فاعل؟ أم مجرد ذكرى؟
ربما… ربما أكون البداية قبل البداية