خرجت 'توليب' من المصعد واتجهت نحو جناح 'عبد الحميد' وكأنها تريد الذهاب إلى غرفتها، ومن أجل تسجيل الكاميرات وقفت أمام الباب كأنها رأت شيئا ملتصقا بطرف فستانها. فرفعته لإزالته وقربت أذنها قليلاً من الباب. فتح ‘عبد الحميد’ الباب بسرعة..
‘عبد الحميد’ :- أهلاً.. أنتي فاكره لو رفعتي فستانك هتقدري ترفعي مستوى الصوت عندي ؟!!
رآها ‘عبد الحميد’ مازلت ممسكه بطرف فستانها، فأكمل..
‘عبد الحميد’ :- عَلي أكثر، موظفي مكتب المراقبة لسه ماشافوش بطانة فستانك !!
ابتسمت ‘توليب’ بغباء وحاولت تغطية كشفه لمحاولتها التنصت عليه، فتذكرت ترند البطانة..
‘توليب’ :- مالوش لزوم أرفع أكثر، أصلي نسيت ألبس البطانة ههههه !!
‘عبد الحميد’ :- اتفضلي يا نجمة المهرجان، تحبي تتعرفي على واحدة زيك لابسه هدومها من غير بطانة !!
‘توليب’ :- أنت فاكر أني جايه علشان أدخل عندك ؟!!
‘عبد الحميد’ :- أنا مش فاكر. أنا متأكد !!
‘توليب’ :- عيب الكلام ده أنا واحدة ست محترمة و..!!
قطعت ‘توليب’ كلامها عندما أدخلها ‘عبد الحميد’ إلى غرفة نومه، وأستسلمت لترى الفتاة الروسية التي معه وتفاجأت بأن غرفة نومه خالية..
‘توليب’ :- هي فين ؟!!
ضحك ‘عبد الحميد’ بقوة وألقى نفسه على السرير وتعمد تركها واقفة أمامه..
‘عبد الحميد’ :- مين هي ؟!!
انتبهت ‘توليب’ لخطأها، أنه من المفترض أنها لا تفهم الفرنسية، وعرفت بوجود أمرأة في غرفته..
‘توليب’ :- ااا اللي قولت عليها أنها مش لابسه بطانة ؟!!
‘عبد الحميد’ :- وأنتي بجد مش لابسه بطانة تحت فستانك ؟!!
‘توليب’ :- وهو في فستان بيجي من غير بطانة ؟!!
أستمر ‘عبد الحميد’ ينظر إليها بصمت. ارتبكت وفكرت في الخروج..
‘توليب’ :- طب بعد إذنك همشي، ماينفعش ابقى هنا في أوضتك !!
استدارت ‘توليب’ لتخرج..
‘عبد الحميد’ :- أستني عندك. لسه ماكملتش كلامي !!
‘توليب’ :- نعم؟ إزاي هتكمل كلامك وأنت مابتنطقش؟ خلاص أستريح كل الستات معاهم بطانة في فساتينهم. في سؤال ثاني ؟!!
أشار ‘عبد الحميد’ برأسه نحوها..
‘عبد الحميد’ :- الزوجة الغامضة !!
سقط قلب ‘توليب’ وفكرت في الهروب من أمامه..
‘توليب’ :- اا الفيلم دا أنا مشفتوش !!
نظر لها ‘عبد الحميد’ من الأعلى إلى الأسفل..
‘عبد الحميد’ :- أنتي بقى الزوجة المصون ؟!!
رأت ‘توليب’ أنه لا فائدة من الإنكار، فلزمت الصمت..
‘عبد الحميد’ :- أنتي ‘توليب’ ؟!!
‘توليب’ :- أيوة !!
‘عبد الحميد’ :- وأنا اللي كنت فاكر أني بتسلى بيكي، طلعتي أنتي اللي بتتسلي بيا !!
رفعت ‘توليب’ كفيها أنها لم تفعل شيئاً خاطئاً..
‘توليب’ :- بالحلال !!
شعر ‘عبد الحميد’ بالغضب لأنها دائماً تغلبه وجاهزة بالرد، فقرر إستغلال نقطة ضعفها بحبها له. فقام بتقليد حركتها..
‘عبد الحميد’ :- وأبغض الحلال الطلاق !!
سمعت ‘توليب’ كلمة "طلاق" فجف لعابها من الخوف ولم تستطع أن تنطق بكلمة، فهزت رأسها بسرعة بالنفي. رأى ‘عبد الحميد’ شفتي ‘توليب’ شاحبة بعد أن أختفى منهما طبقة أحمر الشفاة..
‘عبد الحميد’ :- إيه اللي أنتي كنتي متوقعاه مني ؟!!
حاولت ’توليب’ استجماع قواها حتى تتمكن من التحدث والتفاهم معه..
‘توليب’ :- أنااا وافقت اتجوزك بعد ما اديتوا لي عهد بأنك مش هطلقني لآخر عمري، وأكيد أنت مش هتسمح لنفسك تخلي بوعدك؟!!
رفع ‘عبد الحميد’ حاجبيه على صحة كلامها..
‘عبد الحميد’ :- صح ولكن كان بينا شرط لا أشوفك ولا تشوفيني، وأنتي أخليتي بالشرط، فمن حقي أني ماأوفيش بوعدي ؟!!
‘توليب’ :- لا لا أرجوك ماتطلقنيش. أوعدك أني همشي دلوقتي ومش هتشوف وشي ثاني !!
