AmmarB

Share to Social Media

في البدء، لم أكن شيئًا.
رجل لا يُرى. لا يُسمع. لا يُفهم.
كنت هناك… دائمًا، ولكن خلف الزجاج. أراقب. فقط أراقب.

كان العالم بسيطًا. لا نقاط، لا طبقات، لا تسميات.
الناس تمشي بلا أرقام على رؤوسها. بلا قلقٍ على ترتيبهم في سلمٍ لا نهاية له.

ثم جاء هو.
رجل يُدعى آريوس.
لم يكن شريرًا، بل أبًا أراد أن يُحسن من أبنائه.
ابتكر نظامًا، بسيطًا، يعتمد على النقاط.
أفعال حسنة؟ نقطة.
تقصير؟ تُخصم.
مكافآت صغيرة… منافسات ودية.

لكن الأبناء لم يروا ما رآه.
من بين الجميع، كان هناك فتى يتّقد ذكاءً وجوعًا… أنجلو.

كان الأفضل بينهم.
كل يوم يقتنص نقطة، كل لحظة يسعى لتفوق جديد.
وبينما كان والده يرى نظامه يتحول إلى سباقٍ ضارٍ، قرر أن يُوقف كل شيء.
لكنه لم يعلم… أن النظام أصبح إدمانًا.
وأنجلو؟ لم يكن مستعدًا للفطام.

حين قال آريوس:

“سأوقف النظام. لقد خرج عن هدفه.”

رد أنجلو بلا كلمة.
لكنه فعل:
استولى عليه.
استمر في النظام… لوحده.
لكن اللعب وحيدًا لا يكفي.

كان يريد العالم كله أن يتنافس.
أن يُقاس. أن يُراقب.
فأسّس “منظمة النظام”.

أول من انضم؟ إخوته.
ثم أصدقاؤه.
ثم… قتله.
نعم، قتل والده حتى لا يُغلق المشروع.

أضف إلى قائمته:
– سارة: الطموح بلا قلب.
– كاستيوس: المتعجرف، الذي يرى كل شيء ملكًا له.
– ورجلٌ آخر… لم يُذكر في التاريخ.

كنت أنا هناك.
“لا شيء”
أظن أني من المؤسسين أيضًا… أو ربما كنت مجرد شاهد.

ظننت أنها لعبة.
لعبة داخل عائلة ممزقة.
لكن أنجلو لم يكن يلعب.
كان يخلق سُلطة.

استولى على الحاكم.
ألغى القوانين القديمة.
زرع نظام النقاط في كل زاوية من الأرض.

حينها… ظهر رجل.
اسمه محمد.
هادئ، ذكي، يحمل جهازًا يقيس ما لا يُرى:
قدرة الدماغ.
أراد فقط أن يفهم أطفاله.
لكنه وُصِم بالخطر.

سرقوا جهازه.
نُفي. أُخفي. قُتل كل مَن حاول مساعدته.

وأنا؟
قلت لا.
لا أريد أن أكون جزءًا من هذا.

فنفاني أنجلو.
كأنني لم أكن.
كأنني كنت… لا شيء.

ومن هنا بدأت الفوضى
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.