Tahani Muhsin

شارك على مواقع التواصل

وبعد أسبوع سافر 'عبد الحميد' إلى القرية السياحية لتجهيز البيوت التي سيسكنها أفراد أسرته والضيوف. وعمل بجهد كبير كي ينسي قلبه زوجته 'نرجس'، وينسي عقله تسرعه في زواجه الثاني..

وفي الأسبوع الثاني وصل الضيوف إلى القرية السياحية للإحتفال بزواج ابن خال 'عبد الحميد'. وصلت سيارة بيضاء وتوقفت أمام حديقة صغيرة وترجلت منها 'حنان' وزوجها 'فادي' وأطفالهما الثلاثة والخالة 'زهراء' و'توليب'..
'فادي' :- أنا كلمت 'عبد الحميد' وقالي نستناه هنا !!

اقتربت 'توليب' من 'حنان' وأمسكت بذراعها بقوة..
'توليب' :- 'حنان' بدأت أخاف وحاسه أن قلبي هيموت وهو بيرجف من الخوف !!
'حنان' :- ماتخافيش أنا فاهمه شعورك، وكوني مطمنة أننا مش هنبدأ بخطتنا حتى تقابلي أخويا، وتتعودي عليه، وتثقي بنفسك أنه مش عارف مين أنتي. ودلوقتي خذي نفس طويل لأن وشك بدأ لونه يصفر !!
'توليب' :- حاضر !!
'فادي' :- طيب خلونا نرتاح نقعد على الكراسي !!

مشى الجميع إلى الكراسي بالمظلات وجلسوا. وبدأت 'توليب' في التنفس بأسلوب "اليوغا"، تأخذ نفساً طويلاً من فمها وتزفره ببطء من أنفها. التفتت 'حنان' إلى الجميع وبدأت في مراجعة الخطة..
'حنان' :- هاه زي ما أتفقنا أنتى ممرضة اسمك 'أمل'. جيتي معانا تهتمي بصحة خالتي. وأنتي يا خالتي أكيد فهمتي خطتنا. فيا ريت الكل يلتزم باللي أتفقنا عليه !!
'زهراء' :- ماتخافوش من 'عبد الحميد' هو بيحبني قوي وبيسمع كلامي، وهقوله بكل حاجة وأطلب منه يطلق مراته المجنونة !!

... "'زهراء' 57 سنة، طويلة، ممتلئة، شعرها رمادي، بيضاء البشرة، عيونها رمادية، ترتدي نظارة طبية" ...

خافت 'حنان' و'توليب' من كلام 'زهراء' وصرختا بصوت واحد :- لااااااا !!
'توليب' :- مش دلوقتي، عايزه نصبر شويه !!
'حنان' :- الله يخليكي يا خالتي، خليكي ساكته. أرجوكي بس فكري في خطتنا. هي ممرضة اسمها 'أمل'. اسمها إيه ؟!!
'زهراء' :- 'أمل' أنا فاهمة، ولكن ليه نلف وندور على 'عبد الحميد' ومراته أهي قدامه ؟!!
'حنان' :- إحنا بنحب نتعب، وأخويا بيحب يلعب، فسيبينا نلف وندور براحتنا حتى نوصل لنهاية خطتنا !!
'زهراء' :- أفهموني 'عبد الحميد' راجل عاقل وهيحب مراته الجديدة. وأنتي حلوة ما شاء الله عليكي !!
'توليب' - بخوف - :- 'حنان' بدأت أفكر أنسحب من الخطة وأرجع مكان ما جيت !!
'حنان' :- إزاي تنسحبي وإحنا خلاص بقينا في الخطوة الثانية ؟!!
'زهراء' :- مش فاهمة ليه بتصعبوا الموضوع بخطوات طويلة؟ أطمنوا أنا هكلمه دلوقتي واريحكم من القلق اللي حاطين نفسكم فيه !!

