شعرت ‘توليب’ بالضيق وبداية حالة من الإكتئاب، ففكرت في الذهاب إلى غرفتها لتجلس بمفردها، سارت بين الضيوف ورآها ‘عبد الحميد’ وتمنى أن تبقى معهم وتشاركهم فرحتهم لأنه يشعر بالراحة عندما يراها أمامه فقرر أن يتبعها ليتحدث معها أكثر حتى تفهم مبدأه..
ذهبت ‘توليب’ إلى موظف الاستقبال وأخذت منه المفتاح وصعدت إلى غرفتها. دخلت وتم تشغيل الضوء تلقائياُ. لم تصدق عينيها عندما رأت علبة ميكاجها ملقاة على الأرض مكسورة والألوان مختلطة ببعض. جلست وبدأت تجمع البودرة بيديها وبكت..
‘توليب’ :- هو إيه اليوم دا؟ لا لا مش اليوم بس؟ دي حياتي كلها. أيوة حياتي كلها مدمرة زي علبة مكياجي !!
رأت صورة طفولتها مرمية على الأرض، فنهضت بسرعة وضمت الصورة إلى صدرها..
‘توليب’ :- ومين رمى الصورة؟ دي كانت أخر صورة تصورتها والدتي معانا. أنا رفضت أحتفظ بيها كصورة على موبايلي لأن فيها ريحتها بتفكرني بيها !!
نظرت ‘توليب’ حول غرفتها..
‘توليب’ :- مين دخل الأوضة وعايز يدمرني ويعرف حقيقتي؟ هو أكيد خلاص عرف حقيقتي من اسمي !!
دخل ‘عبد الحميد’ وتفاجأ ببكائها..
‘عبد الحميد’ :- ‘أمل’ أنا آسف ماكنش قصدي أجرحك !!
سمعت ‘توليب’ صوته وأخفت الصورة خلفها..
‘عبد الحميد’ :- يلا انزلي معايا وانبسطي بالحفلة واوعدك أني موافق على خطوبة حتى نتأكد أننا متفقين ومناسبين لبعض !!
‘توليب’ - بسخرية - :- خطوبة أو جواز مابقتش فارقه معايا. أنت عايز واحدة كاملة. إيه هو الكمال عندك؟ فين هتلاقي الواحدة الكاملة؟ الأولى بتقولوا عنها جميلة لكن أنها شيطانة والثانية بتقول عليها ناقصة لكن أختك وخالتك بيقولوا عليها ملاك. كل واحد وفيه حاجة ناقصة. حتى أنت ناقص ماتفكرش أنك كامل. أنت ناقص. أيوة أنت ناقصك حاجات كثيرة. ناقصك إحساس. ناقصك حب. ناقصك مشاعر. أنت ولا حاجة. أنت لولا فلوسك أنت ولا حاجة. فلوسك هي بتجيب لك القوة. جرب تعيش يوم واحد من غير فلوس، هتعرف حقيقة نفسك وهتشوف النقص اللي جواك. أنت داخل نفسك فراغ بتفكر بس فين تلاقي الفلوس وسايب حياتك تمشي من غير ما تستمتع بيها !!
‘عبد الحميد’ :- مقابلتنا عند ورد التوليب سمحت لك تقلي أدبك معايا أكثر !!
انفجرت ‘توليب’ بالبكاء وفكرت في تغيير كلامها لأنه ليس من حقها شتمه وإهانته لتعويض النقص الذي تشعر به..
‘توليب’ :- شوف علية مكياجي كسروه !!
‘عبد الحميد’ :- مين ؟!!
‘توليب’ :- تعال شوف بنفسك !!
رأى ‘عبد الحميد’ علبة مكياجها ملقاة على الأرض ولم يبقى منها أي جزء سليم..
‘عبد الحميد’ :- انكسر عليكي؟ عادي تقدري تعوضي بداله، مش عارف إزاي، مش عايز انطق بكلمة فلوس وتقولي لي حكمة أو تعايرني بيه !!
جلست ‘توليب’ على الأرض واستمرت في البكاء، وجلس ‘عبد الحميد’ بجانبها..
‘توليب’ :- مش أنا اللي كسرته. في حد كان هنا !!
‘عبد الحميد’ :- هعرف مين هو وهدفعه ثمنه من روحه !!
‘توليب’ :- أيوة عايزه اشوفه مكسر زي ميكاجي !!
‘عبد الحميد’ :- هاهاهاها مش لدي درجة، أنا بس بهزر معاكي !!
أخرج ‘عبد الحميد’ منديلاً من جيبه وبدأ يسح دموعها. خجلت منه وقامت بسرعة..
‘توليب’ :- شكراً. همسح لنفسي !!
‘عبد الحميد’ :- طب ممكن نخرج نكمل سهرتنا، خالتي سألت عليكي وأطمني هشتري لك.. قصدي فداكي ألف علبة ميك اب !!
‘توليب’ :- لا لا عادي لو أنت عايز تشتري لي واحد زيه، أنا موافقة !!
‘عبد الحميد’ :- بجد موافقة ؟!!
‘توليب’ - لنفسها - … ” طبعاً، مش أنت جوزي !! ” …
♡•♡•♡