Tahani Muhsin

شارك على مواقع التواصل

في صباح اليوم الثاني رن الهاتف الأرضي في غرفة ‘زهراء’ و‘توليب’ فنظرت 'توليب' إلى شاشة الهاتف لتعرف هوية المتصل..
‘توليب’ :- دا رقم مكتب الإستقبال. إيه تقولي هم عاوزين ؟!!
‘زهراء’ :- ردي عليهم وهنعرف !!

رفعت ’توليب’ سماعة الهاتف..
‘توليب’ :- الو ؟!!
‘عبد الحميد’ :- ‘أمل’ صباح الخير !!

ارتبكت ‘توليب’ عندما سمعت صوته لأنها المرة الأولى التي تسمع صوته في اتصال..
‘توليب’ :- صص صباح النور !!
‘عبد الحميد’ :- فطرتي ؟!!
‘توليب’ :- أيوة من بدري، هو السيد ‘جمال’ عايزني؟ أنا كنت عنده من شويه واديت له كل أدويته قبل ما أفطر !!
‘عبد الحميد’ :- أيوة عارف. أنا أتصلت بيكي لأني عايزك، فأرجوكي ألبسي وانزلي لي حالاً !!
‘توليب’ :- طب ممكن أعرف..!!
‘عبد الحميد’ - مقاطع - :- لو سمحتي انزلي بسرعة، أنا واقف مستنيكي قدام مكتب الإستقبال. ماتتأخريش !!

أغلق ‘عبد الحميد’ الخط قبل أن تتمكن ‘توليب’ من سؤاله عن السبب، فأغلقت الهاتف والتفتت نحو ‘زهراء’..
‘توليب’ :- ‘عبد الحميد’ طلب مني البس وأنزل له حالاً. تقولي إيه عاوز مني ؟!!
‘زهراء’ :- كل خير إن شاء الله !!
‘توليب’ :- أنا متوترة حاسه كدا أنه بدأ يرتاح لي. امبارح قال لي أنه موافق على خطوبة !!
‘زهراء’ - بفرحة - :- خلاص روحي غيري هدومك، ماتضيعيش وقت. ولما ترجعي احكي لي بالتفصيل عن كل اللي قالك، ويا رب أسمع منك خبر يفرحنا !!
‘توليب’ :- يا رب، طب لو هو تقدم لي ينفع أقول له الحقيقة إني مراته؟!!
‘زهراء’ :- طبعاً تقولي له لأني دلوقتي خايفه لو هو وقع في حبك يقوم يطلقك من غير ما يعرف لانه فاكر أنها هي حتى يتجوزك !!
‘توليب’ :- يا خبر، مش عايزه أسمع منه كلمة طالق !!
‘زهراء’ :- يبقى استعجلي، روحي غيري هدومك !!
‘توليب’ :- خلاص هلبس بسرعة وأروح أقوله الحقيقة !!

ذهبت ‘توليب’ إلى الخزانة وأرتدت قميصاً أخضر وبنطالاً أسود وحجاباً أسود. ووقفت أمام المرأة تضع مكياجاً خفيفاً. نزلت من المصعد وفكرت بقلق هل اليوم هو اليوم الموعود لكشف حقيقتها أمام ‘عبد الحميد’. انفتح الباب ورأته بجوار مكتب الإستقبال ينتظرها. أبدت إعجابها بمظهره، حيث ارتدى بنطال جينز أزرق وتيشيرت أبيض وقبعة بيضاء على رأسه. فسبقها وأشار لها أن تتبعه. ركضت خلفه وخرجا من الباب الخلفي للفندق..

توقف ‘عبد الحميد’ والتفت إليها..
‘عبد الحميد’ :- أمشي بسرعة، أنتي بطيئة قوي !!
‘توليب’ :- أنا بجري بكل طاقتي يعني علشان تأخرت ثلاث ثواني بس !!
‘عبد الحميد’ :- أنا مستجعل، عندي شغل كثير، يلا إطلعي !!
‘توليب’ :- فين ؟!!
‘عبد الحميد’ :- يعني مش شايفه اللي قدامك ؟!!

رأت ‘توليب’ شاحنة كبيرة..
’عبد الحميد’ :- هنروح السوق نشتري طلبات للفندق !!
‘توليب’ :- أنت بنفسك اللي بتروح تشتري الحاجات للفندق ؟!!
‘عبد الحميد’ :- مش كل يوم. هاه موافقة تجي معايا في عربية النقل دي ؟!!

قفزت ‘توليب’ من الفرح كالأطفال..
‘توليب’ :- طبعاً موافقة.ولو عايز أنا اللي هسوق !!
‘عبد الحميد’ :- بتعرفي تسوقي عربيات النقل ؟!!
‘توليب’ :- لا. لكن بحب أسوقها !!
‘عبد الحميد’ :- هاهاهاها طب يلا نروح للسوق قبل ما يتأخر علينا الوقت !!
‘توليب’ :- حاضر !!

ركضت ‘توليب’ إلى الجانب الأخر وانتظرت مكانها بفارغ الصبر. ركب ‘عبد الحميد’ الشاحنة وفتح لها الباب. صعدت وبدأت تلمس الأجزاء التي أمامها وهي سعيدة. ابتسم ‘عبد الحميد’ من سعادتها وأدار مفتاح التشغيل..
‘عبد الحميد’ :- بسم الله على بركة الله !!