بدأت الدموع تتدفق من عيون 'توليب' من الموقف الذي سيحدث لها لو كشفت 'زهراء' حقيقتها لـ 'عبد الحميد' بعد دقائق..
'توليب' :- أنتي السبب يا 'حنان'. يا ريتك ما خططتي ولا جبتيني هنا أشوف نهايتي بعنيا !!
'زهراء' :- يعني كنتي هتشوفي نهايتك برجليكي؟ ههههه ما كلنا هنشوف نهايتنا بعنينا !!
'توليب' :- يا رب، يا ريتني ما سمعت كلامك يا 'حنان' !!
'حنان' :- الله يخليكي يا خالتي، لما يوصل 'عبد الحميد' بس سلمي عليه، وفي الليل هنفكر إيه نعمل معاه !!

قربت 'زهراء' نظارتها من عينيها..
'زهراء' :- وهو فين دلوقتي؟ عايزه أدخل البيت أنام وأرتاح !!
'حنان' :- هيوصل حالاً بس خليكي قاعده على الكرسي شويه. وأنت يا 'فادي' أرجوك اتصل بيه ثاني، خليه يستعجل !!
'فادي' :- حاضر !!

فتح 'فادي' هاتفه الخلوي لكنه رأى سيارة 'عبد الحميد' قادمة من بعيد..
'فادي' :- أهي عربيته جايه !!

توجه 'عبد الحميد' نحوهم بالسيارة وترجل منها سريعاً لاستقبالهم. قفز قلب 'توليب' فرحاً وسعادة لرؤيته قريباً منها وفي الطبيعة لأول مرة..

'توليب' - لنفسها - ... " معقولة ده الراجل الوسيم بقى جوزي ملكي ؟!! " ...

خلع 'عبد الحميد' نظارته الشمسية وابتسم لهم مرحباً واقترب منهم. احتضن أخته 'حنان' وأولادها وسلم على 'فادي' وقبل يد ورأس خالته 'زهراء'..
'عبد الحميد' :- أهلاً بالغاليين جيت بنفسي علشان أوصلكم للبيوت اللي هتسكنوا فيها وأطمن على راحتكم !!

التفت 'عبد الحميد' والتقت عيناه بعيني 'توليب'، ومن خوفها وتوترها وقع قلبها وذاب تحت قدميها..
'عبد الحميد' :- ودي الممرضة اللي هتقعد معاكي يا خالتي ؟!!
'زهراء' :- هاه عجبتك ؟!!

تفاجأ 'عبد الحميد' بسؤال خالته. وأحمر وجه 'توليب' من الخجل. وأصفر وجه 'حنان' لقرب انكشاف خطتهم..

ابتسم 'عبد الحميد' مجاملة لخجل 'توليب' لكنه شعر بمشاعر غريبة نحوها لم يستطيع تفسيرها..
'عبد الحميد' :- أسف يا دكتورة بس خالتي بتحب الهزار قوي !!

التفت إلى خالته 'زهراء' وابتسم..
'عبد الحميد' :- خالتي أنتي مش هتبطلي حركات "هالة فاخر" ؟!!

رأى 'عبد الحميد' ارتجاف يدي 'توليب' فتكلم لينسيها مزحة خالته ولتلتقط أنفاسها..
'عبد الحميد' :- يلا خلوني آخذكم للبيوت اللي هتسكنوا فيها وترتاحوا لكم بقية اليوم، وفي الليل هنجتمع على العشاء في مطعم الفندق اللي أنا قاعد فيه !!

أخذهم 'عبد الحميد' إلى بيتين متقابلين أحدهما لـ 'حنان' وعائلتها الصغيرة والثاني لـ 'زهراء' و'توليب' وسلمهما المفتاحين..
'عبد الحميد' :- يلا هخليكم ترتاحوا. باي يا بنات !!

احتضن 'عبد الحميد' أبناء 'حنان' وغادر بسيارته. أشارت 'حنان' لـ 'فادي' نحو بيتهم الجديد..
'حنان' :- 'فادي' خذ البنات وأدخلوا البيت، وأنا خمس دقائق وأحصلكم !!
'فادي' :- اوكيه بس هاتي 'كريم' !!