‘عبد الحميد’ :- أكيد هتمشي لكن بعد ما تجاوبي على أسئلتي !!
بدأت الدموع تنزل من عيون ‘توليب’..
‘عبد الحميد’ :- دموعك مش هتنفعك معايا، ولسه في حساب مع ‘حنان’ و‘فادي’ وخالتي، كلكم اتفقتوا عليا وإستغفلتوني !!
حاول ‘عبد الحميد’ أن يضغط على نفسه قبل أن يضعف أمامها..
‘عبد الحميد’ :- إيه كان هدفك من جيتك معاهم؟ كنتم فاكرين أن قلبي هيطب على طول ساكت لما يشوفك ؟!!
حاولت ‘توليب’ أن تمسح دموعها لتخفي ضعفها أمامه، لكنها تذكرت أنه ينوي طلاقها فخرجت دموعها أكثر..
‘عبد الحميد’ :- طيب خلينا نقول أنك جيتي علشان توقعيني في حبك. هل أنتي عملتي أي جهد حتى أتعلق بيكي؟ اللي أعرفه أنه لو في واحدة عايزه توقع راجل في حبها، فهي هتبدأ تقرب منه برومانسية وتتكلم معاه بلطف، وأنا ماشفتش منك غير الإهانات ودا وإحنا في أول الطريق. أومال لو تقربتي مني أكثر إيه هتعملي معايا بسوط لسانك اللي مابيرحمش؟ هتلسعيني لسع ومش بعيد هتضربيني على أي كلمة أقولها !!
‘توليب’ :- لا لا مش هعمل كدا أبداً، وأنا ماقولتش حاجة تزعلك وإحنا في الجبل !!
‘عبد الحميد’ :- في البداية قولتي إني بجيب ستات للجبل وبعدين هاهاهاها شغلتك بحاجة ثانية !!
‘توليب’ :- ما أنت كمان زعلتني وقولت عليا رخيصة وطردتني وأكثر من مرة !!
‘عبد الحميد’ :- من طولة لسانك وإحنا لسه بنتعرف ببعض، وفي الحياة الزوجية خايف منك تفكري تقتليني زي ‘نرجس’ !!
‘توليب’ :- لاااا أرجوك ماتقارنيش بيها. عمري ما هفكر أذيك أو أجرحك ولو بكلمة. ودا وعد مني وربنا شاهد عليا !!
جذبها ‘عبد الحميد’ من ذراعها بسزعة، فسقطت وجذعها على السرير وساقاها تلمسان الأرض. أمسك يديها من معصمها، واقترب من وجهها بغضب..
‘عبد الحميد’ :- أنتي ماتهمينيش، أنا بس اللي عايز أعرفه، هي ‘حنان’ كذبت عليا ؟!!
‘توليب’ - بخوف - :- بإيه ؟!!
رفع ‘عبد الحميد’ إصبعين أمام عينيها..
‘عبد الحميد’ :- كم دول ؟!!
فهمت ‘توليب’ قصده..
‘توليب’ :- أسمع ‘حنان’ ماكذبتش عليك بحاجة، أنا فعلاً كان عندي عين واحدة مابشوفش بيها لكن أول ما تجوزتك جريت لدكتور عيون من غير محد يعرف وعملت تصحيح النظر بالليزك، وماقولتش لحد عن العملية لأني انكسفت منهم يعرفوا أني فرحانة وبحاول أصلح نفسي علشانك !!
‘عبد الحميد’ - بسخرية - :- آه ورجلك كمان عدلتيها بالليزك ؟!!
حاول ‘عبد الحميد’ أن يرفع فستانها ليرى ساقها، لكنه توقف عندما سمع صراخها في حرج وقهر..
توليب :- أرجوك ماتشوفش رجلي. أنت مش عايزني وأنا خلاص همشي ومش هتسمع عني أي خبر ولا حتى اسمي !!
تمالك ‘عبد الحميد’ أعصابه عندما رأى ضعفها وترك يديها..
‘عبد الحميد’ :- أمشي والألفين المهر حلال عليكي ثمن ما أخذته منك !!
نهضت ‘توليب’ مصدومة من كلامه وبكت..
‘توليب’ :- أنااا مراتك مش واحدة من بنات الليل ؟!!
‘عبد الحميد’ :- مش قولتي أنك هتخلعيني علشان كدا أخذتي مني مهر ألفين جنية بس ؟!!
‘توليب’ :- واللهِ ما فكرت خلع بيوم. قولي إزاي وأنا مش عايزاك تطلقني أصلاً ؟!!
‘عبد الحميد’ :- يعني ‘حنان’ كانت بتكذب ؟!!
‘توليب’ :- لا، ‘حنان’ عمرها ما بتكذب، لكن يمكن حبت تهزر معاك !!
‘عبد الحميد’ :- امشي من قدامي دلوقتي ولما أرجع القاهرة هفكر إيه أعمل معاكي !!
‘توليب’ :- ‘عبد الحميد’ أرجوك ماتفكرش تطلقني. أنا خلاص شفتك عن قرب وحققت حلمي وهعيش بعيدة عنك وأنا بحترم نفسي أني مراتك !!
‘عبد الحميد’ :- اطلعي !!
‘توليب’ :- حاضر هطلع لكن قبلها عايزاك تعرف أني بحبك قوي وهموت لو طلقتني !!
خرجت ‘توليب’ من جناح ‘عبد الحميد’ بسرعة ..
وهو واثق من حبها له..
♡•♡•♡