نظرت إليه ‘توليب’ وهو يقود الشاحنة بكل فخر وكأنه يقود طائرة..
‘توليب’ :- امتى تعلمت سواقة عربيات النقل !!
‘عبد الحميد’ :- مش صعبة كأنك بتسوقي عربية لكن في شويه اختلافات بسيطة. ودلوقتي قولي لي أنتي مبسوطة؟!!
‘توليب’ :- قوي قوي أنت رجعتني لأيام طفولتي !!

ابتسم ‘عبد الحميد’ وأنشغل يالنظر إلى الطريق، اقتربت ‘توليب’ من النافذة، مستمتعة بمشاهدة السيارت وكأنها ألعاب صغيرة كما كانت تراها في طفولتها. وصل ‘عبد الحميد’ إلى السوق وأوفف الشاحنة في مكان مناسب..
‘عبد الحميد’ :- أنا هنزل اشتري الحاجات المطلوبة وأرجع لك بسرعة !!
‘توليب’ :- حاضر !!

أختفى ‘عبد الحميد' أمامها وسط الزحام، وبعد عشر دقائق عاد وبجانبه رجل يحمل صندوقاً فوق رأسه ويضعه في الشاحنة. وبعد أربعين دقيقة أنهى شراء جميع الإحتياجات المطلوبة للفندق..

قاد ‘عبد الحميد’ الشاحنة لمسافة قصيرة وصعد تلة صغيرة..
‘عبد الحميد’ :- انزلي خلينا نشوف البحر قبل ما نرجع الفندق !!

نزلت ‘توليب’ ورأت البحر وأذهلت من المنظر. أغمضت عينيها، مستمتعة بالريح ورائحة البحر. وسمعت خطوات ‘عبد الحميد’ قريبة منها، ففتحت عينيها فرأته واقفاً أمامها ينظر إلى البحر..
‘توليب’ :- المنظر جميل جداً !!
‘عبد الحميد’ :- فعلاً. هنا بنسى كل همومي !!

التفت ‘عبد الحميد’ إلى ‘توليب’..
‘عبد الحميد’ :- عجبك مشوارنا في عربية النقل ؟!!
‘توليب’ :- مش هقدر أوصف لك سعادتي وأنا “معاك” !!

اقترب منها ‘عبد الحميد’..
‘عبد الحميد’ :- معايا؟ يعني أنتي نسيتي عربية النقل والجبل والبحر والمنظر الجميل وما فكرتيش غير  بخروجك معايا ؟!!
‘توليب’ - بإرتباك - :- أنااا كان قصدي أختصر لك كل الكلام اللي أنت قولته بكلمة واحدة !!

اقترب منها أكثر..
‘عبد الحميد’ :- ‘أمل’ !!
‘توليب’ - بخجل - :- مممم !!

‘توليب’ - لنفسها - … ” أكيد دلوقتي هيطلب إيدي ويمكن يقول لي أنه بيحبني. هستغل الفرصة وأقوله على الحقيقة !! ” …

‘عبد الحميد’ :- عايز أقول لك على حاجة !!
‘توليب’ :- وأنا كمان عا..!!

توقفت عن الكلام عندما رأته يقترب منها أكثر فأكثر، فتراجعت أكثر..
‘عبد الحميد’ :- ‘أمل’ أنا بقيت بفكر فيكي كثير !!
‘توليب’ :- وأنا بفكر فيك طول الوقت !!

اقترب ‘عبد الحميد’ فتراجعت حتى اصطدم ظهرها بالشاحنة..

‘توليب’ - لنفسها - … ” هو عايز يحضني وأنا كمان نفسي أغرق في حضنه. يلا انطق وقول إنك عاوز ننخطب ” …

‘عبد الحميد’ :- ‘أمل’ أنا عايز ؟!!
‘توليب’ - بلهفة - :- أيوة إيه أنت عايز ؟!!
‘عبد الحميد’ :- عايز ؟!!

اقترب من وجهها لكنها تماسكت ودفعته بعيداً عنها، وشعرت بالإشمئزاز منه أنه قد يكون معتاداً على القدوم إلى هذا المكان مع الكثير من النساء..
توليب’ :- أيوة قول أنك عملت كل دا ليا لأنك فاكر أنك هتقدر تأكل بعقلي و..!!!
‘عبد الحميد’ - مقاطع - :- لا أرجوكي ماتهنينيش بتفكيرك السطحي !!
‘توليب’ :- قولي كم واحدة جيتها لهنا وتمتعت بوقتك معاها ؟!!

انزعج ‘عبد الحميد’ من اتهامها..
‘عبد الحميد’ :- إيه بتقولي ؟!!
‘توليب’ :- كم واحدة قدرت تكسب رضاها بعربية النقل دي. واضح أنك متعود عليهم !!
‘عبد الحميد’ :- نعم؟ وهو في واحدة بتطلب عربية نقل؟ أنا أعرف أنهم بيحبوا عربيات غالية مش عربيات نقل ؟!!

بلع ‘عبد الحميد’ إهانتها له لكنه استمر في المحاولة..
‘عبد الحميد’ :- أنتي الوحيدة من نوعك اللي طلبتي عربية نقل. ‘أمل’ أنا عايزك أنتي.. أنتي وبس !!

اقترب منها ‘عبد الحميد’ بسرعة وعانقها بقوة..
فضعفت أمامه لأنها تحبه..
وأستسلمت له لأنه زوجها..
وأستمر عناقهما لفترة طويلة..

༺༻
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.