دخل 'فادي' البيت مع ابنتيه 'فرح' و'سارة' وابنه 'كريم'. ركضت 'حنان' خلف 'زهراء' و'توليب'. ارتمت 'توليب' على السرير لتسترخي عليه وترفع ضغط دمها المنخفض. اقتربت 'حنان' من خالتها..
'حنان' :- ينفع يا خالتي أحط شريط لاصق على بقك وأبقى كده مطمنه على سرنا !!
'زهراء' :- اللاصق دا أنتي تخذيه وتلصقيهم مع بعض. أومال إزاي هتقربيهم من بعض ؟!!
'حنان' :- يا خالتي يا سفيرة النوايا الحسنة، صح عايزين نلصقهم ببعض، لكن عايزين نلصقهم بصمغ ماينفكش لما يقربوا بشويش ويتعارفوا ويحبوا بعض، مش خبط لصق زي ما أنتي عايزة ؟!!
'زهراء' :- حاضر يا بنت أختي، هسكت ومش هساعدكم، ومش هفتح بوقي بكلمة واحدة، وأنتم تستاهلوا !!
'حنان' :- يا سلاااام عليكي يا خالتي لما تساعدينا بسكاتك بتجنني، وكأنك قمر بينور بهدوووء في ظلام الليل !!

صمتت 'زهراء' أنها ليست راضية عن خطة 'حنان'..
'حنان' :- فين 'توليب' يا خالتي ؟!!
'زهراء' :- شفتها دخلت الأوضة اللي قدامنا. خلينا نشوف هي ليه ساكته ؟!!

دخلت 'حنان' وخالتها الغرفة فوجدتا 'توليب' مستلقية على السرير، تلوي شعرها بإصبعها وتبتسم في عالم الخيال. اقتربتا منها ببطء..
'زهراء' :- يا حرام، شايفه؟ اهي دي نهاية خطتك. ضيعتي عليها الوقت لما ضيعتي لها عقلها !!
'حنان' :- 'توليب'؟ ردي علي أنتي بخير ؟!!

ابتسمت 'توليب' ونظرت إليهما..
'توليب' :- أيوة، أنا بخير وسمعت كل كلمة قولتوها، لكن أنا دلوقتي برجع الزمن للوراء وأعيد اللقطة لما جت عيني في عينه. يا سلااام نظرته تجنن !!
'زهراء' :- 'حنااان' خلاص خليكي كده ساكته لحد ما تضيع البنت منك !!
'حنان' :- يا بنت فوقي يعني هتعملي إيه لما تقربوا من بعض ؟!!

قامت 'توليب' من مكانها بسرعة..
'توليب' :- امتى امتى هنقرب من بعض ؟!!
'حنان' - بخبث - :- يعني موافقة نقوله الليلة ؟!!
'توليب' - بخوف - :- لاااا ههههه. كنت بس بهزر معاكي !!
'زهراء' :- طيب يا 'حنان' قولي دلوقتي امتى هنقدر نقول لـ 'عبد الحميد' بالحقيقة أنه جوزها !!
'حنان' :- خالتي مش هنقدر نقوله الحقيقة على الأقل في الوقت الحاضر !!
'زهراء' :- آه يعني هنقوله يوم فرح 'عماد' !!
'حنان' :- لا، ولا في يوم فرح 'عماد' !!
'زهراء' :- طيب طمنيني امتى هنقدر نقوله ؟!!
'حنان' :- معاكي يا خالتي اطمني ولا عمرنا هنقدر نقوله !!
'زهراء' :- خلاص مادام كده، أنا هقوله الليلة !!

شعرت 'توليب' بالخوف من 'زهراء' إذا نفذت كلامها واخبرت 'عبد الحميد' بحقيقتها..
'توليب' :- الحقيني يا 'حنان' !!
'زهراء' :- ماتخافيش، خليكي معايا بس !!
'توليب' :- معاكي؟ يا لهوي يبقى أنا انتهيت !!

༺༻
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.